بتـــــاريخ : 12/12/2008 11:23:37 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 949 0

    موضوعات متعلقة

    عالم عيال كبار

    عباس بن فرناس

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : pepo_pop100 | المصدر : www.anamasry.com

    كلمات مفتاحية  :
    عباس بن فرناس عالم

    وقف على جبل عالى..مرتفع..ونظر..ويبدو انه شك انه لن ينجح!!!

    فاخبر احد أصدقائه ان يراه من فوق..فاذا نجح استشهد به..

    واذا لم ينجح يخبر الناس انه اول من فعل هذا لان الموت دون محاله سيكون نهاية الفشل!!!

    ولو كان معه موبيل حينذاك لأرسل رساله قصيرة لكل اصحابه ليخبرهم بما سيفعله..

    المهم..نظر مرة اخرى ..وقف الجميع يشاهده..وقفز..وفى النهاية وجد نفسه اول من فعل ذلك فى التاريخ!!

    اول من فكر فى الطيران فى التاريخ!!

    اول من غامر من اجل ان يفتح للبشرية التفكير فى هذا!!

    ومات..انه عباس ابن فرناس!!

    غبن كبير لحق بسيرة حياة العالم العربي المسلم عباس بن فرناس؛ إذ ربطت الكتب المدرسية، والكتابات المعاصرة بين اسمه وأول محاولة للطيران قام بها إنسان في التاريخ، مما عمم الاعتقاد بأن إبداعات هذا العالم قد اقتصرت على هذه المحاولة فقط، في حين تشكل إبداعات ابن فرناس العلمية والفكرية والفنية نموذجاً للنهضة الشاملة التي قامت في ظل الحكم الإسلامي برعاية وتشجيع من الدين الحنيف، فمن هو ابن فرناس، وما هي إبداعاته؟
    ابن فرناس واحد من رواد الفكر الأول في الأندلس في بداية القرن الثالث الهجري، والذين وضعوا أساساً متيناً للنهوض الحضاري الشامل الذي شهدته هذه البلاد، أمثال القرطبي والمجريطي والزهراوي وابن باجة وابن طفيل وابن رشد، وذلك بما قدموه في مجالات العلم والأدب، وقد ظهرت ثمار جهودهم في الفترات اللاحقة من تاريخها؛ حيث نضجت وتكاملت حركة الفكر والإبداع العلمي. وابن فرناس هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني القرطبي، ولد في عام 180ه وتوفي في عام 274ه، وبذلك عاصر ثلاثة أمراء هم: الحكم بن هشام، وعبدالرحمن بن الحكم، ومحمد بن عبدالرحمن، وحيث مارس في قرطبة نشاطه العلمي والفكري، وقام بتجاربه في جو من الحرية التامة التي كفلها الإسلام للعلماء في كافة العصور الإسلامية، وقد عد بحق واحداً من عباقرة الأندلس وأفذاذها الذين استطاعوا تحقيق أروع الكشوفات في ميادين العلوم التجريبية؛ فمهدوا الطريق للأجيال اللاحقة من علماء العصر الحديث(1).


    موسوعيته:


    يتفق المؤرخون على وصف ابن فرناس بالوثبة الثقافية الموسوعية في تلك الفترة، وأنه كان من مفاخر الفكر الإنساني عامة، ولا يمكن في هذه الوقفة أن نفصل في موسوعيته؛ فقد اشتغل وأبدع في الفلسفة والفلك والكيمياء والفيزياء والعمارة والعروض والشعر، وقد دلت كتابات معاصريه عنه أنه ترك كتباً كثيرة في الفلسفة، والرياضيات والطب ولم يصل إلينا من تلك الكتب شيء(2).
    وأبدع ابن فرناس في علم الفلك، وزاوله بصورة عملية، ومن ذلك: أنه صنع هيئة الفضاء وما فيها من نجوم وغيوم وبرق ورعد، واستطاع أن يحدث فيها ظواهر الرعد والبرق وسقوط رذاذات من الماء على هيئة مطر بطرق آلية، وكانت له نظريات قيمة في علم الفلك.
    وفي العمارة حاز على إعجاب أهل عصره بابتكاراته المعمارية، ومنها النافورات التي يتدفق منها الماء إلى برك وصحون ثم يعود الماء إلى النافورات، وأيضاً لم تصلنا للأسف معلومات مفصلة عن إبداعاته في فنون العمارة؛ ولكن من المؤكد أنها كانت كثيرة، وقد سخرها الأمير محمد بن عبدالرحمن للنفع العام؛ إذ جعله يشرف على نصب اختراعاته المعمارية في المتنزهات العامة في قرطبة وظاهرها، فكان الناس يأتون من الأصقاع البعيدة إلى قرطبة ليروا تلك الأعاجيب ويستروحوا بما تجريه عليهم من رذاذ ونوافير(3).
    أما في العروض، فقد وصف ب (إمام العروضيين في الأندلس)، فقد وفر شروحاً وتفصيلات لأكثر جوانب هذا العلم، كما أنه قال الشعر الجيد؛ فوصف بفحل الشعراء الخنذيذ، وله باع طويل في شعر الوصف والمديح والغزل.


