بتـــــاريخ : 11/12/2008 4:42:31 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1450 0


    " قاع البئر "

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : سحر سليمان | المصدر : www.awu-dam.org

    كلمات مفتاحية  :

    في ثيابه الموشاة‏

     وكثيراً ما رأيته في مركبه العائم................‏

     

     

    تحيط به الأزاهير وتلفه ألبسته المذهبة ......‏

    وقد لاحت على شفتيه بسمة ضاحكة ....‏

    قوامها الفرح والكبرياء‏

    فهو كوكب ذلك العالم في زمانه ومكانه‏

    أجل رأيته في قمة عصره الذهبي .... رأيت هارون الرشيد"‏

    من قصيدة : ذكريات ألف ليلة وليلة‏

    لالفرد تنسيون ............‏

    ها انذا اليوم . أحمل مياهي الباردة وبراكيني التي خمدت منذ قرون طويلة. وأبحث عنك، عن أصابعك التي تعرف كيف تشعلني ؟ وكيف تخمد حممي؟ أدور في المدينة التي شهدت لقائنا قبل ألف ومائتي عام، أدور واستعرض الأسواق والوجوه، فلا أرى وجهك النبيل بينها، لا أرى موكبك الملكي يعلن عن مجدك العالي.‏

    وقفت أمام باب بغداد، فلم أجد القوافل تمر، ولا الحرس يستعد وحين زرت قصر بناتك، لم أجد غرفة لي بين غرفه التي نامت تحت تراب وعشب ونعاس ابدي.‏

    وها انذا اليوم.‏

    أدور حول سور المدينة الأثري، أتلمس آجره الأحمر الجاف كلحم مقدد، ومهما حاولت لن أجد رائحة غير رائحة التراب الخامد والحجر الغشيم.‏

    وفي المسجد العتيق لا شيء هناك سوى القناطر التي شاخت وبقايا المئذنة الدائرية، تمتد مثل أصبع اتهام إلى الأعلى ولا من يعبأ بها.‏

    وكنت أحن إلى لياليك يا هارون الرشيد، اشتاق إلى كل ما فيها من ملذات وكبرياء وغوايات صاخبة، حيث يغلب اللون الأحمر على كل شيء، على النبيذ والدم والستائر والأضواء، وحيث تموت الأصوات والآهات في الدهاليز والأقبية والممرات الطويلة، وأنت أنت دائماً الرشيد.‏

    ***‏

    وتبدأ الليلة المليون بعد الألف.‏

    من الليالي التي فيها سفك الدماء منك مباحاً " يا هارون الرشيد أيها البدوي الذي لم تروضه عروش الذهب، ولا صبايا شيراز أو سمرقند أو قندهار... لم تحرك فيه الإنسان أوتار إسحاق الموصلي أو إبراهيم .‏

    تدرك أنك كنت نطفة، ياهارون الرشيد وأنني كنت جارية مملوكة تشع من عيونها بروق غامضة تطل مثل غيم، مثل ندى، مثل قطعان من الذؤبان الجائعة، كل الذين عرفتهم أحبوني، هاموا بي، وما أن يتزوج أحدهم، حتى ينصرف عني إلى حين ثم يحن إلى قاع البئر، يتذكر مياهه الباردة، فيدعوني حين تخلو جنته الزوجية لكي احتسي معه كأس شاي معتقة من السماور التركي ذي البخار المتصاعد.‏

    أكون وقتها أنا الجارية، المملوكة، الموشومة بوشم سري، قاع بئر لأحزان عمقية تجثم على الصدور كحجر الرحى الأسود، تطحن القمح والشوفان، والذرة الصفراء، أكون الملجأ الأمين، والملاذ، وهكذا كان قدري يا هارون الرشيد منهم من كان يراني طفلة مسكونة بالنار وزهر الرمان ومعتقة بالتوابل وحين يعض شحمة أذني أصرخ فتتصدع الجدارن، ومنهم من يداعب منحدر العنق إلى الجيد فأذوي كوردة القرع الغضة وهي تواجه شمس الصيف لتنعقد ثمراً جديداً.‏

