بتـــــاريخ : 6/12/2008 2:25:16 PM
الفــــــــئة
  • الســــــــــياحة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2038 0


    "كوفينت غاردن".. جزيرة تسترخي في وسط زحمة لندن

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : كمال قدورة | المصدر : www.bintnet.com

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة

    سوق تقليدي مفتوح.. العاب بهلوانية ورسامو كاريكاتير على الارصفة على مدار ايام السبت

    لندن - كان الناس في بداية التسعينات يتجهون صوب "كوفينت غاردن"Covent Garden طلبا للاسترخاء والتسكع والتمتع بأوقات طيبة، فقط عبر التنقل بين الساحتين الرئيسيتين اللتين تختصان بالعروض الفنية والسيرك، والمقاهي والمطاعم المختلفة المحيطة بدار الاوبرا. وبالإضافة الى كونها جزيرة جميلة وصغيرة في وسط لندن القريب من حي المال وحي المسارح ( 250 مسرحا)، فإنها تضم عددا لا يستهان به من المحلات التجارية المختلفة والنوادي الليلية التي تمكن الزائر من التبضع والتمتع بأوقات طيبة دون الاضطرار الى الذهاب الى مناطق اخرى، ويمكن العثور فيها على افضل المكتبات ومحلات بيع الخرائط واللوحات الفنية والصالات والمنحوتات والعيادات الخاصة بالطب البديل والتدليك وغيره. اضف الى ذلك محلات التحف وبيع الملابس والاحذية على اختلاف انواعها وتصميماتها واسعارها ومحلات الادوات الفنية والاجبان والشاي والنباتات، ورسم الاوشام والكثير الكثير مما لا يخطر على بال. ولكن هذه الايام، انتقلت المنطقة من عالم الى آخر بعد ان تطورت وتم اعادة تأثيث الشوارع التجارية القديمة القريبة من دار الاوبرا (من اجمل مناطق التسوق في لندن)، واصبحت اكثر حداثة وازدحاما من دون ان تخسر هويتها، وقد اصبحت تستقطب الملايين من السياح كل عام واصبحت احدى اهم المناطق السياحية في لندن.

    لكن هذه المنطقة المترفة والقريبة للقلب، كانت من اكثر الأحياء اللندنية فقرا في القرون الماضية، تنشط فيها العصابات وتكثر فيها الجريمة وتنتشر فيها الروائح الكريهة والرطبة، وقد وصف الأديب الإنجليزي المعروف تشارلز ديكينز منطقة "السفن ديلز" في مجموعة "سكاتشيز باي بوز" Sketches by Boz على الشكل التالي: الغريب الذي يجد نفسه في منطقة الـ"ديلز" لاول مرة.. عند مدخل لسبع طرقات، عاجز عن اختيار أي منها، سيرى من حوله ما يكفي لابقاء حشريته متيقظة لوقت طويل.

    الـ"سفن ديلز" من أشهر أحياء منطقة "كوفينت غاردن" التجارية المزدهرة (هذه الايام)، والتي تقع بين حدود حي المسارح في "الوست اند" West End والمباني المحاذية لشارع "نيل ستريت" الشهير الخاص بالتسوق وآخر صرعات ازياء الشباب (اطلق عليه هذا الاسم نسبة الى توماس نيل (1641-1699) الذي صمم المنطقة معماريا). وصمم الحي السكني على شكل سبعة شوارع ضيقة تنتهي كلها في ساحة واحدة، لا تزال مرتعا للسياح والعمال المحليين الراغبين ببعض الاسترخاء والراحة والتسكع حتى الآن.

