بتـــــاريخ : 11/5/2008 6:47:04 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1052 0


    زوجها الذي هرب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : آرثر موريسون | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة زوجها الذي هرب

    لا يزال تصرف سيمونز المشين نحو زوجته موضوع استغراب شديد بين الجيران. كانت النساء الأخريات يعتبرنه زوجاً (مثالياً) وكانت السيدة سيمونز، ولا ريب، زوجة ذات ضمير حساس. وكل امرأة في ذلك الحي تشهد بأنها تعبت وشقيت في سبيل ذلك الرجل أكر بكثير من أن يكون الحق لأي زوج من الأزواج أن يطالب به. والآن هذا جزاؤها منه. لعله جن فجأة؟
    كانت السيدة سيمونز قبل أن تتزوج من صاحبنا سيمونز، أرملة السيد فورد، وكان هذا الأخير حمالاً على ظهر باخرة غير تابعة لخط بحري منتظم. ولكن هذه الباخرة وجميع مَن على ظهرها غرقت في البحر ـ ودخل في روع الأرملة ان هذا قضاء عادل حل به نتيجة تمرد منه دام سنين طويلة إلى أن انتهى به إثمه إلى مزاولة العمل على متون البحار، بل، ومزاولته كحمال! وذلك تدهور مريع لبراد ميكانيكي قدير، وقد بقيت عاقراً اثنتي عشرة سنة مع السيد فورد، وبقيت عاقراً كذلك مع سيمونز بعد زواجها منه.
    أما سيمونز فالكل يؤكد انه كان محظوظاً بهذه الزوجة القديرة. كان يمتهن النجارة وكانت معرفته فيها لا بأس بها، ولكنه لم يكن من الرجال المقبلين على الحياة. ما كان أحد ليستطيع أن يتكهن ما الذي سيحل بتومي سيمونز لو لم تكن هناك امرأة اسمها السيدة سيمونز تعتني به. وهو رجل هادئ وديع، ذو وجه صبياني فيه شعر هش مبعثر على العارضين والشاربين. لم تكن له أية عادات لازمة (حتى غليونه فارقه بعد زواجه). غير أن السيدة سيمونز زرعت في نفسه فضائل شتى غريبة. فهو يذهب صباح كل أحد إلى الكنيسة بوقار، وقبعة عالية تعمر رأسه، ويضع بنساً واحداً في الطبق تعطيه إياه لهذا الغرض من كسبه الأسبوعي، وبعد رجوعه وبإشراف السيدة سيمونز ينزع أحسن ثيابه وينظفها بفرشاة بكل اهتمام ومشقة. وفي أيام السبت يبدأ بعد الظهر بتنظيف السكاكين والشوكات والأحذية والقدور والشبابيك بصبر جميل وضمير مرتاح. وفي أيام الثلاثاء يأخذ الثياب للكي، وفي ليالي السبت يرافق السيدة سيمونز إلى السوق ليحمل الرزم.
