إن الدينَ الإسلامي قد تناول جميع تعاملات البشر بعضهم مع بعض وشرع لهذه التعاملات بما يفيد البشر ويجعل الحياة سعيدة وساكنة، بل إنه اعتبر ان أساس الدين والهدف الأول للدين هو التعامل بين البشر كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " الدينُ المعاملة" ومن هذه التعاملات التي وصي بها الدين وأشار إليها كان كيفية التعامل مع كبار السن، يقول الله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا علي وهن ويقول سبحانه وتعالي وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا وهنا كانت أول مباديء التعامل مع كبار السن وهو الإهتمام والرعاية وذلك في قوله ووصينا والرحمة والرفق والحب لهم وذلك في قوله ارحمهما والاهتمام او الرحمة او الحب لا يكون في النواحي المادية فقط بل إنه اساساً شيئاً معنويا، ً فأي مساعدة مادية لكبار السن لا تكون مصحوبة بابتسامة او كلمة حانية قد يكون مردودها عكسيا، وتأكيد ذلك ما أقره رسول الله لأحد الصحابة عندما سأل الرسول هل أدي حق أمه عليه عندما كان يحملها وهي تطوف حول الكعبة فقال له الرسول إنه لم يؤد حقها لأن أمه حملته في بطنها وهناً علي وهن وهي سعيدة وراضية اما هو فقد حمل أمه وهو متكدر ومتضرر ومن هنا يتأكد لنا ثالث المباديء في التعامل مع كبار السن وهو عدم إظهار التأفف والتضرر من مساعدتهم وذلك لأن هؤلاء الكبار تكون حساسيتهم مفرطة وشديدة تجاه أي مساعدة وكثيراً ما تؤدي هذه الحساسية الي عدم طلب المساعدة والظهور بمظهر عدم الاحتياج لأي مساعدة خصوصاً من أقرب الأقارب وهم الأبناء والأخوة وهنا نصل الي المبدأ الرابع والمهم في التعامل مع الكبار وهو أننا يجب ألا نركن الي الكسل والتراخي عند عرض المساعدة وألا نتوقف عن المساعدة بمجرد رفضهم لها ويجب أن نداوم علي عرض المساعدة والإصرار عليها مع إشعارهم أن هذه المساعدة نابعة عن حب ومودة، والمبدأ الخامس الذي يجب الإنتياه إليه جيدا عند التعامل مع الكبار هو استمرارية المساعدة وعدم توقفها وكما يقال "قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ متقطع" فإذا كنا نقدم بعضاً من المساعدة فيجب ألا نوقف هذه المساعدة وهذا لايكون إلا ان نقدم المساعدة التي نستطيع تقديمها في صورة متتابعة وألا نقدم المساعدة التي قد لا نستطيع الاستمرار فيها وهذا الأمر ينطبق كثيرا علي الأمور المعنوية فإذا كنا نقوم بالزيارة للأقارب كبار السن فيجب أن نداوم علي هذه الزيارات والا نقوم بها احيانا كثيرا ثم احيانا نادراً فتوقف الزيارات او إقلالها يؤدي الي احباطات نفسية لكبار السن، والمبدأ السادس للتعامل مع كبار السن هو محاولة التعايش معهم ومع أفكارهم وآرائهم ويجب أن نفهم أن هناك اختلافاً كبيرا زمنيا بيننا وبينهم وأن هذا الاختلاف الزمني سيؤدي حتماً الي اختلاف في الآراء والأفكار فما يعجبنا قد لا يُعجبهم وما نرضاه قد لا يرضونه وهذا الاختلاف يجب أن نتقبله بفهم واعٍ وألا نحاول التأثير عليهم وتغيير مفاهيمهم لأن هذا التأثير قد يُفهم فهماً خاطئاً ويؤدي الي عواقب وخيمة .
وفي الختام فإننا يجب أن نتأسي بسيدنا ابراهيم عليه السلام عندما تعامل مع ابيه وهويدعوه إلي عبادة الله ودين التوحيد وترك عبادة الأصنام فيحاوره في أدب ويدعوه في رفقٍ ولين ولا يرد إساءة أبيه بإساءة وفي النهاية يدعوله الله بالمغفرة.