بتـــــاريخ : 2/26/2009 3:22:04 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 936 0


    تأكيد الذات مشاركة3

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د مصطفى السعدني | المصدر : www.maganin.com

    كلمات مفتاحية  :
    تأكيد الذات

    الدكتور العظيم دكتور مصطفي السعدني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
    لقد شاركت من قبل في باب تأكيد الذات المشاركة الأولى وأحب أن أعتذر عن طول المشاركة السابقة وأعرف أن وقتكم ثمين ولكن أحب عندما أتكلم عن موضوع مهم في حياتنا أن أنقل الأفكار والمشاعر والمعلومات التي أشعر بها بتكثيف كما هي وبوضوح وأحب أن أكتب كل شيء يفيد ويدعم الموضوع، وأعتذر مرة أخري عن طول مشاركاتي وأعتذر عن أي شيء أرسلته أرهقك في باقي أقسام الموقع الأخرى والله أنى أعتبر المسئولين والمستشارين في موقع مجانين هم أهلي وناسي، وهذه المشاركة الثانية لي في
    باب تأكيد الذات.

    أولا: تقويم الأفعال والأقوال المصاحبة لتأكيد الذات:
    بعض الناس يؤكدون ذاتهم بأفعال وأقوال وآراء ضارة للآخرين، أو أفعال محرمة ولذلك علينا قبل أن ندرب نفوسنا علي تأكيد الذات في سلوك معين أن نقيم هذا السلوك من حيث
    1- هل هذا السلوك ضار أم غير ضار؟؟
    فبعض الناس يؤكدون ذاتهم في سلوك معين وهذا السلوك يضر بالشخص أو يضر بالمحيطين به أو يضر بالمجتمع. مثلا من يحاول أن يثبت لزملائه أنه رجل فيتعاطى المخدرات معهم فهذا السلوك يضر بصاحبه، ومن يحاول أن يؤكد ذاته وينال مزيدا من الشهرة على حساب الآخرين مثل رجل الأعمال الذي يقيم صفقات كبيرة ويحتكر منتج معين ليؤكد ذاته أمام رجال الأعمال حول العالم فيرفع السعر على المستهلك البسيط وكذلك المؤرخ الذي يدلس في التاريخ ليكتسب شهرة والصحفي الذي يدس خبراً من أجل الشهرة ثم يضخم المجتمع والإعلام عملهم.

    2- هل هذا السلوك محرم أم غير محرم؛ فبعض الناس وربما من ذوي الشهرة الإعلامية يؤكدون ذاتهم بأفعال محرمة شرعا ومن ذلك من يؤكد ذاته من وجهة نظره فيقوم بالعديد من العلاقات النسائية ليثبت لنفسه أنه جذاب وأن كل البنات تتمني القرب منه أو الزوج الذي يريد أن يثبت رجولته وشخصيته لزوجته فيضربها ويهين كرامتها أو فتاة تريد أن تحقق ذاتها وتحقق الشهرة وتحصل علي المال فتعمل راقصة ومع ذلك يعطيهم المجتمع أكثر من حقهم ويتركون العلماء والشيوخ الذين فعلوا أعمالا مفيدة للبشرية حتى أن الأجيال الجيدة لا تعرف السير الذاتية لرجال التاريخ أو للعلماء الذين ساهموا في رقي البشرية كما تعرف هؤلاء.
     
    3- هل هذا السلوك متقن أم غير متقن? (بشرط وجود فرص وإمكانيات لإتقان هذا العمل أو هذا السلوك) عندما نقارن بين الأشخاص الذين قاموا بنفس العمل أو السلوك سوف نلاحظ وجود
    اختلاف كبير في درجة إتقان كل منهم في هذا العمل مع أن كل منهم يحمل مقومات الإتقان، ومع ذلك يضع المجتمع أو التاريخ هذا الشخص غير المتقن في نفس مكانة الأخر لمجرد أنه عمل نفس الفعل ولكن هيهات بين هذا وذاك. مثلاً أقوال علماء الدين في مسألة دينية، نجد أن العلماء القدامى أفردوا لهذه المسألة كتبا وجمعوا لها من كل العلوم الشرعية والمادية بتحليل عميق وشامل، وعندما يتكلم في نفس المسألة عالم معاصر من المشهورين إعلاميا، نلاحظ القصور، قصور في النقل وقصور في التحليل ومع ذلك يراه المجتمع شخصية فريدة مع أنه لديه المصادر لكي يتقن عمله!!!.

