أثناء قيامك بتطبيق أساليب المقاومة، سوف تشعر بهويتك وهي تبزغ من جديد0 فعن طريق إعادة تقييم ميزان القوة في العلاقة، وصد أساليب الشخص المستغل القسرية، فإنك بذلك ترسي حدودا جديدة لشخصيتك، وهذه الخطوة سوف تجعل تلك الحدود واضحة ومحددة. هذه هي النقطة التي سوف تعلن عندها بشكل واضح ومباشر أنك لن تشترك بعد الآن أو تتآمر على نفسك فيما تتعرض له من سيطرة واستغلال0 وعناصر هذه الخطوة هي:
أعلن عن عزمك على أنك ستكون من يقرر ما ستفعله أو ما لن تفعله في العلاقة، وذلك بناء على وضع حاجاتك ومصالحك الخاصة في الاعتبار جنبا إلى جنب مع حاجات ومصالح الآخرين (بما فيهم الشخص المستغل)0
قم بتعليم الشخص المستغل الطريقة التي تريد أن تُعامل بها، و لتكن باحترام على سبيل المثال، أو كونك شخص فاضل له قيمة، أو كشخص ناضج أو كشريك على نفس المستوى من الندية0 صرح بشكل مباشر أنك لن تسمح بأن يتم تجريحك أو إيذاؤك 0
ضع حدودا وقيودا واضحة0 قم بالإشارة إلى أن أساليب السيطرة والاستغلال لم تعد مقبولة بالنسبة لك (على سبيل المثال، لا معاملة صامتة بعد الآن، لا إشعار بالذنب، لا إكراه عن طريق الغضب أو تهديدات بالتخلي عنك)0 لا تهدد؛ فقط أوضح أنك لن تشترك في أي محادثة تشتمل على الأساليب التي تتجاوز تلك الحدود0
اطلب من الشخص المستغل أن يقر ويسلم بأن لك حاجات وقيما وآراء تتعلق بسلوكك، وأوضح له أن الاختلاف في الرأي لا يُفسِد للود قضية.
أخبر الشخص المستغل أنك تأمل في وضع حدود جديدة لشخصيتك وإعادة إرساء لقيمك الشخصية، واللذين سوف يعملان على تحسين جودة العلاقة بينكما ككل.
ومن الطبيعي أنه يتعين عليك أن تتدرب على التصريح بهذه الأشياء0 وأفضل طريقة لذلك هي أن تقوم بتمثيلها قبل التعرض للموقف الحقيقي0 عبر عن كل نقطة بشكل مباشر وبأقل تفصيل أو تفسير ممكنين0 إن هذا الأمر هو التصريح أو الإعلان عن تحررك الشخصي 0
وبالطبع، من غير المحتمل أن الشخص المستغل سوف يذعن بطريقة تلقائية ويوافق على كل ما تقوله. ومع ذلك، إذا كنت قد استخدمت بعض أو كل أساليب المقاومة التي تمت مناقشتها سابقا، فلن يفاجأ الشخص المستغل عندما تقوم بتنفيذ هذه الخطوة، فأنت بمعنى من المعاني فقط تخبر هذا الشخص مباشرة بما شرعت في إبدائه بالفعل من خلال قدراتك الجديدة على مقاومة سيطرته المستغلة0
ومن الجائز أن تشعر بالقلق التام بشأن القيام بهذه التصريحات، ولكن لا تدع القلق يثنيك عما عزمت عليه0 إن ما يجب أن تقلق بشأنه وتخشاه أكثر هو أن تستمر خسارتك لنفسك –لقيمك وحريتك و تأكيدك لذاتك– من خلال سماحك لشخص مسيطر ومستغل بتقييدك وإخضاعك0
إن ما يمكنك ويجب عليك أن تتوقعه هو وجود بعض التداعيات أو التوابع البسيطة 0 ففي البداية، ربما يستجيب الشخص المستغل لتصرفاتك الجديدة هذه بأن يقوم بتصعيد مستويات الضغوط والإجبار التي يمارسها عليك -ولكن لا يجب عليك أن تستسلم الآن0 استخدم مهارات التكرار التي تعلمتها –طريقة الأسطوانة المشروخة– حتى تكرر التصريح بالشروط الجديدة- فإذا استطاع هذا الشخص أن يتغير لتصبح علاقتك به أكثر مسالمة وسعادة، فسوف ترى أن هذا سوف يحدث استجابة لقوتك، لا لضعفك0
ومن الواجب عليك أن تواجه احتمال أن الشخص المستغل ربما لن يرغب في مواصلة العلاقة في ظل أي شروط باستثناء شروطه هو، ولكنك الآن تمتلك الحكمة الكافية لمواجهة هذا الاحتمال. إن إعلانك عن الشروط الجديدة لمواصلة العلاقة يصبح من بعض النواحي بمثابة اختبار حقيقي لقيمة العلاقة في المقام الأول، فإذا ما اكتشفت أن الشرط الوحيد للشخص المستغل من أجل مواصلة العلاقة هو أن يستمر في السيطرة عليك واستغلالك، فسوف يتعين عليك أن تتخذ بعض القرارات الخطيرة، وقد يكون إنهاء العلاقة كلية هو أفضل الخيارات المتاحة أمامك وأكثرها سلامة.
ومن الطبيعي أنه حتى لو استشعر الشخص المستغل الخطر وأظهر استعدادا للتغيير، فلا يجب عليك أن تتوقع أن تصحح العلاقة نفسها بنفسها بين عشية وضحاها، إن هذا الشخص سوف يكون بحاجة إلى الوقت حتى يتعلم طرقا جديدة للتصرف والسلوك وطرقا أفضل يطلب بها مايريده0 ولكن صبرك وثباتك على موقفك وتصميمك يجب أن تكون هي قواعد اليوم الجديد