أيقضني حسـّـــي من نومي ..
أرق لازمني .. وكان يهوى مرافقتي ..
و ليل الشتاء طويل ..
و حديث النفس أعياني ...
فأتيت نحوكم قبل أن أفرش سجداتي لأروي لكم هواجسي
ثم أرحل عنكم في عمق روحي ...
~ ~
~
قبل أيام ...
كانت تحلق فوق سمائنا شمس يوم مشهود ..!
فاضت فيه الدموع .. و تدثرت فيه القلوب بالخشوع ..
يوم عرفة
يوم يباهي الله بخلقه أمام ملائكته الكرام
و أي بشر هؤلاء الذين يباهي ربنا بهم ؟
ما أسعدهم ... !
غير أنا لم يحرمنا ربنا من اجر عظيم
حرمنا الجمع المشهود
لكن لم يحرمنا الكريم أجرا و نحن مع القعود ...!
" صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية و القابلة "
كما حكى لنا الصادق الصدوق صوات ربي و سلامه عليه في أحاديث كثيرة صحيحة
~
~
ليس هذا ما أرقني .. و أقلقني
حال أمتي عجيبة ...!
وعدٌ من الملك بالغفران لذنوب لو أحصيناها لأهلكتنا بلا ريب !!
لكن ........ كيف صمنا .؟
و عم صمنا ؟
بل .... لماذا صمنا ؟
الجواب الأكيد
ليغفر ربنا الزلل
و يوفقنا في قادم الأيام لنلبس من التقوى أجمل الحـُلل ..
ســـؤالي
هل حقا صام القلب ؟
أم فرطنا كما في رمضان ؟
هل حقاً غفر ربي لنا الذنب ؟
ربنا كريم ووعده الحق ... لكني اعني .. هل تعرضنا لأسباب الغفران ؟
هل نقبنا في القلوب و نقيناها من شوائب الدنيا ةالأدران ؟
أم مضى يوم عرفة كما مضى رمضان سريعا سريعا سريعا
و غربت الشمس و لا نصيب من انحطاط الأوزار ؟؟
كــــــــــم نعيش في غفلة
هل فكرنا بعد غروب الشمس أننا بهذا الغروب
قد انتقلنا في حياتنا إلى مرحلة جديدة
أشبه بمرحلة اليوم الجديد لطفل وليـــــــــــد
خرج لتوه للحياة بنقاء .. و صحيفة بيضاء ..؟
هل فكرنا بجد و بعزم أن نكون أكثر حذر من ذي قبل في مليء الصحائف الجديدة بعد الصفاء ؟
أم أن دنيا دخيلة علينا الهتنا و أنستنا أهم المهام في حياتنا كـ " عبــّاد لملك واحد " لا يغفل ..!
بل هو الأكرم ...
هل قررنا بغروب ذاك اليوم أن ننهج مع أنفسنا و قلوبنا و صحبنا نهجاً أسمى
و أكثر رقيا من ذي قبل ؟
هل قررنا مع الغروب أن نحيي سنــة ماتت ؟
أو نحيي قلباً موات من خشوع و خضوع و ذل و استكانة ؟
أم جاء العيد سريعا من الغد و انسانا الثوب الجديد كل ماهو في الميزان فريد ؟!
هل تأملنا ...
أننا بالغروب نقانا ربنا من الذنب .. ومن الغد نلبس أثواب الفرح على كرم الكريم
وهبة العظيم ؟
هل تأملنا و فكرنا ...
كم بقي لنا من شمس ستشرق ثم تغرب ونحن في غفلاتنا ساهون ..؟
هل تأملنا ... أننا قد لا ندرك غروب شمس العام القابل ؟
حيـــــــــاة جديدة وهبها لنا ربنا بغروب شمس عرفة
لكنا أهديناها لدنيانا وما وعينا قيمة الجائزة الربانية الباهضة ..!!
أهو سفه أو ضرب من جنون ... ؟!
المطية بين أيدينا و نرخي الزمام ..!
~
~
و بقيت في سهاد ...
و أنا أتأمل الحال ...
أسأل الله أن أكون و أمتي و بني ملتي في خير حال
مع الرب الكبير المتعال
و أن يوفقنا لتصفو صحائفنا
و تنقى قلوبنا
و نكون اكثر عزما لنشد الزمام و نمتطي المطية
فالركب يمضي
و العمر مرتحل
والفردوس محط الرحال
عـــــــــذرا أحبتي
فأنتن أخواتي ... و خطراتي أطرحها بين أيديكن
متنفسا لي .. و عظة لقلبي قبل قلوبكن
محبتكن