بتـــــاريخ : 6/14/2008 1:44:15 PM
الفــــــــئة
  • التقـنيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 767 0


    قصة التدوين و "المدونات"

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : خلدون غسان سعيدان | المصدر : www.bintnet.com

    كلمات مفتاحية  :
    مقالات مدونات

    انتشرت بسرعة وانواعها كثيرة ولها تأثير كبير.. لكن الكثيرين لا يعرفون الا القليل عنها

    جدة - تشرت المدوّنات (بلوغ) Blog بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وانتشرت الكثير من الأدوات والمواقع المتخصّصة بكتابة وعرض المدوّنات لدرجة انّه أصبح بإمكان أيّ مستخدم للكومبيوتر إيجاد مدوّنته الخاصّة من دون الحاجة إلى وجود أيّ خبرة تقنية، وبشكل مجانيّ، الأمر الذي كان يحتاج إلى دراسة كيفيّة كتابة صفحات الإنترنت بلغة "إتش تي إم إل" HTML قبل بضع سنوات فقط، وإلى الكثير من الجهد لتحديث الموقع باستمرار وبعض المال لإنشاء موقع على الإنترنت. ونجحت المدوّنات في أن تصبح حدثا مهمّا في الحياة الرقميّة للملايين من المستخدمين لدرجة جعلت قاموس "ميريام وبست" Meriam Webster يجعلها أهمّ كلمة في عام 2004.

    وليس تقييم القاموس هو ما جعل المدوّنات هامّة، بل هي الحريّة في التعبير عن الرأي في العالم الرقميّ بسهولة كبيرة، والحصول على الردود المختلفة من المؤيدين والمعارضين، بالإضافة إلى سهولة التواصل مع الآخرين من الأفراد والشركات، حيث انّ كتابة حدث ما في المدوّنة لمرّة واحدة أسهل بكثير من إرسال رسائل نصيّة لجميع الأصدقاء والأهل أو الشركات، وهو أسهل بكثير من مكالمتهم واحدا واحدا، أو إرسال بريد إلكترونيّ لهم جميعا، ليكون التفاعل بين شخص واحد من جهة، ومع الملايين من جهة أخرى.

    ومن المواقع الهامّة في تاريخ المدوّنات موقع "أوبن دايري" Open Diary الذي أُطلق في شهر أكتوبر (تشرين الأوّل) من عام 1998، والذي أوجد فكرة إضافة تعليقات القرّاء لإيجاد مجتمع تفاعليّ رقميّ. وكانت عمليّة كتابة الأخبار عبارة عن تحديث يدويّ لصفحات الموقع. الأمر الشاق والصعب لمن ليس على دراية كافية بلغات برمجة المواقع الإلكترونيّة. ومن المتوقع أن يكون عدد المدوّنين قد وصل إلى 100 مليون في نهاية عام 2007، مع توقف 200 مليون عن التدوين بسبب انشغالهم بأمورهم اليوميّة الأخرى.

