بتـــــاريخ : 3/5/2009 8:28:55 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1064 0


    خلطــة سحــرية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : داليا رشوان | المصدر : www.alameron.com

    كلمات مفتاحية  :
    خلطــة سحــرية النجاح

     

    للنجاح وبناء الأهداف
    مشاكل كثير من الناس محصورة في وجود هدف على الرغم من أن ما يظهر فعليا من مظاهر مشكلات الحياة لا ينم عن ذلك، لكن بالعودة إلى نقطة الانطلاق تجد أنه لم يكن هناك أصلا نقطة انطلاق ولم يكن هناك أصلا نقطة متوقعة للوصول فكيف لنا أن نحسن السير في هذا الطريق .. نظريا وعمليا هذه الخطوات العشوائية هي سبب السقوط.
     
    الإنسان الناجح هو في نظري الانسان الذي يعرف ماذا يريد، ولديه هدف لكل أفعاله من أعقدها إلى أبسطها حتى لو كان الهدف مجرد الترفيه عن النفس للاستعداد إلى عمل آخر. والهدف له علاقة وثيقة بالوقت لأن الوقت هو ساحة تحقيق الأهداف، فاستخدامك للوقت دون هدف لن يحقق شيئا وسوء استخدامك للوقت وعدم تنظيمك له مع وجود هدف لن يحقق شيئا لذا وجب عليك معرفة هدفك أولا ثم حسن تنظيمك للوقت لتكون النتيجة النهائية انسان ناجح. وسيلي هذا الموضوع إن شاء الله موضوع آخر عن رؤيتي لسهولة تنظيم الوقت.
     
    ولا اتحدث عن الانسان الناجح على أنه رجل الأعمال فقد يكون الرجل غني وفاشل، أو فقير وناجح، وفي رأيي أن الانسان الناجح هو الانسان الذي استطاع أن يتعامل مع هذه الدنيا ويتفاعل معها بشكل ايجابي وحقق معادلة الرضا مع الطموح وذلك في وجود أمان نفسي واستقرار وعدم فرح بالزيادة أو الحزن عند النقص لليقين بأن في الحالتين هناك ابتلاء.
     
    بعض التعليقات على كيفية اختيار الاهداف
    (1)
    ليس منطقيا أن أختار هدفا بعيد المنال أو خيالي وأقف عنده وأحاول  أن أصل له لأن طول الوقت مع عدم وجود انجاز ملموس سوف يصيب بالاحباط والتوقف في المراحل الأولى، لكن من المنطقي أن أضع هدف كبيرا مثل هذا وبيني وبينه كثير من الأهداف السريعة التي تشعرني بالرضا عن نفسي وتحمسني للمزيد وتدعوني للتفاؤل والانجاز
    (2)
    حين اختار الهدف يجب أن اعرف ماذا أريد وما هي قدراتي الحقيقية وما إذا كانت ستساعدني على هذا الاتجاه، لأن أفضل التنائج تأتي مع حسن اختيار الأنسب لقدراتي فلا اختار ما هو شاق علي ولا يتناسب مع مسئولياتي وقدراتي. وكم راينا بأعيننا أن حسن اختيار الأهداف بالتوافق مع القدرات الذاتية الحقيقية ولو كانت ضعيفة تتمخض عن ابداع في العمل، ويتجلى ذلك حين تجد من يعمل في أعمال عادية بل وحقيرة في نظرنا أحيانا ولكن يفعلها بحب وباقتدار فيبدع فيها.
    (4)
    أهم ما يساعد على اختيار هدف مناسب وضع حساب لمساحة خاصة بالمتع الشخصية ووقت كافي كمتنفس في داخل العمل الجاد لتحقيق الهدف، لأن هذا المتنفس يجدد من النشاط لاستكمال المسيرة، فالانسان الطبيعي ليست لديه القدرة على العمل المستمر المركز الشاق ذهنيا أو بدنيا لفترات طويلة ويحتاج لعناصر الترفيه حتى يستعيد نشاطه وحماسه وقدراته كاملة. ويعتقد البعض خطأ أن حذف بند الرفاهية النفسية من الحياة يساعد على التحقيق السريع للهدف، ولكن هذا لا يحدث على أرض الواقع وحتى إذا حدث فماذا يعني للانسان أن يحقق هدفا له ولا يبقي له من الصحة ما يساعده على الاستمتاع بما حققه.
    (5)
    ضع في اعتبارك أن الله يعطي كل منا ما يريد وقد رأيت بعيني فيمن حولي التحقيق العملي لذلك، لذا المشكلة ليست في تحقيق ما أريد ولكن فيما اريد، لأن ما اريد فعليا ليس ما أقوله لمن حولي ولكن ما رغبته نفسي وأخفته ويعلمه الله، فإذا أخفت نوايا خير وجدتها وإذا أخفت شر فُتحت لها طرق الشر من أوسع الأبواب تماما كما كانت تريد. ومثال على ذلك حتى تصل المعلومة، إذا أخفى أحد منكم في نفسه حبه للسلطة وللتسلط على الضعفاء، أو حب الحصول على المال بالطرق السريعة الغير مشروعة مثل فلان وعلان، سيفتح له الله الابواب على مصراعيها يوما ما وسيأخذ ما أراد وسيعاقبه الله بما اراد، أما من أراد في نفسه حلم يقدم به خيرا للناس مهما كان هذا الحلم تجد الله سبحانه يؤهله أولا للحصول على هذا الحلم حتى لا يطغى به، فقد يؤخره له لهذا السبب ثم يعطيه له من أوسع الأبواب في الوقت الذي يعلم فيه رب العالمين أن هذا الإنسان المؤمن سيستطيع السيطرة على تحقيق حلمه ولن يكفر بنعم الله بل سيزيده ايمانا.
    قال تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) – آل عمران
    (6)
    ولكن المفعول السحري لوجود هدف لم اقصد به ابدا الأهداف الكبيرة فقط ولكن جميع نواحي الحياة، والتعود على ذلك في حياتنا اليومية يدربنا على حسن اختيار أهداف الحياة الأخرى. وأعني بذلك على سبيل المثال:
    سأخرج من البيت واشتري شيئا ما
    تحديد الهدف هنا يكون بوضع بعض الأسئلة مثل:
    ما هو النفع الذي سيعود به هذا الشئ علي؟ هل يستحق الخروج وانفاق المال؟ هل أحتاجه الآن أم يمكن تأجيله أم أني لا احتاجه اصلا؟ هل هناك بديل أفضل؟ هل سأذهب إلى المكان المناسب لشراءه أم لا؟ هل هناك شئ أهم منه أريد أن اشتريه وأفضل لي أن استثمر المال فيه؟ هل أريد شيئا آخر من نفس هذا المكان حتى استمثر خروجي لقضاء جميع حوائجي منه بدلا من تضييع الوقت في مشوار آخر؟
    هذه الأسئلة ربما تجعلني أرجع في هذه الخطوة لاكتشاف أنها خطوة ليست لها فائدة وهناك ما هو أولى بها، أو أن اقدم عليها وأحسن فيها حتى استغلها لأقصى حد وفي جميع الحالات فأنا إذا خرجت من البيت،  فقد خرجت لأمر هام وحققت اقصى استفادة ولم اضيع وقتي لأني ذهبت إلى ما أريد وركزت فيه بدلا من التشتت في أغراض أخرى.
    وهكذا في أي شئ
     
