بتـــــاريخ : 11/12/2008 6:29:18 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1052 0


    وضــر ابلــيس

    الناقل : mahmoud | العمر :34 | الكاتب الأصلى : ابراهيم كبة | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ضــر ابلــيس الأحكام

     

     

     

     

     

     

    الأشياء غريبة.الألوان والأفكار والطبيعة والنّاس.خرير مياه النهر كحشرجة احتضار،والأرض التي كانت تغلّ،غدت سبخة نشّاشة.الآمال تداعت.والحلم كابوس.الأصوات صخب وضوضاء.هاج داؤه بغتة.هرع الى الطبيب بلا جدوى.والى امام المذهب سدى.هيهات أن تبرأ وأنت ترى الأفعى صباح مساء.رعاف أشجانه ولذاذة الغناء والأنغام عزاؤه في زمان كدوّامة .عاف النوم والطعام والابتسام.انطوى على ذاته.وطوى جذعه كرمح قديم نضح لدونته واستقامته.‏

     

     

     

     

    عيل صبره وتبرّم.حين غالى غيلان) قطب الطريق في ابرام الأحكام واستنباط النظام.صمّم على هجر الطريق.قالت له‏

     

     

     

    س) :‏

     

     

     

    -تروّى.حتى الخفافيش اتباعه‏

     

     

     

    أجاب حانقا:‏

     

     

     

    -أنا أعلم أنّه ابليس بعينه.لكنّي لا أبالي‏

     

     

     

    لقد بتّ بلا ملامح.‏

     

     

     

    -انّه عقل الطريق‏

     

     

     

    -لحاه الله.انّه يحب الطعام والنساء والحطام.‏

     

     

     

    اعتكف عاما برمّته في بناء قديم.هفا بعضه الى بعض.نبرة صوت غيلان) تصمّ أسماعه.وخياله لا يبارح مخيلته.يتراءى تارة كاعصار وشيطان وسيف وسهم.ثمّ يتوارى في سديم عاتم.للخلائق آفات.وآفة غيلان) تعصّب ذميم.وعسر بلا يسر.‏

     

     

     

    تتحرى س) استكناه الحب واللغط.‏

     

     

     

    قالت له:‏

     

     

     

    -لاشأن للناس ولا حديث للعامّة الآعمّن جحد أحكام غيلان) ثمّ استطردت:‏

     

     

     

    -علام هذا الاحتفال بك؟‏

     

     

     

    -شتمت الأعيان.واعتزلت الطريق وامامه‏

     

     

     

    -انّي حيرى حقا‏

     

     

     

    ابّان ميقات الاياب.تجوس عيناه خلال ظلام المغيب.ينصت الى شجار نساء وأطفال الحارة.ألفاظ بذاءة وشتائم وسباب.ثمّ يعمّ الصمت والسكون.وحالما يتناهى الى أسماعه خفق أقدام س) يهرع الى نهاية السلّم الحجرى جذلا كطفل.عكف على شمس المعارف الكبرى ونصوص الحكم ولزوم مالا يلزم.حتى هتف يوما:‏

     

     

     

    -بشرى لنا.بات بمقدورى الآن ابرام الأحكام واستنباط النّظام‏

     

     

     

    -صه.لا تنبس ببنت شفة‏

     

     

     

    -نقضت آداب الطريق‏

     

     

     

    -اخلاصي لامراء فيه‏

     

     

     

    -قلت.حاد عن الجادّة.لعله نزع شيطان ثمّ يفيء.‏

     

     

     

    أطرق قائلا:‏

     

     

     

    -أنا مرهق‏

     

     

     

    -أنا؟‏

     

     

     

    -وعنائي فاق حدّ الطاقة والاحتمال‏

     

     

     

    -لعلك تنوى اغتيالي؟‏

     

     

     

    -في الأرض منأى للكريم‏

     

     

     

    -أضغاث أوهام وأباطيل‏

     

     

     

    -لا أحبّ الالتواء‏

     

     

     

    -تتهم الأعيان‏

     

     

     

    -حاد الأتباع عن صراط الطريق‏

     

     

     

    -هذا تعسّف في التأويل‏

     

     

     

    -لست أعمى ولا أبله‏

     

     

     

    -لاتفتأ تمارى.دسّه في سرداب النفاق‏

     

     

     

    -الرّحمة‏

     

     

     

    -تب الى البارى‏

     

     

     

    -الرّحمة‏

     

    -لارحمة للظالمين.‏

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ضــر ابلــيس الأحكام

    تعليقات الزوار ()