بتـــــاريخ : 5/15/2008 9:06:52 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1360 0


    يجب ان تكون نفسك

    الناقل : heba | العمر :43 | الكاتب الأصلى : نجلاء على هيكل | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    حياة رجل

     

     

    إن السيرة النبوية العطرة تحمل بين طياتها صفات متميزة لشخصيات عظيمة قدم كل منهم أفضل ما لديه للإسلام، فعلى سبيل المثال أبو بكر بن أبى قحافة " الصديق"، عمر بن الخطاب "الفاروق"، خالد بن الوليد "سيف الله المسلول"، ولم تنس السيرة النبوية دور المرأة في الإسلام فزوجات الرسول رضي الله عنهم " أمهات المؤمنين "

     

    ، ولكن هذه الصفات الشخصية الفريدة و التي تظهرها هذه الألقاب لم يكن يتمتع بها صاحب الصفة بمفرده عن الباقين فكل صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وغيرهم من المسلمين كانوا يتمتعون بصفة التصديق لما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان له السبق في هذه الصفة عن الصحابة الآخرين.

     

    وتواصلا ًمع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل لنا بها من أسوة حسنة، في تربية أبنائنا ؟ فنحن على علم بأن كل فرد منا يتمتع عن غيره بميزة بارزة وملحوظة عن الآخرين، فكل منا خُلق لما يسر له من عمل، فهذا تميزه يكمن في كونه ممهداً لأن يكون طبيباً، وآخر ليكون مهندساً وغيره ليكون معلماً وهكذا، ولولا هذه الاختلافات بين الأفراد لما ارتقينا بأوطاننا

     

    . وكمثال علي ذلك فبعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام تولى أبو بكر الصديق خلافة المسلمين لأنهم في ذلك الوقت كانوا بحاجة إلي إنسان عطوف القلب ليضمد جراح وفاة الرسول عليهم، وبعد وفاة أبي بكر كان المجتمع المسلم بحاجة إلى قائد قوي لا يستهين بحدود الله وبالأخص لأن تلك المرحلة هي مرحلة فتوحات إسلامية في شتى بقاع الأرض، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

     

    كما أننا نحن الآباء نرى اختلافات واضحة وملحوظة بين أبنائنا، وهم أبناء أب واحد وأم واحدة ولكن الجينات الوراثية بالرغم من ذلك تلعب دورها في تكوين الشخصية، وكما يقول أمرام سشاينفيلد: "ومن بين مئات الجينات توجد جين واحدة قادرة على تغيير حياة المرء ". فالطفل قد يكون بارعا في الرياضيات أو اللغات أو الفنون أو غيرها و لا يوجد طفل - أو حتى إنسان بالغ – ينجح بكفاءة في كل مكان.

     

    لذلك وجب علينا نحن الآباء أن نربي أبناءنا علي أن يكونوا هم أنفسهم حتى يبرعوا في مجالات أعمالهم في المستقبل أسوة حسنة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى أن هذا ما تفعله الدول المتقدمة الآن وهذا هو سر تقدمها ونجاحها.

     

     وأعتقد أن الأسلوب الأمثل لذلك يكون عن طريق مد يد العون لهم، وتشجيعهم من خلال تنمية مواهبهم وصقلها بالعلم المحبب إليهم الذي يجدون من خلاله أنفسهم في مختلف مجالات العلوم والفنون و الآداب.

     

    وللأسف و رغم أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين فإننا نجد من الآباء المتعلمين وذوي الحظ الوافر من الثقافة يوجهون أبناءهم ليكونوا هم أنفسهم أي نسخة طبق الأصل منهم أو يوجهون أبناءهم لما كانوا يودون أن يكونوا هم عليه ولم يكن لهم المقدرة سواءً بسبب الظروف المادية أو الاجتماعية أو العلمية،

     

