بتـــــاريخ : 2/21/2009 7:05:38 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 897 0

    موضوعات متعلقة


    الاعراف والتقاليد

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : خديجة عبدالخالق | المصدر : www.qudwa1.com

    كلمات مفتاحية  :
    الاعراف التقاليد

    تشكل العادات الاجتماعية هوية أي مجتمع وترسم بشكل دقيق ملامحه ونظرته الى ذاته وصورته التي يرسلها الى الاخرين وهكذا يتحول العرف الى نوع من القوانين التي تسوس حياة المجتمع .

    والعرف هو ما تعارف عليه الناس دون أن يكون له مصدرشرعي او هو قاعدة سلوكية ملزمة لجماعة معينة جرىواستقر العمل بها لمدة طويلة ايضا نستطيع ان نقول ان العرف هو ما توارثه الناس وقبله العقل فهو اصلا لمصلحة الناس وهو العرف الذي تعترف به الشريعة ويسمى العرف الصحيح الذي يلتزم بالنص الشرعي ويقر مدلولاته الشرعية أما الذي يصطدم بالنصوص الشرعية فهو العرف الفاسد الذي يرفضه الشرع وهكذا اصبح في مجتمعاتنا نوع من الخلل ولبست الاعراف لباس الدين وهي ليست من الدين فبدأت بالمزايدة على الاسلام وتقويله مالم يقله في كثير من الشؤون وبالاخص في شأن المرأة فبالرغم من أن المجتمع الاسلامي يقوم على دعامتين متساويتين ومتكاملتين هما الرجل والمرأة الا ان الاعراف لم تنشأ الا لصالح الرجل وضد صالح المرأة في كثير من الحالات فأبعدت المرأة تعسفا عن كل الدوائر ذات العلاقة المباشرة بعملية التنمية الشاملة كما حرمت من حقوق كثيرة وأبعدت بشكل عام عن دوائر صنع القرار وهكذا اصبحت المرأة تعيش تحت ضغط الاعراف والتقاليد التي اضفت عليها طابعا من التقديس بصرف النظر أكانت جزءا فعلا من الشريعة أم لا فظلمت المرأة وهضمت حقوقها بنتا كانت ام اختا ام زوجة من قبل المجتمع ومن قبل الرجل ومن قبل نفسها احيانا قلما نرى امرأة ذات شخصية قوية ومثقفة وتسعى لتطوير نفسها واداء دورها في المجتمع لأن هناك قيودا وأشواكا في الطريق تمنعها ليس من ذلك فحسب بل وحتى من طلب أبسط حقوقها التي لاغنى لها عنها في حياتها اذا طالبت بحقها في الميراث مثلا تكون قد ارتكبت جرما شنيعا في نظر المجتمع لأنها تخطت الاعراف التي عشنا وتربينا وكبرنا عليها واذا رفضت شخصا طلبها للزواج ووافق اهلها عليه تكون ايضا قد تخطت الضوء الاحمر وتكون قد جلبت العار لاسرتها وهكذا في كل ما له علاقة بحياتها ومستقبلها وسعادتها وفي غالب الاحيان تتغاضى المرأة عن حقوقها حفاضا على الاعراف التي غدت جزءا اصيلا في حياة بعض المجتمعات وخاصة الشرقية منهاومن المفارقات الغريبة أن الاعراف غالبا ما جاءت لتساند الرجل وترجح كفته لان الناس وبحكم جهلهم بوجوه المصالح الاجتماعية على كماله لا يرون للنساء شأنا في اصلاح حياتهم الاجتماعية حتى علمهم الوحي ذلك ولكن الناس لا يأخذون من الوحي في كل زمان الا بقدر استطاعتهم واستعدادهم وتشير كثير من الادلة الشرعية الى ان من بين ما يرتبط بالعرف من المجالات الحساسة .. النظرة الى المرأة ودورها في المجتمع وعلاقتها بأفراد اسرتها وهكذا ترتبط النظرة الى المرأة ودورها ارتباطا وثيقا بالمستوى الحضاري والعرف البشري فيزداد ذلك الدور أو يقل وترشد تلك النظرة أو تتخلف ٍحسب ما يتعارف عليه الناس وتطيقه ضروفهم الحضارية .

    ورغم الاعلان العام في الاسلام للمساواة بين البشر والرفض التام الواضح في اصول الشريعة للتفرقة او التمييز على اساس الجنس في التكاليف والحقوق لان النساء شقائق الرجال كما في الحديث الصحيح ورغم الاصرار على رفع الظلم الواقع على المرأة لاّماد طويلة حتى ان اكثر احكام القراّن الكريم اتت مانعة من ظلم سلط عليها أو رادة لحق سلب منها أو لتضع حدودا للرجل ألا يجور في تعامله معها رغم ذلك بقيت النظرة الى المرأة تقتضي تبعيتها للرجل وبقيت مشاركتها في حياة مجتمعاتها في ساحات الحركة والابداع والعطاء بكل انواعها متأثرة بأرث ثقيل من التهميش والانتقاص لذلك بقيت عملية تحرير المرأة في مختلف ساحات العمل في حدود ما يطيقه استعداد البشر لذا من الضروري تخليص النظرة الى المرأة ووضعيتها مما علق بها عبر القرون وتمثل الشرع اكثر ومبادئه صافية من كل شائبة مأخوذا من منابعه ومصادره الاصلية .

    لذا نحن في حاجة الى اعادة النظر في الاعراف والتقاليد والمنظومة الاجتماعية السائدة حاليا بما يجعلها أكثر اتساقا مع تعاليم الاسلام والتي كانت سببا في الحاق الظلم بالمرأة وعزلها وتهميشها تحت ستار الدين وهكذا انكمشت شخصية المرأة واثرت حتى على مكانة وبنية الاسرة بحيث ان المرأة اصبحت ضحية للعقلية المنغلقة والتقاليد البعيدة عن الاسلام بل واصبحت اداة لانتاج تلك الاعراف والتقاليد وتنشئة ابنائها عليه وهذا يتحتم علينا العمل على توعية المرأة بحقوقها وواجباتها عبر الاعلام والناهج التعليمية حتى تكون هي نفسها أداة لمحو هذه الاعراف الفاسدة كذلك العمل على الزامية التعليم الاساسي للفتيات والعودة الى مرجعياتنا الثقافية التي تنسجم مع طبيعة مجتمعاتنا لتحرير المرأة من كل ظلم يحيف بها بدءا بالاسرة وانتهاءا بالمجتمع الذي يجب ان يحفظ للمرأة ما منحها اياها الشرع من الحقوق والامتيازات

    كلمات مفتاحية  :
    الاعراف التقاليد

    تعليقات الزوار ()