بتـــــاريخ : 11/13/2008 11:46:56 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1256 0


    الغزال

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أبو العيد دودو | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

    قام هلال عن المائدة بعد أن لعبت برأسه الجعة، وأخلت بحركات جسمه، وهو يهتف- والهتاف ميزته- متمايلاً:‏

    - انظروا، يا أحبائي! أنتم، يا أفكاري الأبية، لا، دعونا الآن من الأفكار الأبية.. فالذي يهمني الآن هو مشاعري العنترية..‏

    وعاد إلى مائدته، وتناول الكأس بيديه الاثنتين، وعب منها عبة طويلة كادت تفرغها، واستمر في هتافه:‏

    - انظروا إلى هذا الجو المعتق، هذا الفضاء الحالم. أواه، ما أروع الأحلام! لقد تعلمنا أن نحلم بماض.. لا لقد أخطأت. تعلمنا أن نحلم بمستقبل أفضل ونرجو دائماً أن يكون المستقبل لنا والفضل لغيرنا.. وقد يكون النصيب غيرنا! نحن من المؤمنين بالنصيب والقدر.‏

    وراح يتمايل بشدة أكثر، فحاول أن يتطامن، ولكن رأسه غلبه، فنفضه بشدة، وتنفس الصعداء بقوة، وتوجه إلى كرسيه مخاطباً إياه:‏

    - ليس الآن.. لا.. لا أريد أن ألبي رغبتك الآن، أيها الكرسي.. لا أريد أن تحتضنني.. أحب أن.. نعم، أحب أن أكمل حديثي.. بل خطبتي.. نحن أقدر من غيرنا على الخطب.. أكمل خطبتي.. ماذا كنت أقول؟ آه.. حقاً حقاً! مازال لدي مقدار من الوعي.. الخطبة تزيد من وعينا بالخطبة.. فمن الوعي بالذات الفردية أن تخطب.. كنت أتحدث عن هذه الأجواء الشاعرية.. لكم يحلو لي أن أنام فوق هذا الفضاء الشاعري.. وتحتي كل فتيات المرقص! من المؤسف أنني لست ساحراً! لو.. لو كنته لأنمت الجميع هنا تحت أجنحتي! ورفع يمناه نحو رأسه، وقوس ظهره، ثم رفع رأسه إلى أعلى، وأشار إلى أصدقائه قائلاً:‏

    - إن عنتر جدي وجدكم.. لكن دعوني استقل باسمه هذه الليلة.. أنا أحب الليلة.. أحب أن أنشر أجنحتي لتمتلىء.. أحب أن تفيض بذوري.. فأنا عنترة الفحل!‏

    ووقعت نظرته الغائمة فوق لكحل، فقال مخاطباً إياه وهو لا يكاد يراه:‏

    - أليس كذلك، يا غزال؟‏

    فابتسم لكحل، بوشطحة، ومسح بيده على رأسه بيديه كلتيهما، وتمايل بدوره ليقول:‏

    - إني جعفر مثلك.. لا تستحوذ على هذه الصفة الليلة وحدك..‏

    ضحك هلال وقال:‏

    - يبدو أنني لم أعرفه.. ما زلت أجهله بعد. أنا أحدثه عن عنتر وهو يحدثني عن جعفر. فمن جعفر هذا؟ لاشك أن الغزال يريد أن يَتَبَرْمَك! الغزال محذور.. أقصد معذور.. هو لا يعرف غيره.. لم يعلم الجو الذي نشأ فيه سواه!‏

    قهقه لكحل وقال:‏

    - لحديث الجعة بقية!‏

    وكان أبو سيف، الذي امتلأ به كرسيه بشكل بارز، جالساً قبالة هلال، ينظر إلى كأسه في شرود، فرفع يديه المكورة نحوه وقال له:‏

    - بارع أنت في الكلام!‏

    فصاح هلال:‏

    - لا تنتقد ميزتي.. فما لعنتر غير الكلام!‏

    اهتز أبو سيف في كرسيه، وأجابه:‏

    - صدقت والله. عنتر المتمثل فيك لا سيف له ولا شعر!‏

    فأسرع هلال يقول:‏

    - اللسان يغني عن السيف! ثم إني لا أريد أن أكون عنترك الجاهلي.. فأجهل جهله! عليك أن تؤمن بي..‏

    رد أبو سيف قائلاً:‏

    - إيه والله! علي أن أومن بعنتري الحَضَري!‏

    رفع هلال إصبعه وقال:‏

    - عنتر زمانك!‏

    وتدخل لكحل قائلاً:‏

    - وجعفر أيامك‏

    فقال هلال ثائراً:‏

    - لعنة الله على جعفرك!.. عنتر قيمة حاضرى!‏

    ضرب لكحل بيده على الطاولة وقال:‏

    - وعلى عنترك.. آمين يا رب العالمين!‏

    فبادره هلال:‏

    - ها هو لسانك، يا غزال، يلعق كلام العجائز.. هذا أنت..‏

    وضجت الطاولة بالضحك دفعة واحدة، وجلس هلال وهو ينظر بعيداً، ثم توقف عن الضحك فجأة، وقال:‏

