الإشاعة من الأمور التي يتعرض له لأصحاب النجاح دوما ، و هي الوسيلة الأكثر سهولة التي يستخدمها أعداء النجاح دوما
ضد الشخص المتميز.
فهي سلاح الضعيف العاجز عن المنافسة الشريفة .
كان ظهورها منذ فجر البشرية فليس هناك أسهل من أن ( يفبرك ) خبراً ينتقص من شخصية أحد ما ثم نخبره لشخص أو إثنين ممن حولنا
ثم ليفرط عقد المسبحة .
دون أن يحمل الإنسان نفسه أدنى جهد في التثبت بصحتها و معرفة حقيقتها .
إن الإنسان الناجح في حياته يجب أن يعلم أن إثارة مثل هذه الشائعات من ضعفاء النفوس هي ضريبة لنجاحه و عليه أن يتجمل بالصبر لأن
هناك أناسا يفتت كبدهم رؤية الناجحين و المتميزين.
و لا أخفيكم عن الحزن الذي يصيب قلب ضحية الإشاعات لأنه يرى هجوما من أناس لم يكن له طرفا في ايذائهم يوما ما .
أيتها الضحية سوى رسول الله صلى الله عليه و سلم .
قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } (21) سورة الأحزاب
ففي عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عجز الكفرة المشركين عن مواجهة الدين الجديد و تدميره فبدأو بفبركة الإشاعات و اختلاق
الأكاذيب فمنهم من قال " ساحر "
{كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } (52) سورة الذاريات
و منهم من قال " شاعر "
{بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } (5) سورة الأنبياء
و منهم من قال " مجنون "
{فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} (39) سورة الذاريات
كان الكفار يعرفون أنهم يسخرون الكذب لتدمير هذا الدين لكن النبي الكريم لم يأبه لهذه الخرافات و خاصة أن الله تعالى أنزل آية كريمة لتثبيته
على الحق حين قال :
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ} (33) سورة الأنعام
فليتستمر كل متفوقة في المثابرة على جدها و المحافظة على تميزها و لتصم أذنيها عن ما يلفق عليها و ليكن شعارها قوله تعالى :
{وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (72) سورة الفرقان
--------------------
أعود إلى الرحم الذي تشكلت فيه....
و إلى الكتاب الأول الذي قرأت فيه...
و إلى الواحة الأولى التي علمتني
جغرافية الحب
و أول حروف الهجاء.