بتـــــاريخ : 11/12/2008 5:46:58 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1064 0


    تقرير تفتيشي

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : هزوان الوز | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :
    قصة تقرير تفتيشي

     

     

     

    السيد مدير التربية‏

     

     

    استناداً إلى حاشيتكم رقم (...) تاريخ / / 199 المتعلقة بإجراء التحقيق في الشكوى المقدمة من قبل المدرسة المساعدة شريفة أشرف رئيسة الدروس الفنية للثانوية الصناعية والنسوية في بلدة تل العناتر بحق مدير الثانوية عنتر أبو شنب، حيث إتهمته باستغلال منصبه للاستفادة من مستلزمات التدريب في الثانوية. قمت بإجراء التحقيق في الموضوع وإليكم النتيجة.‏

     

     

    * أمين السر حازم البري:‏

     

     

    نشأ الخلاف نتيجة اختلاف وجهات النظر حول طريقة حساب درجات المحصلة النهائية، وكيفية منح خمس الدرجات المساعدة، أيتم ذلك استناداً إلى التعليمات الوزارية أم لما تسير عليه المدارس الفنية الأخرى؟‏

     

     

    توجهت الآنسة شريفة أشرف نحو المدير قائلة: أنت صناعي ولا تفهم شيئاً في الفنون النسوية.‏

     

     

    واشتد الخلاف بينهما إلى درجة الصراخ، حتى قام مدير الثانوية بضرب رئيسة الدروس الفنية على وجهها، وردت بضربه بمنفضة السجائر، ثم بإبريق الماء ولم تصبه، وقالت له: (زوج القـــ..).‏

     

     

    فرد عليها: (شر...).‏

     

     

    وهنا تدخل البعض، وأمسكوا الآنسة شريفة أشرف وأخرجوها من الإدارة، وبعد نصف ساعة حضر إلى الثانوية وفد من الرابطة والنقابة للمصالحة فرفضت ذلك.‏

     

     

    استغرب معظم المدرسين والطلاب الحادث، فقد لاحظ الجميع العلاقة الخاصة التي تربط المدير بالآنسة شريفة، من الدلال الزائد والاجتماعات المغلقة التي يعقدانها في الإدارة بعد قفل الباب، ومشاركة المدير في جميع الرحلات المدرسية التي تنظمها الآنسة شريفة، رغم أنه لعشر سنوات خلت لم يشارك بأية رحلة.‏

     

     

    حدث الشرخ في العلاقة عندما اقترح الأستاذ عنتر أبو شنب على مديرية التربية فرض عقوبة بحق الآنسة شريفة أشرف، وهنا بدأ العد التنازلي، واشتدت الخلافات حين حاول المدير أخذ قطعة قماش من مستودع المدرسة لزوجته، فاشترطت الآنسة شريفة عليه أن تأخذ قطعة قماش أيضاً، ويبدو أن الطرفين لم يتفقا.‏

     

     

    * المعلم إبراهيم الحايك:‏

     

     

    سمعت أصواتاً قوية بينما كنت متجهاً إلى غرفة المدرسين، اتجهت نحو غرفة المدير حيث مصدر الصراخ، فتحت الباب ودخلت مع زميلي عيسى حمد، فشاهدنا الآنسة شريفة تتهجم على المدير، وتنطق بكلمات غير أخلاقية، مثل ابن (القــ...) ابن (الشــ..) وما شابهها، وكان ابريق الماء مكسوراً.وبدا لي أن السبب المباشر للخلاف يتعلق بطريقة حساب الدرجات، وإن كنت أعتقد أن هناك أسباباً أخرى لأن قرارات الوزارة واضحة وصريحة في هذا الشأن.‏

     

     

    أما عن طبيعة العلاقة بين الطرفين فالله أعلم، إلا أنني سمعت ذات يوم بعض الطلبة يتحدثون عن التردد المستمر للمدير ورئيسة الدروس الفنية إلى مطعم المحطة الذي يملكه والد أحد طلابنا لتناول الغداء أو العشاء.‏

     

     

    * المعلم عيسى حمد:‏

     