    - أرى هناك، يا إخوتي، عينين شرقيتين.. فيهما فتنة.. انظروا معي.. وأية فتنة.. الفتنة جالسة.. وطلائعها تلتقط العيون والقلوب.. ها هي هناك.. كأنها تقول لي.. إن لم تجئني جئتك..‏

    فهتف أبو سيف:‏

    - سأشنق نفسي على حلمة ثدي عربي!‏

    قال لكحل:‏

    - لقد ولدت طاولتنا شاعراً!‏

    فاحتج طلال:‏

    - كلنا شعراء.. حتى ولو جردني أبو سيف من الشعر!‏

    ورأى الفتاة، صاحبة العينين الشرقيتين، تأخذ خوخة وتقضمها ممتصة إياها، فصرخ هلال:‏

    - آه، إن خدي يُؤلمني!‏

    فقال لكحل:‏

    - ساعدوا أحمر الخد! وسأبحث أنا الآخر عمن تفتنني بنظرتها الفاترة.. يخيل إلي أني أرى هناك عينين فرنسيتين.. وميزتي إسناد الصدور.. لي ميزتي، يا هلال!‏

    وبدأ الرقص بعد الانتهاء من تناول الطعام، وكان المهم بالنسبة للمجموعة الشرب لا تناول الطعام. وذهب لكحل إلى صاحبة العينين الفرنسيتين وأعماقه تهتف.. هل هناك ما هو أجمل من إسناد صدر فرنسي وفتور عين فرنسية حتى ولو كان فتورها مصطنعاً؟ وتردد قليلاً خشية أن ترفضه، لكنه تشجع عندما رأى من بعيد هلال يحتضن صاحبة العينين الشرقيتين، فاقترب منها وانحنى أمامها وقد أحس أنها فارس من فرسان المائدة المستديرة، وطلب منها مراقصته، فوافقت بابتسامة عذبة.. ففكر.. يا لها من عذوبة فرنسية! وتلقاها بذراعيه المفتوحتين، وهو لا يفتح ذراعيه إلا ليحتضن.. وقد شعر أيضاً أن الاحتضان من اختصاصه.. الرقص حركة الدم، وانفعال العصب.. والضم سكينة هائمة!‏

    والتقى لكحل مع هلال فوق حلبة الرقص، فنظر إليه؛ ثم أغمض عينيه فوق كتف مراقصته، وهو يبطىء من حركته، وقال:‏

    - إنها عمري! هذه فاتنتي.. لكم أود أن أنام فوق هذا المخمل!‏

    وتوقف هلال ليقول له:‏

    - أراك أقل شاعرية مني، يا غزال! فأنا أقول.. بودي أن أنام فوق هذه الرموش السود!‏

    قال لكحل معترضاً:‏

    - ما تقوله مجرد خيال!‏

    ضمن هلال مراقصته، وقال له:‏

    - هنا الشعر! وأنا أعي ما أقول! فهو خيالي الخاص. هذا ما يجعل خيالي يختلف عن خيالك، يا غزال!‏

    وصاح لكحل، وهو يضغط خده فوق خد مراقصته.. وقد تصور أنه يسند الدم بالدم.. وفي نيته أن يعاند هلال:‏

    - ليس خيالي أضعف من خيالك، يا هلال!‏

    قال هلال:‏

    - لست أعني أنه أضعف.. قد يكون.. أوف.. يعتريني شبه دوار في بعض الأحيان.. أوف.. قد يكون أقوى، ولكنه بلا أصالة!‏

    وكانت حركاتهما بطيئة، والفتاتان تصغيان إليها باهتمام، وعندما وقع نظرهما على أبو سيف، رفع كأسه مبتسماً من بعيد.. فهو سعيد بمراقصتها بفمه كما هي سعيدة بانصرافه إليها. وسأل لكحل هلال:‏

    - ماذا تعني بالأصالة؟‏

    دار هلال بمراقصته دورتين حالمتين، فقد كان يخشى السقوط إن هو أسرع في الرقص وتتبع الإيقاع بدقة، وقال:‏

    - الأصالة تبدأ من اللغة. وأنا لا أستطيع أن أتحدث معك باللغة التي تجمعنا وتوحدنا.. إني أخاطبك بلغة أجنبية. أتفهمني؟‏