    أما فضائل السيدة سيمونز الشخصية فقد كانت أصيلة بسيطة ومتعددة. لقد كانت مدبرة ممتازة، وكل بنس من شلنات تومي الثمانية والثلاثين الأسبوعية كانت تفيد منه أعظم فائدة. ولم يكن تومي ليجرؤ على التخمين عن المقدار الذي ادخرته منها. ومجرد النظر إلى نظافتها في شؤون البيت الزوجية يبعث على الذهول. لقد كانت تستقبل سيمونز عند الباب الخارجي كلما أتى إلى البيت، وهناك يستبدل حذاءه بنعل وهو يوازن نفسه بمشقة وألم من رجل إلى أخرى على البلاط البارد. كان هذا لأنها غسلت الدهليز والممر بمساعدة زوجة العائلة القاطنة في الطابق السفلي، ولأن بساط الدرج كان بساطها. وبعد الشغل كانت تشرف على زوجها حتى نهاية عملية (تنظيف نفسه) بدقة وحذر، فتضع نفسها بين الجدران وبين الرشاش الذي قد يتطاير عليها. وإذا حدث، رغم جهدها المبذول، إن بقيت بعض البقع ظاهرة فإنها تجهد نفسها في طبع تلك الحقيقة على ذاكرة سيمونز، وتسرد له مطولاً تفاصيل الأمور التي تثبت أنانيته الجحود. في البدء كانت ترافقه دوماً مرافقة الخفير إلى حوانيت الملابس الجاهزة، فتنتخب له ما يروق لها ثم تدفع الثمن بنفسها ـ لأن الرجال دوماً أشبه بالحمقى وأصحاب الحوانيت يتلاعبون بهم كيفما شاؤوا. ولكن سرعان ما تخطت هذه العقبة حين خطر ببالها أن تصنع ثياب سيمونز بنفسها. وكان التصميم إحدى فضائلها. فابتدأت بعد ظهر ذلك اليوم بخياطة بدلة من قماش صوفي مضرب صاخب اللون قصته على طراز بدلة قديمة، وليس ذلك فحسب، بل كانت البدلة جاهزة يوم الأحد! فغر سيمونز فاه دهشة لهذا الإنجاز الباهر، أقحمته فيها ودفعته إلى الكنيسة قبل أن يسترجع رشده ... غير انه وجد أنها لم تكن مريحة تماماً. فالسروال ضيق تحت ركبتيه ولكنه يتهدل بارتخاء وراء عقبيه. وعندما جلس وجد انه يجلس على متاهة من الطيات والدروز القاسية. وكانت ياقة سترته تشد كتفه بكتفه الأخرى، بينما انتفخ هيكلها بسخاء كالحقيبة أسفل خاصرته.
    لقد اعتاد على المنغصات يتقبلها كأمر مسلم به، ولكن ذلك لم يكن ليجعله على وئام مع زملائه المستهترين في المشغل. إذ بينما تخيط السيدة سيمونز بدلات محكمة متتالية، تخاط كل منها بموجب سابقتها، كانت هفوات تصميمها تنمو وتتوطد حتى تصبح مبادئ، بل إنها تشتد بروزاً وبشاعة. وغمزات سيمونز كلها ذهبت سدى. فقد أشار إليها من طرف خفي بألا ترهق نفسها بالعمل، وان الخياطة تتلف العينين، وان هناك دكان خياط جديداً في الطرف الآخر من الطريق، رخيص جداً، بحيث إن ... فأسكتته بحدة قائلة: (إي والله صحيح! إنك دائم التفكير بالآخرين، بينما رحت تجلس هناك وأنت تمثل الكذب بعينيه أمام زوجتك! وكأنني لا أستطيع أن أقرأك ككتاب مفتوح يا توماس سيمونز. كثيراً ما تهتم باجهادي بعد أن نلت كل ما تبتغيه. تبعثر النقود وتقذف بها كالقاذورات في الشارع على حفنة من الخياطين المختلسين، وأنا هنا أكد وأشقى كالعبيد لكي أوفر الفلس الواحد، وهذا ما ألقاه منك جزاء وشكوراً. لعلك تحسب أنك تستطيع أن تلتقط النقود من عرض الشارع؟ لا شك أنني كنت سأحظى باهتمام أكبر لو أني استلقيت على السرير طيلة اليوم، كما تفعل الأخريات). وهكذا تجنب توماس سيمونز الموضوع، فلم يعد يتذمر حتى عندما صممت أن تقص له شعره أيضاً ...
    وهكذا دام حظه الوادع لسنين عدة. ثم حل مساء ذهبي من أمسيات الصيف حين حملت السيدة سيمونز سلتها وذهبت لكي تتسوق وتركت سيمونز وحده في البيت. فغسل أواني الشاي ووضعها جانباً، ثم انصرف للتفكير في سروال جديد كان قد أنجز ذلك اليوم وعلق وراء باب غرفة الجلوس. علق هناك بكامل شكله .. بريء المقعد، قصير الساقين، طويل الخصر، بزخارف فاضحة لم يلبس مثلها قط من قبل. وإذ هو يرمقه استيقظ فيه شيطان الخطيئة الأصلية الصغير، وعربد في صدره. لقد خجل منه بالطبع لأنه يعي الجميل الذي هو مدين به لزوجته لصنعها ذلك السروال عينه، ناهيك عن النعم الأخرى التي تمن بها عليه. ومع ذلك فقد كان الشيطان الصغير هناك، وكانت اقتراحاته الدنيئة كثيرة جداً، لاسيما بشأن ذلك السروال.