     

    عندما دخلت وزميلي إبراهيم الحايك غرفة الإدارة كان أمين السر يحاول إبعاد الطرفين عن بعضهما، والآنسة شريفة تشتم المدير بكلمات بذيئة أخجل من ذكرها، فأمسكنا رئيسة الدروس الفنية وأخرجناها من غرفة المدير.‏

     

     

    وباعتقادي بدأ الخلاف بين الطرفين عندما شاهدت الآنسة شريفة زوجة المدير في الشارع مرتدية قميصاً مماثلاً للذي أهداها إياه المدير قبل فترة، وكلا القميصين من إنتاج شركة الأناقة للألبسة العائدة بملكيتها لوالد أحد طلابنا، حيث اعتاد المدير وأفراد أسرته ارتداء منتجات تلك الشركة، وتقديم هداياه لخليلاته منها أيضاً، ومنذ عدة أيام امتنع صاحب الشركة عن إرسال ولده إلى المدرسة، وأوضح أن الشهادة التي ستمنحونها لابني لا تساوي ربع ثمن الملابس التي أخذها المدير.‏

     

     

    * الآنسة براءة مظلوم:‏

     

     

    كان منتظراً حدوث هذا الشجار، حيث بدأ يظهر الخلاف بين الطرفين عندما زاد اهتمام المدير بطالبة الصف الحادي عشر قمر الشعلان، والحق يقال إن جمال هذه الطالبة فوق الوصف، حتى ملكة جمال الكون جورجينا رزق لا تستطيع الصمود أمامها، ولم يستطع المدير كبح جماحه تجاه هذه النعمة الإلهية، خاصة وأنه زير نساء، فبدأ يدعوها يومياً إلى غرفته بحجج مختلفة، وهذا ما أثار الأسئلة والشكوك لدى الجميع، وراحت ألسنة الطالبات تلوك عبارات مختلفة:‏

     

     

    - احترق محرك الآنسة شريفة فقرر استبداله بمحرك آخر.‏

     

     

    - شبع منها ورماها مثل الكلبة.‏

     

     

    - ( ما شاء الله حول مديرنا)، يتحسن ذوقه يوماً بعد آخر، أصبح يميز بين طعم العسل وطعم الزعتر.‏

     

     

    - ربما اكتشف متأخراً أن نمرة الآنسة شريفة عمومية، وهو يفضل النمر الخصوصية.‏

     

     

    وكما يقولون: الرب لا يمنح الشخص كل شيء، فقد كانت قمر طالبة كسولة، واستغلت الآنسة شريفة هذه النقطة عندما وصلتها الأخبار، خاصة وأن تحذيراتها للمدير لم تجد أذناً صاغية، فبدأت تضيق الخناق على قمر في درجات أعمال السنة وتهددها بالرسوب، وقمر تشكو للمدير، إلى أن أتت لحظة المواجهة والصدام، وحدث ما حدث.‏

     

     

    * رئيسة الدروس الفنية شريفة أشرف:‏

     

     

    كل ما لدي ذكرته في الشكوى التي قدمتها إلى مديرية التربية، وأؤكد بأن المدير عرض علي مرات عدة أن نلتقي على انفراد في إحدى الشقق.‏

     

     

    * مدير الثانوية عنتر أبو شنب:‏

     

     

    الآنسة شريفة مريضة نفسياً ومغرورة، وعلاقاتها سيئة مع جميع الزملاء والزميلات والطالبات، وقد حضر أكثر من ولي أمر يشكوها إلى الإدارة، وحالت سمعتها السيئة دون إرسال عدد من الأولياء بناتهم إلى الثانوية، وحاولت أن أجعلها تعيد النظر في سلوكها وتصرفاتها مع الآخرين، وكنت أذكرها دائماً أننا هنا في مؤسسة تربوية، ولكن دون جدوى فذيل الكلب أعوج. وهذا ما دعاني لتوجيه كتاب إلى مديرية التربية أطلب فيه فرض عقوبة بحقها، ونقلها إلى مدرسة ابتدائية لأن وجودها في الثانوية يشكل خطراً على الطالبات.‏

