بتـــــاريخ : 2/14/2009 10:42:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1210 0


    الجزء الأخير لقصة( انتصار في خضم الألم)

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : براءة | المصدر : forum.wahati.com

    كلمات مفتاحية  :

    (9)

    قضت سناء شهرا كاملا وهي طريحة الفراش لاتاكل ولاتنام ولا ترتاح خاصة بعد ان علمت ان اهل زوجها اخبروا

    اهل الزوجة الثانية انها عقيم ولاتنجب وانها لها 4 سنوات ولم تحمل فيها

    الأم: سامحه الله عبدالله الم يصبر حتى تقومي بالعملية الثالثة التي وعدك بها الاطباء

    سناء: اه ياامي لااريد شيئا لا اريد علاجا او دواء او عمليات

    لقد تعذبت ياامي

    عذبتني الابر والمواعيد

    عذبني الانتظار والالم

    عذبني الحرمان والفقد

    الايشعر بي الا يحس بي

    الا يعلم انني اشد شوقا منه لطفل يضيئ حياتيا

    الايعلم ان شعور الامومة يقتلني كل يوم

    الايعلم ان اتحرق لضم طقل بين احضاني

    الايعلم بمدى المعاناة الاتي عانيت بها من اجله

    الم يشفع حبي الكبير له واحترامي وخدمتي له

    الم يراعي حبه لي وحرصه على مشاعري

    واخيرا بغمضة عين ينسى كل شيئ ويبحث عن رغباته وامانيه

    ويحقق حلمه بعيدا عني

    ولايشاركني حتى احلامه

    مااقساك يازوجي

    ماانانيتك سامحك الله

    فمن لي بعد الان ياامي من لي واجهشت بالبكاء

    الام: لك الله ياحبيبتي فهو نعم المولى ونعم النصير

    سناء: ونعم بالله اللهم اجرني بمصيبتي واخلف لي خير منها وثبت قلبي انك على هذا قدير

    حاول عبدالله ان يسترضي زوجته وحاول الاتصال عليها عدة مرات لكن لم تنجح محاولاته فقد كانت سناء ترفض مكاملته شهرا كاملا

    وبعد محاولات عديدة وتدخل اهل الخير رجعت سناء لعبدالله بعد ان كانوا سيصلون للطلاق

    واخيرا عادت سناء الى بيتها الصغير ورجعت الحياة اليه ولكن

    رجعت بقلب كسير وروح معذبة

    وكان عبدالله يعاملها احسن معاملة ولكن الغيرة اتعبتها بعد كل ليلة يذهب عبدالله لزوجته الثانية

    ومرت الاسابيع والشهور واوشكت السنة على الانتهاء وعبدالله ينتظر ذلك الخبر الذي يفرحه لكن....لا خبر الى الان


    (10)

    قاست سناء من الوحدة والتعب والمعاناة والغيرة وكانت صابرة حكيمة متوكلة على مولها وكان تعلقها بالله كفيلا

    لبث روح الصبر والحياة

    حاولت والدة سناء اقناع ابنتها لمعاودة العلاج مرة اخرى لكنها رفضت اي محاولات اخرى وتركتها على الله

    فهو الرازق سبحانه واعتمدت على الرقيا والزيت المقري وقراءة سورة البقرة التي تشفي من كل مرض باءذن الله

    وبعد اصرار الام على سناء لعمل العملية الاخيرة التي قررها الأطباء والتي ستكون اخر محاولة لها بالمستشفى

    وافقت سناء من اجل والدتها على مضض وهي تقول

    : ياامي ستكون التجربة الاخيرة وسيقطع الامل الا من الله

    الأم: لاعليك ياابنتي توكلي على الله فهو يكفيك

    سناء ودمعها ينهمر: أسأل الله ان يعيدها بنجاح كي يعوضني خيرا

    الأم وهي تعانق سناء: ستنجح باءذن الله وستنعمين برؤية اطفالك ياغالية

    وبدأت اجراءت العملية والتحضير لها والابر التي تنهش كل يوم من جسم سناء الغض

    وفي غمرة التجهيز خرجت سناء هي وزوجها لتنزه قليلا:

