بتـــــاريخ : 2/23/2009 11:04:02 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1390 0


    ثقافة العيب في مجتمعاتنا العربية!, دعوة للنقاش الجاد

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : هوازن نجد | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    ثقافة العيب في مجتمعاتنا العربية !!!



    للأسف الشديد لقد انتشرت هذه الثقافة في مجتمعنا العربي قاطبة من الخليج للمحيط وهي ليست حديثة بل هي قديمة قدم البشرية ولقد نسبت للإسلام والإسلام منها بريء براءة الذئب من دم يوسف !

    للوقوف على هذه الثقافة_ثقافة العيب _ وحتّى نقرب للجميع مفهومها للأذهان قد نستعين ببعض الأمثلة الواقعية من بيئتنا العربية المحافظة لأن الأمثلة تكون أقرب للأذهان من السرد الجامد الممل للبعض أحيانا .

    بسم الله نبدأ وبه نستعين وعليه نتوكل ....

    من الأمثلة الواقعية ما يلي (على سبيل المثال لا الحصر وطبعا لا أقصد بلد عربي معين بل هي أمثلة عامة )

    1_ما يخص الطفل :


    آه ثم آه ثم آه يا طفلنا العربي العظيم كم حطمتك تلك الثقافة وحاولت القضاء عليك بالمهد_ ولكن لن نسمح لها_ وللأسف الشديد إن الكثير من الأمهات تحاول _طبعا جهل منها _تأصيل تلك الثقافة في نفس طفلها إن لم تكن تزرعها بدلا من تأصيل الرقابة الذاتية في نفسه وربطه بخالقه ومن أمثلة ذلك :

    1_الكذب أو الغش فبدلا من قولها له (من غشنا فليس منا ) و(وإن الرجل ليكذب حتّى يكتب عند الله كذابا )تربطه بدينه وخالقه وإن فعلت هذا الشيء فأنت تخالف منهج الله ..........الخ هذا الكلام الرائع المستمد من كتاب الله وسنة نبيه نجدها تقول له :أن كذبت فهذا عيب وإن غشيت فهذا عيب عليك وإن فعلت ذلك فهذا عيب وهذا عيب فعله وذلك أيضا تابع لتك القافلة" قافلة العيب" وعليه أن يحذر منها ولا يقترب منها إطلاقا في أي وقت تمر عليه أو يمر أحد أبنائها فنجد الطفل في داخله يكرهها ويتمنى أن تذهب تلك القافلة وأولادها للجحيم لأنها قد كرهته بالحياة وأصبح مقيدا بقيودها هي فقط !لكن لو علّقت قلبه بالله وربطت تلك الأفعال المشينة بأنها قد تغضب خالقه لنشأ الطفل سليم القلب والعقل والضمير وما أحوجنا في هذا العصر للأخير فلقد ندر في الكبار فلنلحق الصغار قبل فوات الوقت !


    2_ما يخص المرأة :


    فإنا أرى إنه أكثر المتضررين بهذه "الثقافة" بعد الطفل المرأة فلقد ظلمت بسبب هذه الثقافة وتم ممارسة عليها أبشع أنواع الظلم والقهر باسم هذه الثقافة "ثقافة العيب" أنجانا الله منها جميعا بأقل الخسائر لأنني لا أستطيعُ أن أقول أنجانا الله منها لأني برأيي المتواضع لأظن قد نجا أحد منها فالكل قد أذاقته تلك الثقافة مرها بل قد نال الكل منها من الحب عفوا من الشر نصيب لكن قد نتفاوتُ في درجات الضرر !

    ومن أمثلة ذلك :

    _الإرث أعرفُ بعض المناطق عندنا لايعطوا المرأة نصيبها من الإرث والسبب تلك الثقافة فيقال لها (عيب والله عليك إن تطالبين بإرثك ألا تستحي! تطالبين أخوتك الذكور وأنتِ متزوجة في كنف تلك الفئة أيضا أذن ما دمت في كنف ذكر برأيهم من العيب عليك مطالبتهم بالإرث !

    _فما يخص الزواج البعض يرى من العيب أن تشاور البنت في زوج المستقبل بل هو العيب بنفسه (إن كان قليل الآن ولكنه موجود لا أحد ينكر ذلك )كذلك يرى البعض عدم الزواج من الغريب بل هو عيب ما دام أبناء العم موجودون وأحياء يرزقون وكأن بتلك المسكينة قد علّقت حياتها بهم فإن تزوجوا فهذا المستحيل بعينه قد تحقق لها وباستطاعتها الآن أن توافق على من ترتضيه زوجا لها والبعض قد يعلّق ابنة عمه وهو ما نسميه (بالحجر عليها منذ كانت في المهد ولا يسمح بالاقتراب منها لأنها ببساطة البنت لولد عمها وقد يهدد من يحاول الاقتراب أي بالخطبة لها بالويلات وآه من الويلات وأخواتها إن نفذ الأخ تهديداته !(اعرف إحدى الزميلات حجر عليها ابن عمها منذ كان عمرها 16عشرة ولم يفك أسرها إلا عندما بلغت 26سنة أي 10 سنوات )تقول تزوج أخواتي الكبار والصغار وبقيت أنا انتظر الرحمة الإنسانية منه (حسبي الله ونعم الوكيل )حتّى البعض يرى من العيب أن توقع الفتاة في عقد النكاح الذي هو شرطا أساسيا في تمام ذلك العقد كل هذه الأمور مستوحاة ومستمدة من تلك الثقافة الباطلة التي ما أنزل الله بها من سلطان بل أظنها الجاهلية الأولى قد عادت مرة أخرى ولكن قد ارتدت ثوبا جديدا ألا وهو رداء وثوب العيب !!!!!!!!!!

