بتـــــاريخ : 2/1/2009 11:30:00 AM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2433 0


    لغز انفجار سيبيريا - الحقيقة كاملة " الجزء الاول "

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : Fire Fox | المصدر : www.mor3ben.com

    كلمات مفتاحية  :

    وقعت هذه الكارثة صباح 30 يونيو من عام 1908 , و قد كان لها اكبر الاثار و ابعدها , و مع ذلك كيف لم يصل العلماء الى تفسير لها حتى الان بعد مرور مايقرب من الـ 100 عام ؟؟!

    و كيف لم يصلوا الى فهم حقيقة ذلك الشيء الذى اصطدم بالارض فى وادى نهر تانجاسكا , ذلك الجانب البعيد من شمال سيبيريا ؟

    انه لمثل جديد حير العلماء و قادهم الى اكتشاف جديد و هو منطقة الرمال المتحركة .. تلك المنطقة التى طرح فيها العلماء الاسئلة اكثر من تقديم الاجوبة.

    فى ذلك الصباح اصطدم جسم فضائى بالارض , و قضت الحرارة الناجمة من الاصطدام على الحياة فى مساحة تعتبر اوسع من مساحة مدينة ليننجراد الروسية .. اذابت الاجسام المعدنية و ابادت قطعان حيوان الرنة , و اقتلعت الاشجار من جذورها , اما الرعاة الذين كانوا يقيمون على مسافة كبيرة من الاصطدام فقد طارت اجسادهم فى الهواء و انتزعت الريح العاصفة خيامهم , ممثلة فى اكبر مأساة طبيعية حدثت على وجه الارض بعد الجسم الفضائى الذى اصطدم بالارض منذ ملايين السنين قاضيا على حياة الديناصورات و ممهدا لحياة الجنس البشرى...

    اما بالنسبة للاماكن البعيدة عن الاصطدام فقد تعددت الاقاويل , ففى لندن استطاع الناس ان يقرأوا جريدة التيمز فى منتصف الليل و دون الاعتماد على اى اضاءة , و فى استوكهولم التقطت العديد من الصور الواضحة فى ظلام الليل كأنها فى ضوء شمس ساطعة , و فى هولندا استحال على الفلكيين ممارسة اعمال الرصد الفلكى نتيجة لشدة اضاءة السماء , و لم تكتف الأثار بهذا – بل عبرت المحيط الاطلنطى لتصل الى القارة الامريكية , فهناك شعر الناس بالذبذبات الناتجة عن ذلك الاصطدام الرهيب.


    قصة البحث العلمى عن هذه الظاهرة من بداياتها الاولى


    لم يكتب لهذه الظاهرة ان تخضع لاى دراسة علمية منظمة الا بعد قيام الثورة الروسية . فقد كان على البحوث العلمية ان تنتظر فترة نصف جيل الى ان تخلصت روسيا من قيصرها , و قامت الحكومة البلشفية.

    ففى عام 1921 عندما تسلم لينين السلطة , صمم ان يكون للاتحاد السوفيتى مكانته العلمية فى العالم , و نتيجة لذلك كلفت الاكاديمية السوفيتية للعلوم العالم المرموق ليونيد كوليك بجمع المعلومات عن النيازك التى تسقط على الاراضى السوفيتية.

    و صادف ان تسقط قصاصة صحيفة فى يد كوليك تصف الحدث الذى جرى عام 1908 و التى تقول ان نيزكا ضخما سقط وسط خط السكك الحديدية السيبيرية.

    كانت هذه هى بداية لجهد متصل دام قرابة الـ 20 عاما , و لكن عند اندلاع الحرب العالمية الثانية , تم تجنيد كوليك كضابط فى قسم تطوير الاسلحة فى الجيش الروسى , لكنه قتل على يد الالمان قبل ان يصل الى نتيجة واضحة حول سر ذلك الانفجار الغامض.

    كان كوليك قد بدأ فى جمع اقوال شهود العيان , و مراجعة تقارير علماء الارصاد الجوية , و لفت انتباهه مقالة صدرت فى جريدة سيبر المحلية جاء فيها مايلى :


    " فى قرية نيزين التى تقع فى الشمال الغربى , شاهد الفلاحون عاليا عند الافق جسما لامعا بشدة , اشد لمعانا من يحتمله البصر , و كان الضوء ابيض يميل الى الازرق . كان الجسم يتحرك رأسيا الى الاسفل لمدة 10 دقائق و كان يتخذ شكلا اسطوانيا. كانت السماء بلا سحب , فيما عدا سحابة سوداء صغيرة منخفضة عند الافق فى الاتجاه الذى يندفع فيه ذلك الجسم . كان الطقس ساخنا و جافا , و عندما اقترب ذلك الجسم من الارض بدا و كأنه قد انسحق , و ظهرت عند موقع انسحاقه سحابة سوداء هائلة من الدخان الاسود . و قد سمع صوت ارتطام عنيف اقرب من صوت سقوط احجار ضخمة , و فى نفس الوقت اندفعت السنة متشعبة من اللهب وسط السحابة , كل ما طرأ فى اذهان الجميع فى ذلك الوقت انها نهاية العالم , و انها لم تقترب و حسب – بل انها وصلت بالفعل "


    الشيء الذى يصعب تصديقه هو ان الارتطام سمع من على بعد 800 كم من مركزه , و انه على ذلك البعد سجلت اجهزة الرصد فى مدينة اركوتسك ما يصل فى قوته الى هزة الزلازل.

