سَـنَـةٌ مَـضَتْ ، فإذا خرجتَ إلى |
|
ذاكَ الـطـريـقِ بِـظـاهرِ iiالبَلَدِ |
وَلَـفَـتَّ وَجْـهَـكَ يَمْنَةً ، فترى |
|
وجـهـاً مَـتـى تَـذكُرْهُ تَرْتَعِدِ : |
هـذا الـفتى في الأمسِ ، صارَ iiإلى |
|
رَجُـلِ هَـزيـل الـجِـسْمِ مُنجَرِدِ |
مُـتَـلَـجـلِجِ الألفاظِ مُضطربٍ ، |
|
مـتـواصـلِ الأنـفـاس مُـطَّرِدِ |
مُـتَـجَـعِّـدِ الـخدينِ مِنْ سَرَفٍ |
|
مُـتـكَـسِّـرِ الـجفنين مِنْ سُهُدِ |
*** |
|
*** |
عَـيـنـاهُ عـالِـقـتان في نَفَقٍ |
|
كَـسِـراجِ كُـوخٍ نِـصْفِ iiمًتقِدِ |
أو كـالـحـبـاحبِ ، باخَ لامِعُهُ |
|
يـبـدو مـن الـوجَنَاتِ في خَدَدِ |
تَـهْـتَـزُّ أنْـمُـلُـهُ ، فتَحْسَبُها |
|
وَرَقَ الـخَـريـفِ أُصِـيبَ بالبَرَدِ |
وَيَـكـادُ يَـحْـمِلُهُ ، لِما تَرَكتْ |
|
مِـنْـهُ الـصَبَابَةُ ، مِخْلَبُ الصُّرَدِ |
*** |
|
*** |
يـمـشـي بـعـلَّتِهِ على مَهَلٍ ، |
|
فَـكَـأنَّـهُ يـمـشـي عَلى قَصَدِ |
وَيَـمُـجُّ أحـيـانـاً دَماً ، فعلى |
|
مِـنْـديـلِـهِ قِـطَـعٌ من الكَبِدِ |
قِـطَـعٌ تـآبـيـنٌ مُـفَـجَّـعَةٌ |
|
مَـكْـتُـوبَـةٌ بِـدَمٍ بِـغـيرِ يدِ |
قِـطَـعٌ تـقـولُ لَهُ : تموتُ غداً |
|
وإذا تـرقً ، تـقـولُ ك بعدَ غَدِ.. |
والـمـوتُ أرحـمُ زائـرٍ لِـفَـتىً |
|
مُـتَـزَمِّـلِ بـالـداءِ مُـغْـتَمِدِ |
قـدْ كـان مُـنـتحِراً ، لو أن لهُ |
|
شِـبْـهَ الـقِوَى في جسمهِ الخَضِدِ |
لَـكِـنَّـهُ ، والـداءُ يَـنْـهَشُهُ ، |
|
كـالـشـلـوِ بين مخالب الأسدِ.. |
جَـلْـدٌ عَـلـى الآلامِ ، iiيُـنْجِدُهُ |
|
طَـلَـلُ الـشبابِ وَدارِسُ iiالصِّيَدِ.. |
*** |
|
*** |
أيـنَ الـتـي عَـلِـقتْ بِهِ iiغُصناً |
|
حُـلْـوَ الـمَـجـانِـي ناضِرَ المَلَدِ |
أيـن الـتـي كـانـت تقولُ لهُ |
|
ضعْ رأسَكَ الواهي على كبدي ؟! .. |
مَـاتَ الـشَّـقيُّ بِها وَقَدْ iiسَلِمتْ |
|
يَـا لَـلْـقَـتـيـلِ قَضى بلا قَوَدِ |
مَـاتَ الـفـتى ، فأقيم في جَدَثٍ |
|
مُـسْـتَـوْحِـشٍ الأرجـاءِ مُنْفَرِدِ |
مُـتَـجَـلِّـلٍ بـالـفقرِ ، iiمؤتَزِرٍ |
|
بـالـنـبْـتِ مِـن مُتَيَبِّسِ وَنَدِي |
وَتَـزُورُهُ حِـيـنـاً ، iiفَـتُـؤْنِسُهُ |
|
بَـعـضُ الـطيورِ بِصوتها الغَرِدِ ii.. |
كَـتَـبُـوا عـلـى حُجُراتِهِ بِدَمٍ |
|
سَـطـراً بـهِ عِـظةٌ لِذِي رَشَدِ : |
هـذا قَـتِـيـلُ هَوًى ببنتِ هوًى |
|
فـإذا مَـرَرْتَ بِـأُخْـتِـها iiفَحِدِ |