    قال لكحل:‏

    - وماذا في ذلك؟ المهم أن نتفاهم، فما اللغة إلا وسيلة!‏

    فرد هلال:‏

    - التفاهم لا يكون إلا بين شخصين يختلفان انتماءً ولغةً. ولا اختلاف بيني وبينك في الانتماء واللغة! فاللغة هي كل شيء!‏

    واعتذرا لمراقصتيهما، وقاداهما إلى المقصف، وطلبا لهما مشروباً.. على الاختيار، وتبادلا معهما شيئاً من الحديث، ولكن كلام هلال ظل يشغل ذهن لكحل، فقال له:‏

    - ولكني أختلف عنك؟‏

    - وفيم تختلف عني؟‏

    - في اللغة بالذات! فأنا لا أفهم لغتك!‏

    قال هلال:‏

    - ولا أنا أفهم لغتك. ولو أنك تعلمت اللغة التي تجمعنا لفهمتني بطريقة ما.‏

    فرد لكحل قائلاً:‏

    - اللهجة عندي هي الأساس من ناحية الحديث..‏

    فقاطعه هلال:‏

    - واللغة الأجنبية من حيث العلم والمعرفة! هنا الزيف، يا غزال! ليس هناك لغة تخلو من لهجات. لكن الأم تحتضن كل أطفالها!.. تحتضنهم مهما باعدت بينهم الأوساط!‏

    نفض لكحل رأسه وقال:‏

    - كلام فارغ! أنا أحب أن أكون غيري من حيث اللغة. فالتقدم في عصرنا لغة!‏

    - والتقدم لغة.. ولكن.. لكي تكون أنت يجب أن تتقدم بلغتك الخاصة بك.‏

    وانتفض لكحل في نرفزة وقال:‏

    - آه، أنا كل لغة أحسنها. هذه هي لغتي الخاصة. والآن دعني أنعم بفاتنتي الفرنسية.. أريد أن أنام على خدها.‏

    قال هلال:‏

    - أمرك، يا غزالي!‏

    وضحك ضحكة طويلة، فأثارت ضحكته لكحل، وقال بوجه، حاول أن يمنحه جلد النمر:‏

    - ولماذا تدعوني دائماً بالغزال.. ألا تعرف اسمي؟‏

    قال هلال يجيبه:‏

    - هكذا أنت.. تجهل كل شيء.. لا تعرف حتى أقرب الناس إلى موطنك!‏

    وأخذ هلال مراقصته، وابتعد عنه دون أن يوضح له الأمر، وقد شعر أن نشوته قد خفت، ولكنه لم يكن يرغب في الشراب ثانية. وظل لكحل يفكر في كلمة الغزال، التي جعل منها هلال اسماً له خلال هذه السهرة على غير عادته.‏

    والتقيا ثانية حول المائدة بعد أن أعادا مراقصتيهما إلى مكانهما، فعاد لكحل يتساءل عن اسم الغزال، إلا أن هلال لم يجبه، وتظاهر بأنه لم يسمع من تساؤله شيئاً، وفكر في العينين الشرقيتين، وفي تلك اللحظة قال لكحل فجأة:‏

    - آه، ما أحلى عينيها، هي فرنسيتي! وما أحلى فمها. لم أشبع من تأمله بعد. أنا ذاهب للجلوس معها. فقد أجني حلاوته. حتى إني لم أعرف اسمها أيضاً.‏

    فضحك هلال، وقال:‏

    - سمها تود.. يا غزال، مثل جدك!‏

    وضحك أبو سيف على حين غرة دون أن ينبس.. وكان يشرب وينظر ويدخن ويحلم وقد يرحل بنظراته خلف سحب الدخان، التي كانت تخرج من فمه ومنخريه الكبيرين ثم تنطلق صعدا. وانصرف هلال عن المائدة قبل أن يتمكن لكحل من سؤاله عن هذا اللغز الجديد.. عن تود هذه. انطلق هلال إلى فاتنته أيضاً ليجلس معها.. وينام فوق الرموش السود.. وللسواد فيها عمق لا يدرك بسهولة! انطلق نحوها وهو يدفع رأسه إلى الأمام وقد بدا له أن النشوة تعاوده دون أن يشرب.‏

    وتعالت نغمات الموسيقى من جديد، بشكل حاد في هذه المرة، وكان كل منهما قد وصل إلى جَنّته، وأخذ يراقصها، يتباعدان طوراً ويتقاربان طوراً آخر. ورجعا إلى الحوار الذي دار بينهما سابقاً. وراح لكحل يلاحق هلال بأسئلته عن الغزال وعن تود.. فالكلمتان مازالتا تخزان رأسه وصدره.. الاسمان كلاهما غريب بالنسبة إليه. إن هلال يعرف اسمه الحقيقي منذ مدة، فما الذي يجعله يدعوه هكذا يا ترى؟‏

