بتـــــاريخ : 2/26/2009 3:42:46 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 951 0


    تحديد الهدف ودليل تحقيقه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د مصطفى السعدني | المصدر : www.maganin.com

    كلمات مفتاحية  :
    تحديد الهدف دليل تحقيقه

    إننا بهذا الفصل رأينا أهمية الدقة في صياغة أهدافنا، ونفس الوضع ينطبق على كل تفاعلاتنا مع أنفسنا ومع الآخرين، وكلما كنا أكثر دقة كلما أصبحنا أكثر فاعلية. والآن سوف نتعرف معا على بعض أدوات تحقيق هذا النوع من الدقة. ثم حقق الأفضل بالنسبة لك.

    "أعمل على تحقيق مستوى أفضل مما يتوقعه منك الآخرون". هنري وارد بيتشر.
    نملك جميعا الدليل على أننا وصلنا إلى مرحلة النضوج. فعلى سبيل المثال لدينا الصور الفوتوغرافية لصور أعياد الميلاد السابقة، والتي نشعر بالانزعاج كلما رأيناها بسبب أسلوبنا في ارتداء الملابس آنذاك، وامتلاكنا لهذه الصور يمنحنا الشعور بالراحة لأننا لم نعد نرتدي ملابسنا بهذا الشكل الصعب!!.... تعطينا الصور دليلا على التغييرات التي طرأت علينا وهذا دليل على تغيرك من حيث المستوى المالي والجسدي، ألا وانظر كيف كانت حجرتك في منزلك القديم.

    زيارة المنزل القديم
    إذا كنت ترغب في رؤية مدى تغير تفكيرك بالنسبة للشيء الأفضل لك فيجب أن تجرب زيارة منزل اعتدت العيش به ومعرفته جيدا من الممكن أن يكون منزل الأسرة الذي نشأت به أو منزل أجدادك. وراقب ما يحدث عندما تدخل المنزل بعد كل هذه السنوات. ما هو أول شيء تلحظه طبعا أن كل شيء قد انكمش!، لقد صغر حجم كل شيء!.

    كان أول منزل عاش به بعد انتقاله من منزل الأسرة مكونا من حجرتين صغيرتين في شارع خالد بن الوليد بمدينة الإسكندرية ذات المناظر الجميلة. وقد قرر ذات يوم الذهاب إلى هناك، وأن يرى الأشخاص الذين يعيشون فيه الآن، وعندما طرق الباب فتح له رجل في الأربعين من عمره وبسرعة أطلعه على شخصيته وقدم له نفسه وكان قد أحضر معه أوراقا رسمية مسجلا بها عنوانه القديم كي يتأكد ساكن المنزل القديم من صدق قوله وبعد فترة من التردد دعاه للدخول.

    لم يستطع تخيل مدى صغر هذه الشقة، فقد كانت الشقة ضيقة جدا حتى بدا كل شيء وكأنه موضوع فوق الآخر. كانت الضوضاء شديدة فلم يستطع أن يصدق أنه عاش في هذا المكان لمدة عامين وأنه رزق فيه بولده الأول، لقد استمتع بكل لحظة عاشها فيه هو و زوجته.

    إن قصة هذا الرجل تذكرني بكيفية قبولنا لكل شيء في حياتنا وتعودنا عليه. والشيء المذهل حقا هو :أننا نستطيع تحقيق أكثر مما نحققه باستمرار!. فما هو الشيء الذي اعتدت عليه ويعمل على تقييدك؟ وما هو الشيء الذي اعتدت عليه ويقيد دخلك وأسرتك وصحتك أيضا؟

    تغيير الوضع الراهن
    هل تعرف أن كثيرا من الدراسات الاستطلاعية أوضحت أن معظم الناس في المطعم لا يجاهرون بشكواهم إذا وجدوا أي شيء خطأ في الوجبة التي قاموا بطلبها؟
    سوف يجلسون فقط ويتناولونها، أو الأسوأ من ذلك هو أنهم يتركونها ويدفعون الثمن ويغادرون المكان دون الإعراب عن أي شعور بعدم الرضا...... ولن يعودوا إلى هذا المطعم مرة أخرى. هذا الفصل لا يناقش خدمة العملاء، بل يتناول فكرة اتخاذ مواقف حاسمة تتعلق بما هو جيد بالنسبة لك. وأنا لا أقترح مطلقا أن تختلق مشاجرة عندما تشكو من شيء في المطعم. إنما الذي أقترحه أن تفكر مليا في الأشياء التي تتحملها على مضض في كل جوانب حياتك!!!.

