التنبيه لعواقب السلوك السيئ مثل التوبيخ أو الحجز لمدة معينة أو العقوبة الجسدية، ويجب الامتناع تماما عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والإهانة أو الضرب الجسدي العنيف لأنها تخلق ردود أفعال سلبية لدى الطفل تتمثل في الكيد والعناد والإمعان في عداوة الأهل والتمسك بالسلوك السلبي الذي عوقب من أجله لمجرد تحدي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه.
أخطاء شائعة يرتكبها الآباء
عدم مكافأة الطفل علي سلوك جيد:
مثال:
أحمد طالب في الابتدائي استلم شهادته من المدرسة وكانت درجاته جيدة. عاد من المدرسة ووجد والده يقرأ الصحف وقال له (أنظر يا أبي لقد نجحت ولا شك أنك ستفرح بي)، وبدلا من أن يقطع الوالد قراءته ويكافئ الطفل بكلمات الاستحسان والتشجيع قال له (أنا مشغول الآن أذهب إلي أمك واسألها هل أنهت تحضير الأكل أم لا؟!، ثم بعد ذلك سأري شهادتك).
معاقبة الطفل عقابا عارضا علي سلوك جيد:
مثال:
زينب رغبت في أن تفاجئ أمها بشيء يسعدها فقامت إلي المطبخ وغسلت الصحون وذهبت إلي أمها تقول (أنا عملت لك مفاجأة يا أمي فقد غسلت الصحون) فردت عليها الأم (أنت الآن كبرت ويجب عليك القيام بمثل هذه الأعمال لكنك لماذا لم تغسلي الأواني الموجودة في الفرن؟ هل نسيتى؟!) .
تحليل:
زينب كانت تتوقع من أمها أن تكافئها ولو بكلمات الاستحسان والتشجيع لكن جواب الآم كان عقوبة وليس مكافأة لأن الأم:
أولا: لم تعترف بالمبادرة الجميلة التي قامت بها البنت
ثانيا: وجهت لها اللوم بصورة غير مباشرة علي تقصيرها في ترك بعض الأواني بالفرن دون غسيل!.
مكافأة السلوك السيئ بصورة عارضة غير مقصودة:
مثال:
عاد مصطفي إلى المنزل وقت الغداء وأخبر والدته أنه يريد النزول في الحال للعب الكرة مع أصدقائه قبل أن يتناول غذاءه فطلبت منه الوالدة أن يتناول الطعام ثم يأخذ قسطا من الراحة ويذهب بعد ذلك ليلعب مع أصدقائه فأصر مصطفي علي رأيه وهددها بالامتناع عن الطعام إذا رفضت ذهابه في الحال فما كان من والدته إلا أن رضخت قائلة له: "لك ما تريد يا أبني الحبيب ولكن لا تبك ولا ترفض الطعام واذهب مع أصدقائك وعند عودتك تتغذى".
عدم معاقبة السلوك السيئ:
مثال:
بينما كان الأب والأم جالسين اندفع الابن الأكبر هيثم يصفع أخاه بعد شجار عنيف أثناء لعبهم ونشبت المعركة بين الطفلين فطلبت الأم من الأب أن يؤدب هيثم علي هذه العدوانية لكن الأب رد قائلا (يظل الأولاد يتعاركون لفترة ثم يعودون أحباء بعد ذلك!!).
تحليل:
هذا الرد من الأب يشجع الابن الأكبر علي تكرار اعتدائه علي أخيه ويجعل الأخ الأصغر يحس بالظلم وعدم المساواة.
نظام العقوبة
العقوبة حافز سلبي أي إنها سلوك منفر يرفع من مستوى الأداء، وأنا لا أدعُ المربين لاستخدامه، ولا أشجع عليه البتة إلا إذا بقيت الوسيلة الأكثر حظا في النجاح مع المتربي، والتي يمكن أن تعالج سلوك الابن وتقومه؛ فليكن الوالد على إدراك تام وعلم بقوانين العقوبة ومراحلها كي لا تزيد سلوك الابن السيئ سوءا بل تؤتي نتائجها الإيجابية؛ وذلك بإتباع النظام الرباعي للعقوبة (الإعلان ثم الإعلام ثم التبيين ثم التنفيذ):
1- الإعلان
فأول ما يفعله المربي كي لا يظلم ابنه بعقوبة تفاجئه بها هو أن يعلن نظام البيت وقوانينه كما يعلن عن العقوبة التي ستنفذ لكل من يخالف أمرا ما؛ كأن يقول بحضور أفراد العائلة كلهم أنه من سيتأخر عن المنزل بعد الساعة التاسعة سيُعاقب.
2- الإعلام:
في المرحلة التالية يعلم المربي أبناءه فردا فردا عن نظام معين يريد أن يحافظ عليه في المنزل فيقول (ليكن معلوم لديكم أن التأخر في العودة للمنزل بعد الساعة التاسعة مساءً ممنوع، ولابد من اجتماع العائلة كلها على مائدة العشاء)؛ فيعلمهم بالأمر ويشرح لهم ويتأكد من فهمهم له مثلما يريد.
3 – التبيين:
لعل أحد الأبناء كان لاهيا عند حديث والده عن نظام معين فلم ينتبه لقوله أو غير حاضر فلم يسمع، هنا على الوالد أن يتبين ويتأكد من أن الأبناء كلهم قد علموا بالنظام واستوعبوا القول وأدركوا أسبابه، ولنفرض أن بعض الأبناء تأخر عن المنزل لأن خالته دعته للعشاء وهو يعلم أن تأخره عن المنزل سيترتب عليه عقوبة، فهل ينفذ والده القرار في العقوبة على الفور أم يتريث ليتبين سبب التأخر ويسأله فلعله أحرج أو ضغط عليه أو أساء التصرف بحسن نية، لأن إنزال العقوبة به دون أن يتبين سبب تأخره ظلم له؛ لذلك ترو وتأن قبل أن تعاقب.
4- التنفيذ:
أدلى الابن بعذره وهو أن خالته أصرت عليه في تناول العشاء وأدركه الوقت ولم ينتبه، بعد أن تجاوزت الساعة التاسعة مساءً فالوالد يتصرف على أحد الأوجه التالية:
- يعاقب ابنه كي لا يتهاون بكلامه ويعرفه بأولويات الأمور
- يعفو ويسامح ليكون قدوة لابنه في العفو ويبين له أن طاعة الوالد أولى من طاعة الخالة
- يؤجل العقوبة؛ فيقول لولده مثلاً لن أعاقبك هذه المرة، ولكن إذا تكررت مخالفتك سيكون العقاب مرتين.
عاقب ابنك ليتعلم:
الهدف من العقاب تغيير عادة سيئة وتعليم طفلك سلوكا أفضل
يتحسن السلوك السيئ لأن الأطفال لا ينصتون إلى الصراخ، ولا يحاولون تجنب التعنيف وإنما يجب فعل ما يتطلبه الموقف، وقد يكون غير العنف وهذا شيء ينبغي معرفته والصبر عليه.