    _وكذلك فيما يخص الدراسة عيب أن تكمل دراستها والبعض قد يرى في عمل المرأة عيب ولكن ما المانع إذا كانت في مكان محافظ لن ترى الرجال ولن تختلط بهم !

    _يوجد أيضا من يحرم على الفتاة رؤية الخاطب لها فهو عيب !(تقول لي إحدى الزميلات لم يراني زوجي إلا ليلة الزواج !)

    _قد يهمّش دور الفتاة في الأسرة باسم هذه الثقافة ويعطي النصيب الأكبر للذكر قد لا يؤخذ رأيها في أبسط الأشياء حتّى لو كانت جماد كالأثاث مثلا قد يطلب منها أن لا ترفع صوتها على أخيها ليس احتراما له كونه أكبر منها فالرسول يقول (ليس منا من لم يحترم كبيرنا ويعطف على صغيرنا )لكن تُنهى عن هذا الفعل وهذا السلوك بثقافة العيب كونه ذكرا فقط فهي لا يحق لها في قوانين هذه الثقافة أن ترفع الأنثى صوتها على الذكر !


    3_فيما يخص الزوج :


    أرى إن هذه الثقافة قد أعطت الزوج أكثر مما يستحقه على حساب تلك المسكينة الزوجة فلقد بجّلت ذلك الزوج ورفعته في عليين وجعلت أي مخالفة له جريمة لا تغتفر فهي في هذه الثقافة يجب أن تصبر وتحتسب وتغفر وتسامح كونها أنثى وهو عليه أن يضرب ويشتم ويسب ويهين وكل ذلك مغفور له كونه ذكرا في تلك الثقافة بينما الإسلام كرّم المرأة (لا يكرمهنّ إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم )والرسول الكريم كان آخر وصاياه العظيمة (أوصيكم بالنساء خيرا )أم تلك الثقافة المشئومة كانت تغرس في نفوس الذكور أوصيكم بالنساء شرا ! بل الذي قد لا يعرفه الكثير من الرجال إنه ليس عليها لزاما خدمته وإن فعلت ذلك فهو من باب الكرم منها لا أكثر وقد يظن الكثير منهم إن من واجبها خدمته بل الجاهل منهم قد يظن الأمر قد يصل خدمة أهله واجبا بل يظنه فرضا عليها !

    (عموما الأمثلة كثيرة ولكن قلنا منذ البداية على سبيل المثال فقط )



    4_أمثلة عامة :


    أ)_منهم من يدخل الطبق الفضائي منزله فهو يقلّب تلك القنوات الفضائحية عادي ليست عيب في نظره ويرى إن موضوع الملكة أو حفلة الملكة عيب ودخيلة على مجتمعنا المحافظ بينما هذه القنوات حلال وليست حرام ما دامت ليست تابعا للعيب وأخواتها !

    طبعا هو يرى بنظرته القاصرة تلك إن أمر العيب خطير ويفسد البنت بينما الحرام وهي رؤية الفتاة لتك القنوات الماجنة عادي ما فيها شيء ولا تفسد الأخلاق (عجبي والله لتك العقول العقيمة التي أشك أن تنجب يوما )فهو يسير أي هذا الأمر ولا تعسروا على الناس فيه !

    ب)_بعضهم يرى عيبا أن تسافر البنت حتّى لو كانت مع محرم لها وحتّى لو كان لبلد عربي أو إسلامي فالسفر عيب في نظره ما دمت بنت لم تتزوج (طبعا لا أقصد السفر لبلاد الكفر والمجون وأن تتغرب البنت بحجة إكمال دراستها بل لا أقصده إطلاقا ولم أتطرق إليه لا من قريب ولا بعيد )بينما يرى الأمر عادي أن تذهب لوحدها للأسواق مع السائق وتقوم بتمتير السوق شبرا شبرا عادي جدا ..................وليس فيه خلاف بل لا يختلف عليه اثنان !

    ج)_أما فيما يخص إبداء الرأي وهو ما نسميه "بحرية التعبير" فلقد ذُبِحَ بسكين العيب وما زال ينزف دما ولا نعلمُ للحظة كتابتنا هذا الموضوع هل قد تمَّ ذبحه ونزف آخر قطرة من دمه أم زال الوقت أمامنا لإنقاذه !!!!!!!!!!!!!!

    (هذه النقطة بالذات سوف انتظر منكم جميعا إبداء الرأي حولها ولنعلم إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية مهما اختلفنا يظل الاحترام بيننا وتظل المحبة ترفرف علينا ويظل الحب في الله يسكن قلوبنا )

    أخواتي الغاليات هذا ما جاد به القلم حول هذه القضية المهمة بل الخطيرة في مجتمعاتنا العربية وأنا والله بشوق إليكن وإلى أرائكنّ الحكيمة فإن كنتُ قد أخطأتُ فمن نفسي والشيطان وإن قد أصبتُ فمن الله .

    وأخيرا أطرحُ هذا السؤال الذي أختمُ به موضوعي هل بالإمكان أفضلُ مما كان !!!!!!!!!!!!!!!!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()