    وتعج منطقة "كوفينت غاردن" التي تعتبر جزءا من منطقة كامدن الجنوبية حاليا بمحلات التسوق والعروض الفنية الحية في الهواء الطلق والعديد من محطات الترفيه المعروفة على الصعيد الوطني كقاعة "الأوبرا الملكية" Royal Opera House. وتحيط بالمنطقة مناطق معروفة ومهمة على الصعيدين السياحي والتسوقي والفني في وسط لندن مثل "تشيرينغ كروس" Charing Cross Road و"هولبورن" Holborn وخصوصا شارع "كينغزواي" Kingsway ومنطقة "سوهو" Soho القريبة من "تشاينا تاون" بالإضافة الى منطقة الـ"ستراند" the Strand القريبة من نهر التيمز.

    وكما هو معروف ان قلب منطقة "كوفينت غاردن" كان عبارة عن "حسبة الخضار والفاكهة" (سوق الجملة للخضار والفاكهة) والزهور التي تعتمد عليها مدينة لندن منذ القرون الوسطى حتى منتصف السبعينات (من عام 1500 الى عام 1974)، أي قبل انتقال الـ"حسبة" الى منطقة "ناين إلمز" Nine Elms. تاريخيا: يعود تاريخ "كوفينت غاردن" الى تاريخ مدينة لندن نفسها وتاريخ تأسيسها الذي بدأ مع الرومان عام 47 بعد الميلاد أي بعد اجتياح الامبراطور كلاديوس Claudius، ايام كان يطلق على لندن اسم "لندينيوم" (يقال إن الرومان استوحوا اسم المدينة من الاسماء المحلية، ويقال ايضا انه اسم سلتي يعني "عاصف" او"بري"). وقد بدأ استخدام اسم المنطقة "كوفينت غاردن" ايام الملك جون (1199 -1216)، حيث كانت مصدرا للخضار والفاكهة التي يشتريها دير كنيسة القديس بطرس (St. Peter) القريب منها.

    وخلال حكم هنري الثامن، وبعد ان الغى الاديرة ومنعها في جميع انحاء البلاد عام 1540، شهدت المنطقة نزاعات حادة على العقارات وملكية المباني. ومع هذا فإن المنطقة التي نعرفها حاليا معماريا وتجاريا، تعود جذورها الى القرن السابع عشر عندما عمل المهندس المعماري المعروف خلال عصر التنوير انيغو جونز على تحقيق امنية الثري فرانسيس راسل (احد افراد العوائل الملكية في مدينة برادفورد)، بتصميم وانشاء ساحة او ميدان فيها يضم "الحسبة" وكنائس المنطقة والاديرة. وقد ذاع صيتها وكبرت اهميتها واصبحت محط انظار تجار المدينة، بعد الحريق الشهير الذي تعرض له وسط المدينة والجزء الشرقي منها عام 1666، حيث قضى الحريق على معظم اسواق الخضار المنافسة الاخرى.

    وفي عام 1913 وافق دوق برادفورد، تحت الضغوط السياسية والرغبة بتنويع محفظته الاستثمارية، على بيع " كوفينت غاردن" للنائب هاري ماليبي ـ ديلي والسير جوزيف بيكام لاحقا بمبلغ قدره 2 مليون جنيه استرليني (213 عقارا). وفي عام 1962 انتقلت الملكية الى هيئة " كوفينت غاردن" بمبلغ قدره 4 ملايين جنيه تقريبا. وبسبب الازدحام الكبير وصعوبة وصول الحافلات والشاحنات المحملة بالبضائع الى قلب المنطقة، قررت الحكومة اعتبار العقارات عقارات "مسجلة" وتاريخية يجدر الحفاظ عليها ونقل سوق الخضار الى منطقة "ناين إلمز" عام 1974 والتي تبعد فقط 3 اميال عن الموقع الرئيسي.