     

     

    وعندما علمت باقتراح العقوبة فقدت صوابها وزادت حماقاتها على الصعد كافة.. ويوم الحادث طلبت منها الدرجات التفصيلية للفصل الأول للمواد التخصصية النسوية فتهربت من إعطاء الجداول، ثم سألتها عن الطريقة التي اتبعتها في حساب المحصلة النهائية، أجابت أن هذا يدخل ضمن نطاق عملها، ذكرتها بضرورة التقيد بالتعليمات الوزارية رقم (...) تاريخ / / 199 ولا سيما الجدول رقم (3) الذي يوضح ذلك، رفضت الاستماع قائلة: أنت لا تفهم شيئاً بالفنون النسوية.. بل حمار يلبس بنطالاً، سأعمل حسب قناعاتي، وأسلم الجداول إلى قسم الامتحانات مباشرة.‏

     

     

    لم أصدق ما سمعت، ولم أستطع تحمل مثل هذه الإهانة، صرخت محذراً أن تلتزم حدودها وتعتذر، فلطمتني على وجهي مما أدى إلى حدوث جرح فيه، وتابعت ضربي بإبريق الماء، ثم بمنفضة السجائر، تمالكت نفسي حتى آخر درجة، ولم ألمسها على الإطلاق لأن ضرب المرأة معيب، بعدها دخل الزميلان عيسى حمد وابراهيم الحايك وأخرجاها من غرفتي، وهي تصرخ: اتركوني.. سوف أذبحه..‏

     

     

    وضربت رأسها بالجدار.‏

     

     

    وحول الاتهام بمحاولة أخذ قطعة قماش من مستودع المدرسة، فأود أن أذكركم بأن عائلتنا إحدى العائلات الغنية في المحافظة، وأني أملك مائة دونم تزرع سنوياً، وإخوتي يملكون محطة الوقود الوحيدة في البلدة، ولا داعيَ لأن أذكركم بالتاريخ النضالي لعائلتنا.‏

     

     

    وبالتالي فلا يمكن أن آخذ قطعة قماش مهما كان ثمنها، وخلال عملي خمسة عشر عاماً مديراً لم آخذ شيئاً إلى منزلي من الثانوية، بل على العكس تماماً، كثيراً ما دفعت من جيبي لتذليل بعض الصعوبات وتسيير الأمور وإقامة الاحتفالات في المدرسة.‏

     

     

    ومرة ثانية أبين لكم أن وجود الآنسة شريفة في الثانوية سيكون خطراً على الطالبات، لأنه من المؤكد ستتابع محاولاتها جرفهن في طريق الانحراف والرذيلة، ومن سترفض الانصياع ستزعجها وتسيء إلى سمعتها مثلما فعلت مع بعضهن.‏

     

     

    وأخيراً، ماتقوم به الآنسة شريفة أشرف يحبط كل الجهود والمساعي التي أبذلها للرفع بالطالبات إلى أعلى مستويات التربية الفاضلة والتعليم المثمر.‏

     

     

    * الطالبة قمر شعلان:‏

     

     

    ليس لدي أي شيء أقوله.‏

     

     

     

     

    * وثيقة أخيرة:‏

     

     

    في مساء اليوم الذي بدأت فيه التحقيق وجدت عند عتبة باب بيتي ورقة، كتب فيها: (لا تتعب نفسك كثيراً في البحث، بدأ الخطأ عندما قرر والدا المدير في تلك الليلة السوداء ممارسة حياتهما الزوجية، وزرع هذه البذرة الملعونة، والتي نمت بعد تسعة أشهر لتعطينا هذا (العنتر). ليت والده في تلك الليلة مارس شيئاً آخر، لوفر على الطالبات تلك النظرات الجنسية الشهوانية، وكما قالت إحداهن: ربما يكون هذا تعبيراً عن نواياه الشريفة).‏

     

     

    ولم أتمكن من معرفة صاحب الخط الذي كتبت به الورقة.‏

     

     

    * المطالعة والمقترحات:‏

     

     

