بتـــــاريخ : 12/7/2008 3:18:12 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1868 0


    تربية أطفالنا فكرياً, موضوع للحوار والمناقشة !!!!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : Neo | المصدر : www.anamasry.com

    كلمات مفتاحية  :
    التربية الفكرية للأطفال : ـ
    كنت قد عزمت على نشر مجموعة من المقالات عن الاجتماعية عن ( أهمية الفكر ) و ( تربية الأولاد ) و (تعليم المرأة ضرورة حياتية ) و ( عمل المرأة ) وغيرها من المقالات المختلفة المواضيع التي انتقيتها وأضفت إليها من كتابي : ( خواطر سريعة في الدين والحياة ) منذ فترة في ملتقى الإمارات وحديثاً في هذا المنتدى ؛ فوجدت مطالبات من القراء والمشاركين تدعو إلى الاهتمام بالأطفال فكرياً وسبحان الله ! تطابقت وجهات نظر الطالبين وكان آخرها طلب أختنا حلا ؛ الذي جعلني أعجل بطرح هذا الموضوع جزى الله الجميع خيراً وسأتابع ـ إن شاء الله تعالى وبتوفيق وعون منه سبحانه وتعالى ـ نشر ما لم ينشر وخاصة في هذين الملتقيين العامرين بالرواد والمثقفين المشجعين والداعين إلى كل خير وفي كل منتدى جاد يخدم ديننا وأمتنا ؛ فكتبت مستعيناً بالله تعالى هذا المقال بهذا العنوان وقد استفدت من المقالين المشار إليهما مع الإضافة الملائمة للموضوع عسى أن أكون قد لبيت أو ساهمت بعض الشيء في تلبية ما طلبه الأحباب مما يمثل ضرورة لرعاية أطفالنا .
    وقد ضربت أمثلة مما يجب أن تقوم به الدولة ومؤسساتها ببلدي الذي أقيم فيه ( مصر ) لأني ألحظ ذلك معايشة حيةً وتجربةً واقعيةً وأظن أن الحال لا يختلف كثيراً في بقية وطننا العربي والإسلامي فإلى موضع المقال : ـ
    حب الذرية غريزة فطرية أودعها الله خلقه من إنسان وحيوان وطير، وتمنى الذرية كذلك ، والإنسان أكثر إلحاحا في طلبها والبحث عنها، وكمال البشرية المتمثل في سادتنا الأنبياء يعطينا الأسوة في حب الذرية كما يبين لنا الهدف من طلب الذرية فقد ورد في القرآن الكريم ما يبين لنا حبهم ـ على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ـ للذرية والحرص على طلبها فهذا أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ ينادى ربه : { رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم }(101،100ـ الصافات) وسيدنا زكريا ـ عليه السلام ـ يدعو ربه :{.. فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحي لم نجعل له من قبل سميا }(7:5ـ مريم) وكما دعى الأنبياء والمرسلون ـ على نبينا وعليهم الصلاة والسلام ـ دعى كذلك الصالحون ، فمن أوصاف عباد الرحمن الواردة في سورة الفرقان هذا الدعاء : { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }(74ـ الفرقان) .
    ولم يحرم المولى بكرمه وجوده هؤلاء الداعين مطلبهم ؛ فقد استجاب الله لهم ؛ وأعطاهم الذرية. فالذرية نعمة وهبة من الله يجب الحفاظ عليها بحسن التربية وجميل الرعاية .
