بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرين يستعملون لفظ فلاح و بلدي لنعت البسطاء
قبل أن ننعت بتلك الكلمات فلندرك معناها
فلاح ليست معرة ..فهو أصل ذاك الوطن الذي نقطن
هؤلاءالفلاحون هم الفئة الكادحة.... نقاؤهم كنقاء ماء مروى حقولهم ....و جوههم الصبوحة السمراء هي خير بلادنا
تخيلوا حالنا بدونهم ...لا قطن نلبس ..و لا أخضر نأكل.. حتى الخبز ...فلننساه..أليس كذلك؟
كل ما جناه هذا الفلاح هو احتفاظه بطبيعته و فطرته بغير تكلّف
ذاك الإنسان المنعوت بـ "بلدي"
نعم ...تصرفاته بلدي ..كلامه بلدي ....مأكله ..مشربه ..ملبسه..............................
هذه حقيقة لا ننكرها
في عاميّتنا نقول : خبز بلدي ..برتقال بلدي.. تفاح بلدي......
كل ما كان أصله من بلدي و لم تغير معالمه الحضرية و المستعمرين فهو بلدي
إذن ما الذي جعل البلدي صفة تحمل "عفوا" من الدناءة؟
ألهذا الحد نتفرنج و نتعالى؟
إنها بلده كما هي بلدي
وصِف هذا البسيط سواء كان من فئة الفلاحين أو غيرها بـ "بلدي" لأنه يستعمل لهجة غير حضرية أو يرتدي ملبس بسيط يكفي لستر ما يجب ستره أو يأكل ببساطة و تلقائية دونما تقيد بالقواعد الإفرنجية
ألهذا يصبح "بلدي " باشمئزاز؟
هو فعلا بلديّ....من تراب هذه البلاد نمى و فوق تربى و تحته يوارى
و كذلك نحن
إذن.... ماله البلدي؟
أتلحق المرء المعرة إذا تمسك بجلده و لم يغيره؟
العيب كل العيب على من لم يراع الذوق و شعور الآخرين في كلامه أو مطعمه أو مشربه أو أي عادة من عاداته اليومية
و لكن ماذا به من يأكل بيديه ؟ و ماذا بها من ترتدي جلباب أو ملبس متواضع؟
يتحدث بلسان بسيط غير متكلف و لو تأملت ألفاظه لوجدتها أقرب ما تكون إلى الفصحى من أهل الحضر المتعلمين
خلاصة القول
خير لسان هو الذاكر
خير ملبس ما لم يحمل كبرا أو فخرا و ستر ما شرع الله ستره
و خير كلمة هي الكلمة الطيبة
سواء كان بلدي أو بلد غيري
و شكرا