    من خلال عملي تمكنت من مقابلة أشخاص ناجحين ومتميزين في كل مجال من مجالات الحياة، وهؤلاء يتميزون بصفة مشتركة واضحة ألا وهي أنهم غير راضين مطلقا عن الوضع الراهن والطريقة التي تسير بها الأمور، فهم يتساءلون بشكل دائم عما يمكن إنجازه وتحقيقه، وهم لا يفعلون ذلك في مجال عملهم فقط، بل في كل جوانب الحياة، ومن ثم فإن تطورهم الشخصي أسرع من معظم الناس لإدراكهم أن أسلوب تفكيرهم هو الذي يحدد أكثر من أي شيء آخر ما سوف يحققونه في الحياة.

    إلى أي مدى تتحدى الوضع الحالي للأحداث في حياتك؟
    ما مدى التغيير الذي أحدثته في حياتك على مدى العاميين الماضيين؟
    كي تتمكن من تحقيق ما تصبو إليه حقا عليك أن تسعى لإدخال مغامرات وتجارب جديدة في حياتك!!!.

    عامل نفسك بنفس أسلوب معاملتك لضيوفك (دلع أو دلل نفسك):
    هل تشعر بالدهشة عندما ترى معظم الناس يندفعون ويهرولون لكي يقوموا بتنظيف المكان إذا علموا بقدوم ضيوف لتناول العشاء معهم؟
    فهم يتحملون المظهر السيئ لدورة المياه، والفوضى التي تسود غرفة النوم، لكن بمجرد أن يقوموا بدعوة الضيوف كل شيء يتم تغييره . وهذا سلوك يتسم بالغرابة!!!.

    من الآن فصاعدا أريدك أن تعامل نفسك بنفس الأسلوب الذي تعامل به ضيوفك المتميزين. تظاهر أن ضيفا مميزا سوف يأتي للبقاء معك لمدة أسبوعين. فما هي التغييرات التي ستقوم بها؟

    سوف تهتم بنظافة المطبخ وتعمل على تنظيف الحديقة وتحسين مظهر دورة المياه. لقد فهمت ما أعنيه أليس كذلك؟

    أنت أهم من أي ضيف، لذلك من الآن فصاعدا عليك في البدء بالاهتمام بكل ما حولك، كأنك دعوت رئيسك لتناول العشاء معك أو البقاء معك لمدة أسبوع!..
    فكما أعتدت على ترك غرفة النوم غير مرتبة تستطيع أن ترتبها كل صباح. أنا على يقين أن أسلوب حفاظك على منزلك وسيارتك وملابسك يعكس تقديرك لذاتك بصورة كبيرة، وهو يحدد ما تعتقد أنه الأفضل بالنسبة لك. فبمجرد أن تتوقع تحقيق مستوى أعلى في أي جانب من جوانب حياتك سوف تبدأ بصورة آلية في رفع قائمة إنجازاتك في باقي الجوانب.

    الاهتمام بالمظهر الخارجي
    إنني أتذكر قراءتي لمقالة في مجلة منذ ستة أعوام تتناول "الاهتمام بالمظهر من أجل النجاح"، إنها تقدم أسلوب ارتداء الملابس الذي يعطي انطباعا جيدا في مجال العمل، والألوان التي تتناسب مع الموضة، وهكذا وجدت من بين كل المعلومات التي تتضمنها المقال أن ما أثار انتباهي موضوع واحد فقط:
    "عليك أن تغادر منزلك كل يوم كأنك سوف تظهر على الغلاف الأمامي لمجلة "النيوزويك"..... ففي كل يوم كنت أحاول بذل كل جهدي وأقبل على العمل بهمة ونشاط، واهتم بمظهري، وطريقة ارتدائي لملابسي وأهمل ذلك في العطلات -إلا إذا كنت أنوي قضاء أمسية بالخارج- لكن بعد قراءتي للمقالة قررت أن أهتم بمظهري في العطلات أيضاً.

    ومنذ ذلك الحين وأنا أقابل الكثير من عملائي بالصدفة في الأسواق أو السينما أو المطاعم أثناء العطلة، وفي كل مرة أقابلهم أشعر بالسعادة لأني قرأت هذا الموضوع وتخيلت ما الذي يمكن أن يحدث إذا قابلوني وأنا غير مهتم بمظهري؟ وكيف سيذكرونني بعد ذلك؟!.

