بتـــــاريخ : 11/12/2008 6:40:16 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1468 0


    قــمـقم آدم

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : ابراهيم كبة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    انّ النفس الحسّاسة هبة مشؤومة من هبات السماء.‏

     

    - روســــو -‏

     

     

    -كأنّه حلم.‏

     

    -حلم؟.‏

     

    -الحقيقة أيضا ضرب من الأحلام.بل لعلّ الأحلام وهج الحقيقة.‏

     

    -سيّان‏

     

    -سيّان؟.‏

     

    قاوم سحر حسناء بلا طائل.ثمّ عنا وأذعن لطغيان جاذبية الأنثى.‏

     

    قالت له:‏

     

    -لاغضاضة في ذلّة الهيام.‏

     

    غمرته ألطاف حسناء.وتمادى نهمه الى نضارة وبضاضة هي عين الجمال وهالة شعر كشلال ابريزى الاشعاع.‏

     

    -نحن لسنا اثنين.أنا وأنت.بل نحن كائن تام‏

     

    -هذه هرطقة.‏

     

    لازال خالج الشك يعتمل في نفسه اعتمالا.واجتاحته صدمة أليمة قاوم أغلالا غير مرئيّة.وغاص في يمّ من الماء الآجن.جمال شيطانيّ فائق الاغواء.‏

     

    لبّى نداء الحبّ ثمّ استفحل به الحال استفحالا حتى لبّى أيضا هتاف غريزته.وزّين له الطاغوت أفعاله واعماله الى أن اعتلّ فأيقن أن الاطمئنان والسعادة وهم وهباء.ولذعه شواظ لظى الهيام بلا هوادة كلّما هفا الجنان الى نقاء الأثير غاصت الأقدام في نتانة الدنيا وتفاهتها.وتساءل هازئا:ذئب أنا أم شاة؟.وما سرّ اعتمال غريزة الحياة في كيانه.بل لعلّ الحبّ أيضا جريمة شنعاء ضدّالأنا والأشياء؟.‏

     

    سحره سنا جمال حسناء حقّا.كما أذهله نظام الطبيعة وقبّة السماء. ربّما تأتى لي اصلاح نقائص الانسان الذى غدا عالمه دمّلا ناتئا في جثمان الطبيعة.وربّما تأتّى لي اعتلاء أبراج السماء.‏

     

    تشوّف إلى ثرثرة نشوى بلا غناء.حينئذ أضحى سلطانا على عرش اللاشيء.بحث عن علاقة هادئة هانئة وامرأة تشاطره مسرّاته وأوضاره.اصطفى حسناء التي باتت كعبته.والتي باتت أيضا نواة العناء والانحلال والفناء.وحين تبدّدت علائم الحبّ والهيام وغبّ الوله انكفأت تماريه.وباتت ذكرى المأساة هباء.‏

     

    طفرت الأشياء من معناها وباتت علامات استفهام وألغاز.وتهافت حين أيقن أن حسناء ريح هوجاء تلهب مشاش عظامه.وأحبولة الانحطاط.تتبدّى في أحلام اليقظة كأخطبوط.وتتراءى في أضغاث الأحلام كأفعى.أمسى شاخص العينين الى اللانهائيّ.تائه في مهامه الخيال.استحالت معالم الأشياء الى هيولى لا توصف حينما دعاه اله الخمر.تلاطمت ملامح الأشخاص والأشياء في الحانة لبث هائما هياما عظيما الى أن رابه منها ابتسام الاستخفاف.‏

     

    اصطكّت أسنانه حينئذ من الغيظ والانفعال.وطاش صوابه.تدهمه أطياف كون غامض كالضباب.هجر تأملاته في نبض الحياة والحب والحرب.حينما برقت أشعّة الهيام.وراعه التواء الأمر عليه.اضطرب بين العنف واللين.قال له ذات ليلة وقد تردّدت أنفاسه.وعلا لهاثه:‏

     

    -أنا قانط يا أرقم‏

     

    -لم؟‏

     

    -لأنّي بلا حول ولا منّة‏

     

    -محض أوهام‏

     

    -بل الحقّ بلا مراء‏

     

    -هذه بلاهة شيبان.‏

     

    -الحبّ حماقة.والاستقامة حماقة‏

     

    -العقل والجنون‏

     

    -بل ثمرة الاثم ونزوات حسناء ووساوس الشيطان.‏

     

    ثمّ استطرد بعد هنيهة صمت:‏

     

    -أين فضائل شيبان وشمائله؟.‏

     

    -لا حياة بلا نسمة هوى أو هيام‏

     

    -حياتي برمّتها فتنة هائجة‏

     

    أفاض في الحديث عن الزلازل التي عصفت به وعن عبث حسناء.‏

     

    تساءل بلا جدوى عن كنه الايمان.الحب أم الحرب.أم كلاهما.‏

     

