بتـــــاريخ : 11/5/2008 7:02:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1413 0


    سأقطف لك في الربيع وردة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. محمد النعماني | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :

    ومن شهور الربيع سأقطف لكِ باقة ورد أحمر .. !!
    من على بُعد ألف سنة ضوئية .. أهرب من واقعي ..
    وأفد إليكِ يافعاً لم تتجاوز أحلامه العقد الثاني من عمره ..
    أكتب أشواقي .. وآمالي .. كلها .. خارج حدود الذاكرة ..
    تتجاوز عقارب الساعة .. ودوران الأرض .. وحركة القمر ..
    أحتسي كؤوس خموركِ كلها .. أشربها ويضيع العالم من حولي ..
    أنتظر عودتكِ لنفس المكان الذي التقينا فيه أول مرة .. تحت أشجار الليمون ..
    وبين بيادر القمح .. طال انتظاري سيدتي ...
    اليوم أصبح لا يأتي إلا متكاسلاً متثاقل ..
    والساعة تتحطم تحت أقدام الوقت ..
    سيدتي ..
    لم أتهمكِ بالتأخير وعدم الرفق بالمواعيد .. بل تأكد لي أن يومكِ لم يأتِ بعد ..
    ودون حضوركِ تأفل الشمس .. وتكتسي السماء لوناً أسود معتم .. وتنام المدينة فوق صفيح الانتظار الساخن .. تندثر أحلامي تحت جحافل السفر .. وتخلّف في أعماقي جمر يستعر ..
    ما بال أمانينا؟!
    تتحول في صدورنا إلى أنين وبكاء ..
    تتحول لياليها اليافعة إلى ظلام دائم كئيب ..
    أشتاق للرحيل بعيداً .. وأتوق أكثر للاقتراب منكِ والبقاء في رحاب جنانكِ ..
    لا تستغربي هذياني .. فقط .. هو شيء من الألم .. واليأس .. وربما القنوط!!
    بل هو مزيج من هذا وذاك ..
    وفي المقابل .. أرفض الانتحار حتى على ورقة وقلم!!
    مهما أصاب رأسي الصداع .. أو سيطر على أطرافي الألم ..
    سأنتظر .. وسأتقدم نصف خطوة ولن أبالي ..
    حتى لو أرجعتِ بغيابكِ أحلامي إلى الوراء ألف ألف خطوة ..
    سأنتظر .. وسأرسم الغد القادم بألوان مائية قانية ..
    وسأكتبه بحروف من نور .. وسأغمس فراشاتي في آنية الشمس ..
    وسأكسوها بألوان الغسق اللامعة ..
    فقط .. لأنني أؤمن .. بأن كل ذاك الألم سيختفي يوماً ما .. وكل الأحلام والأمنيات التي أرسينا بسواعدنا قواعد راسخة لها لابد أن تزدهر وتثمر .. وأعذاب الألحان سيعزفها القلب على تقاسيم وتر قديم ..
    سأظل هنا .. أتبخر في سماء ليس لها حدود .. تأخذني إلى عالم ملؤة التفاؤل .. أسمو بعيداً بحروفي وأسافر مع كلماتي .. وألتقط محافل الذكرى وأسعد بها في عرس الوله .. حتى يحين لنا اللقاء .. لنغمس حرائق قلوبنا في سواقي الشوق .. ونبتسم للوجع .. ولمنجل الغربة وهو يخنق السنابل في مواسم الجدب ..
    نبتسم للقمر وهو يجلس مختالاً فوق عرشه .. بعيداً عن متناول الأطفال و (الكبار) ..
    نبتسم للأمس وهو ينظر إلينا بنظرة ساخرة .. ماكرة ..
    وتأفل أعياد ومناسبات وتحل أخرى .. وطريقي موغل بالألم ..
    قسراً سيدتي .. سأمشي باتزان فوق رمال متحركة ..
    وسأبتاع من أجلكِ الصبر .. وسأرتضي الجرح من أجل البقاء ..
    سأتقبل مرارة الحزن بصدر رحب لأنه يعبر عما بداخلي .. بيد أنني أرفض التشاؤم وبشدة .. لأنه سمة الكسالى والمتعبين .. وأنا لست متعباً أو كسول ..
    سأنتظركِ .. وسأستعطف الآخرين .. وأهادن الصبر حتى يتلبسني ..
    ومن شهور الربيع سأقطف لكِ باقة ورد أحمر ..
