:
:
مدخل /
بأي حرفٍ سأسطّر لهيب جوفي ؟
بل وأيّ لغة تسع حرارة حرفي ؟
::
\
اليوم أقف على أعتاب عامي المنصرم ..
وأعيد شريط ذاكرتي للوراء لأقف عند كل لحظة مع أروع الذكريات
كان عاماً مليئا بكل شيء .. التعب .. المرح .. الضحك .. البكاء ..
في كل زاوية لي ذكرى تسطّرها سجلّات الزمن في صحائف التاريخ وبين أورقة مدرستي الحبيبة .. . .. !!
عشت بها أحلى الأيام على مرّ السنين ..
التقيت فيها بأروع الأرواح التي امتزجت مع روحي فكوّنت مركباً رائعاً من الحب والإخاء ..
لا أعلم كيف تُخطّ أحرف الوداع ؟
ولا بأي حرفٍ تُزخرف منحوتة الفراق ؟!
في داخلي جراحُ البِعاد منثورة أعزف لحنها الحزين بكل ألم !
كتبي .. أوراقي .. مذكراتي .. دفاتري .. مريولي المدرسي .. حقيبة الظهر .. فسحتي .. مصلّاي ..
فصلي .. طاولتي وكرسيي .. سبورتي .. مقلمتي .. ظفائري .. حبري ودمي والألم ..!
لم أكن أعرف شيئاً عن عالم "مابعد المدرسة" !
كنت كأي فتاة طامحة .. أحلم أحلاماً طويلة ..
حتى وإن استيقضت يوماً على تبخر بعض منها .. إلا أن ذراتها تعيش بين خلايا جسدي !
تكبر أحلامي معي .. وأكبر معها ..
رضعنا سوياً .. كبرنا سوياً .. ولن أتخلى عنها !
ما عقلتُ حجم ما سأفقد مقابل أن أسعى لتحقيق ما حلمت به !
كنت أظن أن الأحلام .. تبقى بروعتها ورونقها ..
تبقى كما هي أحلاماً جميلة.. وتتحول لواقع أجمل .. بالحب والسعد والابتسام !
لم أتخيل يوماً أن ثمن حلمي هو غربتي !
أهلي .. أمي وأبي .. إخوتي !
منزلي .. غرفتي .. مدينتي .. صحبي !!
!
لكم أن تتصورا فجعة قلبٍ انتُشل عن بيئته .. وزرعوه زرعاً في غير موطنه !!
..
موجعٌ ذاك الشعور !
مؤلمٌ حد الانكسار .. مبكٍ حد الوحشة والتوجع !!
..
لا أريد أن ألطخ الصفحات بالدمع والألم والنكهة المريرة التي أغصّ بها !
ولكني أصارع أحاسيس مائجة بين قعقعات روحي المنهكة !
أحببت أن أنثر خباياها بين بياض الصفحات .. علّ وطأة الألم التي أناخت مطاياها بـ الأعماق .. أن ترحل !!
..
أكتب هذه الكلمات .. في آخر يوم من أيام الإجازة ..
وفي ليلة .. مجهولة التبِعات !
أفكر في الغد المجهول !
أفكّر في الوجوه التي لا أعرف منها طيفا !
أفكّر في أورقة " الجامعة " التي انتشلتني بعيداً عن أحضان أهلي !!
أفكّر في الـ {حُ ــلُمْ }..!!
..
مخرج /
يا كيف أصحى يوم ماني معاكم !
...... كنا سوى نمشي في طريق المحبة ..
واليوم وحدي يا عساني فداكم !
...... في داخلي يكبر لكم صرح المودة ..
..
--------------------
,,
[وَيَبْقَىْ الطُمُوْح \ وَ يَظَلْ التًحًدّيْ]
.