    إذا كان عملائي يتوقعون أنني أرتدي ملابسي بطريقة رائعة ثم قابلوني وأنا أبدو في أسوأ حال في عطلة نهاية الأسبوع فسوف يعتقدون أنني أفتقر إلى المصداقية!. ومع ذلك فإن الكثير منا يطبقها خلال ساعات العمل فقط!!.

    هناك مقولة قديمة تقول: "إن أوقية من الشكل تساوى طنا من الأداء"، وهذه المقولة صحيحة إلى حد كبير، وبالمناسبة فقد ذكرني هذا الكلام بما يفعله رؤساء تحرير الدوريات العلمية الطبية العالمية؛ فهم قد يرفضون نشر مقال طبي فيه اكتشاف طبي جديد لأن طريقة عرض وأسلوب كتابة المقال غير منظمة وغير متناسقة!!، بينما قد يقبلون نشر بحث طبي آخر متواضع من حيث قيمته وفائدته العلمية ولكنه منظم ومكتوب بطريقة علمية جيدة، ويحضرني هنا مثل مصري لا أحبه ولكنه للأسف معمول به على مختلف الساحات ألا وهو: "كذب مساوي ولا صدق منعكش"، فبصراحة أنا أكره الكذب حتى لو كان مساوي، وعلى كل حال، فأنا أكره أيضا أن أتصف بعدم المصداقية في نظر عملائي وزبائني لذلك استجمع نشاطي وطاقتي وأحاول ارتداء ملابسي بطريقة ملائمة دون الاهتمام بالمكان الذي سوف أذهب إليه؛ لأنك لا تستطيع أن تعرف من الذي سوف تقابله بالصدفة!.

    وأرغب في توضيح نقطة مهمة هنا ألا وهي هناك من يقول: "إنك لا تستطيع الاسترخاء والاستمتاع بالحياة وأنت شديد الاهتمام بمظهرك"، وأقول: أعد التفكير فيما حدث عندما كنت تستعد لحضور حفل زفاف صديق حميم أو مناسبة رسمية.

    كيف كان شعورك وأنت تقوم بارتداء ملابسك؟
    هل تحسنت مشاعرك تجاه ذاتك؟
    ماذا حدث عندما انتهيت من ارتداء ملابسك وألقيت نظرة أخيرة في المرآة كي تتأكد أن كل شيء على ما يرام؟

    أنا متأكد أنك شعرت بالسرور من نفسك وبدأت في التطلع للحدث بلهفة كبيرة. إن الحياة لا تختلف كثيرا عن ذلك .فإذا استطعت ارتداء ملابسك بطريقة أفضل ستبدأ في الشعور بأنك تطورت إلى الأفضل. بل سوف يتجه حديثك مع ذاتك اتجاه إيجابي وجديد لأن الآخرين سيبادرون بإبداء إعجابهم بمظهرك الجديد. فاستمر في ذلك كل يوم، وسوف ترى النتائج وستشعر بفرق كبير في حياتك...... وهنا وقفة مهمة لابد منها ألا وهي: لا تحاول أبداً أن تُظهر ما لا تملكه لأن ذلك يفقدك المصداقية، ولكن اظهر أفضل ما عندك أنت وما تمتلكه أنت -وليس غيرك- للناس والله أعلم بالسرائر، يقول ماكدونالد: "نصف شقاء الناس ناجم عن محاولتهم أن يظهروا بما ليس فيهم، بدلا من أن يعلموا حقيقة هذه المظاهر الكاذبة".

    الارتقاء بآمالك وأهدافك

    إن أحد أهم العلامات المميزة والدالة على أسلوب تفكيرك تجاه السعادة والتقدم هو رد فعلك تجاه نجاح الأشخاص الآخرين.
    لقد نشأت على شواطئ الإسكندرية العصافرة والمندرة وسيدي بشر وميامي، وهي منطقة شديدة الهدوء في فصل الشتاء، ومعظم ما فيها من عمارات وفيلات وشاليهات تكون مغلقة في أثناء فصل الشتاء، ولطالما حلمت بالعيش في شقة كبيرة تطل على منظر البحر الجميل وطريق الكورنيش العامر صيفا وشتاء بمرور السيارات والناس.

