بتـــــاريخ : 11/4/2008 6:28:39 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1526 0


    عقبات في طريق التفكير السليم هي

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :

    1- عدم كفاية المعلومات:
    من المعوقات التي تعطل الاستدلال عدم كفاية المعلومات والمقدمات اللازمة لحل المشكلات واتخاذ القرارات، أو أن تكون مقدمات ومعلومات لا صلة بينها وبين الموضوع، مما يربك المفكر ويعوق تفكيره. وربما كان هذا من أهم أسباب سقم الاستدلال عند الشخص العادي الذي لا يملك قدرا كافيا من المعلومات الصائبة التي تكفل له التفكير في أغلب مشكلات الحياة الحديثة، بخاصة المشكلات الاجتماعية. هذا إلى أنه لا يعرف مصادر هذه المعلومات، وحتى إن عرفها فالأغلب أنه لا يستطيع أن يفهمها أو يستوعبها. وإذا كانت وفرة المعلومات شرط ضروري للاستدلال السليم، فهي شرط غير كاف، لأنها يجب أن تنظم وترتب كي تجدي في حل المشكلة.
    ومن الممكن أيضا أن تكون معلوماتنا السابقة الخاطئة حول موضوع المشكلة من العوامل التي تشوب تفكيرنا وتعوقنا عن الوصول إلى حل لها.
    غموض المعاني وإبهامها:
    غموض المعاني وإبهامها هو من أكبر عوامل سوء الفهم بين الناس، وعقبة كئود سبيل حل المشكلات واتخاذ القرارات الشخصية والاجتماعية.
    فمن موضوعات الجدل الذي لا ينتهي الكلام عن حقوق المواطنين وامتيازاتهم على أساس ما يقال من أن الناس خلقوا "متساويين"، ذلك أن كلمة "التساوي" بينهم في الحقوق والفرص: حق الحرية وحق التمتع بالحياة، وأن يتكائوا في فرص التعلم والعمل كل على حسب قدراته مواهبه وإنتاجه، بصرف النظر عن المولد والقرابة والطبقة الاجتماعية.
    وبصفة عامة يمكننا أن نقول: إن سوء استخدام اللغة لا يساعد على حل المشكلات بقدر ما يؤدي إلى خلق المزيد مشكلات. وهذا ما أطلق عليه "فرانسيس بيكون" اسم " أوهام السوق". فهو يطلق هذه التسمية على الأخطاء التي تنشأ من استعمال اللغة في التفاهم ونقل الأفكار. ومصدر الكارثة في هذا النوع من الأخطاء، هو أن الناس، كما يقول "بيكون" بحق: "يعتقدون أن عقولهم تتحكم في الألفاظ التي يستعملونها ناسيين أن الألفاظ- إلى جانب ذلك- تعود فتتحكم بدورها في عقولهم، وأن ذلك هو نفسه الذي أصاب الفلسفة والعلوم بالسفسطة والجمود".
    إن الأصل في كل كلمة من كلمات اللغة أن تشير إلى مدلولات جزئية، فإن كانت هنالك كلمة ليس لها مدلول جزئي يشار إليه، فهي لفظة فارغة زائفة، أشبهت في أعيننا وآذاننا صورة الألفاظ الحقيقية، فرحنا نستعملها في كلامنا ومجادلتنا، استعمالا يستحيل أن يؤدي إلى نتائج علمية إيجابية إلا إذا كان ظل الشيء كالشيء نفسه، له مادة ووزن وطعم ورائحة!! والواقع أن الفرق بين اللفظة الحقيقة واللفظة الزائفة، هو أن الأولى وراءها "رصيد" من المسميات الجزئية، وأما الأخرى فليس وراءها شيء يشار بها إليه، فما أقرب الشبه بينهما وبين الورقة النقدية الحقيقية بالقياس إلى الورقة النقدية الزائفة، فهاتان تكونان في الصورة الظاهرة متساويتين، لكن الأولى حقيقية لأن هناك "رصيدا" من الذهب أو ما إليه يجعل لها "قيمة" فعلية، وأما الورقة الزائفة فليس وراءها مثل ذلك "الرصيد"، ولذا فهي لا تشير إلى شيء وراءها من محفوضات "البنك" مما يجعل لها قيمة حقيقية.