    ومنهم من يتعرى ليغتسل بعرق من جنابة الخيانة معي، وكلهم يحبون طقوس البركان لدي، وأنت وحدك يا هارون الرشيد عرفت كيف تخمده بضلالاتك الفاسقة، وبيدييك اللتين تلتذان بلم الحمم الفاجرة، كنت ترق، تتحول إلى غيمة من الندى النشوان تتساقط على النار فتكون برداً وسلاماً، حينها أغفو بين ذراعيك، وحين تناديني أفتح عينين كالأقحوان وأغمغم :‏

    -نعم .....‏

    ثم أمط شفتي .... أهمس:‏

    - لماذا لا تتركني أنام في قلبك ... ؟‏

    - وهذا السرير المذهب، والعرائش، والأكاليل المزهرة من ينام فيها؟‏

    النوم في القلب جميل، لكن الالذ منه حين يتوسد رأسك ذراعي هذه التي بإشارة من إصبع فيها تمحى مملكة، وبإشارة أخرى يأتيني الخراج من آخر الدنيا.‏

    ومثل كل المرات السابقة ألبي نداء الجسد، حين يشتد صهيله الأزلي.‏

    - ما دمت لا تفكر بقاع البئر، فاليك البركان .‏

    وأتطاير حمماً بين يديك، أجدني أسبح بين فراشات وفل وأسماك كحورية تمضي وهي تنثر من حولها الثمار المحرمة والخطايا والضلالات لتغوي وتفتن وتزهر بأكاليل زهرك وتنتهي في نهاية المطاف إلى مينائك الوحيد، متعبة مرهقة، تغفو.‏

    وحين أصحو، أجدك يا هارون الضال تصب لي الشاي بيديك العاريتين إلا من رائحة الغالية، وتجمر لي نفس الاركيلة، وتبعد الستائر الوردية عن خديَّ، وتجري في تلك الدماء المختلطة من تركية وكردية وفارسية، فتنثر وردها على الوجنات، فأمرر أصابعي أبحث في آثارك التي خلفتها على أطلس جسدي، هذه الآثار التي لا يمكن أن تندثر.‏

    وبعد مرور قرون طويلة، هأنذا اليوم يا هارون الضال أبحث عنك، أزور باب بغداد فلا أجدك،أدور حول سور المدينة فلا أجدك وأقف أمام قصر البنات، بناتك، فلا أجد غرفة آوي إليها لأنتظر قوافلك القادمة، تزلزل الدنيا، وتزرع الهيبة والخوف في قلوب الجبارين.‏

    - أتراني ما زلت في قلبك مختبئة، أم أنا في عينيك أسبح وألم النجوم والأقمار...؟‏

    كلماتك لا زالت تقرع أذني:‏

    - من أي صلصال صاغك الله يا قاع البئر..؟‏

    فأرد ضاحكة :‏

    - من ياقوت وزنجبيل والقليل القليل من الفلفل الأحمر.‏

    - حين أرتحل إلى مدينتي العاصمة ألا تشتاقين..؟‏

    - سأشتاق ولكن ...‏

    - ولكن ماذا...؟‏

    -أنت قاس ورقيق كالماسة تخيفني قسوتك وأحن إلى رقتك الماسية، أنت تنثر العطر بيد وبأخرى تطيح بالرؤوس، هكذا أنت يا رشيدي.‏

