بتـــــاريخ : 11/8/2008 9:10:29 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1061 0


    صـــــــــارت أحلامــــــــــــاً

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عضو هلالي | المصدر : forums.m7taj.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة صارت احلامنا

    أوراق هنا وأوراق هناك تكدست على طاولة مكتبها

    وملفات كثيرة الأشكال استندت إلى بعضها في

    فوضى غير مقصوره تحت كرسيها على الجدار المقابل لفوف

    مكتبتها المهجورة منذ زمن , وثلاثة فناجين شاي تفرقت على

    أطراف الطاولة تخشى السقوط فقد افرغت ما فيها إلا من رشفة

    أو رشفتين



    وبالرغم من جمال الستائر المخملية وأناقتها التي كانت

    تغطي النافذة إلا ان خطوطها الخضراء الداكنة الدقيقه التي كانت

    تطرز أطرافها بدت كئيبه الملامح باهته , بل حتى نور مصباح

    القراءة أمسى خافتا بعض الشئ مما جعل لون الغرفة البصلي

    الفاتح يبدو هادئاً قي حين كان السكون يسود الغرفة إلا من صوت

    عقارب ساعة الحائط التي بدت كأنها تتدافع في سكون وتردد



    وعلى سرير نومها الذي بجانبها كانت ترقد ابنتها الصغيره

    وقد غابت في سبات عميق من أثر الدواء الذي أخذته قبل أربع

    ساعات ليخفف من آلام آثار جروح العملية التي أجريت لها في

    المستشفى قبل عدة ايام وقد بدت دراعها الصغيره بشكلها الجديد

    الغريب , وحتى لعبتها القطنيه الصغيره التي كانت تدعوها مريم

    كانت منكفأة على وجهها تحت السرير , كأنها تريد أن تشاطرها

    مأساتها فانكفأت لتمضي في نحيب صامت أو سبات عميق



    لا تدري ! لاتدري أهي غرفة نومٍ ! أو مكتب ! أو غرفة ألعاب ؟!!!



    بل إنها كل ذلك , إنها كل ذلك بعد أن انتقلت إليها المسؤوليـه

    مسؤولية أعمال زوجها الذي فقدته قبل ثلاث سنوات...



    نعم هذا قدرها ؛ وهي تحمد الله على كل حال



    أسندت ظهرها مرة أخرى إللى كرسيها وقد اضناها التعب

    بعد يوم طويل قضته في المستشفى لتكمل عملها اليومي كما هو

    حالها كل ليلة لتلااجع حساب إيرادات محلات زوجها على

    شاشة الكمبيوتر



    قيمة المشتريات ......., مضبوطه....


    المجموع الكلي للمصروفات هذا الاسبوع ...... ,


    ..... نعم ...... مطابق......وتمضي وهي تحرك فارة الكمبيوتر بتثاقل وقد أعياها

    النعاس من طول التحديق بالشاشة , وتهز رأسها بين فنية

    وأخرى تحاول طرد النعاس الذي قد تشبت بكل خصلة من

    خصلات شعرها...ويدب النعاس إلى جفنيها مرةً إخرى , وتسبح في بحر ضحلٍ

    من أحلام أحد الليالي الماضية الكئيبة....

    .... لقد كان ليلا هادئا وصامتا عجيبا يشقه صوت

    محرك السياره فقط إذ كان جميع من في السياره يغطون في نوم

    عميق الخادمة في المقعد الخلفي وجمانه الصغيره وأخواها

    الصغيران في المقعد الذي يليه ثم هي وقد استندت إلى الباب

    الأيمن شبه نائمه بجانب زوجها الذي كانت تغمره سعادة وهو

    يقود السيارة مسرعا عائدا بهم من مكة المكرمة بعد أن ادوا

    عمرة تمنوا من الله فيها ان يتقبل صلاتهم ويتجاوز عن سيئاتهم ..



    وبينما هو كذلك يسبح في احلام من الذكريات الجميلة التي

    قضاها في ساحات الحرم امام الكعبة المشرفة وعند مقام ابراهيم

    عليه السلام وبالقرب من ماء زمزم المبارك وبينما كانت السياره

    تطوي الطريق بهم مسرعه كانت هي تسبح في غفوات متتاليه

    تقطعها انتباهات غير كاملات ترى من خلالها ان الطريق الاسود

    مازال ممتدا امامهم طويلا طويلا ليغيب في ظلام الليل الدامس



    وبينما هي كذلك في مد وجزر ومن الغفوات تغالب

    نعاسا لذيذا وإذا بها تسمع صوت طرقعة متواصلة

    من خلفها على الجهة اليمنى ....!!

    وتفتح عينيها في تثاقل وانكسار ....!!

    ثم تلفتت بلا وعي إلى زوجها ... لتراه وهو يضطرب

    أمام مقود السيارة محاولا السيطرة عليه ....!!

    ثم تتزايد أصوات القرقعه تلك ....!!



    وتزداد قرقعه حتى تصير عالية الصوت مخيفه ..!! وعندهههها

    تنتبه انتباهة المذعور أمام صياح زوجها الذي لم تتمكن هي من

    تمييز ملامح الذعر والخوف عليه للظلام الذي كان يسود كل من

    في السيارة الجيب إلا من أرقام عداداتها البرتقاليه الخافته..



