بتـــــاريخ : 3/5/2009 8:21:12 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 723 0


    موضوع إداري جدا 2

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : داليـا رشـوان | المصدر : www.alameron.com

    كلمات مفتاحية  :
    موضوع إداري نظم الاداره

     

    1- النظام الشيوعي في الادارة
    هذا النظام يعتمد على أن الموظفين كلهم سواء وأي اجتهاد للموظف ليس من حقه التفرد به ولكن ينال التقدير على هذا العمل الرئيس أو المدير فقط وذلك بأوامر صريحة يعلمها الجميع أو يصدم بها من يأتي حديثا ولايزال "الحماس واخده" فيكتشف أن كل ما فعله لم يأخذ عليه ولو كلمة شكر وإنما كل الشكر والتقدير أخذه رئيسه في العمل.
    أي نظريات الإدارة هذه؟؟
    للأسف الإدارة حاليا هي مجرد منصب يصل إليه الفرد بالأقدمية ولا يحاول أن يقدم أي إنجاز إلا لشخصه على أساس أن يكمل مشواره ويثبت لمن أعلى منه أنه ناجح ويظل في مشوار الترقي. وهذه الصورة هي التي دمرت الشركات والمصالح الحكومية وجعلتها من أسوأ المؤسسات العاملة على الرغم من أن الخير لديها كثير ولكنه يُقمع بفعل نظريات الادارة الفذة مثل نظرية الادارة الشيوعية التي نتحدث عنها الآن.
    هذه النظرية تدمر جميع القدرات والمواهب الكامنة في الأيدي العاملة، ولو أن الرئيس أو المدير توقف عن النظر تحت أرجله ونظر إلى المسألة برؤية أبعد لعلم أن الأبقى له أن يخرج أفضل ما في موظفيه وتشجيعهم على ذلك بشكل مادي وتركهم ليتفردوا والمدير الناجح هو الذي يستطيع إدارة وتنظيم عمل نخبة من المبدعين حتى يكون ناتج إبداعاتهم في صالح المركب التي تحويهم جميعا، والإدارة التي تُعرف بأنها تحوي مبدعين هي إدارة تستحق كل تقدير.
    2- النظام الاستعبادي في الادارة
    هذا النظام يعتمد على القهر الدائم للموظف حتى يكون دائما في حالة إعياء وتعب وحزن على أساس أنه كلما تعالى صراخ الموظف كلما عرف الناس أن هذه الإدارة قوية وعملها فعال، وإذا تم وضع أنظمة مجحفة ولكن مع الوقت اعتادها الموظف وسلم أمره إلى الله يعاد وضع الأنظمة وتبديلها حتى يظل الموظف في حالة معاناة دائمة ولا يصل إلى مرحلة الاعتياد.
    وبما أنه قد توالت علي عدة ادارات سواء مباشرة أو غير مباشرة بدأت أعي ما يفعلونه معنا، إنه نظام شبيه بنظام حفر قناة السويس بالسخرة، فأي مدير يبحث عن ثغرات لم يراها غيره ليوقع على الموظفين الجزاءات والخصومات والمسائل تزداد سوءا من إدارة لأخرى ولم يكلف أحد المديرين نفسه ليبحث في استغلال طاقات الموظفين وتطوير طبيعة العمل الذي يقومون به،
    وسبب ذلك معروف لأن المدير الذي يتقلد منصب بغير استحقاق وبغير علم كيف سيظهر نفسه ومجهوده إلا بالتفنن ليل نهار في وضع الضوابط اللامعقولة وتوقيع الخصومات وما يظهر لمن هو أعلى منه أنه مديرا فعالا يراقب موظفيه ويسيطر عليهم بشكل جيد، أما الحقيقة هي أنه مدير فارغ من أي قيمة أو حكمة أو علم وأصبح متفرغا ليل نهار لأذى الناس والأخذ من حقوقهم، ومن لا يرضى فهناك آلاف تنتظر العمل مكانه.