    - وهكذا كل الملوك .‏

    - كنت أريدك حبيباً .‏

    - وأنا حبيب قلبك .‏

    - والملك فيك .‏

    - يموت ليلاً ويصحو نهاراً.‏

    إذاً أنا جاريتك نهاراً ومولاتك ليلاً.‏

    في الليلة الأولى والثانية، رفضت أن أراك عن قرب أو أن تراني، فلقد كنت قادمة من براري الثلج، محمولة في هوادج النخاسين، متعبة مثل قطاة عطشى، أحن للنوم، والاسترخاء، والظلال التي تفتح كل مسام جسدي ونوافذه لاستقبل الماء الممزوج بالعطر وهو يغسل جسدي من الغبار والتعب وعرق الأيام، وبعد الحمام كنت أجلس في آخر الصالة، أراقب العمائم والرؤوس والأصابع المثقلة بالخواتم تتحرك، تتحرك بلا صوت أو حس كأنها تسير في الهواء.‏

    هادئة ورقيقة كنت، ومجنونة كقطة محاصرة إذا ما أوقظني أحدهم من النوم، ولم أكن أدري أنك تقرأ العيون والأصابع والأرجل، وتعرف أسرار الصدور ومدارات الشهوات، لم أكن أدري أنني أمام عاشق مولع بأمثالي من مختلطات الدماء.‏

    - ماذا يريد مني هذا الجلف المغرور..؟‏

    كنت أردد أمام الجواري والخدم . فتتسع العيون من الدهشة والغربة ويتصامم بعضهم . وأنا على يقين من أن بعضهم الآخر قد أوصل إلى مسامعك ما قلته .‏

    ويوم قلت :‏

    - ماذا يريد مني قاتل البرامكة ...؟‏

    أصفرت الوجوه غاض منها الدم، وكنت على يقين بأنك ستكون مشتاقي وستأتي إلي لأن ياء الملكية هذه ساحرة، تخلب لب الملوك ..، وجئت إلي بالتأكيد قلت لنفسك:‏

    - أي نار قادرة هذه النحيلة الشاحبة على اشعالها في عروقي...؟‏

    وتقدمت بجلال وهيبة، كانت الغرفة تغرق في عتمة لم تستطع أضواء الشموع الشاحبة أن تبددها :‏

    - مولاي .‏

    ومثل مهرة نهضت فأشرت بيد مثقلة بالخواتم والبريق، يد تعلمت أن تأمر فتطاع :‏

    - أجلسي‏

    وتصلبت توتر جسدي وأحسست برغبة حارة في أن أفر، ان اهرب من النافذة .وتقدمت وأنا خائفة، أرتعش، وجلست إلى جانبي، ونظرت طويلا، تفحصت أصابعي، وشعري، ثم رفعت رأسي بإصبعك المثقلة بالذهب والنار ونظرت في عيني:‏

    - لك عينا جنية ورأس أميرة .‏

    قلت بصوت أجش، بارد النبرات، خال من أي تغبير ثم أردفت وأنت تعتصر شفتي السفلى بين السبابة والإبهام حتى أدميتها، ولم أتأوه فتابعت:‏

    - لك شفتان نهمتان .‏

    قمت من مكانك مخلفا ورائك عاصفة من العطر والخوف والجلال وعند الباب توقفت قليلاً وقلت :‏

    - احتفظي بلسانك لي فأنا أحب الألسنة السليطة .‏

    ثم أختفيت بين دهاليز القصر وممراته.‏

    ***‏

    وتركتني أياماً، أفردت لي خلالها جناحاً خاصاً يا هارون .‏

    حملت إليه السجاد والورود والأرانب والسلاحف والقنافذ والسرطانات، والأسماك الذهبية، والثلج، نعم الثلج لأذكر تلك البلاد الباردة البعيدة التي جئت منها حيث الايائل وأشجار البتولا ذات الأوراق البرية التي تقف في وجه العواصف والصقيع والأنهار المجمدة، وخيام الادم، والدماء الغائرة دائماً. وفي الليل أسمع صوت خطواتك ثقيلاً في الممرات حين تسبقك رائحة عطرك المميز، فأترنم بصوتي المبحوح، أرتل أغنية عشق، أنصبها فخاً لك، أغنية تلتف أنغامها حولك كشال من كشمير، فتشل إرادتك، تثير كل أشواقك الحبيسة للصيد، للطرائد، ويستيقظ فيك الرجل، تصهل أفراسك الجميلة فتنقاد إليها، وتقتحم الغرفة، تذهلني نظراتك . يذهلني البريق المتقد فيها فانهض أمامك . أقف بانتظار ما يبدر منك‏