    وبعد الحاحه الشديد على هلال أوضح له الأمور وكشف له عن سر الاسم وعن تود.. فقال:‏

    - أنت لم تسمع بطبيعة الحال بيحيى الغزال الذي أرسله الخليفة الأندلسي عبد الرحمن بن الحكم إلى ملك الدنمارك!‏

    تساءل لكحل مستغرباً:‏

    - هكذا الأمر إذن؟ وماذا فعل هنا؟‏

    قال هلال ضاحكاً:‏

    - جاء رسولاً.. ولرقة عواطفه، ورهافة حسه أحب الملكة وأسماها في شعره تود.. وبين ذراعيك الآن حفيدته.. حفيدة الغزال! قد تكون هي هذه الفاتنة التي تظنها فرنسية.‏

    - ولكنها تحاول- حين أحدثها- أن تناقشني في قضية فلسطين!‏

    فصاح هلال:‏

    - وذلك ما تفعله فاتنتي الشرقية تماماً. عرق الأحفاد واحد. إنهما تهتمان بمشكلتنا الأولى. وهذا يزيدنا منهما قرباً. فليتمتع كل منا بالحفيدة. ليتك كانت لك أصالة الغزال حتى يكون لتمتعك بها ما يبرره!‏

    قال لكحل:‏

    - المهم أنها ذات ملامح فرنسية.. ذات عينين فرنسيتين ساحرتين! فرفع هلال إصبعه، وحركها في الهواء.. وقال:‏

    - من يدري؟ قد تكون حفيدة عبد الرحمن.. لكنك لا تعرف هذا أيضاً. فأنت محدود بفرنسيتك هذه!‏

    وانصرف كل منهما إلى فاتنته، وحين توقفت الموسيقى، أخذاهما إلى مائدتهما، فانزعج أبو سيف، ولم يطمئن لنظرة الفتاتين، فقد حدثه قلبه أن وراء ذلك شيئاً ما غير مريح، فخرج على أن يعود إليهما في وقت متأخر. وعاد هلال ولكحل إلى الشرب والرقص، وأكثرا منهما معاً.. فقد كان في الجميلتين ما يشجع على ذلك.. وطال بهما الشرب والرقص إلى ساعة متأخرة، بعد منتصف الليل بفترة طويلة.‏

    وفي فترة الاستراحة ذهبا معاً- واليد في اليد- لافراغ الزائد من مياههما.. فقد أصبح الحريق لا يحتمل.. وكانا قد دفعا قبل ذلك ما طلبته الفاتنتين، لأن الحفل كان على وشك الانتهاء. وعندما رجعا لم يجدا للفتاتين أثراً، فبحثا عنهما في زوايا المرقص المختلفة دون جدوى. وأخذ الجميع يتفرقون وهما لا يزالان يبحثان عن فاتنتيهما. ولم ينفعهما سؤالهما النادلَ عنهما. ولم يكونا يدركان في البداية لماذا يبحثان عنهما.. فقد كان رأساهما ثقيلين.‏

    وخرجا إلى الشارع، وراحا يتحاوران بكلمات متلعثمة. ولمس هلال جيبه، فعبر جبينه خيط الصحو، وقال في فزع:‏

    - نسيت محفظة نقودي.. وعلبة سكائري!‏

    فلمس لكحل إثر ذلك هو الآخر جيبه وصاح:‏

    - جواز سفري.. هويتي! ربما وقع مني هناك حين نزعت سترتي.. من حر الرقص! بفعل الشراب!‏

    وأسرعا إلى المرقص، ووقفا أمام المائدة متمايلين إلى حد ما، وسألا النادل والنادلة.. وهما يرتبان الكراسي والموائد.. ولكنهما نفيا أن يكونا قد عثرا على شيء ما.. لا على محفظة نقود ولا على جواز سفر.. ولا علبة دخان على قلة أهميتها في هذه الحالة. ووقفا لحظة أمام المائدة.. وكأنهما يطالبانها بإرجاع المحفظة وجواز السفر.. الهوية! وعندما يئسا عادا إلى الشارع مرة أخرى. وجلسا فوق الرصيف، وراحا يتحاوران، ولكن حوارهما كان في هذه المرة من نوع آخر. وقال هلال وهو يكاد يبكي:‏

    - لابد أن تكون هي.. تلك الحفيدة الملعونة! حرمتني في حالتي هذه من لذة التبغ.. ومن متعة المال!‏

    فعلق لكحل، وهو يكاد بدوره يبكي:‏

    - وأنا أخذت مني هويتي، لعنة الله عليها!‏

    ومر بهما أبو سيف وهو عائد إلى بيته في نشوته، وعرف حالهما، فأخذ يضحك من كل قلبه، ثم تصلبت ملامحه فجأة، وقال:‏

    - لقد شعرت بالأمر دون أن أعرف حقيقته.. الآن عرفت. خدعتكما يهوديتان!‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()