بتـــــاريخ : 11/26/2008 2:32:01 PM
الفــــــــئة
  • الحـــــــــــاسب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1144 0


    الشخصية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ابن الفائق | المصدر : forum.al-wlid.com

    كلمات مفتاحية  :
    اكتساب مهارات الشخصية
    الشخصية


    الشَّخْصيّة مصطلح لكثير من المعاني العامة* إذ يشير أحيانا إلى القدرة على حسن التعامل مع الناس اجتماعيًا. مثلا نتحدث أحيانا عن تجارب أو علاقات يقال: إنها تضفي على شخص ما مزيدًا من الشخصية وقد نشير إلى أوضح انطباع يخلِّفه الشخص لدى الآخرين، فنقول مثلا "شخصيته محبوبة" نعني أنه شخص محبوب.

    أما عالم النفس فينظر إلى مصطلح الشخصية، من خلال كونه موضوعاً للدراسة، له علاقة بالسلوك الإنساني المعقد بما في ذلك العواطف، والأفعال، و العمليات الفكرية أو المعرفية. ويدرس علماء النفس أنماط السلوك الثابتة، التي تميز بعض الأفراد عن بعض، كما يحاولون معرفة كيفية تطور هذه الأنماط ووسائل تنظيمها وتغييرها.


    طبيعة الشخصية

    أنماط الشخصية. منذ مئات السنين والناس يحاولون تصنيف الأفراد رغم فوارقهم الهائلة في وحدات بسيطة. ومن هذه التصنيفات تمييزهم تبعاً لأنواع شخصياتهم ووفقاً لخصائص معينة.

    وقد قسم الطبيب الإغريقي أبقراط الناس إلى نوعين: الدموي المزاج أو المرح، والسَّوداوي المزاج أو المكتئب، وعزا الفوارق في السلوك إلى سيطرة أحد أخلاط الجسم. مثلا اعتقد أن الشخص يكون مرح المزاج، إذا كان الدم هو العنصر المسيطر على سلوكه.

    وحاولت بعض النظريات الأحدث عهداً عن أنواع الشخصية ربط المزاج بالبنْية الجسدية. فقد طور عالما النفس إيرنست كرتشمار الألماني، ووليم شلدون الأمريكي تصنيفات تبعاً لمقاييس بدنية. أما عالم النفس السويسري كارل جوستاف يونج ـ الذي درس الخصائص النفسية ـ فقد قسَّم الناس إلى نوعين: الانطوائيين والمنبسطين


    سمات الشخصية. لنظريات تصنيف أنواع الشخصية صلة بالبحث عن سمات أو أمزجة عامة، تصنِّف الفروق الثابتة بين الناس. ومن أوائل المهتمين بهذا البحث عالم النفس البريطاني وليم ماكدوجال، الذي وجد أبعاداً لسمات الشخصية تتراوح ما بين العالي والمنخفض* فالقلق مثلاً سمة يتفاوت مداها بين القلق الشديد والبسيط، غير أن درجة القلق لدى معظم الناس، تقع مابين هذين الحدّين. وقد درس علماء النفس بعض الصفات المميزة للشخصية، كالعدوانية، والاتكالية، والانبساطية والانطوائية.

    تساعد دراسات سمات الشخصية على كشف الروابط بين مختلف صفات الشخصية عند الفرد. مثلاً يمكن اختبار ذكاء مجموعة من الأطفال، وتوجيه أسئلة إليهم في الوقت ذاته عن ميولهم. وفضلاً عن ذلك قد يطلب منهم، أن يحكموا على خصائصهم، كما قد يطلب من أساتذتهم تقدير هذه الخصائص. بعدها يتم ربط حصيلة النتائج بعضها ببعض إحصائياً، لمعرفة ما إذا كان ثمة ترابط بين جميع هذه المعلومات.


    التقديرات والتقارير الذاتية. يتجه البحث في سمات الشخصية، إلى الاعتماد كثيرًا على تقديرات عامة للشخصية. أما التقارير الذاتية فيعبر فيها الشخص عن رأيه في مدى تمتع شخصيته بسمات معينة. ويمكن الحصول على تقديرات من الأساتذة أيضا، أو من آخرين يعرفون الشخص أو راقبوه في حالات خاصة.