     

    المنطقة المغلقة

     

    منذ ذلك الوقت وحتى عام 1980 تحولت المنطقة الى مركز للتسوق ومركز جذب للسياح من جميع انحاء العالم، إذ تعج المنطقة بمحلات الـ"نوفوتيه" الخاصة بالملابس الثمينة، وبمحلات الاحذية المختلفة في "نيل ستريت" والمتاحف (متحف مواصلات لندن) وغيره كما سبق وذكرنا من مراكز الترفيه الفنية والموسيقية (قاعة الاوبرا الملكية وقاعة الباليه الملكية ومقر اوركسترا الاوبرا). ومنذ العام الماضي 2007، اطلق القيمون على منطقة "كوفينت غاردن" في إطار الترويج السياحي واعادة المنطقة الى جذورها، اول سوق ليلي للمآكل في بريطانيا، يشمل العديد من البسطات المختصة ببيع الفطر والجبن والخبز وغيرها من الانواع التي يؤمل ان تعيد امجاد ماضي المنطقة الى سابق عهدها. وكانت شركة "كابكو" قد اشترت منطقة الساحة والمحلات التي تقع تحت مبنى الاوبرا قبل عام من ذلك (2006) بمبلغ قدره 450 مليون جنيه (تبلغ قيمتها الآن 650 مليون جنيه).

     

    العروض في كوفينت غاردن


    العروض الفنية:

    وتعتبر كوفينت غاردن المنطقة الوحيدة في لندن التي يسمح فيها بالعروض الفنية الحية في الهواء الطلق، ويتم التنسيق بين اتحاد الفنانين وادارة المنطقة لتنظيم العملية وفرز الأماكن والادوار. وتصل مدة العرض الواحد في المنطقة التي تغلق يوما واحدا في السنة بن 30 و40 دقيقة.

    لكن شركة "كابكو" التي ترغب في تخفيض عدد العروض بنسبة النصف، تنوي وضع برنامج جديد يتضمن عرضا او عرضين كل ساعة، من الساعة 10.30 صباحا حتى الساعة 7 مساء.

    ولهذا السبب بالذات قام الفنانون بتظاهرة كبيرة في ساحة المنطقة احتجاجا على تلك الخطوة، وحشدوا الكثير من الدعم من الشخصيات المعروفة وعلى رأسها رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون وفيكتوريا وود وفاسكو فاسلييف.

     

    العروض في كوفينت غاردن

     

    قاعة الأوبرا الملكية:

    تعتبر قاعة الاوبرا التي صممها ادوارد شافارد، من اقدم قاعات الاوبرا في العالم، وتضم في جنباتها قاعة الباليه ومركز الاوركسترا. ويمكن للقاعة استقبال ما لا يقل عن 2200 شخص. ويعود فضل تأسيس القاعة والمبنى الى الملك تشارلز الثاني 1660 الذي اعطى الاذن لشركة "ديوك" Duke"s لبناء مسرحين في المنطقة آنذاك. لكن المبنى الاساسي الذي يعتبر اساسا للقاعة تم بناؤه وافتتاحه عام 1732.

    وفي الستينات من القرن الماضي (1960)، دخلت قاعة الاوبرا، فترة من الترميمات واعادة البناء. وفي عام 1975 اعطت الحكومة الضوء الاخضر لعملية التحديث والتوسيع واعادة التأثيث واعطاء المكان ككل حلة جديدة تنسجم مع العالم الحديث.

    وفي عام 1995 وبدعم مالي من هيئة اليانصيب الوطني National Lottery، تم التخلص من نصف المكان وعدد من المباني المحاذية، لإعادة بناء المركز الجديد الذي يعتبر اكثر اتساعا وحجما من السابق.

    وتم خلال عملية الترميم، تطوير القطاعات الخاصة بالتمرينات والتقنيات وخدمات التعليم التي تعتبر جميعها الاحدث في اوروبا.

    وهذه بعض المواقع لكوفينت جاردن:

    http://www.coventgardenmarket.co.uk/


    http://www.covent-garden.co.uk/


    http://www.coventgarden.uk.com/

    كمال قدورة
    الشرق الأوسط

    كلمات مفتاحية  :
    سياحة

    تعليقات الزوار ()