بتـــــاريخ : 2/26/2009 3:09:43 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 863 0


    الخجل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.مصطفى السعدني | المصدر : www.maganin.com

    كلمات مفتاحية  :
    الخجل

    مصادر الخجل
    يُقال: "الخجولُ يخافُ أمامَ الخطر؛ والجبانُ في وسطِ الخطر؛ والشجاعُ بعد الخطر". غالبا ما يكون المقربون لنا هم الذين يفرضون علينا الشعور بالخجل. من الأشياء المزعجة التي قد تنتهي بالتسبب في الخجل أن يقول المراهقون "لا"، فإن ضرورة قول "لا" تعتبر مرحلة مهمة في نمو وتطور شخصيتهم، فإنها البداية لتعلم كيفية تحمل المسئولية عما يحتاجونه ويبتغونه، إذا لم يتعود المراهقون على قول كلمة "لا" أو إذا قالوها ولكن تم تجاهلهم أو إخجالهم ـ فإنهم سيتعلمون أن الآراء والأفكار والمشاعر ليست ذات قيمة، عندما يقوم الآباء أو المعلمون بإخجال الأطفال فقــــــد لا يتغير السلوك الذي يريدون تغييره، فعندما يُصدِر شخصٌ بالغ رد فعل معين أو يبالغ في رد فعله تجاه سلوك صادر عن طفل ما؛ فإن ما يتعلمه الطفل سيكون مُربِكاً ومُرسِّباً للخجل في نفس ذلك الطفل.

    فعادة ما تُمكنُنا مصادر الخجل بعد اكتشافها من معرفة كيف يكون سبب الخجل في واقع الأمر مرتبط بالشخص الذي يقوم باتهامنا بشيءٍ مخجل ومُخذي؛ فكثرة اللوم والتوبيخ مثلاً من الكبار للطفل أو المراهق يؤديان إلى نقص ثقته بنفسه وإحساسه باهتزاز صورته أمام من يكبرونه في العمر، وهذه هي البداية في حدوث الخجل المرضي فيما بعد. قال ابن سهل الرجال ثلاثة: سابق، ولاحق، وماحق.

    فالسابق: هو الذي يسبق بفضله.
    واللاحق: هو الذي لحق بأبيه في شرفه. والماحق: هو الذي سحق شرف آبائه وأجداده.
    فاحرص على زرع الشجاعة والثقة وتأكيد الذات في نفوس أبنائك ليكونوا على الأقل من اللاحقين بك في تلك السلوكيات، ولا يكونوا من الماحقين الذين يضيعون شرف الآباء والأجداد.

    الخجل نتيجة الخوف
    يقول محمد إقبال: إن الجبان يموت في أوهامه حذر الممات وخوفه يفنيه.
    يجب على الأفراد البالغين في العائلات المتمسكة بالقيم والأعراف الدينية تعليم أطفالهم ومُراهقيهم الفرق بين ارتكاب خطأ وارتكاب معصية تغضب الله عز وجل. علي سبيل المثال: إذا أخذ طفل أو مراهق قطعة صغيرة من كعكة معدة لحفل عائلي في المساء، وذلك على الرغم من تنبيه والديه بأن لا يفعل ذلك، فيقولوا له إن الله يراك ولا بد أن تخجل من نفسك!. إن الرسالة التي سترسخ في مفهوم الطفل أو المراهق أنه قوي لدرجة وصلت إلى أنه استطاع إغضاب الله عز وجل!، وكذلك هو سيء جدا لدرجة أنه لن يدخل الجنة نتيجة الكذب أو السرقة!، حينها سيتساءل هل الكذب أم السرقة أم إغضاب الله هو الذي يؤدي إلى عدم دخول الجنة؟!، أم أن هناك شيئاً آخر؟، على أساس الخجل الروحي قد يستنتج الطفل أن السبب الوحيد الذي يجعله لا يكذب أو يسرق هو أن الله يراه، قد يكون هذا الأمر ذا فاعلية حتى يصل الطفل إلى مرحلة سنية معينة، ولكن ماذا لو تأثر تفكير الطفل بمؤثرات خارجية؟، في هذه الحالة، لن ينبع هذا السلوك من داخله؛ فهذا التأثر سيجعل منبع التحكم في سلوكه خارجيا وليس داخليا، و نحن نريد أن ينشأ الطفل على أساس أن يكون سلوكهم مرتبطا بما يعرفون ويؤمنون بأنه صواب وليس بما يشعرون معه بالخجل.

    أما إذا قلنا للطفل لأنك أخذت الكعكة بدون إذن، فإنك بذلك تجعلني أفقد الثقة بك!، وأنا أريد أن أثق بك، ولأنك أخذت قطعة من الكعكة بدون استئذان فلن تأخذ قطعة منها في الحفل العائلي هذا المساء؛ إن تفكير الطفل حينئذ سيتركز على سلوكه هو بدلا من التفكير في غضب الله عليه أو عقاب والديه وسينبع سلوكه من داخله.

