بتـــــاريخ : 2/22/2009 8:51:55 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 672 0


    الأب والإبن علاقات بمنهج رباني وأسلوب عقلاني

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. ئاوات محمد أمين | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :

    ( الأب والإبن) علاقات وحقوق وواجبات متبادلة مادية ومعنوية، وأنا شخصياً أخضع لما فرضه الله من حقوق للطرفين على الآخر وارتبها حسب الأولويات، وهذه المقدمة لكي أمهد ما صدمت به حين سمعت كلاماً لإبن عن أبيه، كيف يفكر؟ وما الذي أدى الى هذا التفكير؟ وهل هناك مخرج للضحالة الفكرية التي وقع فيها، ويصعب اخراجها إلا بشق الأنفس .

    ( االمطلق والمطلقات) فأنا من المعتقدين بأنه ليس هناك مطلق في الكون إلا الله وصفاته الحسنى، فكل ما عدا الله وصفاته فهو محدود غير مطلق، بهذا أردُ على كل الإعتقادات التي كانت سائدة في الحضارات القديمة كالحضارة اليونانية والرومانية والعادات العربية والمفاهيم الدخيلة على الفكر الإسلامي من أن الأب يملك سلطة مطلقة على أولاده .

    الحضارة اليونانية رغم عراقتها واصلاحاتها الكثيرة لشؤون الأفراد إلا أنها كانت تعطي الأب سلطة مطلقة على أولاده فبإمكانه أن يقتلهم أو يبيعهم بأي ثمن شاء، أو أن يتخلى عنهم .

    والحضارة الرومانية مع أنها وصفت بأنها حضارة عسكرية وقانونية، وقانونية لأنها ظهرت من رحمها كثير من القوانين أنصف الإنسان ومن أشهرها القانون المسمى بـ (الألواح الإثني عشر) فانه أعطى الأب الحق لكي يبيع أولاده، واستمر الحال في ظل الإمبراطورية النصرانية، والقبائل العربية البدوية، وان قضية وأد البنات خير شاهد على ذلك (يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل:59 ) .

    والديانات السماوية جاءت لكي تنظم هذه العلاقة بين (الوالدين والأبناء) أو بين مكونات \"الأسرة\" وما أكثر النصوص السماوية التي تشير الى أهمية هذه العلاقة فمثلاً، الوصية الخامسة من الوصايا العشر في \"العهد القديم\" التوراة جاءت(أكرم أباك وأمك، لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب الهك)، والوصية الثانية من الوصايا العشر القرآنية جاءت (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ............. ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الأنعام:151 ) .

    وما أكثر الآيات القرانية التي تشير الى هذه العلاقة، وما أكثر الأحاديث النبوية التي تبين أهمية وضرورة هذه العلاقة أن تكون إلهية المصدر وعقلانية التعامل، ومنها (أين المقعدان) و(..أمك ثم أمك ثم أمك..) ولو سردنا كل هذه الأحادث لطال بنا الحديث، ولكن أكتفي بذكر حديث واحد مع قصة هذا الحديث (جاء رجل إلى النبي (ص); ‏فقال أن أبي أجتاح مالي فقال:أنت ومالك لأبيك\" وقال رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم\" إن أولادكم من أطيب كسبكم فكلوا من أموالهم) وقصته (عن جابر قال جاء رجل إلى النبي (ص); فقال النبي صلى الله ‏عليه وسلم اذهب فأتني بأبيك فنزل جبريل على النبي (ص); فقال: ‏إن الله عزو جل يقرئك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله ‏في نفسه ما سمعته أذناه فلما جاء الشيخ قال له النبي (ص); ما ‏بال ابنك يشكوك تريد أن تأخذ ماله؟ قال سله يا رسول الله هل أنفقته إلا على ‏إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:إيه دعنا ‏من هذا أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناي؟ فقال الشيخ والله يا ‏رسول الله ما يزال الله يزيدنا بك يقينا لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي ‏فقال قل وأنا أسمع فقال: قلت:‏

    غذوتك مولودا ومنتك يافعا ‏ تعل بما أجني عليك وتنهل ‏

    إذا ليلة ضاقتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهراً أتململ‏

    كأني أنا المطروق دونك بالذي ‏ طرقت به دوني فعيني تهمل

    تخاف الردى نفسي عليك وإنها ‏ ‏ لتعلم أن الموت وقت مؤجل‏

    فلما بلغت السن والغاية التي ‏ ‏ إليها مدى ما كنت فيك أؤمل‏

    جعلت جزائي غلظة وفظاظة ‏ ‏ كأنك أنت المنعم المتفضل‏

    فليتك إذ لم ترع حق أبوتي ‏ ‏ فعلت كما الجار المجاور يفعل

    تراه معدا للخلاف كأنه ‏ ‏ برد على أهل الصواب موكل‏

    قال فحينئذ أخذ النبي (ص); بتلابيب ابنه وقال:\" أنت ومالك لأبيك\"، وجاءت في رواية اخرى بأن النبي (ص); بكى وقال:\" ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى\" ثم ‏قال للولد \"أنت ومالك لأبيك \".

    فكم نحتاج الى الرجوع الى المنبع الصافي (الكتاب والسنة النبوية) والتجارب البشرية حول تنظيم هذه العلاقة بين (الوالدين والأبناء) بمنهج رباني واسلوب عقلاني

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()