    ***‏

    .. وهانذا الان بعد قرون أتجول في المدينة التي شهدت لقاءنا الأول، أمر بباب بغداد الذي لم تعد إليه القوافل، ولم تعد تعبره الجيوش والاعلام والقادة، أمر بالجامع القديم والسور وأطلال قصرك الذي نهبه لصوص الآثار وآوى إليه قطاع الطرق، زمناً، أمر فلا أسمع صوتك آمراً، ولا أشم رائحة أردانك المثقلة بعطر الغالية، ولا أرى بسمتك الفاتنة يا هارون الضال كيف انقلبت الأيام ...؟‏

    - هل أنت مجنونة...؟‏

    صاح بي الدليل السياحي حين سألته ...‏

    - أين يمكن أن أجد هارون الرشيد...؟‏

    ثم تابع:‏

    - هارون الرشيد مات منذ قرون ...؟‏

    - كيف مات...؟‏

    - مات كما يموت سائر خلق الله .‏

    - لاأصدق، إنني أسمع صوته، أشم رائحة أردانه، وضحكاته، وهاهو رقم هاتفه عندي.‏

    - اطلبيه إذا‏

    وقمت من مكاني، توجهت إلى عامل الفندق، طلبت الرقم فجائني صوت امرأة نصف نائم ونصف مخمور، قلت بخشية :‏

    - بيت هارون الرشيد.‏

    - نعم ... قلت بيت من ...؟‏

    هارون الرشيد.‏

    - لا هذا بيت جعفر البرمكي . هل من خدمة أقدمها لك..؟‏

    - وماذا تستطعين أن تقدمي لي..؟‏

    - كل ما تشتهيه نفسك ... تريدينه شابا أم كهلا . أم تريدين صبية مثلك ...؟‏

    ألقيت بالسماعة وقد أقشعر بدني، وأتسعت عيناي دهشة بينما الدليل السياحي يبتسم .‏

    بعد لقائنا رحلت يا هارون الرشيد، انتهى الصيف.‏

    ومدينتي لا تأتيها أنت وحاشيتك إلا في الصيف، توجهت إلى بغداد ودخلت مدينتي سباتها الشتوي، بينما دخلت أنا سباتي الروحي، أغلقت فم البئر على مياهه الباردة وجلست في جناحي أمشط شعري، وأراقب أصابع قدمي ويدي، وأتحسس آثارك على أطلس اللحم، ومن حولي عصافيري وسلاحفي وكائناتي الأخرى حتى كانت ليلة من ليالي الانتظار الطويل.‏

    كنت خارجة فيها من الحمام، يفوح مني العطر يختلط بالشهوة والشوق والخوف من الأيام التي لا ترحم، فجأة أقتحمت غرفتي كما في المرة الأولى تصهل أفراسك الجميلة، ويداك عاريتان من كل حلية، صحت من الفرح :‏

    - ها قد عدت يا هارون الرشيد...؟‏

    - عدت يا قاع البئر ولا أدري أي سر يشدني إليك...؟‏

    فعريت جذعي وأشرت إلى وشم رسمته إبرة بالشذر الأزرق يعتلي حلمة الثدي الايسر، فكلما ولدت أنثى في قبيلتنا، تحضر امرأة متخصصة بالوشم فترسم على حلمة الصدر اليسرى فوهة بئر لها قاع من ماء.‏

