كنت ذات يوم مهمومه فقصدت بيت الله الحرام لانطرح بين يدي الله تعالى في احب البقاع اليه ليهون على امري وما احوجنا الى الله في كل احوالنا ..وانت ومنذ ان تهمين بالذهاب للمسجد الحرام تشعرين بشئ ما مفرح في قلبك وطبعا ستستغلين وقتك في السياره بشئ نافع ومفيد اوتستمعين لتلاوة ايات من القرآن الكريم حتى تهيئين قلبك للتعلق بالله وترمين هموم الدنيا وراء ظهرك وما ان ترين منارات المسجد حتى تشعرين وكأن نورا من السماء مسلطا عليها من حسن منظرها وهيبتها وسعادتك برؤيتها ثم تذكرين الادعيه وتدخلين بعد ان تستعيذي بالله العظيم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم
لئلا يعكر عليك عبادتك ويسرق منها شيئا وما ان تدخلين من باب المسجد حتى تشعرين بأن شيئا ما خلفته وراءك شئ لا يمكن وصفه وكأنه حمل ثقيل وضعته عند الباب ودخلت خفيفة الوزن مرتاحة البال تنظرين حولك تبحثين عن مكان هادئ تجلسين فيه فلا تقع عينك الا على كل منظر حسن فهذا يتضلع من ماء زمزم وهذا يقرأ القرآن وهذا يحمل والده الكبيرفي السن ويمسك به حتى يجلسه على عربته وهذا ساجد وآخر راكع وتلك تمسح رأس ابنها بماء زمزم واخري تسمع لصاحبتها ما حفظت من القران وغيرها تعلم من بجانبها دعاء من حصن المسلم وطفل صغير او طفله يصلي بجانب والده وحلقه مقامه فيها درس شرعي لاحد العلماء واخرى توزع كتابا من الاذكار الشرعيه على الاخوات وهذه كبيره في السن لا تستطيع ان تقرأ او تصلي كثيرا لكن بجانبها علبة منديل كلما احتاج احد اسعفته به .. ماذا اقول وماذا اكتب فهذا بيت الله الحرام ومن فيه هم ضيوفه قلوب اجتمعت على طاعة الله فهل بعد ذلك يخرج الانسان كما قدم مهموما وقد كان في ضيافة رب العالمين .. جلست في مكان هادئ في الدور الثاني وبعد صلاة المغرب انزويت في ركن و اخذت اقرأ القران وبعد فترة قصيره واذا بفتاتين تمران من جانبي احداهما كاشفه لوجهها ( الرجال كانوا بعيدين ) شدني منظرهما متآخيتين متحابتين ما اجملهما وما ان اقتربا مني حتى عرفت احداهما لكني شككت في ان تكون هي صديقتي الغاليه على قلبي والتي لم ارها منذ اكثر من خمس سنوات ناديت باسمها فالتفتت ولم اصدق فعلا انها صديقتي ومن معها ايضا من احب صديقاتي الي وبعد السلام الحار واللقاء الجميل لمتها على كشف وجهها مع انها ملتزمه جدا كما اعرفها فأقسمت انها لم تكن لتكشف وجهها لكنها بعيده عن الرجال وكانت على وشك ان تغطيه قبل ان أراها وهي اول مره تتساهل بهذا وكانت لولا انها كاشفة وجهها لن اعرفها ابدا .. سبحان الله .. لا اعلم ماهو شعوري في ذلك الوقت ربما يكون هذا اللقاء اعظم من أي هديه حصلت عليها هكذا احسست .. سعدنا جدا باللقاء وكانت جلسه جميله تذاكرنا فيها اياما مضت قضيناها في حينا القديم !! يااااااااااااااااا الله ما اجمله من قدروما اروعه من لقاء وماهذه الصدفه الجميله جدا والتي جاءت في وقتها وكأنها بلسم شافي من رب العالمين في وقت كنت فيه مهمومة حزينه !!
فكان لقائي باحبتي كافيا لان يبدد جميع احزاني هكذا من يكن في ضيافة الرحمن يدخل مهموما حزينا ويخرج سعيدا مسرورا قد بدد الله حزنه وازال ألمه .. هذا هو الرب الرحيم الذي وانت في قمة المك يرسل عليك من يسعد قلبك ويهون مصابك وربما يقلب لك الحزن سرورا .. ربما لك انت مواقف مشابهه فلا تحرمينا من تذكر نعم الله علينا بسردها لنا فلا بد وان فيها من العبر الكثير .......... اعذروني على الاطاله يا احبتي