تحتار بعض الأسر في إختيار اللعبة المناسبة لبنائهم البالغين من فئة التوحد أو حتى من تجاوزوا سن الأربعين, و يفكرون في طبيعة و مستوى اللعبة. الواقع أن ألعابهم لا تختلف ,إلى حد كبير, عن ألعاب الأفراد العاديين , إلا أنها تكون مناسبة لمدى تطورهم و تقدمهم و مستوى تعليمهم و مدى نضج القدرة العقلية لديهم مثال ذلك ترى أمرأة عجوزاً لديها إضطراب توحدي تلهو بلعبة للمرحلة العمرية المبكرة جداً كبنت في العاشرة من عمرها.
و قد نلاحظ على عكس من ذلك طفل توحدي عمره الزمني لا يتجاوز عشر سنوات يلعب الكمبيوتر و هو يفوق عمره العقلي. و يرجع التناقض في هذه الحالات عادة لأمور ذهنية عقلية ذات طابع خاص.
و لما كان لكل قاعدة شواذ فإن هنا أيضاً إحتمالات تقوم على مدى الجهود المبذولة من الأسرة و المدرسة تجاه هذا التوحدي أو ذاك في المراحل الأولى من العمر أي في مرحلة ما قبل المدرسة و ما بذل خلالها من محاولات في سبيل تطوير إسلوب علاج هذا الفرد.
و تجدر الإشارة هنا إلى أهمية الملاحظة الخاصة بألعاب التوحديين المراهقين عند اللعب بنفخ البالونات الصابونية إذ أنه يفرح لمشاهذة الفقاعات تتطاير في الهواء فيعبر عن فرحه و سروره بالحركات و الأصوات التي يُصدرها عند رؤيته تُغير ألوانها و تنفجر في الهواء. لكننا نؤكد للأسرة و المدرسة أن هذه اللعبة ترتبط ببرنامجه التعليمي الهادف إلى تعديل سلوكه منذ صغره لأنه قد تعود عليها في أوقات فراغه من جهة و بحكم أن المصابين بالتوحد يحبون التكرار و الروتين من جهة أخرى , فأصبحت هذه اللعبة و غيرها من الألعاب الأخرى كركوب الدراجة أو التزلج على الجليد أو اللعب بالأتاري و السباحة من الألعاب المحببة لديهم.
من كتاب / التـــوحـــد الــــعـــلاج بالـــلـــعب / أستاذ/ أحــمــد جــوهـــر/ الــــكــــويـــــت