بتـــــاريخ : 2/18/2009 7:01:00 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1118 0


    موعد مع الألم.... الجزء الرابع ....

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ريف البوادي | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    ,,,الجزء الرابع ,,,



    و تمر الأيام يوماً تلو يوم ، و مازلت أعيش في دوامة الإحساس بالقهر ، أنتظر أملاً


    ينتشلني من بحر الأحزان ، و يفك قيد الألم الذي طوق قلبي الصغير و أنهكه ..


    أنتظر فرحًـا يعيد لي ضحكاتي البريئة التي ارتحلت كحلم مضى ,,


    و يبعث البهجة في حياتي التي تلونت بلون باهت ...


    و كغيري ممن عانى القهر ، بدأت أروض نفسي على تلك الحياة بجميع منغصاتها ...


    و في ذات صباح ، بعد خروج صخر لعمله شعرت برغبة في الخروج للتنزه في الحديقة


    و هناك سمعت صوت دراجات و أطفال يلعبون ، فأسرعت الخطا لعلي أشاركهم اللعب !


    لأني أحب الأطفال ، و أستمتع باللعب معهم ، إنهم أبناء صخر يلهون في ممرات الحديقة بدراجاتهم ،


    و حينما اقتربت منهم محاولة ملاطفتهم هربوا مسرعين نحو منزلهم (الملحق ) ، و أوصدوا الباب بقوة ،


    فأصبت بخيبة أمل جعلتني أعدل عن فكرة التنزه ، و أعود إلى بيتي ثم أشغل نفسي بالتنظيف


    و الترتيب لعلي أخفف من وحشة وحدتي ...


    وفي الظهيرة عاد صخر ، و تناول غداءه ، قبل ذهابه إلى الغرفة قال لي : استعدي للسفر


    في هذا اليوم ، سوف أغفو قليلاً و في المساء موعد رحلتنا ...


    رفعت الأطباق بينما شرد ذهني بأفكاره ، كم حلمت بالسفر و ركوب الطائرة و هاهو حلمي تحقق !


    إلا أن حلمي كان أن أسافر برفقة أسرتي ، لا مع هذا الرجل الذي لا أطيق حتى محادثته


    فكيف سأستمتع معه ؟!


    و بينما كنت على هذا الحال أفاق صخر من غفوته ، فسألته : هل من الممكن اصطحاب أهلي


    في هذه الرحلة ..؟!


    رد بضحكة ساخرة ...! نعم سنصطحبهم و لكن ليس الآن لأنني أريد أن أستمتع بوقتي معكِ


    دون مشاركة أحد ..!


    إحباط شديد !!!


    بالطبع لم أعرف كيف أرتب حقيبته ، فقام هو بذلك و لما انتهينا ، و هممنا بالخروج طلبت منه


    أن أذهب إلى أهلي كي أودعهم ، و لم يمانع ، ذهبنا ولكن الوقت ضيق و موعد الرحلة قد أزف ؛


    لذا لم أستطع الجلوس مع أهلي ، فودعتهم ثم خرجت و دموعي تنهمر كالمطر ،


    و كأنما سأفارقهم للأبد...


    كانت تلك أول مرة أمتطي فيها الطائرة ؛ لذا فقد سيطر الخوف علي ، إذ كيف سأكون بعد لحظات


    معلقة بين السماء والأرض ؟!


    أشار علي بالجلوس في المقعد بجانب النافذة لكي أستمتع بمنظر السحاب ، و لكن كيف لي


    أن أستمتع و نبضات قلبي تكاد أن تتوقف من شدة الخوف !!


    طُلِب منا ربط أحزمة الأمان ، و لم أكن أعرف شيئاعن ذلك ، فشرح لي صخر المراد ،


    و قال لي : افعلي مثلما أفعل .


    بحثت عن حزام مثل حزامه و لم أجد شيئا ، فأمرني بالوقوف حيث كنت أجلس فوق الحزام !!


    أقلعت الطائرة .. تماسكت بخوف شديد ، و أغمضت عيني .... لحظات جداً عصيبة !!!