    لكن قد تشوب هذه التقديرات ضروب متنوعة من التحيز* فربما أعطى الشخص ردوداً يحسبها متوقعة منه، أو مرغوبة اجتماعيًا، حتى ولو لم تكن تلك الردود صحيحة. و فوق ذلك قد تعكس هذه الردود تصورات، أو أفكارًا مكونة سلفا، بدلا من كونها وصفًا دقيقًا للسلوك، وكذلك الاختبارات التي تسأل الشخص أن يحكم على بعض ميوله، كالتودُّد والتكيُّف، إذ يُخشى أن تعطي هذه الاختبارات تصويراً ذاتياً عامًا، لا وصفًا مفصلاً للسلوك. ولذا قد تعكس نتائج هذه الاختبارات بصورة جزئية المفاهيم والأفكار المكونة سلفا، والتي ينسبها الناس إلى أنفسهم أو غيرهم، بدلاً من أن تصف سلوك الناس الفعلي.

    لهذا تصمّم بعض الأساليب بحيث تقلل من دور المعاني والمفاهيم الذاتية. بينما تعمد أساليب أخرى إلى توضيح مفاهيم الشخص عن نفسه. وتعتبر هذه المفاهيم الذاتية مهمة بصورة خاصة في النظريات التي تؤكد دور الذات، ونظرة المرء إلى نفسه. مثلا، يركز عالم النفس الأمريكي كارل روجرز في نظريته حول تحقيق الذات على مذهب تعرّف الظواهر أو تجارب الشخص الواقعية وتصوراته الذاتية.


    الاختبارات الإسقاطية. حاول بعض الباحثين تجنُّب المشاكل الناجمة عن الاعتماد على تقديرات الشخص، أو تقاريره الذاتية، وذلك بتكوين أساليب سريرية غير مباشرة، تدعى بالاختبارات الإسقاطية، غايتها الكشف عن دوافع الفرد وشخصيته. وتتطلب هذه الأساليب أن يستجيب الشخص لحالات ليس لها ضوابط واضحة أو إجابات صحيحة أو خاطئة. ففي اختبار رورشاخ، قد يُسأل الشخص أن يصف بقع حبر كما تبدو له. وفي اختبار الفهم الموضوعي قد تُعرض على الشخص سلسلة من الصور ليبتدع قصة عن كل شخصية من شخصياتها. ويشترط في استخدام الأساليب الإسقاطية ألا يقـــوم بها ســـوى المتخصص الطبـــي المدرب، والقادر على ترجمـــة إجـــابات الاختبارات بصورة غير مباشرة إلى تغييرات عن صفات الشخص. ومع ذلك ماتزال صلاحية هذا النهج للكشف عن جوانب شخصية الفرد موضع جدل وقيد البحث.


    نظرية فرويد في التحليل النفسي. يرى الطبيب النمساوي سيجموند فرويد، أن شخصية الفرد مكونة من ثلاثة أجزاء :

    1-الـ هو و الـ هي* ويمثل النَّزوات الجنسية والعدوانية والغريزية. 2-الأنا* ويمثل مطالب الحياة الواقعية. 3- الأنا العليا أو الوجدان* ويمثل معايير السلوك، التي نشأ عليها الفرد إبان طفولته.

    ويقول فرويد: إن الحياة الذهنية مَشُوبَة بصراعات باطنية لانَعيها على الأغلب وتطمح نزوات الـ هو / الـ هي إلى إشباع فوري. لكنها تصطدم بالأنا العليا. وعندما تنذر النزوات غير اللائقة بالبروز على السطح، يعاني الشخص قلقاً، وقد يلجأ في سبيل تخفيف هذا القلق إلى استخدام مختلف التحصينات الدفاعية، كأن يحوِّل انفعالاته نحو أشياء أقل تهديدًا، فالطفل الذي يخشى أن يجابه والده بروح عدوانية، قد يوجه غيظه نحو شيء آخر عوضًا عن ذلك.