    فيما يتعلق بنمو الأطفال فلا تعتبر التهديدات بارتكاب المعاصي فعَّالة كالمعلومات المتبادلة بطريقة تنم عن الحب والاهتمام. وإذا أردنا أن نعلم أطفالنا تعاليم دينيه فلابد أن نبعد ذلك عن الترهيب، فلا يجب أن يتم إقحام عذاب النار والقبر لحظة احتدام الموقف مع الصغير، حيث تكون مشاعرنا منصبة على غضبنا من الطفل أكثر من الخطأ الذي ارتكبه. علينا أن نظل مدركين وواعين بمشاعرنا وسلوكنا عندما نقوم بتقويم أطفالنا لأن هذا يكمن في أهمية مراقبة سلوكه.

    الخجل والمراهق
    إن المراهقة مرحلة حرجة في تعلم طلب المساعدة من الآخرين، وخاصة إذا كان المراهق يتسم بالحساسية المفرطة التي تؤدي إلى الشعور بالخجل، وسوف تبرز العلاقة الضمنية بين الآباء والأبناء في هذا الوقت، وإذا كان الخجل مكونا أساسيا من مكونات شخصية المراهق، والذي يسعى في هذه المرحلة إلى الاستقلال والانفصال عن والديه فكريا، ويرتكب الأخطاء بشتى صنوفها وأنواعها، فإن شخصيته ستصبح مهزوزة، كما أن الانعكاسات الدقيقة والمعلومات المحددة التي يزود بها المراهق قد تمنحه أساسا ثابتا.

    ومن خبرة شخصية في مجال الطب النفسي؛ فقد وجَدتُ معظم المرضى الذين أتوا إليَّ في العيادة النفسية -يشتكون من أعراض الرُهاب الاجتماعي وهي درجة عنيفة من درجات الخجل المرضي قد عُوملوا بتوجيه النقد واللوم والتأنيب وأحياناً العقاب الجسدي من أحد الوالدين أو من ولي الأمر خلال مرحلتي الطفولة والمُراهقة.

    المأثور من الأقوال عن الحياء
    إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئت.
    الحياءُ من الإيمان.
    الحياءُ خيرٌ كلُّه.
    الحَيَاءُ شُعْبَةُ من شعب الإيمانِ. النبي محمد
    إذا ذهَبَ الحَيَاءُ حَلَّ البَلاَءُ.
    مَنْ يَسْتَحْيِي مِنَ النَّاسِ، ولا يَسْتَحْيِي مِنْ نَفْسِهِ فلا قَدْرَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ. الثعالبي
    مَنْ قَلَّ حَيَاؤهُ قَلَّ وَرَعُهُ. الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
    الحَيَاءُ أجْمَلُ ما تَتَحَلَّى به المَرْأَةُ.
    زِينَةُ النسَاءِ الحَيَاءُ.
    إذا لم تَخْشَ عَاقِبَةَ الليالي ولم تَسْتَحْي فاصْنَعْ ما تَشَاءُ
    فلا والله ما في الدِّينِ خَير ولا الدُّنْيَا إذا ذَهَبَ الحَيَاءُ أبو تمام
    {وَالله لا يَسْتَـحْيِ مِنَ الْـحَقِّ}. (الأحزاب: 53).
    يَعِيشُ الـمَرْءُ ما اسْتَـحْيَا بِخَيْرٍ وَيَبْقَـى العُودُ ما بَقِـيَ اللِّـحَاءُ أبو تمَّام
    إِذَا قُلَّ ماءُ الوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ فلا خَيْرَ فـي وَجْهٍ إِذَا قَلَّ ماؤُهُ
    الـحَيَاءُ عِنْدَ الرَّجُلِ مَرَضٌ خَطِيرٌ، وعِنْدَ الـمَرْأَةِ فَضِيلَةٌ كُبْرَى. آدم سميث
    يَكادُ حَياءُ المَرْأَةِ أَنْ يَكونَ أَشَدَّ جاذِبِيَّةً مِنْ جَمالِها. قول ياباني
    لا تَسْتَـحِ مِنْ عَطَاءِ القلَيلِ فَالْـحِرْمَانُ أَقَلُّ مِنْهُ. طاغور
    جَمَالٌ بلا حَيَاءٍ وَرْدَةٌ بِلا عِطْرٍ. بوشكين
    ِاسْتَـحْيِ مِنَ الله أَوَّلا

    كلمات مفتاحية  :
    الخجل

    تعليقات الزوار ()