    والفكر هو آلة العقل الهامة ؛ التي يتم عن طريقها تصرف الإنسان في هذا الكون ، وقد ورد لفظ (الفكر) ومشتقاته في ثمانية عشر موضعاً من القرآن الكريم مما يدل دلالة قاطعةً على أن للفكر منزلة سامية في تراثنا الإسلامي بل في التراث الإنساني كله ومما نسب إلى الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ " الفكر مرآة صافية " ، والأفكار الراشدة تسبق الكلمات ؛ وإلا جاءت التعبيرات شيئاً لا قيمة له ، ولا فائدة منه ، ومن آثار الصالحين قولهم: " فكر ساعة أفضل من عبادة سنتين قيام ليلها وصيام نهارها " وليس غريباً أن تكون للفكر تلك المنزلة العالية لأن على الفكر مدار الحياة فالسياسات التي تقود العالم نتاج فكر ، والنظريات والتجارب الإنسانية المختلفة أساسها الفكر ، والضلال وقبوله والتمادي فيه فكر ، والهداية وسلوك طريقها فكر ؛ وما الخواطر إلا صور تنجلي في مرآة الفكر ؛ لتظهر للناس في شكل تعبيرات تدل على ضحالة أو غزارة فكر صاحبها ، كما أنها تبين اعتدال فكره من انحرافه ، ولقد نبهنا القرآن الكريم إلى هذين الصنفين من أصحاب الفكر فقال عن أصحاب الفكر المعتدل :" الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار" { آل عمران 191} ، كما أخبرنا القرآن الكريم أيضاً عن أحد أصحاب الفكر المنحرف في قول الله عز وجل : " إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر " {المدثر18 :23}
    فإذا كان للفكر تلك المنزلة الهامة والخطيرة ؛ فإن من الواجب علينا جميعاً ـ دولة ومؤسسات وأسر وأفراد ـ أن نعلم أطفالنا كيفية التفكير السليم وأن ندربهم على إعمال العقل والذهن بأسلوب بسيط وميسر وأن نتخذ التدريب الفكري مشروعاً قومياً يشارك فيه الجميع ولن يكلفنا ذلك الكثير ـ حتى وإن كلفنا ـ فإن المشروع يستحق التكلفة فقد أنفقنا الكثير والكثير من الجهد والمال على مهارات الرجل ؛ فكسبنا الكثير من معارك المباريات الرجلية بل أننا عينا وزيراً جعلنا أخطر مهامه الاهتمام بتنمية وثقافة المهام الرجلية وكرمنا الموهوبين رجلياً أكثر مما كرمنا الموهوبين عقلياً وثقافياً .
    ودائماً ما تتهم الدولة المفكرين والنقاد بأنهم يعرضون المشاكل ولا يطرحون الحلول وتفادياً لهذا الاتهام أعرض الآتي وأتمنى من الأحباب أن يعرضوا ما عندهم مشاركة في هذا المشروع : ـ
    دور الدولة بصفة عامة : ـ
    يمكن للدولة ـ إن أرادت النهوض بهذا الوطن ـ أن تولي اهتمامها بأطفال اليوم الذين هم شباب الغد ، وقادة المستقبل بأن تسخر كل إمكانياتها المتاحة لخدمة الناحية الفرية لدى الأطفال وذلك عن طريق الإعلان عن مسابقة لتربية الأطفال فكرياً في مراحلهم السنية المختلفة على مستوى جميع الهيئات التي تتعامل مع الأطفال وتكون المسابقة جادةً ومحفزة للاشتراك فيها ومجزية مادياً وتطرح هذه المسابقة للنقاش والحوار في شتى وسائل الإعلام ؛ وتستطيع الدولة عن طريق مؤسساتها المختلفة أن تقوم بالدور الرائد والأهم في مشروع التربية الفكرية ويمكن أضرب أمثلة لبعض الوزارات التي يناط بها العمل جدياً لإنجاح هذا المشروع وسأسبق الجميع بأن أضرب أمثلة لما يمكن أن تقوم به كل وزارة في مجال تخصصها.
    دور وزارة التربية والتعليم : ـ
    فوزارة التربية والتعليم ـ مثلاً ـ تستطيع أن تقرر على التلاميذ مادةً عمليةً ونظريةً للتدريب الفكري والمهارات العقلية وأن تجعل في كل مدرسة رائداً فكرياً يتبنى تدريب وتنمية أفكار التلاميذ بدلاً من مهارات المجال الزراعي والصناعي فحسب أو معامل الحاسب الآلي العقيمة التي لا تواكب تقدماً ، ولا تلاحق جديداً وما أكثر أهل الخبرة والرواد والمعلمين المفكرين في تلك الوزارة الفقيرة !.
    دور وزارة الإعلام : ـ
    كما أن وزارة الإعلام تستطيع بث البرامج المقروءة والمسموعة التي تدعو إلى التفكير وإعمال الذهن
    وأن تجعل من هؤلاء نجوماً تستضيفهم في برامجها المختلفة وأن ينالوا من الاهتمام الإعلامي ما تناله الراقصات درجة ثالثة أو الفنانات تحت المستوى أو المتفوقين في كرة الرجل .
    دور وزارة الشباب : ـ
    وكذلك وزارة الشباب تستطيع عن طريق نوادي الطلائع أن تعين مرشدين فكريين وأن تستضيف كبار المميزين لشرح تجاربهم وذكريات طفولتهم والعوامل التي ساعدتهم على التميز والتفوق لهؤلاء الطلائع وبصدق ـ دون مجاملة ـ إن وزارة الشباب أكثر الوزارات نشاطاً في هذا المجال ؛ والعيب يكمن في أن أكثر اهتمامها يبدأ معكوساً منكوساً فهو يبدأ من أسفل إلى أعلى ـ أي من القدم إلى المخ ـ وكأنها تطبق الحكمة القائلة : الراحة تبدأ من القدمين ولكن لا ينبغي أن نهضمها حقها فهي ـ رغم هذا ـ فإنها الوزارة الأكثر اهتماماً ونشاطاً الأنشط فعسى أن تبدأ بالوضع الطبيعي الصحيح من أعلى إلى أسفل وليس العكس .