    كان لأفكار فرويد تأثير كبير في دراسات الشخصية. لكنها ماتزال موضع جدل عظيم، لذا اضطر علماء النفس إلى تعديل كثير من هذه الأفكار، بُغْيَة إعطاء العوامل البيئية والاجتماعية اعتبارًا أكبر


    الشخصية والبيئة
    تفترض نظريات سمات الشخصية ونظريات التحليل النفسي، أن سلوك الناس في كثير من الحالات مرجعه أمزجة عامة، تكمن داخل شخصياتهم. غير أن البحوث الجارية حول درجة ثبات سمات الشخصية، تدل على أن أفعال الناس وتفكيرهم وشعورهم، قد تعتمد إلى درجة كبيرة على الظروف المحيطة بالسلوك.

    فقد يتحلى الإنسان بالأمانة في إحدى الحالات، وبعكسها في حالات أخرى. وقد يكون مسالماً في بعض الحالات وعدوانياً في حالات أخرى، أو مع أناس آخرين. لذا تضع كثير من المناهج المعاصرة لدراسة الشخصية تأكيداً على الدور الذي تؤدِّيه التجارب الاجتماعية، والأحداث البيئية في تطور السلوك وتعديله. وتبعاً لذلك أخذ علماء النفس يبتعدون تدريجيًا عن صياغة نظريات عامة حول طبيعة الشخصية. وعوضًا عن ذلك، يقومون بدراسة الظروف التي تحدد السلوك الإنساني المعقد.


    تطور الشخصية. درس بعض علماء النفس تأثير التجارب المبكرة في تطور الشخصية، بينما درس آخرون مدى ثبات بعض سمات الشخصية على مر الزمن، وتشير نتائج بحوثهم إلى أن بعض السِّمات، كالتعب في سبيل تحقيق هدف ما، قد تستمر من عهد الطفولة حتى الكبر، غير أن البحوث دلَّت أيضا على أن شخصية الإنسان دائمة التغير مع تغير التجارب والبيئة.

    تزداد دراية الناس على مر الأيام بحقيقة أنفسهم وعالمهم بفضل مراقبة غيرهم من الناس ومشاهدة الأحداث، كذلك يتعلمون مباشرة بتجربتهم أنواعاً جديدة من السلوك* إذ يثابون على بعضها ويعاقبون على بعضها الآخر، ويؤثر ذلك في سلوكهم في المستقبل عندما يواجهون حالات مماثلة. كذلك يتعلم الناس بمراقبة سلوك الأشخاص الذين يتطلعون إليهم، كآبائهم، فعلى سبيل المثال، إذا شاهد الأطفال بأمِّ أعينهم مرارًا وتكرارًا كيف يجني الكبار ثمرة أعمالهم الإجرامية أو المنافية لنُظُم المجتمع ـ بدلاً من أن يعاقبوا عليها ـ فمن الأرجح أن ينشأوا على هذا السلوك* إذ لدى الأطفال استعداد كبير لمحاكاة أفعال الذين يتمتعون بالقوة أو بالقدرة على مكافأتهم أو العناية بهم.

    ويقتبس الأطفال أثناء نموهم بعضًا من سلوك المعجبين بهم كآبائهم وأصدقائهم، ونتيجة لذلك تتكون لديهم أنماط جديدة من السلوك، كذلك يكتسبون مباشرة ـ بفضل المشاهدة ونمو المعرفة لديهم ـ معايير وقيماً تساعدهم على ضبط سلوكهم والحكم عليه. هكذا تتكون لديهم تدريجيا مجموعة هائلة من أشكال السلوك الممكن اتباعها. لكن شكل السلوك الذي يصدر عنهم يتوقف على عوامل متصلة بحوافزهم