    لكن أريد أن ألفت النظر هنا إلى أمر هام جدا وهو أنه ليس هناك هدف في حياتنا اليومية أفضل وأنفع من ابتغاء مرضاة الله، لأن هذا الهدف يساعد على إخلاص النية لوجهه في جميع الأعمال بشكل تلقائي ويصبح التفاعل مع الأحداث ذكر مستمر لله  كما يساعد على الاستمتاع بتطعيم أحداث الحياة بجمال ورفه القرب من رب العالمين والفوز برحمته وكرمه مما يغير من شكل كثير من أحداث الحياة.
     
    من أهم نتائج وجود الهدف بث روح الايجابية في الانسان ووجود محور رئيسي يدور حوله بدلا من تفريغ الطاقات في السير العشوائي مما يزيد القدرة على التركيز في انجاز محدد وعدم تضييع الوقت في التخبط بين الأهداف، أو على النقيض، الحياة دون هدف حتى يصل بنا الأمر إلى الشعور بعدم جدوى الحياة وأن الموت أفضل والنتيجة إضاعة طاقة انسان مسلم قادر على المساهمة في التغيير. كما أن وضوح الهدف يساعد على حسن اتخاذ القرارات المصيرية وحسمها بشكل لا يجعل هناك مجالا للندم بعدها على أي تبعيات وسهولة التسليم لارادة الله واليقين بأن هذه التبعيات ليست تقصيرا ولكن لأن الله أرادها هكذا للأفضل.
    أما حسن استغلال الوقت فمن نتائجه الوصول السريع إلى الهدف وتحقيق الثبات النفسي مما يحول دون التشتت بالتأثيرات السلبية للأحداث التي تخل بمزاج الشخص وتجعله يحيد عن المسار الرئيسي (غضب – حزن – شك – خوف) دون جدوى فعلية للوقت والجهد الذي بذله في هذه المسارات الجانبية، وذلك يتحقق نتيجة لوجود اشغال للوقت بشكل يساعد الإنسان على ألا يقف عند هذه المواقف الجانبية، وتخطيها بسهولة، كما يساعده أيضا على الاحساس بصغر حجم الأحداث العارضة التي تثيرنا على مدار 24 ساعة.
     
    ملحوظة: مسألة تصغير الأحداث والتقليل من وقعها على الإنسان يحدث بشكل كبير عند قراءة القرآن بتدبر لأن الإنسان يندمج في حدث أكبر يستعد له وهو القيامة والحساب وقصص الأنبياء التي تنقل الإنسان إلى أحداث هائلة تحدث وتتكرر على مدى الأزمان وحين يفرغ الانسان من القراءة ويعود إلى أحداث حياته المؤرقة له يجدها أصغر مما كان يحسبها. أما المظلوم فيرى كيف أنه كان هناك من هو أشد ظلما وانتقم الله منه، يقول تعالى:
    أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) – الروم
     
    أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)- فاطر
    كلمات مفتاحية  :
    خلطــة سحــرية النجاح

    تعليقات الزوار ()