    مثلا نشاهد طبيب يقوم بعملية لمريض وطبيب أخر يقوم بنفس العملية ولكنها أكثر نجاحا وأقل في الأعراض الجانبية مع أن الطبيب الأول لديه نفس القدرة والعلم على إتمام عمله بأفضل صورة ولكنه الإهمال وكذلك في جميع العلوم والفنون فالشعر القديم أجود من الحديث والغناء القديم أجود من الحديث كما قال أبو الطيب المتنبي:
    ولم أر في عيوب الناس عيبا              كنقص القادرين علي التمام

    4- هل هذا السلوك ضروريا للحياة متعدد الفائدة؟! أم غير ضروري؟؟!!
    هناك أعمال وسلوكيات لشخصيات كانت ضرورية في الحياة وتم إنجازها وحققت نفعا كبيرا للبشرية وفي نفس الوقت كانت هذه الأعمال وسيلة لتوكيد ذات أصحابها وهم صانعي الأحداث وشخصيات التاريخ، مثل تجميع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة (وهذا عمل ضروري وهام للمجتمع وفي نفس الوقت أكد فيه البخاري ذاته وتميزه) اختراع الطائرات هو عمل حقق نفعا للبشرية وفي نفس الوقت أكد العلماء فيه ذاتهم وأظهروا تميزهم.

    5- تطوير أساليب علاج الأمراض وتشخيصها؛ هناك أشخاص أكدت ذاتها بإتمام أعمال وبتنفيذ سلوكيات متميزة ولكن بعد انتهاء العمل تنتهي روعه شخصيته المؤكدة لذاتها وكأنه فقد القدرة علي توكيد الذات في أعمال أخرى. ربما لقلق أصابه أو أصابه مشاكل نفسية، أو لكسل أصابه أو أنه فعل هذا الفعل المؤكد لذاته لنيل مصلحة شخصية مؤقتة وبمجرد نيلها تختفي شخصيته الجذابة القوية وهناك من تكون شخصية توكيد الذات بداخله وما ينتج عنها من سلوكيات وأقوال سلوكا ومنهجا لحياته وليس أمرا عارضا مؤقتا في حياته.

    تدريج تأكيد الذات
    هذا التدريج لتقييم الأعمال والأقوال المصاحبة والمتسببة في تأكيد الذات وسوف يكون التقييم علي أساس مراعاة التقييم السابق، الطرف الأيمن للتدريج (بداية التدريج) هو انعدام تأكيد الذات أو تأكيد ذات يحمل كل الصفات السلبية (ضار ومحرم شرعا وغير متقن وينتهي بتمام الفعل) وأصحابه هم أصحاب الشخصيات الضعيفة الطرف الأيسر (نهاية التدريج) تأكيد ذات يحمل كل الصفات الايجابية (مفيد حلال، متقن ضرروري، سلوك حياة) وأصحابه عظماء التاريخ وصانعي الأحداث.

    منتصف التدريج: "تأكيد ذات في عمل نافع وحلال ولكنه غير متقن وهذا العمل ليس ضروريا" للمجتمع
    الاتجاه إلي يمين التدريج:ـ اتجاه زيادة الصفات السلبية
    الاتجاه إلي يسار التدريج:ـ اتجاه زيادة الصفات الايجابية

    فائدة تدريج تأكيد الذات

    1- أن يعرف أبناؤنا كيفية تقويم أعمال الشخصيات من حولهم حتي لا يقوموا بتقليد من أكدوا ذاتهم بصفات سلبية أو ناقصة مخدوعين بثناء المجتمع والإعلام عليهم ومدفوعين بقبول الناس هذا السلوك منهم ومدفوعين بتحقيق الشهرة والمال وهذا المعني قاله الدكتور
    محمد المهدي في مقال صدام حسين ليس بطلا.

    2- الارتقاء بالذوق العام وبروح التميز والإتقان حتى ينشأ الفرد في جو يرفض الإهمال والانحطاط.

    3- توفير الوقت لمن هو أولى بالتتبع والاهتمام والثناء والتقليد وهم عظماء التاريخ.