    وحينها .. سأخرج من الحزن إلى الفرح .. إلى حياة لا حدود لها .. وغدٍ مشرق ..
    أما الآن .. صدقيني .. لا زالت حروفي عاصية .. وكلماتي متمردة .. ودموعي ...
    وعند مفترق الطرق ..
    أقف بعيداً على حافة الهدير ..
    أنتظر رحيل السفن عن موانئ قلبي ..
    أترقب فنار البحر .. ومواقيت السفر ..
    أترقب تصريح الدخول على مرساة بالغة الخصوصية .. والتميز ..
    سأنتظركِ على أرصفة ممهدة .. ووعود معطرة برياحين الوجد ..
    سأنتظركِ على بوابات الأمل المشرق بغدٍ تزينه أكاليل الورود ..
    سأنتظركِ على حافة كل وعدٍ نثرته يداكِ على قارعة طريقي ذات مساء ..
    سأجمع من أجلكِ كل كلمة قيلت في الحب .. وكل حرف اعتلى عرش الحب .. وكل وصف جسد فيكِ معنى الأنوثة .. فمن سواكِ تنهمر سحائب حرفي على رابيته لتسقيها دفء المشاعر وصدى البوح في صباحاته .. وأعلن للعالم بزهو أنكِ حبيبتي .. ومن سواكِ أنحر كبريائي لأجله على أعتاب الشوق إليه ..
    من سواكِ حبيبتي أستنشق عبق الحب أصالة من أنفاسها وأقطع حروفي من روزنامة الغد وأبعثرها على زوايا الشوق .. وأنثر بها العطر على بوابة الحب .. ولا شيء سوى الحب ..
    ومن سواكِ ينفث الروح في قلمي فيرسل الحياة إلى أناملي رعشة يعقد بها الحب في أوردتي .. ويحيك من شموخه ثوباً ومن كبريائه غطاء ..
    غداً حبيبتي .. ستدنو لنا الدنيا وسنقتات من أجمل ثمارها وعناقيدها وقطافها .. وسنحمل أحلامنا فوق عواتقنا وسنطوف بها الدنيا .. ونعلن مولد الحب ..
    غداً سأجعل من لوعة الفراق مشاعل حضور والتقاء .. بل تقارب وعناق .. وسأجعل الأطيار ترقص فرحاً بحضوركِ ..
    وغداً ستنتفض لكِ القلوب .. وستهفو إليكِ الأفئدة .. وسنعيش معاً عمراً آخر .. وسنكتب بأيدينا شهادة ميلاد لا حدود لها ..
    غداً .. سنجعل من مرارة الصبر وسطوته شهداً وسكر .. وسنكسر سيفه .. ونحطم غمده .. وسنغسل جوارحنا تحت شلال الأمل .. وسنذوب لوعة تحت هجير الشمس .. وننهل من ضياء القمر ..
    بكِ حبيبتي متوّج أنا بعرش الحب .. ومقاليد العشق .. وتحت عرش أنوثتكِ أسبح في رحيق أيامكِ .. وأنصهر في بوتقة أحلام اللقاء ..
    هاأنذا حبيبتي اليوم أقف على أول أعتاب قلبكِ .. وأرى في رموشك آخر ملاذ .. وفي نور عينيكِ إضاءة لظلمة الحياة .. وفي جدائلكِ أسرار الكون .. وإشراقة شمس الصباح .. ومن شمال الحب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه أسطِّر لكِ كلماتي نزفاً يلوّن الورق بحمرة الحب ولمعان المُقل ..
    سأنسف من أجلكِ (الواجب) و (المفروض) و (العادات) و (التقاليد) كي أغزو أرضكِ معلناً ثورة الحب .. وسأفرض على قلبي حضراً للتجول بدونكِ .. وسأنسف من أجلكِ (عادات قبيلتي) التي ما زالت تسيطر على مجريات حياتي .. وتحطم مشاعري .. وتزلزل أحلامي في الارتباط بمن أحب ومَن أهوى .. وتأتي على كل ما يجب أن يكون .. وما يجب أن يقال .. لنلتقي دوماً فوق رمال الواقع الجميلة حتى وإن كانت متحركة مائجة .. بدلاً من الانزواء يأساً داخل خيام الصمت ..
    حبيبتي ..
    أنهاري المتدفقة من منابع قلبي إلى مصبات نبضكِ .. ليست عاصية أو جافة ولكنها تخالف مسيرة الأنهار .. وطبيعة الماء .. أجل حبيبتي .. فنهري ينبع عذباً من أدنى مثواي .. إلى أعلى قمم العشق!! حيث مسقط حبكِ!!

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()