بتـــــاريخ : 2/1/2009 9:24:05 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1341 0


    الدردشة.. كل شي ممكن ضمن جدران آمنة

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : جاسم المطوع | المصدر : www.e-happyfamily.com

    كلمات مفتاحية  :
    الدردشة.. كل شي ممكن ضمن جدران آمنة
     
     

    عبر الدردشة تعرفت عليه أحست أنه الأكثر تميزاً ظنت للوهلة الأولى أنه صديق لا يعرف عنها شيئاً وأن بإمكانها أن تحكي له كشخصية وهمية ربما لا تشبهها لكنها تمنت أن تكون هي.. تمادت معه في الأحلام ودون أن تدري أصبح المفضل لديها ومع الوقت صار هو الوحيد ولا شيء بعده تعلقت به بشكل كبير وأصبح مع الوقت كاتم أسرارها وبدأت تبحث في زوايا حياته عن مكان يحتويها حتى لو كان صغيراً جداً لأنها وكما صرحت للجميع تحبه ولن تتحمل ساعة واحدة في حياتها بدون أن يكون موجوداً فيها.


     حفلة خطوبة
    فوجئت ب (س.ل) تتصل بي لتدعوني الى حفلة خطوبتها سررت لأجلها كثيراً وكعادتي حشرت نفسي في التفاصيل وكانت المفاجأة التي لم أتوقعها أبداً من تلك المتعلمة خريجة الجامعة حيث قالت :
    تعرفت عليه بواسطة الدردشة  عن طريق الهاتف في البداية خفت كثيراً وخيل لي أنه ربما كان شخصاً يحب التسلية وحاولت الأبتعاد حتى لا أكون ضحية كذبة كبيرة صنعتها أنا لكنه كان على قدر المسؤولية وطلب التعرف عليّ بشكل صريح وواضح ووجدته أمامي هنا في صنعاء بعد أن اكتشفت أنه يعمل في السعودية وتأكدت من جديته أكثر عندما تقدم لطلب يدي من أهلي لأصبح زوجته في الحقيقة بعد  أن كان الموضوع كله مجرد دردشة.. قبلت الزواج به على الرغم من كونه متزوج ولديه خمسة أطفال لكنني أحببته ولم أعد أطيق فراقه لحظة مع أنني لم أرَ صورته من قبل وفي الحقيقة أنه قدم لي أشياء كان من الصعب أن أحصل عليها بسهولة فقد أشترى لي بيتاً ودفع مهري مليون واشترى لي ذهباً لم أكن أحلم به وربما كل هذه الأشياء هي التي جعلت أهلي لا يترددون في الموافقة عليه وأنا أشكر الله على الصدفة التي جمعتني بمن أحب من أول رسالة أرسلتها لطلب الدردشة على الهاتف..


    تفريغ طاقة وهروب من الخطأ

     وعن الشات تحدثت منال وهي خريجة ثانوية عامة عمرها لا يكاد يتجاوز الثامنة عشرة قائلة
    دخلت على الشات بعد أن قتلني الملل والفراغ وأنا أنتظر إنقضاء هذا العام لكي أسجل في الجامعة كان الجميع من حولي مشغولاً لدرجة أنني لم أعد استطيع حتى التحدث إليهم وحينها لم أجد ما ألتهي به سوى الأنترنت وكان غرضي في البداية الحصول على بعض المعلومات العامة المفيدة لكنني انجذبت للشات والتحدث مع الآخرين ولو بالكتابة، أعجبني ذلك كثيراً فبعد أن كنت أبحث حتى ولو عن خيال أتحدث معه صار لدي الكثير الكثير من الأصدقاء والصديقات من كل بلدان العالم الذين لم يتركوا لي أي فرصة للشعور بالملل وقد وصلت معهم لدرجة أني صرت أتحدث معهم عن كل مشاكلي وهمومي التي لم أجد لها صدى لدى أمي وأخوتي بل وتعمقنا في النقاش إلى حد مناقشة أمور كنت احتاج الى ملايين السنين حتى استطيع فتحها مع الآخرين وجهاً لوجه لكن مع الشات الوضع مختلف حيث وضعت لنفسي اسماً مستعاراً  فلا أحد يعرف عني إلاّ ما أردت أن يعرفه فقط ولا أحد يستطيع التطفل على أي خصوصية من خصوصياتي حتى ولو كانت سهلة وبسيطة.


