بتـــــاريخ : 11/4/2008 10:32:55 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1484 0


    غريب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أسامة انورعكاشة | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة غريب

    أضيئت الحروف المثبتة في سقف المقاعد.. في عبارتين متجاورتين
    أربط حزام المقعد.. امتنع عن التدخين..
    ثم انبعث صوت المضيف ينبه المسافرين الى قرب انتهاء الرحلة ويناشدهم الالتزام بكل تعليمات الأمان..
    ساعتها فقط انتبه من غفوته.. ونظر حوله.. لم يدرك في البداية أين هو.. حتى تعرف على ملامح الطائرة بعد لحظات..
    وحين ادرك ذلك غمرته دهشة عميقة .. وترنح في رأسه سؤال:
    ما الذي اركبني الطائرة... والى أين هو ذاهب؟!..
    انحنت عليه المضيفة الحسناء مبتسمة برقة وهي تغرد هامسة:
    - حزام مقعدك ياسيدي!
    وحين نظر اليها ورقصت في عينيه تلك الدهشة التائهة...
    اتسعت ابتسامتها ومدت ذراعيها لتحيط خصره بحزام الأمان ثم توصده .. وتغرد مرة أخرى : الحمد لله على السلامة.. ثم تمضي..
    أهو مسافر بالفعل ؟..
    واضح ان هذا هو مايحدث.. ولكن !.. لم لايذكر شيئاً ؟..
    لم لايعرف الى اين تأخذه الطائرة ومن اين ركبها؟
    لم يرد ان يرهق ذهنه بحيرة تتوالد فيها الاسئلة كتوالد البكتريا في العفن.. تحسس جيب سترته.. ثم مدها الى جيبه الداخلي حيث كان جواز السفر وتذكرة الطائرة..
    قبل ان يفتح الجواز برق في رأسه خاطر يدعوه لأن يختبر ذاكرته..
    - من أنت ؟..
    - أنا لم افقد الذاكرة بعد .. اسمي...
    وجد الاسم الذي فاه به يطابق الاسم الموجود بالجواز وداخله الارتياح.. ونظر الى الصورة وهنا هاجمته الصاعقة.. فالصورة الموجودة بالجواز ليست صورته !
    وهتف بصيحة لاارادية.
    - صورة من هذه ؟!!
    لفتت صيحته المكتومة نظر المضيفة الحسناء فهرعت اليه بملامح متسائلة .. وانحنت عليه هامسة..
    - أيزعجك امر ياسيدي؟..
    - أجل! الصورة التي في الجواز ليست صورتي..
    - أتسمح لي أن أرى..
    أعطاها الجواز مفتوحاً.. تناولته.. نظرت الى الصورة .. ثم نظرت الى وجهه متفرسة.. وواجهته بملامح تعلوها ابتسامة متسامحة مع تغطية دهشة انحصرت في الحاجبين...
    عفوا ياسيدي.. إنها صورتك بالتأكيد!..
    سقط شيء ما في جوفه واستقر ثقيلاً موجعاً في احشائه..
    اعطني مرآتك!
    طلبت منه ان ينتظرها للحظة.. وغابت اللحظة ثم عادت تقدم له المرآة وقد غابت ابتسامتها.. ولمح من وراء كتفها زميلاتها وزملاؤها يتناوبون النظر اليه..
    أمسك بالمرآة .. وحدق في الوجه الذي يطالعه.. ثم صرخ ..
    هذا ليس وجهي!
    خارج الطائرة .. كانت قطرات البرد تتكاثف فوق الجناحين..
    وكانت الشمس ساقطة في الفراغ..
    كلمات من دفتر قديم:
    إن حالي كدقيق بين شوك بعثروه
    ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه

    كلمات مفتاحية  :
    قصة غريب

    تعليقات الزوار ()