    4- إعطاء كل شخصية حقها من الثناء والاتباع فليس الترمذي كالبخاري، وليس أبو الفرج الأصفهاني كالترمذي، وليس أي صحابي كعمر بن الخطاب وليس لاعب الكرة المتميز كالزعيم الوطني، وفي النهاية أرجوا من سيادتك يا دكتور مصطفي

    1- التعليق علي تدريج تأكيد الذات والأشياء التي نتبعها (تقويم الأفعال والأقوال المصاحبة لتأكيد الذات) لتقسيم هذا التدريج.

    2- الاهتمام بموضوع تخصيص باب بعنوان الدين والصحة النفسية لأن ذلك له أهمية كبيرة في حياة المسلمين وسوف أشارك فيه بإذن الله بمشاركات أنا الذي كتبتها ولعل بعضها وصل إليك ولني سوف أعيد ترتيبها وتدقيقها وسوف يكون مكانها الطبيعي باب الدين والصحة النفسية أو بمشاركات منقولة عن أحد العلماء فهل تأذنوا لي بذلك؟

    نثق في علمكم نثق في ضمائركم.

    الابن العزيز المُفكر: عمرو عماد
    تحية طيبة وشكر جزيل على هذه المشاركة، ويبدو أن بعض المقالات المنشورة عن تأكيد الذات قد غابت من ذاكرتك!، ولا تنس أخي الفاضل أن تأكيد الذات هو كتاب على شكل حلقات منشورة، ولو سقط منا كقراء شيء من المعلومات المكتوبة فقد يضر ذلك بمفهوم تأكيد الذات؛ ومن هنا تأتي أهمية مشاركتك؛ فلقد ذكر علماء النفس أن تأكيد الذات لا يعني العدوان على الآخرين أو الإضرار بهم، ولا يعني ارتكاب المحرمات كي يؤكد كل شخص ذاته، ولكن تأكيد الذات هو سلوك أخلاقي إيجابي من الدرجة الأولى، ويتمحور حول حصول كل شخص في المجتمع على حقوقه المشروعة وتعبيره عن مشاعره وأفكاره بحرية وبطريقة لبقة، ليس فيها أبداً عدوان ولا ارتكاب للمحرمات؛ وستلاحظ هذا الكلام بجلاء في الفصول: الخامس والسادس والسابع من الكتاب، حيث ستجد بعض العناوين مثل:
    تأكيد الذات في مواجهة العدائية، واكبح غضبك الداخلي، والتواضع من تأكيد الذات و.........

    وأتفق معك في أن تأكيد الذات كي يتحقق؛ على كل شخص أن يكون مُتقناً لعمله ومهنته أو وظيفته، وبالتالي يكون هناك نوعاُ من المنافسة المحمودة بين أبناء الأمة لتحسين الإنتاج والعمل على التجويد والابتكار لتحقيق النهضة المنتظرة لأمتنا، والتي أصبحت قضية مصيرية: "في أن نكون أو لا نكون"، وستجد هذه المعاني في فصول قادمة من الكتاب وبصورة جلية واضحة بإذن الله.

    أما تأكيد الذات عن طريق عمل شيء إبداعي جديد: فليس هو القاعدة في تأكيد الذات، فنحن نسعى لتأكيد الذات كسلوك راقي إيجابي نابع من عقيدتنا، ويؤثر في حياة كل منا؛ ويساعدنا على احترامنا لأنفسنا، واعتزازنا بأدميتنا وحسب، وليس من الضروري أن نؤكد ذاتنا بعمل بطولي فريد من نوعه في تاريخ البشر؛ وذلك مثل جمع البخاري رضي الله عنه لصحيح حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ومثل اختراع الطائرة، ومثل غزو الفضاء، وبالقطع أعتبر سلوك "تأكيد الذات" سلوكا هاما لكل أبناء أمتنا، يقول الله عز وجل في وصف عباده المؤمنين: "والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون" الشورى 39، ويقول أيضاً في الآية التالية: "وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله" الشورى 40؛ وحتى العفو فهو لا يصح إلا إذا كان عن مقدرة على رد الإساءة، فهل تجد أخي العزيز نداءاً لتأكيد الذات أفضل من ذلك النداء؟؟!!.