    ولقد كانت السياره منطلقه بسرعه تقارب ال 140 كم\ساعه

    او نحوها وقد اختلطت على زوجها الكلمات وهو يغالب

    انفلات زمام السياره من يده بالرغم من انه كان متشبثا به بكل


    التشبث ثم انها لم تستطع ان تميز اي شي لهول المفاجات

    المتتاليات عليها فلقد حصل كل شئ بسرعه ...... , ...... ظلام

    سرعان ما ختلط بتأرجح السيارة ثم هزات متتابعات عنيفات

    ثم صوت انحراف صورة الطريق الاسود الطويل الذي امامها

    ثم صوت ارتطام أدى إلى اصطدام رأسها بالزجاج الامامي ثم

    سكوت قصير وهدوء ليس له حدود في فراغ ليس له نهاية ..



    ثم اصوات كثيرة من تهشيم وتكسير زجاج وأخذ يتلاشى

    شيئا فشيئا وأصوات كثيرة كانت تبتعد عنها بعيدا بعيدا ثم غابت

    عن ذلك كل في عالم ليس له حدود...



    وبعد وقت لاتعرف كم مضى منه ...! فتحت عينيها بجهد

    بالغ لتجد نفسها أمام .....

    تجد نفسها أمام لوحة هائلة من النجوم الخافته جداً

    بالغة السكوت وقد تمددت على ظهرها في مكان غريب موحش

    وقد بدا كل شئ يميل إلى سواد غير مفهوم...


    إلهي هل هذا حلم أم كابوس؟!!

    إلهي أين انا ... أين الاولاد ؟؟ الاولاد !!


    وسرعان ما يدب فيها نشاطها وتقوم بكل جزع للبحث عن أولادها

    وتدور بعينيها من حولها وبالكاد أن ترفع رأسها لتعرف ما ذا جرى

    وتتحسس نفسها ومن حولها الذين بدو وكأنهم اشباح متناثرة

    هنا وهناك حول سيارة الجيب التي علاها التراب وقد تغضنت

    أطرافها من كل جهة حتى صارت كما من الحديد المتداعي الذي لا يؤبه به .....!



    وتخور قواها وتخونها عزيمتها حتى أنها لم تعرف كيف تبكي

    فأخذت تزحف بصعوبه بالغة نحو السيارة بالرغم من الكدمات

    والجروح التي اصابتها



    يا الله ساعدني كي اصل

    يا إلهي أهذا حلم ام كابوس ؟!!



    وتدخل السيارة الجيب التي استلقت على جانبها الايسر

    وتمد بيدها إلى حيث كانت تظن زوجها لتقع يدها على جسده

    وقد تضرج بدمائه وقد فارقته الروح وصرخت تنادي بصوتها المخنوق

    المرتعش وكانت تلح في النداء وكأنها لا تريد أن تصدق أن زوجها

    قد تركها في هذه المنحه العصيبه وتمد يدها بياس وجزع عبر

    النوافذ المهشمة الخلفيه تحاول اخراج أولادها وخادمتها ....



    لم تكن تعرف الميت من الحي حينمها فقد كانت تتنقل هنا وهناك

    بين تلك الاجساد التي لا حراك بها ولم تكن تنتظر من احد طلب

    المساعدة حتى نما الى سمعها أصواتٍ تلاحق بعضها البعض

    عن بعد وقد كان يدل عليها أنوار وأضواء تقبل صفراء ساطعه

    ثم تبتعد حمراء خافته في جهة واحده لتغيب في ذلك الليل

    البائس المخيف عندها استدارت ميممه شطر تلك الانوار

    لقد خانتها حتى النجوم هذه الليله اذ لم تنر لها طريقها

    الذي امامها لقد كانت ليلة حالكة السواد بالرغم من تلك

    النجوم التي كانت تطل على استيحاء لقد كان كل شئ اسوداً

    حتى الافكار المتصارعه في راسها...


    يا الله اهذا حلم ام كابوس؟؟!!

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيمهل ذلك الطريق العام......



    واتجهت لتلك الانوار بلا شعور يوجهها اليه ثم وقفت كشبحٍ

    متهالك بثيبابها الرثه عند الطريق العام وقد نسيت لهول

    مصيبتها انها حامل في شهرها الخامس واخذت تدعو

    ربها ان يعينها في مصيبتها بينما هي تشير الى السيارات

    التي كانت تمر من عندها بسرعه جنونيه....



    ولم تقف لها عدة سيارات بل كانت تبتعد عنها بسبب شكلها

    الغريب فلقد بدت في ذلك الليل كشبح مخيف اختلط سواد

    الليل به ببياض التراب والغبار وبقع الدم المتناثره على اسمالها..



    لم تكن تدري ماذا تفعل لتقنع تلك السيارات بالوقوف لمساعدتها

    فلقد كانت تلوح بيديها ولم تكن تعرف كيف تعبر عن ذلك ...

    فلقد اختلطت عليها الكلمات والحروف والافكار بل حتى

    أرقام الرمان الذي في ذاكرتها ..


    كلمات مفتاحية  :
    قصة صارت احلامنا

    تعليقات الزوار ()