    وتختلف تجارب الناس في اكتساب المعرفة والخبرة الاجتماعية باختلاف الظروف الاجتماعية والثقافية، التي يعيشونها في بيوتهم ومدارسهم وغيرها من الأماكن. ومع أن معرفة سمات الشخصية تمكِّن من التكهُّن بالكثير من جوانب السلوك المهمة، إلا أن الظروف المحيطة بالسلوك تكون غالباً خير دليل على تصرفات الناس في المستقبل. ورغم الفوارق الهائلة في معظم أفعال الناس* فهنالك كثير من التشابه والتجانس فيها عندما تؤدي الظروف البيئية دوراً قوياً جداً. فعلى سبيل المثال* إذا صادف الإنسان نجاحاً عظيماً في تجارب جديدة فربما تغلَّب هذا النجاح على سلبيات الإخفاق في تجارب قديمة، وعلى سمات الشخصية عند التكهن بردود الفعل لتلك الحالات الجديدة في المستقبل. كذلك قد تؤدي أية تغيرات بيئية شديدة أو مديدة ـ كقضاء مدة طويلة في المستشفى أو السجن ـ إلى تغييرات عظيمة في شخصية الإنسان، ويقال عن الشخص الذي يصعب عليه إقامة علاقات شخصية مع الناس: إنه يعاني اضطراباً في شخصيته


    ردود الفعل الانفعالية. أثناء نمونا نكتسب ردود أفعال انفعالية شديدة لكثير من المؤثرات. وقد تصبح الأحداث التي لم نُعرْها اهتماماً في الماضي مدعاة للسرور أو الألم بفعل الردود الشرطية.

    وقد تنطوي بعض ردود الفعل على قلق عظيم، ولذا ربما تخلِّف آثاراً كاسحة. فعلى سبيل المثال، قد يصبح الأطفال الذين يتعرضون لتجربة مريعة مع كلب واحد، خائفين من جميع الكلاب. وقد يُعَمَّم هذا الخوف فيشمل حيوانات أخرى، وحتى أشياء كالشعر أو معطف الفرو. ويصبح التخلص من هذه المخاوف أمراً صعبًا جدا* لأن هؤلاء الناس يحاولون تجنب جميع الأوضاع الباعثة على الخوف. وينجم عن ذلك حرمان هؤلاء الناس أنفسهم من فرصة مواجهة تجارب أخرى، قد تزيل مخاوفهم، كلمس كلاب غير مؤذية. ومن الممكن اكتساب مثل هذه الانفعالات العاطفية بمجرد مشاهدة ردود فعل الخوف لدى الآخرين.

    ونتيجة التعلم الاجتماعي، تعمم تجاربنا لتشمل أوضاعاً جديدة، ولكنها شبيهة أو مماثلة، لكننا نعمم دون تمييز أو تقييد، إذ قد يتعود صَبي التعبير فعلاً عن روح عدوانية في مواضع كثيرة، بما في ذلك المدرسة، وميدان اللعب، والبيت، ولكنه يتعلم أيضا كبح جماح هذه الروح في حالات أخرى عند زيارة جده مثلاً.


    تغيير الشخصية. تقودنا البحوث الجارية حاليا حول سبل اكتساب المعرفة والتعلم الاجتماعي، نحو أشكال جديدة من العلاج النفسي لمساعدة من لديهم مشاكل نفسية. وبعض هذه المشاكل وليدة التخلف التعليمي، مثلاً هنالك أناس يفتقرون إلى معرفة أية حرفة، أو لم يتلقوا تعليماً رسمياً فيعجزون عن القراءة والكتابة. وهنالك أناس يجهلون أصول التعامل مع الآخرين، وعليهم تعلم مهارات ضرورية في المعاملات الشخصية. وقد يتحلى بعض الناس بهذه المهارات الأساسية، ولكنهم عاجزون عن استعمالها بسبب المخاوف الانفعالية وموانع الكبت.

    ويركز العلاج النفسي الرامي إلى تغيير الشخصية، على أهمية التنقيب عن جذور هذه المشاكل. وتحاول مناهج التعلم معالجة اضطراب السلوك ذاته، باستخدام وسائل، مثل إعادة التعلم المخطط، وردود الأفعال الشرطية. وثمة أشكال أخرى من تغيير الشخصية يمكن تحقيقها بخلق بيئات خاصة لتعلم أنماط أدعى لتكييف الشخصية.
    كلمات مفتاحية  :
    اكتساب مهارات الشخصية

    تعليقات الزوار ()