    ابن فرناس والطيران:


    وفي الواقع كما قلنا لايمكن هنا أن نفصل في مجمل إبداعات ابن فرناس الموسوعية، والتي كانت محاولة الطيران إحداها، وبشكل جعله رائداً لأول محاولة طيران في التاريخ البشري، فنتيجة براعته في علم الفلك، اتجه إلى تجارب الانزلاق الجوي، وقد وردت حكايات كثيرة عن محاولاته الطيران لعب فيها الخيال دوره؛ ولذلك فإننا هنا، وحرصاً على الحقيقة سنتتبع تلك المحاولة كما جرت في الواقع.
    لقد مهد ابن فرناس لمحاولته الطيران بدراسات مطولة لطيران الطيور وتركيب جسم الطير، ثم صنع آلة تتكون من عكوس وزوايا مركبة ومرتبطة بعضها ببعض، وتتحرك بتأثير الحركات المركزية من اليدين والرجلين، وقد كساها بالقماش والريش، ثم ربطها في جسمه بشرائط من الحرير المتين؛(4) بيد أنه لم يضع في اعتباره أهمية صنع ذيل للرداء الذي اتخذه في الطيران لإبقاء التوازن وتسهيل عملية الإنزلاق في الجو والهبوط فيه، وقد نجحت تجربته في البداية وارتفع عن الأرض بعد أن ألقى بنفسه من أعلى، وظل يرتفع حتى وصل إلى مائة قدم فوق سطح الأرض، ولكن لما أراد أن يهبط، أو حصل ما أدى إلى هبوطه، لم يكن لديه ما يقاوم به الجاذبية الأرضية، كذنب الطير، فسقط من الارتفاع الذي كان قد وصل إليه دون أن ينجح الجناحان اللذان صنعهما في تخفيف حدة السقوط، ووقع على مؤخرته(5)، وغني عن البيان أن محاولة عباس بن فرناس في الطيران تعتبر صفحة مشرقة في تاريخ الحضارة الإسلامية، فهي أول محاولة عملية لإنسان في الطيران، وهو أول طيار اخترق الجو.
    والمصادر المتوفرة لا تشير إلى المكان الذي جرت فيه محاولة الطيران تلك، فقيل: إنها جرت في قرطبة، وقال آخرون: إنها جرت في بلنسية أمام حشد كبير من الناس الذين رغم فشل المحاولة تحمسوا له، ومما قاله فيه معاصره الشاعر مؤمن بن سعيد:
    يطم على العنقاء في طيرانها
    إذا ما كسا جسمه ريش قشعم(6)


    اختراعاته العسكرية:


    وهو جانب هام من إبداعات ابن فرناس؛ فقد اشتهر بتوليداته واختراعاته في ميادين العلوم التجريبية، ومنها: اختراعه عدداً من الآلات الرياضية والفلكية التي كانت تتميز بالدقة والابتكار، ومنها آلة (ذات الحلق) لرصد الكواكب السيارة والنجوم والقمر في الليل، أو الشمس في النهار، واخترع (الميقاتة)، وهي آلة لمقياس الزمن تعتمد على الظل وقياس درجاته وزواياه، وحساب الدرجات التي هي بمثابة الساعات والدقائق والثواني في النهار، وقد كانت هذه الآلة مفيدة جداً في معرفة أوقات الصلاة.
    ومن اختراعاته (قلم الحبر)، وهي آلة اسطوانية الشكل تستخدم للكتابة وتغذى بالحبر، فوفر على الكتّاب مشاق حمل الأقلام والمحابر أينما ساروا، وبذلك يكون ابن فرناس أول من اخترع قلم الحبر في التاريخ.
    وبراعة ابن فرناس في الاختراعات ارتبطت ببراعته في الكيمياء، فقد ألف (عمل الكيمياء) وهو كتاب وضع فيه خلاصة تجاربه في علم الكيمياء، وانصرف إلى إجراء التجارب الكيمياوية بالطرق والوسائل العلمية، فجعل من حجرات داره مختبراً علمياً يضم آلات وأدوات وأنابيق لهذا الغرض، كما استعمل النار لإحداث درجات الحرارة لأغراض تسخين العناصر والمواد الكيمياوية والمعادن التي كان يستخدمها لأغراضه في التجارب، أو لتبخيرها أو لصهرها أو لإذابتها(7) وواضح من آثار ومصادر ذلك الوقت أن ابن فرناس كان يعمل في مختبره بدعم من الأمراء، وكان يطلع الأمير على نتائج تجاربه خطوة بخطوة. من ذلك أنه اكتشف نتيجة اشتغاله بالكيمياء نوعاً من الزجاج فائق الشفافية، فعرضه على الأمير محمد بن عبدالرحمن الذي أعجب به وكافأه عليه، ثم عاد ابن فرناس بعد فترة بالزجاج وقد صقله وكثفه، وأجرى أمامه تجربة بأن جعل الزجاج يشعل النار في الحطب عند تسليط أشعة الشمس عليه، وبذلك يكون ابن فرناس أول من اخترع المكبرة الزجاجية المكثفة، ثم وبتشجيع من الأمير عكف ابن فرناس على تطوير اختراعه ليصبح تأثير أشعة الشمس في الزجاج بعيد المدى، فيتم تسليطها من خلال الزجاج على جيش الأعداء إذا كانوا قبالة الشمس، أي تحويل الزجاج إلى قاذف أشعة حارقة، ولا نعلم إلى أي حد وصلت تجارب ابن فرناس على هذا السلاح المبتكر آنذاك.
    ويستدل من كتابات معاصريه عنه أنه سخر براعته الكيميائية في الجانب العسكري، فكان أول من اخترع القنبلة الدخانية على أسس كيميائية، فعرض على الأمير عبدالرحمن بن الحكم أن يصنع له ماءً يعبأ في القوارير ويرمى بها على الأرض؛ فيخرج من القوارير بعد تحطمها دخان يصيب من يمسه بضيق النفس والسعال فلا يقوى على الحركة أو القتال إذا كان في موضع الحرب، فأذن له الأمير، فاعتكف في بيته شهراً يعمل ويجرب، فكانت تخرج من داره قناة فيها أحمر كالدم، ثم جاء بماء إلى الأمير معبأة بقوارير من الزجاج، فخرج الأمير وحاشيته مع ابن فرناس إلى ظاهر قرطبة، وتم كسر تلك القوارير بين قطيع ماشية، تضم خرافاً وأبقاراً، فما أسرع ما نفث الماء دخاناً جعل بعض الأبقار تموت لساعتها، ومن سوء حظ ابن فرناس أن هبت ريح حملت بعض ذلك الدخان إلى حيث المكان الذي كان الأمير وحاشيته يراقبون منه التجربة، وهو مكان بعيد عن مكان التجربة، فأصاب الأمير من الدخان ما جعله يسعل ويضيق صدره؛ فغادر المكان، وأمر ابن فرناس أن يوقف اختراعه(8).
    ومن اشتغاله بالكيمياء أنه تفنن في مزج المعادن بنسب خاصة، وصنع منها سيوفاً تستعصي على الثلم أو الكسر؛ فكلفه الأمير بصنع المزيد منها، وصار يكافئ بها قادة جيشه وخواصه.


    أول دبابة عسكرية:


    ولعل من أهم اخترعات ابن فرناس ما يمكن تسميته بأول دبابة عسكرية في التاريخ، وقصتها أن بعض العصاة على الأمير عبدالرحمن بن الحكم احتلوا حصناً في ظاهر بلنسية، وعجزت حملات جيش الأمير في الوصول إليهم؛ فقد كان الحصن على مرتفع لايمكن الوصول إليه إلا عن طريق ممر مكشوف، وكان العصاة يجيدون الرمي بالنبل والرماح والنار على الجند الذين كانوا يحاولون الوصول إلى الحصن من ذلك الممر، فاعتكف ابن فرناس في بيته أياماً، ثم جاء بمخطط آلة حربية عرضها على الأمير الذي سر بها، وأمر (أصبغ) عريف النجارين بأن ينفذ صنعها بإشراف ابن فرناس وبأوامره، فأنجزوها خلال يومين، وكانت آلة عجيبة، تحرق من كان أمامها، وتحمي من كان تحتها، وبها تم فتح الحصن في ظاهر بلنسية.
    وقد جمعنا النتف الكثيرة والمتفرقة التي قيلت في وصف تلك الآلة(9)، فوصلنا إلى تصور تقريبي لها، هو أنها كانت من خشب على هيئة القبة الكبيرة من الأعلى، تمشي على دواليب، وتحت القبة يقف الجنود يدفعون الآلة وهم يتقدمون بها نحو الهدف، وفي أعلى القبة فتحتان يبرز من إحداهما منجنيق، وهي الفتحة الأمامية، والثانية في خلف القبة يجذب إليها المنجنيق لتذخيره بالحجارة أو النار، فيرمي الجنود بالمنجنيق وهم في منأى عن رمي العدو بالنبال والرماح، ويبرز من مقدمة الآلة في المقدمة نتوء كبير قوامه الخشب المكسو بالمعدن، ومهمته تحطيم الأبواب والجدران، وعلى أطراف الآلة فتحات لرمي النبال.
    إن هذا الوصف ينطبق على أول دبابة حاملة للمشاة في التاريخ، وقد طورها ابن فرناس أكثر بعد فتح حصن بلنسية، فكساها من الخارج بجلد خاص يقيها من الاحتراق إذا رميت بالنار، ولا نعلم إلى أي مدى استعملت دبابة ابن فرناس في الأغراض العسكرية؛ إذ انقطعت أخبارها في المصادر مع وفاة الأمير عبدالرحمن بن الحكم.