    دور وزارة الثقافة : ـ
    أما عن وزارة الثقافة فحدث ولا حرج فهي الوزارة الأغنى وهي المسئولة عن تثقيفنا وتثقيف أطفالنا وقد قامت الوزارة بجهد إلا أنه غير كاف ـ في هذا المجال ؛ فالهيئة المصرية للكتاب طبعت مجموعات من الكتب التي تلائم الأطفال وتخدم الجوانب الفكرية لديهم ولن هذا الكم ـ بالنسبة لحجم ومهمة الوزارة ـ لا يكفي ويبدو أن الوزارة تطبق مبدأ ( الناس على دين ملوكهم ) فنظراً لأن الوزير فنان ؛ فقد ذهب جل الاهتمام بالأطفال إلى ناحية الفن من عروض الطبل البلدي والرقص والزمر وخاصة النحت والرسم وكأن البلد تشكو من قلة المواهب في تلك المجالات .
    ويمكن للوزارة عن طريق هيئة قصور الثقافة ونواديها أن تقيم معامل للتربية الفكرية والتدريب العملي للأطفال على كل ما يخدم الناحية الفكرية وما أكثر المثقفين في الوزارة ! وما اقل استخدام إمكانياتهم في وزارة الثقافة والتثقيف !
    دور الأسرة : ـ
    دور الأسرة في تربية الأطفال فكرياً لا يمكن إهماله أو نسيانه فمن الواجب على الأسرة متمثلة في الأبوين والإخوة الكبار القيام بالدور الهام والرائد في هذا المجال وذلك عن طريق المتابعة والملاحظة لأنشطة وسلوكيات الطفل المختلفة والبحث عن ميوله ورغباته ومحاولة تنشيط ذهنه واستغلال ذكاءه في التفكير الجدي السليم لا أن نترك الأطفال للشارع أو المربيات ونتمنى أن تهتم الدولة بثقافة الوالدين وتزويدهم بكل ما يخدم مصالح الطفل ويزيد من تربيته الفكرية وأن تعطي منح تفرغ للأمهات العاملات لتربية وملاحظة أطفالهن وتشجع غير العاملات للحصول على مؤهلات مناسبة مع إعطائهن الحافز المناسب وتقدم الخدمات التربوية للجميع ويمكن لرب الأسرة الاشتراك مع جميع الوزارات في هذا الشأن بالدعم والمتابعة وكذلك العضوية في مجالس الآباء والمنتديات التثقيفية المنتشرة في وزارات التربية والتعليم ، والشباب والرياضة ، والثقافة ، كما انه من الواجب على الوالدين ألا ينتظرا إلى أن تتدخل الدولة فالمسئولية مشتركة فإذا قصر طرف فلا ينبغي أن يقصر الطرف الآخر ولنتدارك جميعاً خطر إهمال الأسرة لرعاية الأطفال بانشغال الوالدين بالعمل أو أي شيء مما يجعل الأطفال يعانون من اليتم الاجتماعي ـ يتم في وجود الوالدين ـ الذي تسبب ويتسبب في كثير مما يعانيه المجتمع من عقوق الأولاد وتشردهم ورحم الله أمير الشعراء إذ يقول :
    ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة خلفاه ذليلا
    إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا
    أيها : السادة المسئولون : ـ
    إن أطفالنا في مصر والعالم العربي والإسلامي بحاجة ماسة إلى حسن الرعاية بكافة أنواعها وفي مراحل أعمارهم المختلفة وأطفالنا والحمد لله على نسبة عالية من الذكاء وهذا الذكاء إن لم يجد تربية فكرية مناسبة وبناءة ؛ انحرف بالشباب في مستقبل حياتهم إلى الذكاء الشيطاني ومعلوم أن أي موهبة لا يحسن صاحبها استغلالها ؛ تنطمس ، أو تنحرف إلى السوء ورحم الله أمير الشعراء حين قال :
    بلابل الروض لم تخرس وما خلقت = خرساً ولكن شؤم البوم رباها
    إن من الواجب على الجميع المبادرة والمسارعة بتربية أطفالنا علمياً وفكرياً وثقافياً قبل أن تجرفهم التيارات المنحرفة وقد قلت : ـ ولا زلت أقول ـ من خلال محاوراتي ومناقشاتي للأطفال في نوادي الطلائع وغيرها ـ إن أطفالنا بخير فماذا نحن فاعلون ؟! نسأل الله التوفيق لما فيه خير ديننا وأمتنا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()