    أخيرا ً شعرت بتحسن و ارتياح بعد أن استوت الطائرة في الجو ,,,,


    أقبلت فتاة أنيقة اللباس ، يبدو من ملامحها أنها غير عربية ، و لكنها تتحدث العربية بطلاقة ،


    عرفت فيما بعد أنها المضيفة ...


    قدمت لنا بعض الشطائر و الشاي و كان صخر يغط في نوم عميق ,,,


    أما أنا فلم يغمض لي جفن رغم طول الرحلة ، و لما عادت تلك المضيفة لأخذ الأطباق سألتني :


    هل يوجد معك أحد من أسرتك غير والدك ؟


    رفعت بصري نحوها ثم التفت يمنة و يسرة ، و لوهلة ظننت أن والدي معنا !!!


    ثم نظرت إلى صخر و هو نائم ، فوعيت قصدها بوالدي !!


    لم أجبها ، فقط رمقتها بنظرة حائرة !


    و كأنما اكتفت ثم ذهبت ....


    وصلنا إلى تلك الديار بعد رحلة طويلة شاقة ، أكاد أموت من التعب و النعاس ، و فور وصولنا


    إلى جناحنا في الفندق ارتميت على السرير بملابسي ، و رحت في نوم عميق ، و لم أفق


    إلا على صوت طرق الباب ، كان النادل يحضر الطعام ، فتح صخر الباب ، ثم دعاني لتناول


    الطعام ، و بعد إصراره تناولت لقيمات تسد جوعي ، ثم عدت لأكمل نومي ، و كأنني لم أنم


    منذ شهر .


    في الصباح أفقت نشيطة فتحت النافذة كان الجو غاية في الجمال و منظر المدينة رائعا !! ..


    خرجت من الغرفة إلى الصالة ، و لكني لم أجد صخرًا !!


    كانت دقائق و إذا بالباب يفتح ، لقد كان بالخارج ، خرج للتسوق و عاد يحمل أكياسًا تحوي


    حاجيات كثيرة ..


    فتح الأكياس ، إنها تحوي ملابس ابتاعها لي !!


    أخذتها فرحة بها و لكن عندما هممت بقياسها لاحظت قصرها وعريها !!


    قلت في نفسي : لعله أحضرها لأرتديها في البيت ...!!


    سألني : هل أعجبتك الثياب ؟


    - نعم إنها جميلة .


    - اختاري أحدها لكي ترتدينه الليلة فسنذهب إلى حفلة عمل و أريد أن تكوني


    نجمة هذا الحفل !!


    - ( باستغراب شديد ) ألبس هذه الثياب و أخرج ؟!


    والدي لا يرضى بذلك !! بل أنا أيضـًا لا أقبل الخروج بهذا اللباس !!!


    لم أجرؤ على ارتداء تلك الملابس أمام أهلي فكيف أخرج بها أمام الناس ؟!!


    - ( بامتعاض ) و ما شأن والدك و أهلك في الموضوع ؟ أنت الآن زوجتي ، و لا شأن لأحد بك !!


    أنا فقط من يجب أن تطيعيه ...!!


    سوف يحضر الحفل شخصيات مهمة ، و بالطبع زوجاتهم سيكنَّ بكامل أناقتهن ، فكيف بالله عليك


    تذهبين بلباسك هذا ؟


    ما ذا سيقول الجميع عني ؟


    بالطبع سوف أكون أضحوكة لهم !!


    تحت إصراره لبست أقل الثياب عرياً !!!


    لحظات ثم سمعنا صوت جرس الباب ، و إذا بها سيدة غريبة !!


    - هذه ستتولى تزيينك لتكوني أكثر جمالاً .


    استسلمت لها و لأصباغها التي لونت وجهي حتى كدت لا أعرف نفسي !!


    - ( صوته ينادي ) : هيا لكيلا نتأخر عن موعد الحفلة فهؤلاء مواعيدهم دقيقة .


    تناولت عباءتي و هممت بارتدائها لكنه نزعها بكل غضب و رمى بها وسط ذهولي من موقفه ..



    ,,,دمتم سالمين ,,,





    --------------------

    صفحات بأقلامهن عطشى فمن يرويها ..؟







    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()