    وتنقسم المدوّنات إلى مجموعة من الأنواع، هي مدوّنات الفيديو "فلوغ" VLOG، ومدوّنات الصور "فوتوبلوغ" Photoblog،ومدوّنات تحتوي على أخبار قصيرة وأنواع مختلفة من الوسائط المتعدّدة اسمها "تامبلوغس" Tumbleogs، ومدوّنات فنيّة اسمها "آرتلوغ" Artlog، بالإضافة إلى مدوّنات تعرض روابط كثيرة لمواقع مختلفة اسمها "لينكلوغ" Linklog، ومدوّنات تُكتب عن طريق إرسال رسائل نصيّة من الهواتف الجوّالة تُعرف باسم "موبلوغ" Moblog. ويختلف محتوى المدوّنات بشكل كبير، حيث يمكن متابعة مدوّنات سياسيّة وتكنولوجيّة واجتماعيّة وصحفيّة وسياحيّة وتعليميّة وترفيهيّة وموسيقيّة وفلسفيّة وصحيّة وأدبيّة ورياضيّة، ومدوّنات حول الأزياء والمشاريع والطبقة المخمليّة من المجتمع والمحتوى القانونيّ وتقييم المنتجات والأفلام والسيّارات والألعاب الإلكترونيّة والبرامج وحتى تسجيل الأحلام، بالإضافة إلى وجود مدوّنات متخصّصة في نشر الإعلانات والبرامج المتطفلة المعروفة باسم "سبام لوغ" Splog. ويمكن أن تكون المدوّنات خاصّة أو عامّة أو مرتبطة بالشركات، وذلك لتطوير مستوى أداء الموظفين عن طريق جعلهم يتبادلون الخبرات عبر الموقع عوضا عن الهاتف ولرفع مستوى التعاون بينهم، بالإضافة إلى وجود مدوّنات خاصّة بشركات العلاقات العامّة والتسويق للمنتجات.

    وتطوّرت الأدوات التي تسمح للأفراد بالتدوين، وأصبحت جزءا لفئة جديدة من المواقع المتخصصة بصُنع وعرض المدوّنات، لدرجة أصبح فيها التدوين ممكنا وسهلا لأيّ شخص يريد ذلك، وفي خلال 3-6 دقائق فقط (عملية التدوين تحتاج إلى زمن أقلّ من ذلك، ولكن الزمن المذكور يشمل التسجيل في الموقع وإنشاء عنوان جديد مجانيّ!)، وأصبح بالإمكان التدوين مباشرة من متصفح الإنترنت أو من خلال برامج تحرير النصوص (مثل "مايكروسوفت وورد")، وحتى من الهواتف الجوّالة. وأدّت هذه التسهيلات إلى نشوء خدمات جديدة تسخر هذه التقنية لصالحها، مثل تدوين الصحفيين لفعاليات وأحداث المؤتمرات بشكل مباشر عند حضورهم له، حيث يكتب الصحفيّ المادة على هاتفه الذكيّ الذي يحتوي على لوحة مفاتيح أو على كومبيوتره المحمول، ويتصل بالإنترنت بشكل لاسلكيّ ويُرسل المادة في كلّ دقيقة أو دقيقتين. هذا الأمر سهّل على الكثير من الأفراد أن يصبحوا مراسلين في "بثّ حيّ ومباشر" عبر المدوّنات التي تُعرف بـ "لايف بلوغز" Live Blogs.

    هذا وحصل المدوّنون العراقيون على اهتمام عالميّ كبير بسبب اهتمام المتصفحين بسماع الأخبار والمعاناة من الشعب نفسه، وليس من السياسة أو من الصحافة التي قد تكون منحازة لطرف من الأطراف. واشتهرت مدوّنة "سلام الجنابي" المعروفة باسم "سلام باكس" Salam Pax (كلمة "باكس" تعني السلام باللغة اللاتينيّة) وتُعرف أيضا بمدوّنة "أين رائد؟"، والذي يبلغ من العمر 29 عاما ويعمل كمهندس في العراق. وكتب الجنود الأمريكان في العراق مدوّناتهم أيضا لتوضيح معاناتهم اليوميّة واشتياقهم للعودة إلى منازلهم وأهلهم، ليصبح اسم هذه الأنواع من المدونات "مدوّنات الحروب" war Blogs. وساعدت المدوّنات في معرفة الناجين من كوارث طبيعيّة، مثل الأمواج التي ضربت "سري لانكا" في "ديسمبر" (كانون الأوّل) من عام 2004، والإعصار "كاترينا" Katrina الذي ضرب منطقة "نيو أورلينز" New Orleans في الولايات المتحدة الأميركيّة في "أغسطس" (آب) من عام 2005، حيث أرسل الناجون الذين يكتبون مدوّنات على الإنترنت رسائل نصيّة لمدوّناتهم، الأمر الذي تُرجم في الموقع على شكل قصّة جديدة بشكل آليّ، ليدخل أقاربهم وأصدقائهم إلى تلك المدوّنات ويعلمون بأنّ أصحاب المدوّنات على قيد الحياة وموجودون في المواقع التي كتبوها.