    مرحى.أيّها الحبّ العظيم.مرحى أيّها الألم العظيم.تلبية سورة الجنس ذريعة بارعة لاقصائه عن تلبية نداء سماوىّ شفّاف.دأب على كتمان غيظه وامتعاضه.حين يتلوّى من الأذى والألم.بحث عبثا عن علاقة هادئة هانئة.وسعى دونما طائل الى استكناه ماهيّة المرأة.واستجلاء الحقيقة.‏

     

    نحن ضحايا النساءأم هن ضحايانا.عزم على ملاطفة حسناء.بيد انّها صمّمت على مناوءته.الى أن تلاشى شيئاً فشيئا افتتانه بها. عكف على نظم قصائد تروي تاريخ أحلام الانسان.وحضّه خماره على قرض الشعر.وكتب أخرى قصائده (همس الأشياء) .التي وصف بها حسناء شبه عارية.‏

     

    أنا ترجمان نشأة الكون وانحطاطه.ونزاع الانسان نحو العلاء والفناء.‏

     

    -كأنّه حلم‏

     

    -حلم؟.‏

     

    -الحقيقة ضرب من الأحلام.بل لعلّ الأحلام وهج الحقيقة‏

     

    -سيّان‏

     

    -سيّان؟.‏

     

    -لاغضاضة في ذلّة الهيام‏

     

    -بل ثمّة غضاضة وخزى‏

     

    وعلى صوت (غرامافون) قديم وبين اسطوانات الغناء عاودته ذكرى لطف حسناء.حين زلزلته بضاضتها ونضارتها.زهرة لوتس بين أزهار الزّينة.انتزعته من عزلته.وهبته الدّفء والحبّ والحنان.ثمّ غالبه الغثيان.وشفّ غلاف اللطف والرّقة عن دهاء لاضريب له.وأنانيّة.وأثرة عمياء.قلب المرأة لغز.‏

     

    وعيناها لغز.وجمالها لغز.ولطفها.ونضارتها الغاز ومتاهات صرف ليالي الهم في الحانة.تبادل الشتائم واللعنات مع السّكارى.خاض معركة تلو معركة.أشفى على اليأس مرارا.‏

     

    اختفى الحلم وتوارى كطيف زائل.تساءل عن سرّ استعصاء حسناء على ملاطفاته وغزله.رغم أنّه يمقت الغزل.‏

     

    قال:لاطاقة لي على اجتناب الهدم.وتعاوره الاعياء والاضطراب وذكريات أليمة تنتقض من اللاشعور والحلم.في حجرة المرض تسمّرت عيناه على صورة شمس حمراء تغرب.وبحر هائل تعكّره حمرة الغروب.‏

     

    تبادل نظرات بكماء مع الاخرين.طفق شاب ذو شعر كثّ يذبّ عن حاجبه ذبابة أزعجته.بينما غاص كهل بدين في أعماق تأملاته. اللذّة ألم ايجابيّ.حسناء ليست أنثى انّها عاهرة.فجأة هاج هاجس في نفسه حين لاحت ممرضة سمراء.أومأت الى المريض التالي.انّ التكوين التشريحيّ للأعصاب معادلات في غاية الابهام . وكنتم على شفا حفرة.ياللشيطان.لاتني تناكفه.شدّما وددت أن أسكن الى حسناء.‏

     

    أواه.كأنّما أحلامه عقاب صارم.بل بداية انحلال كيانه.‏

     

    انّ رؤاه ليست الاّعملية فزيائيّة بحتة.اذا كانت جنّة حواء هي جنّة وجنون.فانّ اللذّة حقّا في تنسم أنفاس الأشياء.الحانة عزاء من لاعزاء لديه.لذا أصغى الى عظات (الأرقم) .حين هاجت عكارة البغضاء والشحناء.قال:‏

     

    -أنا أتلوّى من برحاء الألم.وأنت لاتفتأ تعظ‏

     

    ثمّ استطرد قائلا:‏

     

    -أى اثم اقترفت؟.‏

     

    قال الأرقم هازئا:‏

     

    -لقد تهشّمت يا شيبان‏

     

    -أنا في هذا الكون لأجاهده.لذا تراني بلا شعرة سوداء التهم الطعام التهاما.ثمّ عبَّ خمرته حتى الثمالة.وقد تفصّد العرق من مسام جسمه.‏

     

    لاطاقة لي على الاستكانة لأحكام وأوزان الخلاعة واللامبالاة والتفاهة حتى فطر الألم فؤادى.والتاعت أحشائي التياعا.أحكام وأوزان ظالمة طاغية.حتى خلت برهة أنّ السماء تصمّ أسماعها.وانّي لا أرى سوى عتمة وطلاء.‏

     

    قال لي الأرقم:‏

     

    -نم بلا حلم ولا كابوس‏

    انثالت عليه آفات شتّى.وآلام تترى.انّه هرم تضطرم في حناياه عاطفة بلا اسم.ويسترق نظرات بلا أيّما تعبير.وقد سكن هائجه بينما يجرى الزّمان اللاهث نحو ختام مأساة شيبان

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()