    لقد اكتشف كوليك ان ذلك الارتطام الذى كان من الممكن ان يقضى على ملايين البشر لو انه وقع وسط احدى المدن الآهلة بالسكان لم يتسبب فى حالة وفاة واحدة , فقط ماتت الكلاب و حيوانات الرنة , كما ان هذا الارتطام لو كان قد حدث فى باحد المحيطات , لتسبب فى اثارة جبال من الامواج , كتلك التى اثارها انفجار كركاتاو عام 1883 , و اغرق مساحات واسعة و قضى على 36 الف شخص.


    رحلة مخيفة الى مجاهل سيبريا


    جميع الروايات التى جمعها كوليك لم تفده فى تحديد المكان المحدد من الانفجار . و لهذا بدأ رحلته الطويلة من ليننجراد عام 1927 , و التى دعمتها اكاديمية العلوم ليرى اذا كان من الممكن ان يصل الى معرفة موقع الارتطام بعد مرور 19 سنه على حدوثه.

    تواصلت رحلات كوليك لاكثر من 10 سنوات , و بعد سلسلة من المغامرات , تمكن اخيرا من تحديد موقع الانفجار فى تانجاسكا.

    فى مارس من العام 1927 غادر كوليك السكك الحديدية السيبيرية عند مدينة تايشيت , و اعتمد على الخيل و زحافات الجليد فى الوصول الى قرية ديفورتس على نهر انجارا , و بعد اسبوعين وصل الى فانفارا آخر محطة له قبل ان يخوض الغابات السيبيرية التى لم تكن خرائطها قد رسمت بعد , و التى يسميها الروس تايجا...

    كانت مجاهل تايجا الواسعة المظلمة تبدو فى العشرينات مثيرة للخوف , و اكتشف كوليك انه لن يستطيع الاعتماد على الخيل , فاشترى بعض من غزلان الرنة و حمل عليها امداداته.

    اخيرا و بمنتصف ابريل وصل الرجال الى نهر ميكيرتا , و كانت هذه لحظة اهتزت لها مشاعر كوليك , هنا رأى اول اثار ملموسة للكارثة التى شغلت باله مدة 6 سنوات , رأى عددا محدودا من من التلال الصغيرة التى تبرز وسط امتداد الارض , و عند اقترابه منها رأى جذوع ضخمة لاشجار الصنوبر ملقاة على الارض , و كانت مصفوفة مثل فصيلة من الجنود , بحيث يشير اعلى الاشجار جميعا الى الجنوب الشرقى.

    و عندما وصل كوليك الى اعلى قمة , زاد عجبه عندما رأى على امتداد بصره مسافة تتراوح بين 20 – 25 كم من الارض الجرداء , و قد تراصت اشجار الصنوبر و باقى الاشجار النفضية فوق بعضها فى نظام مذهل , و من واقع وضع هذه الاشجار ادرك كوليك ان مركز الانفجار لابد ان يكون بعيدا.


    الحفرات المضلله


    حاول كوليك ان يواصل تقدمه , الا ان مرافقيه رفضوا مواصلة الرحلة , فاضطر للعودة الى فانفارا لتجهيز بعثة جديدة.

    و فى يونيو من نفس العام بدأ رحلته الثانية , تقدم فى اتجاه الشمال الغربى , مستهديا باتجاه الاشجار المصفوفة , حتى وصل الى بقعة ايقن انها المكان الذى اصطدم فيه النيزك بالارض , فقد كان كوليك فى ذلك الوقت يؤمن بأن الظاهرة ترجع الى اصطدام نيزك بالارض.

    بل لقد حدد كوليك بعض الاماكن التى تصور ان شظايا النيزك ارتطمت بها لتصنع الفوهات التى تحدت فى مثل هذه الاحوال , و لكن المؤن بدأت تنفد , فاضطر الى التوقف و انهاء هذه الرحلة , و فى طريق العودة بدأ كوليك يفكر فى تنظيم حملة جديدة للبحث عن جسم النيزك و شظاياه التى سببت تلك الحفرات , و لو ان كوليك كان من ابناء سيبيريا , لكان قد عرف ان مثل هذه الحفرات تعتبر ظاهرة طبيعية شائعة فى انحاء تايجا , ففى الصيف تذوب الثلوج مخلفة وراءها تلك الحفر , و هذا ما ادركه كرينوف مساعد كوليك , و لكنه اخفى الامر عليه حتى لايصدمه فى نظريته.

    و عاد كوليك للمرة الثالثة و الرابعة لايجاد احدى شظايا النيزك و لكنه فشل فى العثور على شظية واحدة من شظايا النيزك المزعوم...


    2000 ميل مربع من الخراب


    الذى لم يعد محل شك بعد اجراء المسح الجوى , هو الاتساع الخرافى للمنطقة المخربة , اكثر من 2000 ميل مربع تخربت و دمرت , و مع ذلك فوسط ذلك الخراب الشامل و فى مركزه كانت هناك ظاهرة غاية فى الغرابة , ففى وسط دائرة الخراب الواسعة بقى عدد كبير من الاشجار منتصبة فى اماكنها , و ان كانت منزوعة الاوراق .

    و رغم كل جهود المسح الجوى و الحفر الدؤوب , لم تظهر علامة واحدة توحى بأن شيئا ما قد ارتطم بالارض فعلا . و لقد حدثت الظاهرة من خلال موجتين من موجات التدمير على الاقل , و رغم انتشار الحرائق على نطاق واسع , الا ان عمر هذه الحرائق كان قصيرا , و الاعجب من هذا ماجرى فى نمو الاشجار الجديدة بعد الظاهرة , فقد كان نموها سريعا الى حد ملفت اذا ما قورن بنمو الاشجار الشبيهة فى انحاء اخرى من سيبريا.

    **********

    يا ريت يكون الموضوع عجبكم - و ان شاء الله الجزء التانى هاينزل قريب

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()