    عبدالله: ابشرك زوجتي الثانية حامل

    سناء وهي منصدمة : ماشاء الله الله يبارك لها

    عبدالله: عقبالك عزيزتي

    سناء وهي تخفي دمعة حارقة وهي تشعر كماء يغلي ينسكيب على جسدها وهي تحدث نفسها

    أه يازوجي العزيز قضيت سنواتي في العذاب حتى ادخل الفرح الى قلبك

    حتى أسعد روحك

    وأكون ام اولادك

    والأن تسعدك بهذا الخبر أمرأة غيري

    الحمد الله على كل شي

    ثم عادت سناء الى بيت اهلها ودخلت والحزن يعلوا محياها

    الأم : ماذا حصل ياسناء

    سناء: لاشي ياامي فقد متعبة

    بعدها سكتت وقالت

    امي زوجة عبدالله حامل

    الأم: ماشاء الله لاتحزني ياغالية سيكتب الله لك الخير

    قامت الام وذهبت الى غرفتها

    فرشت سجادة مصلاها وصلت وبدات بالدعاء وهي تبكي

    يالله ارزق ابنتي الذرية الصالحةو لاتحرمها

    يالله هب لبتني من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء

    يالله خذ بيد ابنتي ولا تعذبها بالحرمان

    وبدات الأم تدعوا بحرارة و دموع فهذا هو حالها منذ زواج ابنتها تدعوا لها في كل ليله

    جاء اليوم الموعود وتجهزت سناء للعملية وهي تكثر من ذكر الله ومتوكلة للذي لاتنام عينه

    ورجعت البيت كي ترتاح وقد كانت امها ترعاها اشد رعاية وتمنعها من الحركة والعمل

    قاست سناء الام العملية وتعبها وقسوتها حتى جاء يوم التحليل

    قبلها بليلة قامت سناء بالتحليل بالمنزل لترى النتيجة وتستعد للصدمة

    وكانت مفاجاءتها: ان نتيجة الاختبار المنزلي سالب

    فصدمت سناء وقلبها بدأ الخفقان

    غدا سيكون الموعد الاخير لي

    غدا سيكون نهاية الحلم ام بدايته

    وخرج الصباح بنوره واستيقظت سناء

    الأم: هيا ياسناء لنذهب الى المشفى كي نرى النتيجة

    سناء وهي حزينة: امي انني خائفة

    الأم: لتحملي هما فالله سيفرجها علينا

    ذهبت سناء ووالداتها الى المشفى وهم في ارتباك وترقب

    وصلا وذهبوا لسحب الدم وبعدها الانتظار لمعرفة النتيجة

    سناء: اه ياامي الدقائق كانها ساعات تمر يثقل شديد

    الأم: اصبري ياسناء فماصبرك الا على الله

    ( سناء محمد) عندها خفق قلب سناء ووقفت وهي ترتجف

    نعععم اناا هنا

    وذهبت لمعرفة النتيجة وبدات الممرضة تسالها عن تاريخها المرضي وعن عدد العمليات

    وهي تنتظر بكل خوف ورهبة وشفقة

    فبادرتها الممرضة بقولها: ايوه ياستي مبروووك حامل

    صرخت سناء : ماذا قلتي

    الممرضة: نعم حامل

    فهرعت سناء ساجدة ودموعها تنهمر بحرارة وفرح

    الأم سمعت صرخة ابنتها وهرعت مسرعة للاستقبال لتجد ابنتها ساجدة فسجدت شكرا لله وتعانقا وتباكيا

    الأم: الف مبروووك ياابنتي كم فرحتي بك شديدة

    وخرجا مسريعين للخارج وهم يزفون الخبر للأقارب والأصدقاء وزوجها الذي لم تقل فرحته عن فرحة سناء

    (11)

    مرت شهور الحمل ثقيلة ومتعبة لدى سناء الاتي قضت تلك الفترة عند اهلها وذلك للمخاطر التي تعرضت لها

    ففي الشهر الرابع والخامس نزلت المشيمة و خافوا منها وفي السادس فتح الرحم وخافوا من الولادة المبكرة

    فقاموا بربط رحمها وتوصيتها بالراحة التامة وهي بين خوف وقلق من ان تفقد جننيها

    عاشت شهور الحمل برعب وتفكير بسبب ماتعرضت له وكانت صابرة متوكلة على الله ملتجأة اليه

    حتى دخلت في الشهر التاسع

    تعرضت لعدة الام وادخلت المستشفى وبالمصادفة دخلت الزوجة الثانية لتعرضها لاللم المخاض

    ولدت الزوجة الثانية وانجبت فتاة جميلة

    اما سناء فجلست 3 ايام بعدها وبدأت معها الام المخاض في الساعة 12 ليلا

    سهر زوجها ووالدتها معها وهي تصارع الالام و التعب والجهد

    سناء: امي لقد تعبت جدا

    الأم: تحملي فلم يبقى غير القليل

    عبدالله: وهو يمسح على جبيبن سناء ما بعد العسر الا الفرج عزيزتي لم يبقى غير القليل

