بتـــــاريخ : 2/22/2009 8:33:58 AM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1374 0


    قوة الكلمة وكلمة القوة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.آوات محمد امين | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء قوة الكلمة

    أثبتت الطفرة العلمية أن أكبر قوة في الكون هي قوة الكلمة أو الفكرة، فهي تؤثر في الماديات والمعنويات، وتأثيرها في المعنويات أكبر من الماديات، لأن الطاقات الخفية للإنسان قوية وكبيرة، وكلها عبارة عن قوة الكلمة الخفية أو الفكرة التي تؤثر في الماديات وتغيير من أشكالها وأوصافها وأماكنها.
    فمدار الكون على كلمة واحدة، بها خلقت وبها تطوى السموات والأرض، وبها تفتح الجنة وتسعر النار و...وقس على هذا كل مفردات الحياة ستجد أن الكلمة هي المكون الأساسي لها، وحلل بالكلمة الواحدة كل ما يدور على وجه البسيطة، وما يدور في العراق ماهي الى اسقاطات لمدلول الكلمة على الواقع، وكل ما نسمعه من جمل لوصف الحالة كلها تندرج تحت هذه الكلمة التي أوقدت هذه الفتنة، فلو استدركنا هذه الكلمة وغيرناها لتغيرت الجمل والعبارات والواقع بعد ذلك، لأن أساس التغيير يبدأ من الداخل (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.... الرعد11)، فالتغيير الداخلي جعل واقعنا بهذا الشكل الذي نعايشه، ونحن نستطيع أن نغييره لما نطمح اليه، وهذا الأمر ليس بالهين السهل، اذ يحتاج لتكتاف الجهود، واستجماع الهمم والطاقات، ثم التعالي على كل ما يعكر صفوة الكلمة، فما أجمل أن يتفق الجميع على وصف الكلمة علماً أن الإسلام جاء بكلمة التوحيد لتوحيد الكلمة.
    مثلاً (الحرب والسلام) و(التعايش والتناحر) كلمات متناقضات المعنى والمدلول، ولكل كلمة آثار وظلال، فعن طريق الآثار والأوصاف نصل الى المعنى الجوهري للكلمة وتأثيرها على الواقع، فما يدور خلف الكواليس، وما هو واقع وراء الأخبار كلها نتائج لكلمة واحدة، فالمشكلة الطائفية التي تدور رحاها في بعض مناطق العراق وسعرت ما بقت من عراق، وتطحن الأبرياء والعزل وتنذر بما لايريده العراقي –علماً أنه أداة لتنفيذها- مدراه كلمة واحدة فاختر (الحرب) أو (التناحر).
    هل منطق القوة يحل المشكلة؟ أم أنه يعقدها أكثر فأكثر؟ ومنطق القوة عبارة عن استعمال الساعد والسلاح والحديد والنار لحل المشكلة أو استحداث مشكلة؟ يقيني الشخصي هو أنه يعقدها نسبيا، لأنه يعطي الذريعة للآخرين باستعمال مثله، وكما قال خالص جلبي العنف المتبادل في الصراع الإنساني لا يحل المشاكل بل يزيدها تعقيدا، فهو ينطلق من مغذى من مشاعر الكراهية والحقد، والخوف من الآخر، فيولد مثيله; فهذه هي آلية عمل المشاعر، فالحقد يولد الحقد، والكراهية تغذي مثيلها، والدم يفجر الدم، في دائرة صراع تمسك حلقاتها ببعضها البعض، وتغذي أطرافها نفس المشاعر، في ساحة لا تسمح إلا بوجود طرف واحد.
    وقد تجرعت البشرية من هذا الكأس شرقاً وغربا، وأبطالها أثبتوا عدم جدواها فمثلاً ما دارت بين فرنسا والمانيا من حرب مسعرة استحال اليوم الى وحدة دون أن يفقد أحد مالاً أو زعامة أو أرضاً، ولا يهجم أحد على أحد ليوحده بالقوةً، أما الحرب الأهلية في السودان والطائفية في لبنان ماذا كانت النتيجة؟ كانت الإجتماع على مائدة لتوحيد الكلمة، ولتبديل الكلمة بكلمة تهيء الأجواء للعيش، وهناك عشرات الأمثلة ونضرب مثلاً قريباً عايشنا تفاصيلها، واكتوينا بنارها، وكدنا أن نفقد كل ما أخذناه بالقوة الشعبية، وهو الحروب السياسية التي دارت رحاها بين ألوان الطيف السياسي الكوردي وخاصة مادارت بين الحزبين الكبيرين التي خلقت من بعدها واقعاً مليئاً بالحزن والأسى وما زلنا نتجرع من كأسها بمرارة اذ الواقع يقول أكثر، ولكن كلما بلغت الكلمة المسعرة لهذه الحرب مداها كانت الكلمة التي تغيير هذا الواقع تبعث فيها الحياة وتوحي للجميع بأن صوت العقل والمنطق يدعوكم لنبذ منطق القوة لقوة المنطق، والجلوس الى مائدة الحوار لتوحيد الكلمة واصلاح ما أفسده الحرب، اذ الحرب لا تأتي الا بالدمار والخراب، فكانت الصلح وظهرت الفرحة والبهجة من المواطنين، وما زال يغدوهم أمل استكمال ما وصلوا اليه من القناعة الداخلية بتوحيد مدلولات الكلمة.
    والواقع العراقي رغم ما فيه من ظلم وتعدي، وحرب خفية تدور في الشوارع والأروقة بين الفسيفساء العراقي، نستطيع استدراكها والحد من تأثيراتها وايقاف الأعمال البشعة ونزيف الدم الداخلي بالرجوع الى احكام العقل في الكلمة التي خلقت هذه الحالة تحديدها ثم تفصيل خيوطها ومن ثم أن يتفق الفرقاء السياسين بصياغة الكلمة من جديد وتغييرها لما تهيء عيشاً كريماً للعراقين، لأن الساعد والسلاح من توابع الكلمة، والكلمة هي الأصل فلنوحد كلمتنا من أجل عيش رغيد.
    وهذا الأمر رغم ما بها من صعوبات، ولكنها من الممكنات، شريطة الإنقياد لصوت العقل والدين، لأن الإسلام يشجعنا على توحيد كلمتنا في الحياة كلها لكى نتوحد، والآيات في هذا الموضوع كثيرة منها {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ...}آل عمران103، وهذا امر إلهي للجميع وحبل الله هو كلمته، رغم أن الجهل المستشري يوقد هذه الحالة ولكني أعيش على أمل أن يمسك العقلاء بزمام الأمر وينقادوا لصوت العقل والدين، وما يعطني شيء هذا الأمل سوى أنني متفائل جداً

    كلمات مفتاحية  :
    استراحه القراء قوة الكلمة

    تعليقات الزوار ()