    * نصائح لتطوير محتوى مدونتك > اختر تصميما بسيطا وألوانا مناسبة، ذلك أنّ القراء يريدون قراءة ما لديك، وليس مشاهدة عروض سيرك ملوّنة، وابتعد عن وضع ملفات "فلاش" Flash أو النوافذ التي تظهر من تلقاء نفسها Pop-ups في مدونتك، ذلك أنّ ملفات "فلاش" تُبطئ تحميل الموقع، والنوافذ التي تظهر من تلقاء نفسها مزعجة.

    - كن مدوّنا نشطا وحدّث مدوّنتك أكثر من مرّة في اليوم الواحد، ذلك أنّ المتصفحين يحبون كلّ جديد. ويمكنك عرض أسماء المواقع التي أعجبتك أثناء تصفحك للإنترنت، أو الكتابة بشكل يوميّ عن بحث تقوم بتجهيزه > اقرأ المحتوى الذي ستنشره بعد كتابته وقبل نشره، وتأكد من عدم وجود أخطاء إملائيّة أو لغوية.

    - استخدم عناوين تشدّ المتصفح، ذلك أنّ غالبيّة المتصفحين سيتوقفون عن قراءة الموضوع إن لم يعجبهم العنوان، حتى لو كان المحتوى مشوّقا ومليئا بالعناصر المثيرة.

    - أضف بعض الصور والملفات التي قدّ تهمّ من يشاهد مدوّنتك أو قد تلفت انتباهه وتشدّه للعودة إلى المدوّنة كلّ يوم.

    - تواصل مع القرّاء، وردّ على تعليقاتهم واشكرهم واحترم آراءهم إن اختلفوا مع آرائك، وذلك من أجل عودة هذه المجموعة من القرّاء إلى الموقع واحترام المحتوى، عوضا عن أن ينزعجوا من ردودك ويقرّروا شنّ حرب كلاميّة ضدّك.

    - لا تنسخ محتوى مدوّنة أخرى أو موقعا ما من دون أن تذكر المصدر، ذلك أنّ عمل ذلك مرّة واحدة فقط ونسبه لنفسك، واكتشاف القرّاء لذلك سيُفقد مدوّنتك مصداقيّتها.

    - كن عنصرا فعالا في المدوّنات الأخرى، ولا تعلن عن مدوّنتك في قسم التعليقات في مدوّنات الآخرين، ذلك أنّ القرّاء سينفرون من هذه الطريقة. كوّن صداقة مع أصحاب المدوّنات الأخرى واطلب منهم وضع رابط لمدوّنتك.

    - إن كنت مشغولا ولا يوجد لديك وقت للكتابة في المدوّنة، أخبر قرّاءك بذلك، وحدّد موعدا للعودة حتى لا يفقدوا الاهتمام.

    - اسمح للقرّاء بإضافة روابطهم المفضلة في قسم التعليقات، وذلك من أجل توفير محتوى أكبر للجميع، شرط أن لا يخرج عن إطار فكرة المدوّنة > احتفظ بنسخ احتياطيّة من محتوى المدوّنة على أٌقراص ليزريّة أو على كومبيوترك، وذلك لتسهيل عودة المدوّنة في حال تعطلها أو توقف الموقع الذي يقدّم خدمات المدوّنات عن العمل.

    - أضف خدمة "آر إس إس" RSS الإخباريّة التي تُعلم القرّاء بشكل آليّ عن كلّ جديد في مدوّنتك.

    خلدون غسان سعيدان

    الشرق الأوسط

    كلمات مفتاحية  :
    مقالات مدونات

    تعليقات الزوار ()