بتـــــاريخ : 11/22/2008 7:40:18 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1383 0


    الإنسان حين يكون كلاً وحين يكون عدلاً.

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.rclub.ws

    كلمات مفتاحية  :

    كتاب : الإنسان حين يكون كلاً وحين يكون عدلاً.

    المؤلف: جودت سعيد.

    الناشر: دار الفكر المعاصر – بيروت – لبنان

    الطبعة الأولى: 1994.

    يعجبني كثيراً المفكر أو الكتاب الذي يخرج عن الأفكار المألوفة وعن الأطروحات المتداولة .. ربما أشعر أنه يجيب عن بعض الأسئلة التي تراودني بين الحين والآخر، أو قد تصدمني أفكاره في بعض المرات . المفكر السوري “جودت سعيد” هو أحد هؤلاء الذين رفضوا التغريد مع السرب. فهو من أكثر الفكرين الذين أرتاح عند القراءة لهم، بسبب حيوية الأفكار التي يطرحها (وصعوبتنا أحياناً)، على الرغم أنه ينادي بها منذ أكثر من 30 سنة . وهو أحد تلامذة المفكر مالك بن نبي.

     

    وهذه بعض الأفكار التي اقتبستها من كتابه “الإنسان كلاً وعدلاً” [وهو كتيب صغير الحجم ضمن سلسلة سنن التغيير] .. يعد هذا الكتاب أحد أوائل الكتب التي تناولت ما أصبح يسمى “تطوير الذات”. حيث ركز فيه الكاتب على موضوع “الفعالية” من منظور إسلامي وقرآني منطلقاً من الآية الكريمة :”وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كلُّ على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير، هل يستوي هُوَ ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم.” [سورة النحل].
    حيث يرى أن القرآن لم يكتفي بإبراز الشخصية الفعالة، بل ذهب إلى ما هو أدق من ذلك، أي العدل. بمعنى ضرورة أن تكون هذه الشخصية فعالة فيما ينفع.

    وهذه بعض الإفكار التي رأيت ضرورة إبرازها وتلخيصها. – وبما في القريب –إن شاء الله- سأتناول كتباً أخرى لنفس الكاتب الذي ينبض شباباً رغما كبر سنه.

    الإنسان كلاً وعدلاً ..

    * (الكلّ) أشمل من وصف اللافعّال بل هو عبء على مولاه .. كما أن (العدل) أدق من وصف الإنسان الفعّال، لأنه فعّال فيما ينفع (يأمر بالعدل) وذاتي الإنبعاث.

    * استخدم القرآن في الآية هذا المثل حتى يعين الإنسان على إدارك شيء أدق .. لأن معرفة السبب ستؤدي بالشخص إلى جعله (في أحسن تقويم) بدل أن يكون في (أسفل سافلين).

    * الفعّال هو من يصل إلى أقصى النتائج بوسائل أولية، بخلاف اللآّفعال الذي يعجز عن استخراج النتائج بالوسائل المتاحة.

    * والفرق بينهما واضح في تحصيل أو تبديد النتائج الأولية. وتظهر هذه النتائج في: ساعة الوقت – المال – آية القرآن – قطعة الأرض .. وقس على ذلك.

    * الفعّال، يستغل وقته –على الأقل- فيما ينفعه.

    * قليل من مال الإنسان الفعّال يوفر له حاجاته الأساسية، عكس اللافعّال الذي يكون ماله مهملاً .. وهذا ماسيصل بنا إلى نتيجة مهمة: هو أن المال ليس مصدر الفعّالية، لأننا لو قلنا بذلك سنخفي (تخلّف الإنسان) بستار الفقر.

    * حتى الآية من القرآن تصبح في سلوك الفعّال وكأنها نزلت الآن. بينما اللافعّال تصبح الآية في فمه لا صلة لها بالحياة.

    * وعطاء الفعّال يبرز في الأرض التي يستثمرها، بل في كل شيء له صلة به، وفي كل مكان يوجه إليه يأتي بخير.

    * شروط الفعالية:

    وهي العوامل التي إذا توفرت جعلت الإنسان يقوم بنشاط فكري أو عملي. ويكون باستخدامه لعقله عن طريق التأمل لاستخراج وسيلتين: الآفاق (أحداث الكون) والأنفس (القوى الواعية في الإنسان).

    * نظريتا (2) التاريخ:

    1- قدرية: ترى أنه لا دخل للبشر في صنع التاريخ.

    2- للبشر جهد في صنع الأحداث، وهذه انتشرت ببطئ.

    * والملاحظ أن طريقة تناول القرآن للعديد من قصص الأمم السابقة، [من حيث أنه كان بأيديها تجنب الخراب والدمار ] تؤكد نظرية تدخل الجهد البشري، بصورة لم يسبقه إليها أي كتاب آخر.

    * وعندما تحدث القرآن عن حتمية هلاك بعض الأقوام، هو سبب تراكم الأسباب التي جعلت الهلاك محتوماً .. مثل الضغط على الزناد، حيث يفقد الشخص التحكم فيه بعد الضغط عليه [وهذا يؤكد تدخل الإنسان في البداية، لأنه ضغط على الزناد باختياره].

    * المسوّغ:

    هو من شروط الفعّالية

    * شعور الإنسان أنه يمتلك شيئاً يحتاجه الآخرون ويريد أن يقدمه لهم. مثل شعور المسلمين الأوائل، حث تجد أن أبسط جندي (الفعّال) كان يعتقد أنهم خرجوا “لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد”. بينما المسلم اليوم (اللافعّال) لا يدرك أنه يمتلك شيئاً كل العالم في حاجة إليه !!

    *  كما أن الغرب لم يدرك الفعّالية إلا بعد أن شعر أنه (موضع عناية القدر)، وأنه يملك ما لا يملكه الآخرون.

    * الإنسان يتحرك في هذه الحياة إما لجلب خير أو لرد شر. والفعّالية تزيد عندما يصدق الإنسان في “ما يطلبه من خير وما يرده من شر”.

    * ولاستمرار هذه الفعّالية، لابد من تحقيق التوازن حتى “لا يأخذه الخوف إلى اليأس” (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)[سورة يوسف]، و”لا يأخذه الرجاء إلى الأمن والغرور” (فلا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون)[سورة الأعرف].

    * آداء الواجبات:

    آداء الواجبات البسيطة المنوطة بكل مسلم (في كل يوم، ساعة، لحظة) هي من تصنع التاريخ، وليس الواجبات المركبّة كما يعتقد من يعطّلون جهود البناء اليومي بكلمات جوفاء وشعارات كاذبة. يعني ما هو واجبك الآن، في هذه اللحظة من اليوم وقم به الآن على أتم وجه تكون قد ساهمت في صناعة التاريخ

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()