بتـــــاريخ : 2/24/2009 8:36:31 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 974 0


    المصابون بوساوس المرض والحظ العاثر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د مصطفى السعدني | المصدر : www.maganin.com

    كلمات مفتاحية  :

    هل تعتقد أن لديك مشاكل؟ هؤلاء الناس لديهم مشاكل أكثر ويودون أن يخبرونك بأولئك المشاكل وبتفاصيل موجعة. قد يكون من المُقلق أن تقضي الوقت مع شخص مشغول البال بمرض ما، أو بمحنة لا تنتهي، إذا كان لشخص مثل هذا حضور كبير في حياتك فأنت تعلم تمام العلم التأثير السلبي وضعف المعنويات وآلام الرأس التي قد يسببها مثل هذا الشخص بالنسبة لك.

    من الصحيح أن الناس يمرضون وأن أحداثاً مؤسفة تحدث للناس الطيبين. وكشخص متعاطف تود أن تظهر تعاطفك، ولكن متطلبي المساعدة المستمرة يثقلونك بالمشاكل حتى أنك تبدأ في التشكك من أنهم هم السبب في آلامهم. لابد أنك لاحظت أن الأعراض المرضية اللانهائية لصديقك المصاب بوساوس الوهم المرضي -وهو الشخص الرقيق الضئيل- لا تشير إلى أي شيء ذي بال أو فائدة أو أن صديقا آخر دائما ما يلعب دور الضحية مرة تلو الأخرى. وتتساءل كيف لكل هذا الحظ العاثر أن يصيب شخصا واحدا بهذا الشكل؟!.

    قد يقوم بعض الأشخاص بتلك التصرفات من باب دفع الحسد والحاسدين عنهم!!، ولكنهم في الحقيقة يكونون مستفزين للآخرين، بل في غاية الاستفزاز؛ فشكواهم لا تتناسب مع مستواهم المادي والاجتماعي والثقافي؛ وهم يشتكون من منطلق المثل العامي القائل: "الشكوى رُقْيَة"!!؛ وسبحان الله، فمن كثرة شكواهم يصيبهم الوهن والمرض، بل وأحيانا المشاكل الاجتماعية والمادية!!، وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حين قال: "لا تَتَمارَضُوا فَتمرَضُوا" ويقول سبحانه وتعالى: "وأمّا بِنْعمَةِ رَبِك فحدِّث" سورة الضحى، الآية 11، والتحدث بالنعمة يبدأ من تحدثنا بنعمة الإسلام علينا، مرورا بنعمة الصحة، ونعمة كونك إنساناً مفضلاً على الكثير من خلق الله و......., و...... إلى قوله تعالى: "وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا إنَّ الإنْسَانَ لظَلُومٌ كَفَّار". إبراهيم، الآية 34.

    وسواء كانت حالات الوسوسة المرضية والحظ العاثر تريد أن تتلاعب بك أم لا فالتأثير واحد: فأنت محصور داخل تقديم الحلول المواسية التي تعيد الطمأنينة، قد تشعر في بعض الأحيان أنك ملتزم بتقديم المال لهم أو تقديم الأعذار لهم في العمل، بالإضافة إلى قيامك ببعض مسئولياتهم الأخرى، وأن تقوم بتغطية أعمالهم بطريقة ما، والنتيجة النهائية من جانبك نحو سلوك الشكوى المستمرة من جانب هؤلاء الأشخاص هي: الإحساس بالغضب والرفض والإحباط، وبالطبع الإحساس بالذنب لافتقار قلبك البارد إلى التعاطف لتلك الكائنات البائسة غير المحظوظة!!!.

    حالات الوسوسة المرضية والحظ العاثر حالات محبطة، لأنك لا تكون متأكد كيف تستجيب لهم بطريقة صحيحة، فدائما ما يطلقون إشارات خطر كاذبة، فإذا كان هناك شيءٌ خطأ بالفعل لا تعرفه قم بالتخلص من هذه النوعية المزعجة من البشر، ولكنك ستخاطر بتجاهلهم خلال الأزمات الحقيقية، فعندما يكون طالب المساعدة المستمرة شخصا أنت قريب منه وتعتني به فهذه مخاطرة كبيرة.