    وبالتالي يكون هذا هو الخطوة الأولى لبداية فشلنا نحن الآباء في تربية الأبناء لأنه بذلك لن يصل الابن لما يريده ويرغبه هو ويستطيع أن يبرع به، ولا يكون قد  حقق ما نتمناه نحن الآباء،وإذا حقق مانتمناه نحن سيكون حينذاك كالإنسان الآلي مجرد آلة تتلقى الأوامر لتنفيذها بدون تفكير، فهل هذا مانرجوه فعلا لأبنائنا ؟

    فيقول أحد مفكري الغرب في هذا الِشأن وهو: الدكتور جايمس غوردون غيلكي:

    "إن مسألة الرغبة في كونك ذاتك هي عامة كالحياة البشرية، ومسألة عدم الرغبة في كونك ذاتك هي الكامنة خلف العقد النفسية والأمراض العصبية " ومن رأي الدكتور جيمس نجد أن الإنسان حينما يتطلع لأن يكون ذاته يكون لديه قدرة علي النجاح ودافع داخلي للتفوق بينما حينما ندفعه إلى طريق لا يرغبه نكون قد تسببنا له في ألم نفسي وإحباط لمواهبه وبالتالي ستكون النتيجة عكس ما نرغب تماماً.

    ولا نستطيع نسيان أن أبناءنا خلقوا في زمن غير زمننا لذلك وجب عليهم التأقلم مع العصر الحديث فنحن نعلم ما يحدث في العالم الآن من ثورة علمية هائلة في جميع المجالات ولم تكن هذه التكنولوجيا موجودة حتى زمن قريب جدا فالعالم يشهد تطوراً كبيراً فى كافة مجالات التكنولوجيا كما أن ظروف الحياة اليوم وصعوبتها جعلت كل منا يفكر في المستقبل بشكل مختلف عما يراه الوالدين.

    ونجد أن أستاذ الأدب الإنجليزي في اكسفورد وهو شخص له حظ وافر من الثقافة والعلم يقول عام 1904 أي منذ ما يقرب عن المئة عام: " لا أستطيع أن أضع كتابا يوازي كتب شكسبير، بل أستطيع أن أضع كتاباً بقلمي " (1)  فهذه المقولة نستشعر منها مدي القوة والثقة بالنفس الموجودة بداخله ولكن من أين هذه القوة ؟ هي من الإرادة الناجحة والتصميم والإصرار علي تحقيق الذات وقد كان له هذا.

     دور الآباء:

    كما أرجو من لفت نظر الآباء لبعض الأمور التي قد يستفيدون منها في تربية الأبناء وهي:

            أن يتركوا أبناءهم يتفوقوا في المجالات المحببة إليهم فذلك سوف يعود على الأبناء من زاويتين: الأولى هي شغل وقت الفراغ بشيء جيد ومفيد، والثاني يكون عونا لهم في تحقيق مايتمنونه في مستقبلهم العلمي والوظيفي.

            المساندة الإيجابية للأبناء وتشجيعنا لهم ستكون الدعامة الأولي لنجاحنا في تربية أبناءنا وسنجد أيضا أن أبناءنا سيعرفون أننا أصدقائهم ولسنا آباء متحكمون بهم وبالتالي سيتقربون إلينا أكثر وأكثر وذلك سيعمل على أن نجني ثمار نجاحنا في المستقبل القريب غير البعيد إن شاء الله.

            إن نأخذ الصحابة رضي الله عنهم أسوة حسنة لنا فهم كانوا أنفسهم ولا ننسى بصمات كل رجل منهم في التاريخ الإسلامي.

            إن ذلك أيضا سيعمل على تقوية شخصية الأبناء، مما سيدفعهم لمواجهة صعوبات المستقبل وتحدياته حيث ان الشخصية القوية هي القادرة فقط على الصمود أمام تحديات العصر الحديث.

            أن حبهم لعملهم سيدفعهم للتفوق به وليس النجاح الباهت المتواضع.

     وفي النهاية أستودعكم الله متمنية أن يكون ذلك حجر الأساس لبناء جيل مسلم قوي يتحدى الصعاب، وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.

    كلمات مفتاحية  :
    حياة رجل

    تعليقات الزوار ()