    قال له الشيطان الصغير أخيراً: (اقذف به في برميل القمامة! إنه خير مكان يليق به).
    فأجفل سيمونز وهو في أشد ما يكون من الهول من ذاته الشريرة، وفكر برهة في غسل أواني الشاي مرة أخرى على سبيل تأديب النفس ثم توجه نحو الغرفة الخلفية، ولكنه رأى من صحن الدرج أن الباب الخارجي مفتوح .. لعل ابن القاطنين في الطابق الأسفل هو السبب في ذلك. غير أن بقاء الباب الخارجي مفتوحاً أمر لا تقبل به السيدة سيمونز. فنزل سيمونز لإغلاقه كي لا تغضب عليه عند رجوعها. وبينما هو يغلق الباب ألقى نظرة على الشارع.
    كان هناك رجل يتسكع على الرصيف ويختلس النظر إلى الباب باستطلاع. كان مدبوغ الوجه ويداه غائرتين في جيبي سرواله الأزرق المترهل، وعلى مؤخرة رأسه قبعة من القبعات السائدة بين حمالي الموانئ. خطا خطوة فجائية نحو الباب وقال: (السيدة فورد هل في البيت؟).
    فحملق فيه سيمونز نحواً من خمس ثوان ثم قال: (ها؟).
    (كانت من قبل السيدة فورد ـ والآن اسمها السيدة سيمونز، أليس كذلك؟) قال الغريب هذا وهو يلقي نظرة مختلسة شريرة لم يهضمها سيمونز ولم يفهمها.
    قال سيمونز: (لا، إنها ليست في البيت الآن).
    ـ (ألست أنت زوجها؟)؟
    ـ (بلى.).
    نزع الرجل غليونه من فمه وأظهر أسنانه في شبه ضحكة مغتصبة طويلة، ثم قال أخيراً: (صدقني يظهر إنك من النوع الذي تحبه هي من الرجال). ثم ظهر أسنانه في ضحكة خبيثة مرة أخرى. وعندما رأى ان سيمونز قد استعد لغلق الباب وضع قدمه على العتبة ويده على الباب، وقال: (لا تكن عجولاً يا صديقي. لقد أتيت إلى هنا لكي أتكلم معك قليلاً كلام رجل يخاطب رجلاً، ألا ترى ذلك؟).
    فانزعج تومي سيمونز ولكن الباب لم يكن ليغلق. وهكذا أخذ يناقشه: (ماذا تريد؟ إني لا أعرفك)، (إذن، إذا كنت تسمح لي، سأعرف نفسي). قال هذا ولمس طاقيته بحركة تواضع ساخرة، وأردف: (أنا بوب فورد، قادم من ملكوت الله، إن صح هذا القول. غرقت ومت قبل خمس سنوات. وأتيت الآن لأرى زوجتي).
    وفي أثناء هذه الكلمة كان فكا تومي سيمونز ينفرجان أكثر فأكثر. وعند انتهائها غرس أصابعه في شعره وألقى نظرة على الحصير، ثم نظر إلى كوة الضوء فوق الباب وأجال طرفه عبر الشارع، وبعدها رمق زائره بنظرة ثابتة، ولكنه لم يجد ما يقوله له.
    كرر الرجل: (أتيت لأرى زوجتي وبوسعنا أن نصفي المسألة الآن، رجلاً لرجل).