    الحقيقة هي أن كل شخص يمكنه أن يتحول إلى متطلب للمساعدة المستمرة في أحيان معينة. عندما تكون قلقا بشأن صحتك أو إذا حدث لك حادث أو إذا كنت تمر بأزمة مهنية أو شخصية أو إن كنت قلقا بشأن أمر ما قد تقسو قليلا على الأصدقاء والعائلة أكثر من المعتاد بسبب مزيد من العناية الرقيقة المحبة، تذكر تلك الأوقات التي شعرت فيها بالمثل، وتخيل كيف يمكن أن تبدو محنة الحياة بالنسبة للموسوسين بالمرض وأصحاب الحظ العاثر والذين لازموا تلك الحالة القلقة وغير السعيدة طوال الوقت، لا يمكن أن يكون الأمر ممتعا، وهذا يساعد على إدراك أنه لا يهم كيف يجعلك متطلبي المساعدة المستمرة محبطا غاضبا متضايقا، فقد يشعرون بسوء أكثر منك.

    في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تستمع إلى قصص حزينة مليئة بالمصداقية المتشككة، أسأل أسئلة محددة للوصول إلى الحقائق أو المعلومات التي تساعدك على تقييم الأمور بطريقة موضوعية ("ماذا قال الطبيب بالتحديد"؟!، "هل سألت موظف البنك لماذا اختفى المال من رصيدك؟")، تجنب المواساة فهذا سيجعل متطلب المساعدة المستمرة يئن أكثر وأكثر.

    بالنسبة لمتطلبي المساعدة المستمرة، فإنها قضية خاسرة أن تحاول معالجة الموسوس بالمرض أو تصحيح العالم لصاحب الحظ العاثر بإخبارك له "كل شيء في يديك" أو "أعتقد أنك تبحث عن المشاكل"، لن يغير من نظرته التشاؤمية (وقد يبدأ قتال كبير). والهدف الأكثر واقعية أن تنقل بطريقة ما أن احتمالك للشكوى محدود، قل "لا" لقصص المصائب، و"لا" لأصحاب الشكاوى المزمنة، و"لا" لحالات الوسوسة المرضية، و"لا" لأصحاب الحظ العاثر.

    الامتناع:

    لا تسأل هؤلاء الأشخاص أبدا "كيف حالك؟!"، فهذا موضوعيا معناه أنك تسأل عن المشاكل، بدلا من ذلك أبدأ المحادثة بمجاملة، ويفضل أن تكون عن شعره أو ملابسه أو بيته. (أهلا! المكان رائع، هل هذا جديد؟). أسأل الأسئلة التي قد تصل بهم إلى مستوى من السعادة، على سبيل المثال: هل شاهدت المسرحية الكوميدية الليلة الماضية؟، ما رأيك في نتيجة مباراة كرة القدم أمس؟، هل لاحظت جمال الطقس أمس؟، أين تنوي صلاة العيد هذا العام؟.
    عندما يبدأ التذمر لا تنخدع بالأمر، أعرب عن مشاعرك وغيَّر الموضوع.
    "أتمنى أن تشعر بتحسن قريبا، لن تتخيل ما مررت به اليوم السابق".
    "آه هذا شيء مؤسف، أتمنى أن تكون قادرا على إنهاء الموضوع، عندي فكرة!، لقد كنت أود أن أسألك؟!، أين كنت تقيم عندما ذهبت إلى مدينة ديزني في أورلاندو؟!، فنحن نفكر في أخذ الأطفال هناك في إجازة هذا الصيف؟".

    أرسل الموسوس إلى المكان الذي يمكن أن يتلقى المساعدة فيه:

    يمكنك أن تقول: "لا أريد أن أسمع عن ذلك"، وذلك لمريض موسوس، عليك بتحديه في أن يأخذ مشاكله إلى متخصص طبي، سواء وافق أم لا، عندها سيكون لك الحق في أن تقول: "دعنا نتحدث عن شيء آخر".

    أنا آسف لهذا الألم الذي تشعر به في جانبك، ولكن كما قلت من قبل، ليس لدي فكرة عما يكون، وحيث أنني لست طبيبا فلن يكون الأمر ذا فائدة أن أتنبأ به، ولا أعتقد أنه يجب عليك أنت أيضا ذلك، إن كنت مهتما بالأمر بالفعل، اتصل بطبيبك الباطني، لماذا لا تحدد موعداً معه الآن؟!.

    في بعض الأحيان أُفضِّل استجابة بها قليل من الإغاظة والاستفزاز!!، والاستفزاز البسيط مع الشخص أو الطبيب المحنك قد يكون دافعا قويا للتخلص من المرض والشفاء منه (ولكن أحذر فقد يكون على العكس تماما):
    "يبدو أن لديك الكثير من الأمراض، أنت مستشفى مُتنقِّل يا رجل!!".
    " تلك الفجوات لابد أنها قاتلة، هل قمت بعمل وصيتك الأخيرة ونطقت بالشهادتين؟!".

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()