    أزرق وبارد بلون السماء، كل من يشرب من مياههه لابد أن تعود إليه ثانية .‏

    - هانذا أعود يا قاع البئر لا شرب من مياهك وأشرب .. وأشرب .. وأشرب ... وأشرب...‏

    حتى العطش..‏

    ونعود ثانية، السرير ذو القوائم الذهبية، والستائر الوردية وأعود لاغفو مرة أخرى بين ذراعيك خامدة، مهزومة مطفأة البروق وتمسك بكفي مثل عراف يا هارون الرشيد تنظر فيه طويلا، وتشير إلى خطوطه، هذا خط العمر، وهذا خط السعادة، وهذا خط الحب، ثم تضغط أصابعي حتى يكاد الدم ينفجر من أطرافها، و وتهمس :‏

    - أنت من برج السرطان وعيناك أشبه بعيون السرطان يا قاع البئر .‏

    - وأنت أشبه بحصان أرهقة الركض.‏

    - ماذا تقولين ....؟‏

    - لقد تركت بغداد وفيها الطامعون بعرشك ألا تخاف...؟‏

    - أنت تكفينني.‏

    - كيف جئت إذاً ...؟‏

    تنكرت بزي تاجر خمور .وخرجت في الصباح الباكر بعد أن فززت واقفا من حلمٍ رأيته ليلاً‏

    - وماذا كان حلمك..؟‏

    - حلمت يا قاع البئر كأنني في الحرم أرتضع من أخلاف ضبية فاستدعيت الكرماني على الفور ليفسر لي هذا الحلم فكان تأويله .‏

    يا أمير المؤمنين إرضاع بعد الفطام حبس في السجن ومثلك لا يحبس لكنك منحبس بحب جارية لك بعيدة هي عنك الآن .‏

    - فكان تأويله للحلم صحيحاً يا قاع البئر لذا أعتليت فرسي وأتيتك . وضحكت . خرجت الضحكة مبحوحة خافتة كنداء المجهول الذي يبشر بعاصفة وريح ماطرة، وفي الصباح لم أجدك إلى جانبي يا هارون الرشيد فالخوف ناداك حتى لا تفقد بغداد الأخرى .‏

    ومنذ ذلك التاريخ تنقلت من مدينة إلى مدينة، ومن قصر إلى قصر، مرت مئات الأعوام وأنت معي يا هارون الرشيد، أنام معك، أحلم بين ذراعيك، وحين تثور براكيني أبحث عن أصابعك الخالية من الخواتم لتلملم حممي، وتهطل ثلجاً على تضاريسي، فأهمد، ثم استسلم للنوم.‏

    * * *‏

    حين وصلنا طللاًمن أطلالك البائدة .‏

    وقف الدليل السياحي وأشار إليه:‏

    - ما ترونه أمامكم هو قصر ( هرقله ) بناه هارون الرشيد لجارية من جواريه، قيل جاء بها نخاس من أرض الروم، قيل من مملكة الخزر، وقيل من أرض فارس، وقيل انه سباها في أحدى غزواته الظافرة، وقد تحول القصر كما ترون إلى أطلال، ومع ذلك يقسم الرعاة والاهلون أنهم يرون رجلاً يخرج في ليالي الصيف باحثاً عن امرأة يناديها بأعذب الألفاظ، رجلاً له سمة الملوك، وعظمة الخلفاء، ربما يكون هارون الرشيد.‏

    قال : ثم التفت إلي يبتسم، وشعرت بأبواب القصر تفتح لي، فتهب رائحة الغالية والأبهة من جنباته، فأدخل كالمسحورة، حيث أراه يقف ماداً ذراعيه، والى جانبه السماور تفوح منه رائحة البخار، فأسرع إليه، أدفن رأسي بين ذراعيه وأجهش باكية بينما تتلمس أصابعه العارية، موضع الوشم السري في صدري، ويهمس:‏

    - أين كنت ياقاع البئر كل هذه المدة ...؟ أين؟....أين ؟‏

    فلا أجيب، تموت الكلمات على شفتي.‏

    ***‏

    هذه مدينة لم تتبدل ....‏

    الهلوك في امتداده .........‏

    والحكماء النائمون والجبناء...‏

    النساء الخائنات مع الخائنين ....‏

    الحجر الأسود والنهر...

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()