    أما عن أجر هذا الموظف فتجد أن ما يتبقى له من أجر آخر الشهر بعد الخصومات يعطيه إياه المسؤول كأنه يتفضل عليه به وكأن هذا المرتب من جيبه الشخصي يعطيه لمتسول في الشارع وليس أجر مقابل عمل في المؤسسة التي لا يملكها هذا المدير، وذلك في رأيي أن هذا المدير يرى أن كل ما يتقاضاه هؤلاء الموظفون (الرعاع) هو حق له يسلبونه منه.   
    حين تدمج النظام الشيوعي مع النظام الاستعبادي ماذا تنتظر من الهيئات والمؤسسات الحكومية وغيرها؟
    تنتظر الآتي:
    موظفين في قمة اللامبالاة
    لا ولن يتحرك احدهم للتغيير إلى الأفضل سواء بإقتراح أو بمجهود وإنما يريد الواحد منهم أن يذهب إلى عمله ويعود دون أن يشعر به أحد مطبقا المثل الذي يقول "اشتغل كتير تغلط كتير متشتغلش متغلطش"
    موظف محبط لا يسعى إلى الأفضل لأنه يعلم أنه ليست هناك فرصة لذلك لذا يستغل وقت فراغه في "ضرب أسافين" في زملائه كتسالي فراغ حتى ينعم برضا الكبار ومنه إلى الحد من الخصومات، أما السيدات فحدث ولا حرج فلديهم الكثير ليملؤوا به وقت فراغهم إذا لم يجدوا من العمل ما يملؤه، فالنميمة والغيبة والخوض في الأعراض والنصائح التي تدخل ليمان طرة أو مدافن البساتين تجد رواجا شديدا وسط هذا الجو الفارغ من أي مضمون يعلي من شأن هذه الموظفة ويعطي لها طموحا تشغل به هذا الوقت المهدر.
    وفي مواجهة الجمهور تتصاعد معايير أخرى، فالموظف يحاول إخراج القهر الواقع عليه في صورة معاملة سيئة للجمهور، فكيف يراهم مرتاحين ويسعى لذلك وهو في قمة القهر وكأنه يريد أن يخرج كل غله فيهم.
    والغريب حقا أن بعض هؤلاء تجد له نشاط مبدع خارج نطاق عمله سواء في عمل آخر خاص يشغله أو كهواية يقضي فيها بقية يومه تلك الهواية التي ستظل أبد الدهر في إطارها لا تتغير ما دام في وظيفته الحكومية.
    رئيس العمل الناجح قد يصل بمؤسسته إلى آفاق لانهائية باكتشاف مواهب المرئوسين وحسن توظيفها وابرازها بما يناسب صالح العمل.
    أما الرئيس الفاشل هو الذي يفكر في مصلحته الشخصية فيعين قيادات ضعيفة تحت رئاسته حتى لا ينافسوه في منصبه، والقيادات الضعيفة لا تجد ما يجعلها بارزة ولديها شعور بالقوة إلا بتعيين من تحتها من نوعية المنافقين المتسلقين المتملقين من غير أولي العلم والخبرة، وهؤلاء بدورهم لا يعينون إلا من على شاكلتهم
    وهكذا
    ضاعت المؤسسة 
    ويبدو الأمر كأنه سمة خاصة للهيئات والشركات والمصالح الحكومية لكن الأمر أوسع من ذلك بكثير لأن هذه النظريات تطبق على أي شخص مسئول عن آخر ولو كان الآخر فردا واحدا أو فردين ولو كان في نطاق الأسرة أو في نطاق المدرسة أو الكلية أو بين الأصدقاء، هذا الموضوع معني به الجميع.
    والحقيقة التي لا يصدقها إلا القليل أن رئيس العمل لا يضره تفوق من هم تحت رئاسته ولكن العكس صحيح حيث أن من مصلحته إخراج أفضل ما فيهم وتشجيعهم عليه وإعطائهم حقهم فيه وجمعهم تحت رايته بعدل فيصبح قائدا ناجحا لمجموعة متفوقة وبذلك يكون قد خلد نجاحه في الدنيا والآخرة
    أما الرئيس الفاشل الذي ذكرناه بأعلى فيذهب ويأتي غيره لأن دوام الحال من المحال ولكنه يذهب بلا ذكر وبلا إنجاز ولا يبقى له إلا دعاء المقهورين تحت رئاسته وإن مر الزمن فإن الله لا ينسى ظلم ولا ظالم
    كلمات مفتاحية  :
    موضوع إداري نظم الاداره

    تعليقات الزوار ()