    3- التحيز الانفعالي:
    إن ميولنا واعتقاداتنا واتجاهاتنا الفكرية تؤثر إلى درجة كبيرة في تفكيرنا وحلنا للمشكلات. وفي إحدى التجارب قدم إلى مجموعة من الطلبة الأمريكيين اثنان وسبعون برهانا قياسيا وطلب منهم أن يبينوا ما إذا كانت النتيجة تعتبر نتيجة منطقية مستخلصة من المقدمتين المستخدمتين في القياس. إن نصف هذه البراهين القياسية كان يتعلق بأمور الحياة العادية التي لا تثير الانفعال. أما النصف الآخر من البراهين فكان يتعلق باليهود، وبعضها يتعلق بالعرب، وبعضها يتعلق بدور المرأة، وبعضها بشعارات وطنية مختلفة. وقد تبين من نتائج هذه التجربة أن جميع الأشخاص وقعوا في عدد من الأخطاء في البراهين المشبعة بالانفعال أكبر من عدد الأخطاء التي وقعوا فيها في البراهين الأخرى المحايدة من الناحية الانفعالية، مما يدل على أثر الانفعال في التفكير، حيث يؤدى بالتفكير إلى التحيز والوقوع في الخطأ.
    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن الإنسان يميل بفطرته إلى تصديق ما يحب وإلى إنكار ما يكره واعتباره باطلا، وحين يكون الواقع مريرا يتخاذل المنطق، غير أنه يعز علينا أن نعترف بأننا كثيرا ما نعتقد ما نريد أن نعتقد، وأن آراءنا تتأثر برغباتنا وعواطفنا إلى حد كبير، بخاصة آراءنا في الناس وفي أنفسنا. زد على ذلك أن قليلا هم الذين يفكرون قبل أن يعملوا، فالأغلب أننا نسلك أولا ثم نلجا بعد ذلك إلى التفكير لتبرير سلوكنا وآرائنا والدفاع عنها، أي أننا لا نبدا من فرض قابل للصواب والخطأ، بل نبدأ من نتيجة مؤمن مسبقا بأنها يقينية ولا تقبل الشك أبدا، ثم نشرع بعد ذلك في تبرير هذه النتيجة والدفاع عنها. هذا هو "منطق العاطفة"، إنه منطق تبرير لا تفكير، إنه يستهدف الدفاع لا البرهان. وهذا عكس التفكير المنطقي.
    4- الخضوع للسلطة: السلطة هي المصدر الذي لا يناقش، والذي يخضع له بناء على إيماننا بأن رأيه هو الكلمة النهائية، وبأن معرفته تسمو على معرفتنا.
    والخضوع للسلطة أسلوب مريح في حل المشكلات، ولكنه أسلوب ينم عن العجز والافتقار إلى الروح الخلاقة. ومن هنا فإن العصور التي كانت السلطة فيها هي المرجع الأخير في شئون العلم والفكر كانت عصورا متخلفة خلت من كل إبداع. ومن هنا أيضا فإن عصور النهضة والتقدم كانت تجد لزاما عليها أن تحارب السلطة العقلية السائدة بقوة، ممهدة الأرض بذلك للابتكار والتجديد.
    وأشهر أمثلة السلطة الفكرية والعلمية في التاريخ الثقافي هي شخصية "أرسطو". فقد الفيلسوف اليوناني الكبير يمثل المصدر الأساسي للمعرفة، في شتى نواحيها، طوال العصور الوسطى الأوربية، أي طوال أكثر من ألف وخمسمائة عام. كذلك كانت كثير من قضاياه تؤخذ بلا مناقشة في العالم الإسلامي، حيث كان يعد "المعلم الأول".
    إن كثيرا من الناس يعتقدون أن الآراء المورثة عن الأجداد لها قيمة خاصة، وأنها تفوق الآراء التي يقول بها المعاصرون، ويركز هذا الرأي على الاعتقاد بان الحكمة كلها، والمعرفة كلها، تكمن لدى القدماء، ومن هنا فهو مبني- بطريقة ضمنية- على نظرة إلى التاريخ تفترض أن هذا التاريخ يسير في طريق التدهور، وأن مراحلة الماضية أعلى مستوى من مراحله الحاضرة. ومن المؤكد أن هذه النظرة إلى التاريخ نوعا من التمجيد الرومانسي أو الخيالي للماضي، وللأجيال التي كانت تعيش فيه، وهي لا شك تقوم على فكرة لا تستند إلى أساس من الواقع، وتشكل عقبة في طريق التفكير السليم.