    وكان يضايقني قي هذه المنطقة أيام طفولتي خلوها من الناس أثناء فصل الشتاء، وبعد أن تزوجت انتقلت للعيش في جليم قريبا من طريق الحرية، وهي منطقة هادئة إلى حد ما أيضا، وأتذكر جيدا أنني كنت أحب التمشية في منطقتي الإبراهيمية وكامب شيزار على الترام والمزدحمتين دائما بروادهما من أماكن كثيرة بالإسكندرية للشراء من المحلات والأسواق، وأكون صادقا في أن أقول إن رؤيتي لأنماط عديدة مختلفة من الأشخاص والذين لا تربطني بهم أي علاقة يخفف عني الكثير من الضغوط اليومية الحياتية المزعجة، فكل مرة أقوم بزيارة هاتين المنطقتين أشعر بالسعادة، وكنت أرغب في أن يكون لي شقة واسعة تطل على الترام في هذه المنطقة.

    وفي ظهيرة أحد أيام فصل الصيف قررت ركوب الترام وأنا في طريق رجوعي من كلية الطب، وذلك مثلما كانت هوايتي دائماً في أيام عديدة بالتنزه راكبا الترام ذي الطابقين والذي أعشق وولدي الصغير ركوبه بشدة؛ لنستمتع برؤية مناظر المدينة الجميلة الرائعة ونحن في إحدى شرفات الطابق الثاني من عربة الترام ذات الطابقين.

    ثم حدث شيء غريب، فقد رأيت لافتة كبيرة مكتوبا عليها -الشقة للبيع- فلم أضيع وقتا، واتصلت بصاحبها، وقمت بمعاينتها؛ واتفقت معه على تفاصيل شرائي لتلك الشقة، وبدون تردد في دفع المبلغ النهائي الذي طلبه صاحب الشقة ثمنا لها.

    وأرجو أن تسمحوا لي بذكر تفاصيل ما اعتراني من أفكار وأحاسيس عندما رأيت هذا المكان، لقد اتسعت عيناي من الدهشة؛ وذلك لأنني عندما نظرت من نافذة تلك الشقة المطلة على الترام شاهدت المنظر الجميل الذي طالما عشقته في منطقتي كامب شيزار والإبراهيمية ومحطة كوبري الجامعة الفريدة في بنائها!!، وكأن من بناها قد شق هضبة جبلية من منتصفها ليسير ترام الرمل ثم يتوقف في قلب تلك الهضبة بمحطة كوبري الجامعة، والتي يضطر الكثير من طلاب كلية هندسة الإسكندرية -وبعض طلاب المدارس والمعاهد في تلك المحطة- إلى صعود العشرات من درجات السلم للوصول إلى الطريق المؤدي إلى كليتهم ذات الطراز الفرعوني الفخم والبديع في البناء!!!..

    وقتها كنت قد قرأت الكتب التي تتحدث عن مساعدة الذات، وعرفت أن الأساس لتحقيق أي شيء في حياتي هو إيماني أنه سوف يحدث، وبمجرد شعوري بالإنجاز أكون قد قطعت نصف المسافة نحو هدفي، لقد تذكرت في هذا اليوم أن خالا لي -والخال والد- قد ذكَّرني بمثل كان والدي رحمه الله يكرره كثيرا، ألا وهو: "طول العمر يُبلِّغ الأمل"، هناك شيء ما حدث في نفسي يوم شرائي لتلك الشقة، والتي تطل شرفاتها الواسعة على ذلك المكان الجميل، ويستمر ذلك الإحساس المثير في داخلي كلما تذكرت ذلك المكان المميز الذي طالما أحببته، وأظن أن هذا المكان سيضيف إلى سعادتي لو عشت فيه لفترات طويلة بإذن الله!! .

    أرتق بأهدافك سوف تحققها
    منذ زيارتي لهذه الشقة وأنا أعد نفسي شعوريا لما هو قادم في المستقبل. عندما أفكر في موضوع وضع وتحديد الأهداف أشعر بالدهشة من نفسي؛ لأنه بمجرد التزامي بتحديد مستوى أعلى من الأهداف يزداد إيماني بأنني أستطيع فعل ما أريد، بشرط أن يكون لدي الرغبة والدافع لفعل ما أريده، ولقد لاحظت ذلك في مواقف عديدة في حياتي. إذا كنت تستطيع تخيل ما تريد؛ فسوف تستطيع صنع الأحداث التي تجعله حقيقية.

    وهناك العديد من القصص التي تؤكد قدرة المثابرين على جعل الحلم حقيقة، ولنقرأ معا قصة الطبيب الذي كافح ليشق طريقه من قلب الصحراء إلى كلية الطب....

    كلمات مفتاحية  :
    تحديد الهدف دليل تحقيقه

    تعليقات الزوار ()