بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين سيدنا ورسولنا وشفيعنا يوم لاينفع مال ولابنون
أحبتي في الله ترتقي المشاعر حين يضع صاحبها نصب عينيه غاية نبيلة هي رضا المولى عز وجل
ترتقي المشاعر وتسمو حين تطبق سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتكف عن الأذى وتخشى خشية صادقة أن ينقص ايمانها ولايكتمل بأذى مباشر او غير مباشر يطال نفسا مؤمنة .
ترتقي المشاعر حين تترفع عن تدنيس ثوب طهارتها بالخوض في بحيرات وحلة من التجريح والنيل من سمعة الآخرين .
تسمو المشاعر حين تتجرد من رغبتها في العيش في رحاب ليل بهيم طويل ليس له نهاية من حب الذات المفرط آملة أن تقتنص هالة بريق وهمي من التميز والسطوة حقيقته سراب يحلم به من يصرون على الامساك بوهم الدنيا ولايؤثرون ماعند الله وهو خير وأبقى.
لا أدري كيف يشعر بالسعادة من حقق انتصار كاذبا ولو بكلمة قاسية في ساحات المعارك الدنيوية الكبيرة والصغيرة..
هل ندري مالدى هذا المنكسر من آلام أخرى قد طوتها صفحة وجهه الساكنة فتراكمت في ثنايا واعماق نفسه؟فقط قد نلمحهاندبات غائرة من الالم تسكن الحروف والكلمات....
أعلم أن المظلوم يئن لكن صدقوني هو ألم يقل بكثير من من أن نكون نحن أصحاب هذا الفعل الآثم في حق الآخرين ...
كثيرون يشعرون بصقيع لحظات الجفاء ويبحثون في الردود والعيون عن مأوى تتدثر فيه النفوس المتعبة بدفء كلمة حانية هي كل دنياهم
وربما كانت يدا ممتدة من حيث لاتدري لتحمي بأمر الله قدما من أن تزل وتودع اخر قلاع الأمل وتسقط في هوة عميقة من الحسرة.
قد نوفر للضعيف لقمة طيبة ورداء جميلا لكنا نشعره بالترفع والرغبة في البعد والانعزال كل في عالمه فتتبخر اللمسة الانسانية وتضيع في أفق الدنيا الواسع لاتحمل عبيرا لخير ولا ضمة زهر ندية ترسم بعض معاني الاشراق في من كانت دروب حياتهم تضج بالشوك.
ليس عيبا أن تأخذنا الحياة لبعض الوقت في الابحار شرقا وغربا مادام هناك ثمة صافرات انذار تنطلق من ضمير حي يقظ يذكرنا أننا تركنا شاطيء الحق والفضيلة وعلينا العودة فنحن بشر نخطأ ونصيب لكننا حين نخطأ نتراجع وتلهج نفوسنا بالذكروالاستغفار فيظهرمجداف من نور يوصلنا بالتو واللحظة لمنازلنا المستقرة الآمنة يحيطها روض أخضر ومرابع لاتعرف غير طقس صحو يخاصم ذاك الغيمالذي يسكن القلوب فيحجب عنها كل الشموس وكل الحقائق..
لاتكفي النوايا الطيبة فقط لارضاء الضمائر النبيلة انها تشعر انها تحلق لما هو أبعد من كلمة طيبة عابرة انها تسعى وتخرج خارج اطار الكلمات لتأتي اليها برونق الأفعال الطيبة فتكتمل لوحة العمل الصادق الطيب في أبهى حلة وأجمل صورة ..
أحبتي للحقيقة الصادقة دروب كثيرة بعضها مزروع بالشوك الجارح والكلمة المباشرة التي تهبط فوق الطرف الآخر كحمل يجثم على الصدر وربما جر الى المزيد من الويلات بدل أن يؤتي ثماره تبصرا بوهج شمس الصدق ,وبعض الدروب ممهد بالمقدمات الطيبة والكلمة اللينة بلا خديعة وبلا زيف وهو أمر قد نجده لدى البعض فالدعوة والنصيحة والتوجيه لهم أناسه ممن يدققون في اختيار مفاتحهم لعبور بوابات النفوس المغلقة والتي يعلم الله وحده ماتموج به من أفكار ورؤى.....
فكم تألمت من رؤيتي للصدق وهو يلقى على قارعة طريق النصيحة بكل صلف وغلظة لأننا لم نلبسه ثوب الحكمة والموعظة الحسنة
أسأل الله العلي العظيم لي ولكم أخوتي أن نكون سندا لبعضنا في السراء والضراء وعونا لبعضنا لنكون كالجسد الواحد كما أوصانا المصطفى
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين ........
--------------------