    5- التسرع في الحكم والتعميق:
    من أظهر القوائق التي تقف في وجه التفكير السليم التسرع في الحكم والتعميم من مقدمات غير كافية، أو ملاحظات عارضة أو غير دقيقة كما هو الحال لدى الطفل والشخص الأمي. فالمفكر الجيد يعلق حكمه حتى يجمع من المعلومات والأدلة ما يأذن له بالقطع والبت. ذلك أن الانطباعات الآولى التي نأخذها عن الناس والأشياء غالبا ما تكون انطباعات مضللة. والمفكر الجيد لا يعمم من حالة واحدة دون النظر إلى الحالات السلبية الكثيرة التي تحول دون تعميم المشروع.
    نحن كثيرا نقع في خطأ الحكم على شخصية فرد من مجرد تصرف واحد صدر منه، أو خبر واحد سمعناه عنه، أو مرة واحدة قابلناه فيها، كذلك الحال عندما نزور بلدا أجنبيا زيارة عارضة فنحكم على أهله جميعا بأنهم بخلاء أو لصوص أن ملحدون من مجرد حادثة واحدة اتفق لنا أن خبرناها. وقل مثل ذلك في كثير مما يعتقده سواد الناس، إذ يظنون أن التلميذ الفاشل ف المدرسة يكون ناجحا في الحياة، أو إن أقوياء الجسم ضعاف العقول، وإذا رأينا الشذوذ باديا في سلوك بعض العباقرة فهذا لا يعني أن كل العباقرة شواذ.
    5- الثبات الوظيفي:
    لكثير من الأشياء استخدامات معروفة، غير أن من الممكن أيضا استخدامها بطريق أخرى جديدة لأعداء وظائف جديدة غير مألوفة من قبل. فالمطرقة، مثلا، تستخدم عادة لطرق المسامير، غير أنه من الممكن أن تستخدم أيضا كسلاح في بعض الحالات. وتستخدم السكين للقطع، ولكن من الممكن أن تستخدم أيضا كمفك للبراغي. وفي بعض التجارب كلف بعض الأفراد بأداء بعض المهمات باستخدام بعض الأدوات بالطرق المألوفة لاستخدامها، كما كلف بعض الأفراد الآخرين بأداء بعض المهمات باستخدام هذه الأدوات ذاتها بطرق جديدة غير مألوفة. وبينت هذه التجارب أنه حينما استخدم الأفراد الأدوات بطرقها المألوفة أولا وجدوا صعوبة في استخدامها بطرق جديدة غير مألوفة.
    أما الأفراد الذين قدمت لهم هذه الأدوات في المواقف الجديدة دون استخدامها أولا بطرق استخدامها المألوفة فلم يجدوا صعوبة في اكتشاف الطرق الجديدة لاستخدامها. ويطلق علماء النفس على الجمود في استخدام الأدوات بطرقها القديمة المألوفة، وصعوبة اكتشاف طرق جديدة إلى الثبات الوظيفي على أنه نوع من التهيؤ العقلي الذي يؤدي إلى جمود التفكير وإعاقته عن اكتشاف وظائف جديدة للأشياء تساعد على حل المشكلة في موقف جديد.
    7- التعليل الخرافي:
    إن التعليل الخرافي هو، في واقع الأمر، عقبة كبرى في طريق التفكير السديد، ولكي نميز بين إنسان يفكر بطريقة علمية وآخر يعتمد في تفكيره على الخرافات لابد لنا من أن نحدد ما نقصده بالخرافة. إن الخرافة هي اعتقاد اجتماعي خاطئ، فيما يتصل بأسباب الأحداث وتفسير الظواهر، كالاعتقاد بأن القط له سبعة أرواح، وأن نعيق الغراب نذير شؤم، وأن وضع المقص تحت الرأس بمنع الكابوس. فالخرافة تعتمد على رابطة عرضية بين شيئين، فإذا زارنا شخص ما نعتقد أنه من النوع "الحسود"، ثم حدثت لنا مصيبة أثناء أو بعد زيارته لنا، فإننا غالبا ما نربط بين زيارته لنا وما أصابنا من كوارث، ونتوهم خطأ- أن الرابطة بينهما رابطة دائمة وضرورية على الرغم من أنه لا صلة بين هاتين الظاهرتين، قد يكون اقتران وقوعهما حدث- بمحض المصادفة- مرة أو مرتين أو أكثر، ولكن هذا لا يعني أن نربط بينهما ربطا دائما

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()