    (مسخرة)
    وإذا كان البعض قد وجد في الشات والدردشات مهرباً من الصمت الخانق  وإهمال الآخرين له ومعاملته على أنه مجرد ديكور في البيت فهناك من حاربه وإنتقد المشتركين فيه حيث عبر عبد الرحمن السقاف عن أسفه للوضع الذي وصل إليه الكثير من مستخدمي هذه الخدمة فقال:
    وصلت الأمور إلى ماهو أكبر من مجرد رسائل عادية بين أشخاص لا يعرفون بعضهم..  وصلت إلى الكذب والخداع والضحك على الآخرين مقابل الحصول على كرت أو بعض الوحدات ويلجأ الكثير من منتسبي هذه الخدمة إلى إبتزاز مشاعر الآخرين والعبث بأوجاعهم بل وهناك من يصف نفس الشعور لكذا شخص في ذات الوقت فتقع الكثير من الفتيات تحت تأثير كلمة حب كاذبة قد تفقد الكثير فرصة الحياة الكريمة والمستقرة وأنا لا أنكر أنني اشتركت في خدمة الدردشة في الهاتف وكذلك الشات على الإنترنت وكنت أعتقد أنني لا يمكن أن أتأثر بما يصلني عبر هذه الخدمات لكنني اكتشفت أن الابتعاد عنها أفضل بكثير من الاشتراك فيها وأن الضرر الذي يصلني منها أكثر من الفوائد لذلك انسحبت.


    (.... شفوي)
     أكد محمد أنور ما وصف به سابقه منتسبي خدمة الشات والدردشة حيث قال :
    عندما تستعرض اسماء المدردشين أو بيانات وصور أصحاب الشات فهناك أسماء يستحي الشخص من مجرد التفكير بها فما بالك بنطقها أو كتابتها بل وهناك من يمارس ما يسمى الجنس الشفوي بواسطة الرسائل، حيث تصل في بعض الأحيان رسائل أقل ما يمكن وصفها ووصف صاحبها أنه حقير ولا يمتلك أثر الرجولة أو الحياء والأغرب من ذلك أن هناك بنات يشاركن غيرهن في استخدام هذا النوع من الأسماء والألقاب وبذلك تحولت الدردشة إلى مياعة وقلة حياء لا رقيب عليها ولا حسيب.


    ( زوجي تزوج الشات )
    < أم مازن وهي أم لطفلين عبرت أيضاً عن إحتجابها الشديد من ذلك الشبح الذي سيطر على حياتها والمسمى الشات حيث قالت :
    تزوج زوجي جهاز الكمبيوتر فهو لا يكاد يفارقه إلاّ في أوقات العمل بل ووصل به الحال إلى درجة أنه يتناول طعامه أمام جهاز الكمبيوتر ويظل يراقب شاشته بلهفة وشغف وهو لا يتقبل مني أي حديث عندما يكون في حضرة الشات وللعلم أنه يقضي أغلب أوقاته في جواره مع أصدقائه وصديقاته والباقي خارج المنزل لدرجة أنني بدأت في التفكير جدياً في تعلم الكمبيوتر والاشتراك عبر الشات لعلي أستطيع أن أتحدث إلى زوجي ولو لخمس دقائق في مشاكلنا وحياتنا وطريقة تربية أطفالنا وأخاف كثيراً أن يتحول أطفالنا  أيضاً الى محترفي كمبيوتر فأبن الوز عوام كما يقال دائماً ولعل أختي أفضل حالاً مني حيث عرض عليها زوجي الزواج بأحد أقرب أصدقائه إليه لكنها رفضت العرض وبشدة بعد أن قال لها أنه من محبي الشات وقد قالت له أرغب في رجل يتحدث إليّ ويشاركني كل أفكاره لا شخص يناقش الآخرين.


    ( إدمان )
    - وعن إدمان الشات والدردشة تحدتث منى الصعفاني قائلة، لم يعد أخي شخصاً طبيعياً إنه يمسك بجهاز التلفون بيديه وكأنه فريسة يخاف لو أنها تفلت من بين أسنانه لدرجه أنه لم يعد يستمع للكثير من نقاشاتنا في البيت حتى لو دارت حوله شخصياً. أخي صار مدمن دردشة والمؤسف أن لا علاج لهذا الإدمان فلا سبيل لمنعه عن التلفون ولا يمكن ترك هذه العادة ما دام مشترك في هذه الخدمة والمشكلة الكبرى أنه مقتنع تماماً أن الدردشة وسيلة عصرية راقية للمناقشة والحوار وأنه يفعل الصواب في اشتراكه في هذا النظام الذي يسرق حياته كل يوم دون أن يدري.