    محاكمة ابن فرناس: (10)


    كما في حياة كل المجتهدين والمبدعين، ظهر في حياة عباس بن فرناس حساد أغاظهم ماوصل إليه من شهرة وحظوة لدى الأمراء، فتربصوا له، ونتيجة اشتغاله بالكيمياء في بيته، كانت المياه تجري من قناة في داره، وينبعث منها الدخان، فوجدها الحساد فرصة، واتهموه بالزندقة وتعاطي السحر، ورفعوا عليه دعوى تخريب المعتقدات، فمثل من أجل ذلك أمام القضاء، وعقدت جلسة محاكمة في مسجد قرطبة دعي إليها الأمير عبدالرحمن بن هشام شاهداً، فجلس الأمير بين الشهود لايتكلم إلا عندما يطلب منه القاضي الكلام، فشهد بعض الشهود أنهم سمعوا ابن فرناس في داره يقول: "مفاعيل مفاعيل" فلم يجد القاضي في هذه العبارات ما يؤاخذه عليها، ثم سأل القاضي الأمير أن يشهد بما يعرف فقال: أشهد أن ابن فرناس أنبأني أنه سيفعل كذا وكذا في داره، وسيضع بما يفعله كذا وكذا، وقد صنع ما أنبأني به فلم أجد فيه إلا منفعة للمسلمين، ولو علمت أنه سحر لكنت أول من حده.
    وتستمر وقائع المحاكمة أمام حشد من الناس وبحضور الأمير والفقهاء، فيسأل القاضي ابن فرناس عن حقيقة الماء الذي يخرج من داره، وما حقيقة ما يفعله فيه، فيقف ابن فرناس ويخاطب القاضي والفقهاء قائلاً: أترون أني لو عجنت الدقيق بالماء فصيرته عجيناً، ثم انضجت العجين خبزاً على النار، أأكون قد صنعت سحراً؟ قالوا: لا؛ بل هذا مما علم الله الإنسان، فقال: وهذا ما اشتغل به في داري، أمزج الشيء بالشيء واستعين بالنار على ما أمزج فيأتي مما أمزج شيء فيه منفعة للمسلمين وأحوالهم.
    ثم شرح ابن فرناس أوامر الله تعالى ونبيه محمد ، في أن يعمل كل إنسان مسلم ما يتفق مع مواهبه، وأن من ملك علماً ولم ينفع به المسلمين فقد أثم؛ لأن العمل بمقدار الكفاءات من الفروض الكفائية، فحكم القاضي والفقهاء في الجلسة ببراءة ابن فرناس، وأثنوا عليه وحثوه على أن يستزيد من عمله وتجاربه.
    إنها وقائع محكمة إسلامية نذكرها بفخر ونحن نرى حرص القضاء الإسلامي فيها على تقصي الحقائق بدقة،وكيف أن الأمير الحاكم يستدعى إلى الجلسة شاهداً فيتواضع ويتصاغر أمام القضاء، وكيف يستند هذا القضاء إلى أحكام الإسلام في تقييم العمل العلمي وتمييزه عن السحر والشعوذة؛ فيبرئ العالم من أية تهمة، بل يشجعه على مواصلة علمه وعمله وتجاربه بما ينفع الناس، وهي محاكمة تذكرنا بوقائع المحاكمات الظلامية التي جرت في أوروبا فيما بعد للعلماء والمتنورين المتعلمين،وانتهت إلى إحراق كل من تجرأ على قول كلمة تنويرية أو رأي علمي، وكانت محاكم التفتيش الرهيبة جزءاً من تلك المحاكمات.
    وبعد:
    فلقد كان عباس بن فرناس موسوعياً، نسيج وحده في العلم والفن والأدب، والمخترع الأول للدبابة، والقنبلة الكيمياوية، وقلم الحبر، والساعة مثلما كان أول رائد طيران في التاريخ، وقد أسهم في التهيئة لعصور جديدة من النهضة الفكرية والعلمية في إطار الحضارة الإسلامية وتحت راية وحماية الإسلام للإبداع والمبدعين.

    كلمات مفتاحية  :
    عباس بن فرناس عالم

    تعليقات الزوار ()