    أغلق سيمونز فمه ببطء واقتاد الزائر إلى الطابق العلوي آلياً، وأصابعه ما تزال في شعره، والشعور بحقيقة الوضع ينغرس شيئاً فشيئاً في دماغه. واستيقظ الشيطان الصغيرة فيه مرة أخرى. افرض ان هذا الرجل هو فورد؟ افرض انه ادعى بزوجته؟ أتكون ضربة قاضية؟ هل ستزيحه عن الطريق أم لا؟ فكر في السروال، في أواني الشاي، وفي أواني الغسيل والكي، في السكاكين، في القدور، في الشبابيك فكر فيها كمن اقترف خطيئة عن قصد.
    وعلى صحن الدرج قبض فورد على ذراعه وسأله في همس مبحوح: (كم سيطول الوقت بها قبل أن ترجع؟).
    وقبل أن يجب سيمونز كرر السؤال عدة مرات في دماغه ثم قال: (نحو ساعة على الأغلب).
    قال فورد وهو يجيل الطرف حوله: (آه، لقد قضيت هنا وقتاً مريحاً تنعمت به. هذه الكراسي وهذه الأشياء الأخرى) ـ ولمز بغليونه نحوها ـ (كانت ملكها، أعني ملكي أنا، ولأقلها لك بصراحة، رجلاً لرجل) ثم جلس وأخذ ينفث غليونه بتأمل وتابع: (حسناً ها أنا هنا مرة أخرى بوب فورد، الهالك الراحل، الذي غرق في البحر! ولكن ها أنا لم أهلك، كما ترى) ـ وغمز بطرف غليونه صدرية سيمزنز ـ (إني لم أهلك. ولكن لماذا؟ لأن ملاحاً ألمانياً التقطني، وتشبثنا بالصاري معاً، ثم بقيت لبضع سنين وأنا أهيم منذ ذلك الحين على وجهي، والآن) ـ ورمق سيمونز بثبات ـ (لقد رجعت لكي أرى زوجتي).
    فقال سيمونز مشدوهاً: (إنها، إنها لا تحب التدخين هنا في البيت).
    فأجاب فورد: (كلا، إني أراهن على أنها لا تحب ذلك) ثم نزع غليونه من فمه واخفضه بيده على قدر ما استطاع ثم أردف: (إني أعرف زوجتي حنة. كيف تجدها أنت؟ هل تجعلك تنظف الشبابيك؟).
    فأقر سيمونز بذلك وقال بعدم ارتياح: (والله، أنا بالفعل أساعدها في بعض الأحيان، طبعاً).
    ـ (آه، والسكاكين أيضاً، إني أراهن، والقدور البراقة. إني أعرف ذلك كله). ثم نهض وانحنى ليرى قفا سيمونز ـ (با! أعتقد أنها تقص لك شعرك أنت أيضاً! لعنني الله! تماماً، هذا أيضاً مما يلذ لها أن تفعله!).
    وأخذ يرمق سيمونز الخجل من نواح متعددة بتعال، ثم رفع إحدى ساقي السروال المعلق وراء الباب وقال: (إني أراهن أنها هي التي خاطت لك هذا. ما من أحد غيرها يستطيع أن يصنعه على هذا الشكل. لعنني الله! انه أردأ حتى من هذا الذي تلبسه الآن).
    وابتدأ الشيطان الصغير يأخذ بزمام النقاش كما يشتهي. لو استرجع هذا الرجل زوجته، لعله يضطر إلى لبس السروال ...
    وأردف فورد: (أي والله ما تغيرت ولا تحسنت!).
    وابتدأ سيمونز يشعر بأن ذلك لم يعد من شأنه. من الواضح أن حنة كانت زوجة هذا الرجل الآخر، وعليه إنك ان شريفاً أن يقر بالحقيقة. لقد صورها له الشيطان الصغير كقضية واجب لابد منه.
    ثم قال فورد فجأة: (طيب الوقت قصير ولم نطل إلى نتيجة بعد. لن أكون شديداً معك يا صاح، ولكن علي أن أتمسك بحقوقي على أكمل وجه. وأنا إذا أراك شاباً تتفهم الأمور وتعش مستقراً هنا بطمأنينة في عش الزوجية) ـ وبدفقة من السخاء أضاف: (أنا سوف والله، نعم، سوف أوجز القضية اللعينة ثم أهرب تعال. سأحدد لك مبلغاً كرجل أمام رجل. والمبلغ مقطوع ونهائي، لا أكثر ولا أقل: خمسة دنانير تحل المشكلة).