     ( قرصنة )
    وبواسطة الشات والدردشة وجد العديد من المتحاذقين وسيلة مميزة لأصطياد فرائسهم والضحك عليهم بل وتحول بعضهم إلى قراصنة لا هم لهم سوى الضحك على الناس وسرقتهم في أحيان كثيرة، فقد أكد ناصر وهو طالب جامعي أن هناك عدة رسائل وصلت إليه بعد اشتراكه في الدردشة تهنئه بفوزه برصيد هائل ولكي يحصل عليه يجب أن يقوم بتعبئة كرت وإرسال رقمه قبل التهيئة إلى الشركة على عنوان وهمي هو  لأحد الصيادين وقد حذره أصدقاؤه من الوقوع في الفخ قبل اشتراكه لكن هناك الكثير غيره الذين لا علم لهم بهذه الطريقة قد وقعوا ضحايا لمثل هؤلاء المحتالين وقد وصلت ببعضهم الجرأة إلى ارسال رسائل بإسم شركات التلفون تقول بالنص للحصول على أحلى صور الراقصات اليمنيات والعراقيات وأفلام الجنس عليك بإتباع الخطوات والتي هي في الأساس خطوات لسحب وتحويل رصيد الشخص إلى رقم الشخص المرسل كل هذا ولا مجال لتقديم الشكاوى كون هذه الخدمة خدمة عامة الغرض منها التسلية والترفيه.


    ( شر البلية ما يضحك )
    ذكر أحد المواقع في قضايا غريبة هذه الطرفة المضحكة المبكية والتي تخص موضوعنا بشكل كبير حيث عرض الموقع قصة فتاة تعرفت على أحد الشباب والذي اعتبرته فتى أحلامها كان ذلك عن طريق الشات وبعد قصة حب ملتهبة قاربت على العامين عرف بها كل أصدقاء الشاب وصديقات الفتاة وبعد إتفاق مسبق على كل صغيرة وكبيرة في حياتها وقبل أن تدق ساعة الصفر ويتقدم الشاب لخطبة فتاة الأحلام المنتظرة اتفق العاشقان على لقاء بعضهما أخيراً ولأن كلاً منهما أوهم الآخر بأن لديه شخصية وشكل وطباع تختلف عن الواقع كل الاختلاف لم يكتشف الحبيبان أنهما من أسرة واحدة بل ويسكنان نفس الحارة وللأسف نفس المنزل كانت الطامة التي نزلت عليهما كالصاعقة حين اكتشفا أنهما ليسا سوى أخوين، حيث إعتاد كلاً منهما إغلاق باب غرفته والتسمر أمام شاشة الكمبيوتر والإبحار في جنبات العالم الواسع وعلى بوابة الشات إلتقيا ولأن كل واحد منهما كذب على الآخر وأبدى شخصية مختلفة عن شخصيته لم يكتشف الاثنان أنهما من ذات الدم.. جاء الإكتشاف متأخراً لكن شر البلية ما يضحك.


    - وأخيراً : شات ودردشات ورقابة غير موجودة أسماء وهمية وشخصيات غير حقيقية وهروب من سجن الواقع إلى سجن الأسلاك وعبر الهواء تنتقل الأهوال شباب سحرتهم التكنولوجيا وبدلاً من أن يسخروها في خدمتهم إستعبدتهم وصاروا رهائن لديها والمطلوب فدية أكبر من أن يستطيع كل أب وكل أم وكل شاب وشابة دفعها.. الخطأ مشترك ما بين المستخدم وصاحب الشأن الذي أتاح الفرصة لهكذا خيار، وأهمل مراقبة تلك الخدمة ترى هل نحن بحاجة إلى فضاء نطلق فيه أخطاءنا هل أولادنا بحاجة إلى أشخاص آخرين يتحدثون إليهم.. هل الأزواج في غنى عن البيت والعائلة ليجدوا الراحة في مناقشة الآخرين أين من يراقب هؤلاء إذا كانوا قد أضاعوا المقدرة على مراقبة الذات؟

     


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()