بتـــــاريخ : 11/8/2008 8:53:17 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 866 0


    سي السيئ

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد سنجر | المصدر : forums.m7taj.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سي السيئ

    ( جالس أنا بأحد الزوايا هناك ،
    رائحة البنزين تملأ المكان ،
    جاءني ولد صغير يحمل كوبا من الشاي ، قال ببراءة )
    ـ الأسطى بيمسي .
    ـ ألف شكر يا أسطى جمال .
    ـ ده إنت منورنا و الله يا أستاذ .
    ـ منور بيكم يا أسطى عثمان .
    ( قالها الأسطى عثمان و هو يتواري ببشرته الجنوبية السمراء خلف غطاء المحرك الأبيض ،
    كان يحاول جاهدا فك أحد المسامير الصدئة ،
    بينما تمدد الأسطى جمال أسفل السيارة يفك ( طبة الزيت ) و قد توارت بشرته الناصعة البياض خلف بعض البقع الزيتية السوداء ،
    منذ قليل طلبا مني الحضور بعد ساعتين لاستلام السيارة ،
    و لكنني وجدتها فرصة للبقاء مع نفسي بعض الوقت ،
    أخذتني الأفكار فوق جناحيها ،
    حطت بي هناك ،
    مازال صوت أمي و أختي الكبرى يتردد بمسامعي )
    ـ أعدم عيني إن ما طلقتها لا أنت ابني و لا أعرفك .
    ـ قلت لك أنا شفتها بعيني اللي ها يكلها الدود و هو نازل من عندها .
    ـ طلقها و أنا من بكرة أجوزك ست ستها ،
    على الأقل جايز ربنا يكرمك بحتة عيل .
    ( تساؤل أحد الصبية أعادني ثانية إلى رائحة البنزين )
    ـ الشاي مظبوط يا أستاذ ؟ مش عاوز سكر ؟
    ـ لا ، ده مية مية .
    ( لفت نظري الشبه الكبير بين الصبي و بين والده الأسطى جمال ،
    فولة و انقسمت نصفين ،
    نفس البشرة ناصعة البياض ،
    نفس قصة الشعر حتى لونه ، سبحان الله )
    ـ ربنا يخلي لك ابنك يا أسطى جمال .
    ( رد بمنتهى البرود )
    ـ لأ مش ابني ، ده ابن الأسطى عثمان .
    ( عندها دارت بي الدنيا ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ، كيف ؟
    لا يمكن .
    هل يعقل أن يكون هذا الصبي صاحب البشرة شاهقة البياض ابنا للأسطى عثمان صاحب هذه البشرة السمراء ؟؟؟؟؟
    أي كلام هذا ؟
    خطفتني غربان سوء الظن ، حلقت بي عاليا ،
    اثنان كان الشيطان ثالثهما ،
    جذبهما ، غاص بهما إلى ظلمات أعماق الرذيلة و الدناءة،
    سلبهما الشيطان ضميرهما فضيعا الأمانة ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله ،
    ألهذه الدرجة انحطت الأخلاق في سنواتنا العجاف هذه ؟
    ألهذه الصورة وصلت بنا النخوة ؟
    أين أبسط مقومات الرجولة ؟
    كيف ضاعت منا أسمى معاني الصداقة و الزمالة ؟
    أخذت أنظر إليهما ، أتمتم )
    ـ شوف يا أخي الجبروت ، و لا كأنه عمل أي شيء ،
    و الخنزير ده كمان ، و لا هو هنا ،
    هي الدنيا جرى فيها إيه ؟
    لا بص بص ، و بيكلموا بعض عادي جدا ، و لا كأن فيه حاجة خالص .
    شوف البجاحة يا أخي ؟
    قادرين يحطوا عينهم في عنين بعض إزاي بس ؟ نفسي أفهم ،
    لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ،
    دي القيامة ها تقوم خلاص يا جدعان ،
    حسبي الله و نعم الوكيل .
    ( في هذه الأثناء ذهب الصبي إلى الأب المخدوع )
    ـ الشاي يا با .
    ( رد الأسطى عثمان )
    ـ لا ، الشاي ده بتاع خالك ،
    أنا طالب قهوة .
    ( عندها تعلق نظري بالصبي و هو يمشي الهوينى حاملا كوب الشاي ،
    يناوله بكل براءة إلى خاله ،
    الأسطى جمال )

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سي السيئ

    تعليقات الزوار ()