    رغم أنه لم يمض على نقلي من التدريس وتعييني مفتشاً في مديرية التربية سوى عامين، لكنها ليست هي المرة الأولى التي أكلف بالتحقيق في أمور مخالفات تحدث في الثانوية الصناعية والنسوية، ومع مديرها عنتر أبو شنب من تجاوزات في استخدام أثاث الثانوية في غير مكانه الصحيح، وفي العلاقة السائدة التوتر بينه وبين الجهاز الإداري والتدريسي، واستخدام الآلية المخصصة لخدمة الثانوية في أغراض خاصة، وعدم وضعها تحت تصرف القسم الفني في الدوام العملي، إلى غير ذلك من التجاوزات التي لا مجال لذكرها، وكنت في كل مرة أحاول نصحه لاستدراك الخطأ ومعالجته بأسلوب الحكمة والمنطق، ولكني أفاجأ بأمور أخرى أشد وأقوى، وأخطاؤه الجديدة تجعل الأحداث السلبية تتراكم فوق بعضها البعض.‏

     

     

    ولعلكم تذكرون حادثة تسريب أسئلة الامتحان وبيعها من قبل المدير، وحادثة اعتدائه على الآنسة ناريمان بيجو، والتي غيرت إفادتها بعد ممارسة الضغوط عليها، وآخر هذه الأخطاء العلاقة الحميمة التي ربطت بينه وبين الآنسة شريفة أشرف رئيسة الدروس الفنية في القسم النسوي، الذي يشكل جزءاً من المبنى، وتعود إدارته لمدير الثانوية الصناعية.‏

     

     

    تلك العلاقة التي توطدت بين الطرفين، وأصبحت حديث الطلبة والجهاز التدريسي والناس في البلدة. إلا أن العلاقة الحميمة أخذت تفقد حرارتها أخيراً نتيجة أسباب غامضة، وانعكس الدلال الزائد من قبل المدير للآنسة شريفة إلى مجال للخصومة، أدت بالمدير لأن يقترح عقوبة بحقها والطلب من مديرية التربية نقلها إلى مدرسة ابتدائية، غير أن أسباباً مادية أو غير مادية قد تكون الفتيل الذي أحدث الانفجار، ونتج عنه منظر مروع ومشرف، حيث تجمع الطلاب والطالبات وهم يشهدون مسرحية جديدة من نوعها في عالم التربية. وما أفاد به أمين السر والمعلمان كاف لأخذ فكرة عن طقوس هذه المسرحية.‏

     

     

    وباعتبار أن عنتر أبو شنب مدعوم بما فيه الكفاية، حيث لا تستطيعون، ليس فقط أنتم، بل وحتى المحافظ إنهاء تكليفه مديراً للثانوية، واستناداً إلى التاريخ النضالي لعائلته، وعملاً بالتوصيات والاتصالات الخاصة التي وصلتني من بعض الجهات الرسمية، فإني أقترح ما يلي:‏

     

     

    1- تغيير اسم الثانوية الصناعية والنسوية، وتسميتها بمزرعة عنتر أبو شنب.‏

     

     

    2- توجيه كتاب شكر إلى مدير الثانوية عنتر أبو شنب، وذلك لحرصه الشديد على الطالبات من الانحراف بطريق الرذيلة.‏

     

     

    3- تغريم الآنسة شريفة أشرف بثمن إبريق الماء الذي كسرته.‏

     

     

    4- معاقبة الآنسة شريفة أشرف بعقوبة الحسم (6%) لمدة ستة أشهر بسبب تهجمها على المدير، وتلفظها بعبارات سوقية.‏

     

     

    5- نقل الآنسة شريفة أشرف إلى مدرسة ابتدائية بسبب الحاجة الماسة لأطفالنا إلى مثل هذه الخبرات التربوية.‏

     

     

    6- إنهاء تكليفي مفتشاً في مديرية التربية، وإعادتي إلى التدريس.‏

     

     

    يرجى الاطلاع والموافقة‏

     

     

    المفتش عادل غضبان‏

     

     

    التوقيع:‏

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة تقرير تفتيشي

    تعليقات الزوار ()