    أعتقد أن تأكيد الأغلبية لذاتهم اعتزازا واعتقادا في عظمة وقدرة الله عز وجل أمراً متعدد الفوائد؛ ليس على مستوى الفرد فقط بل على مستوى المجتمع والأمة بأسرها.
    أما قولك عن التدرج وبالتحديد النقطة الأولى:
    أن يعرف أبناؤنا كيفية تقويم أعمال الشخصيات من حولهم حتى لا يقوموا بتقليد من أكدوا ذاتهم بصفات سلبية أو ناقصة مخدوعين بثناء المجتمع والإعلام عليهم ومدفوعين بقبول الناس هذا السلوك منهم ومدفوعين بتحقيق الشهرة والمال وهذا المعني قاله الدكتور محمد المهدي في مقال صدام حسين ليس بطلا، فهذه النقطة التي تثيرها عن كيفية تحديد القدوة لشباب الأمة في غاية الأهمية، وهي تثير شجنا عنيفاً في نفوس عقلاء أمتنا، فخير قدوة هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهم ما يميز القدوة الصالحة هو درجة إخلاصه العالية لله عز وجل، ولكن المشكلة أن الإخلاص عبادة قلبية محضة، لا يعلمها إلا الله عز وجل؛ ولذا فعلينا باتباع الصالحين من سلف هذه الأمة، كل منا على قدر طاقته في الاتباع، سواء كان هذا الاتباع لمن كان قريب العهد بنا، أو بالنبي وصحابته الأخيار، وتابعيهم من الأطهار، ولكن من المهم أن لا يكون اتباعنا للقدوة الصالحة اتباعاً مظهريا شكليا وحسب ولكن هو اتباعاً للجوهر، ولا مانع أبداً بعد ذلك أن نتبع ما يتناسب مع عصرنا من المظهر.

    من المهم أن يكون اتباعنا وسطيا سمحا إيجابياً وبلا غلو ولا تطرف ولا ضياع ولا دروشة ولا سلبية على الإطلاق، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم فرسانا بالنهار رهبانا بالليل، كما كانوا ملمين تمام الإلمام بالتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية المحيطة بهم في أنحاء المعمورة في ذلك الزمن البعيد، ولأنهم قد أخذوا بأسباب النصر والعزة والتمكين في الأرض فلذلك عزوا وسادوا وأصبحوا قادة وسادة لزمانهم.

    أما قولك عن أهمية دراسة سير عظماء الأمة، وأهمية الارتقاء بالذوق العام، وأهمية الإتقان والإبداع والتميز لأبناء أمتنا فأنا أضم صوتي لصوتك، وأتمنى أن أرى المُنتج من البلاد الإسلامية يتهافت عليه أهل المشرق والمغرب ليشتروه وليقتنوه.

    أما أن نقسم سلفنا الصالح إلى طبقات ودرجات فأظن أن هذا العمل غير مناسب لوقتنا الراهن، وذلك منعاً للفتن وإثارة العصبيات والضغائن، فليس من العقل أن نفعل كما يفعل البعض ويقولون فلان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من فلان؟؟؟!!، ومن أكون أنا؟!، ومن تكون أنت؟؟!! وحاشا لله!!! أن نُصدر أحكاماً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟!!!!!، وهم جميعاً أفضل وأخير منا، والأولى أن نقول: "لا نفرق بين أحد منهم"، وعلى كل منا أن يُقلد ويتخذ قدوته ممن يميل قلبه وفكره وطبعه إليه، ويدخل في ذلك الاقتداء بسلفنا الصالح من علماء ومجاهدين ومبتكرين ومفكرين وقادة صالحين.

    بالنسبة لموضوع الدين والطب النفسي فنتمنى أن نرى كتابات جديدة منك ومن غيرك، وذلك للإسهام في علاج مرضانا، وأظن أن لحظات المرض لدى الإنسان هي أكثر لحظات الإنسان اقتراباً من الله عز وجل، سواء كان هذا المرض نفسياً أو عضوياً، وبالذات إذا كان المرض مؤلما أو مزمنا أو مستعصيا على العلاج، ولذا تحف الملائكة بالمريض الصالح، وكذلك نجد دعوته مُستجابة، ورغم كل ذلك نحن نكره المرض، ونسأل الله دائما العفو والعافية في أبداننا وديننا ودنيانا وآخرتنا... آمين يا رب العالمين

    كلمات مفتاحية  :
    تأكيد الذات

    تعليقات الزوار ()