    دخل الدكتور: لايوجد امامنا غير العملية فقد بدأ نبض الجنين بالضعف

    عبدالله: توكلنا على الله

    مسك عبدالله يد سناء وهم يسحبونها الى غرفة العمليات

    عبدالله: تجلدي عزيزتي فنحن بانتظارك

    سناء: ودموعها تنسكب ادعوا لي ياعبدالله وسامحني

    عبدالله: ثقي بالمولى فلن يخيب لك رجاء

    سناء: استودعك الله ياعزيزي

    ودخلت غرفة العمليات لكن الدكتورة قررت اجراء اخر محاولة لتوليدها طبيبعي

    الدكتورة: ادفعي ياسناء ادفعي فالطفل أوشك على الخروج

    سناء وهي تتاوه من الالم والتعب: لااستطيع لااستيطع

    بدات بالبكاء والممرضات يهدئنها

    وبقوة دفعت سناء وفجأة سمعت بكاء طفل صغير يخرج من اسفلها

    والممرضات يشجعنها هيا هيا مبروك ولد يامدام ولد

    وبدت سناء بالبكاء فرحة وغبطة لماسمعت صوت ولدها يتسلسل الى اذنها

    المفاجأة ليست هنا المفاجاة ان هناك طفلا أخر يوشك على الخروج

    ادفعي ياسناء ادفعي فطفلك الاخر ينتظر

    وبعد فترة قصيرة وجهد مضني خرج التؤم الاخر الى الحياة وهم يضعونه فوق صدرها

    نظرت سناء بوهن وتعب والسعادة تملاء كل ركن بجسمها

    يالله الحمد لك يالله

    الحمد الله

    خرجت الدكتورة وهي تحمل طفلها الاخر لتريه ابيه الواقف عند باب العمليات

    مبروك ولد ولد

    واخيه ولد ايضا

    فرح عبدالله فرحا شديدا وحمل طفله وهو يبارك الله ويتحمده

    بكت ام سناء فرحة

    بكى والده

    بكى الجميع في ذلك الحين

    سناء لاتوصف لها فرحة

    وهي في غمرة تعبها وشدة محنتها

    سبحانك ربي ماارحمك

    سبحانك ربي مااعظمك

    سبحانك ربي مااجل نعمتك

    حضرت والدة عبدالله مسرعة وهي تحضن سناء وتقبلها وتبكي

    تحضن ولد ابنها وتبكي

    الجميع في فرح وسرور

    الجميع في سعة وحبور

    وكل من عرف بخبرها بكى فرحة لها

    بكى من أجلها وصبرها وشقائها

    بكى الى انتصارها في خضم الألم و الشقاء

    صبرت فنالت ماتستحق

    صبرت وكسبت

    ظلمت فانتصرت

    سبحانك ربي لاله الا انت

    ****************

    مشاعر مختلطة واحاسيس متراكة

    فأترككم مع سناء لتشعروا بشعورها

    كانت أيام طويلة تلك التي احلم بها بطفلي بين يداي

    وايام صعبة دفعت ثمنها من اجلك ياطفلي

    صبرت وصابرت من أجل ان اظفر بدقيقة معك

    تنازلت عن حقوقي عن سعادتي من اجلك

    وهاانا اليوم ولاول مرة بحياتي اسمع صرخاتك تسمع الكون اجمع

    اسمع صوتك الذي طالما حلمت ان يغمره قلبي وحياتي

    عندما اعلن ذلك اليوم ان امومتي بدات

    وان حلمي تحقق

    بل كان اغلى حلم

    ان يرزقني ربي بتؤم جميلا ارعاك انت واخيك

    وأن يشرفني بان اكون أول زوجة انجبت الذكر لزوجي العزيز

    ان ينادى زوجي الغالي باءسم ولدي الأول

    وان أراك امام عيني وانت تبتسم

    حرمت من رؤيتك سنوات عدة

    فكان الصبر حليفي والامل دوائي

    وكانت رحمة الله اسبق من اي رحمة

    وكان فضله عزوجل يغمرني بكرمه وجوده

    لم يضيعني يوم ان ابتلاني

    ولم يتركني يوم ان حرمني

    ولم يحرمني يوم أن منعني

    فسبحانك يالله ومااعظم نعمك وتفضلك علينا

    وصدق القائل اذ يقول..

    ( وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه رجعون اؤلئك عليهم صلوت من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

    **********

    احبتي

    هذه قصة حقيقة حصلت لأعز قريباتي وكتبتها باءسلوبي ببعض لتصرف ونقلتها لكم للعظة والعبرة

    وسبحانك اللهم بحمد اشهد ان لااله الا الله استغفرك واتوب اليك

    الحمدالله انتهت القصة

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()