    لم يكن لدى سيمونز خمسة دنانير ـ ولا حتى خمسة بنسات ـ فقال:(معاذ الله إن أقف عائقاً بين رجل وزوجته. لا والله أنا الذي سأهرب).
    فقال فورد بسرعة وهو يقبض على ذراع سيمونز: (لا، لا تفعل ذلك. سأرخص المبلغ قليلاً ثلاثة دنانير ـ معقول أليس كذلك؟ ثلاثة دنانير ليست مكافأة كبيرة لكي أذهب عنك وأتركك إلى الأبد ـ إلى حيث تهب الرياح العاصفة، كما يقولون ـ ولن أرى زوجتي مرة أخرى أبداً، خيراً كان ذلك أم شراً. ثلاثة دنانير وأخلي لك الجو. والمبلغ معقول، أليس كذلك؟).
    فأجاب سيمونز بحرارة: (كلامك معقول ولا شك، بل إنه كلام رجل شريف ـ شريف للغاية. ولكنني لن أستغل طيبة قلبك على هذا النحو الحقير يا سيد فورد. إنها زوجتك وعيب علي أن أقف بينكما. إني أعتذر. تريث أنت هنا وخذ حقوقك كاملة. أنا الذي سأخلي لك الطريق، وسأفعل!) .. خطا خطوة نحو الباب.
    فصاح فورد وهو يقف بين سيمونز والباب: (قف! لا تتسرع بالأمور: فكر بالخسارة التي ستتكبدها عندما ترى انه لا بيت لديك تأوي إليه، ولا أحد يهتم بك، وغير ذلك من أمور الدنيا. إنه لشيء مريع ما رأيك بدينارين؟ سأنهيها ولن نتشاجر: دينار واحد. كلام الرجال مع الرجال، ونفض الأمر. من السهل أن تدفع ديناراً واحداً لقد كادت الساعة تنتهي ـ دينار واحد يكفي. أنا سوف ـ ).
    وبغتة تعالت قرعتان عاليتان على الباب الخارجي. قرعة مزدوجة في الحي الشرقي هي دائماً لسكان الطوابق العليا.
    فسأل بوب فورد واجفاً: (مَن ذلك؟).
    فاندفع توماس سيمونز نحو الدرج وهو يجيب: (سأرى مَن يكون).
    سمعه بوب فورد وهو يفتح الباب الخارجي، ثم تسلل نحو النافذة ورأى تماماً تحته قمة قبعة نسائية تختفي، ثم تطرق إلى أذنيه من الداخل صوت نسائي لم يغب عن ذاكرته.
    قال الصوت بحدة: (أين أنت ذاهب حاسر الرأس في هذه الساعة؟).
    فأجاب سيمونز: والله يا حنة ـ هناك ـ هناك شخص فوق يريد أن يراك). وعلى قدر ما استطاع باب فورد أن يرى، رأى رجلاً يهرول راكضاً في الشارع في عتمة الغسق. يا للعجب! لقد كان توماس سيمونز!.
    وصل فورد إلى صحن الدرج في ثلاث خطوات واسعة. كانت زوجته ما تزال واقفة أمام الباب الخارجي تحملق في أثر سيمونز. فنكص إلى الغرفة الخلفية وفتح النافذة وتدلى من سقف بيت الغسيل إلى الفناء الخلفي وتسلق مستميتاً على السياج، واختفى في العتمة، ولم يره انسان.
    هذا كان سبب هجر سيمونز النذل لزوجته، تحت بصرها وسمعها، وهو ما زال موضوع قيل وقال بين الجيران حتى اليوم

    كلمات مفتاحية  :
    قصة زوجها الذي هرب

    تعليقات الزوار ()