بتـــــاريخ : 11/3/2008 7:32:08 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 523 1


    معادلة التعامل الذهبية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : مؤسسة البلاغ | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    معادلة التعامل الذهبية

    الأديان والرسالات السماوية كلها مجمعة على كلمة واحدة هي شعار السعادة البشرية:
    (عامل الناس بما تحب أن يعاملوك )!
    تقول (البوذية) : (البغضاء لا تتلاشى بالبغضاء أبدا , إنما تتلاشى بالحب , هذا هو الدستورالخالد) .
    تقول (المسيحية) : (وصية جديدة أنا أعطيكم , أن تحبوا بعضكم بعضا) !
    وتقول (الكونفوشيوسية) : ( سئل كونفوشيوس : هل ثمة كلمة واحدة تجمع أسس الخصال الحميدة ؟ فأجاب : أليست المبادلة هي تلك الكلمة , فما لا تستسيغونه لا تقدموه للآخرين ) !
    وتقول الهندوسية : (الدين الحقيقي هو أن تحب كما يحب الله الأشياء جميعا كبيرة وصغيرة) !
    وتقول الموسوية : (لا تعلموا بالآخرين ما هو مكروه لكم , هذا هو الناموس برمته , وكل ما عداه شروح) !
    ويقول الإسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه) !
    وورد أيضا : ( أحبب لأخيك ما تحب لنفسك ...واكره له ما تكره لها) !
    ينبغي التأكد والإلتفات هنا أن هذه المعادلة قائمة على غير قاعدة (المعاملة بالمثل) التي غالبا ما تستعمل في المعاملات (القصاصية) – من القصاص- يقول تعالى : (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) (البقرة 194) .
    هي معادلة قائمة على قاعدة : (المعاملة بالحب والحسنى) .
    إذ ليس هناك عاقل على وجه الأرض يحب أن يعامل البشر بسوء أو بكراهية بما في ذلك المسيئون من الناس !
    نقطة الإنطلاق أنت , حدد ما تحب أن تعامل به , عندما يسهل عليك أن تتعامل مع الآخرين – كما أنت – يحبون أن يعاملهم الناس بالرقة واللطف والإحترام والمعروف , فالإنسان – كما قيل – عبد الإحسان .
    لنترجم هذه القاعدة أو المعادلة إلى لغة ثانية , لغة متحركة أو حركية .
    أنت مثلا - تحب أن يرد الآخر (الآخرون) على تحيتك بمثلها أو بأحسن منها , حفاوة ولطفا , بل ومشفوعة بإبتسامة عذبة وكلمات تقدير عاطرة , وأن يصافحوك بحرارة , أن يسألوك عن أحوالك ليطمئنوا عليك ...
    جرب ذلك معهم ...
    النتيجة معروفة سلفا , إنهم سيتلقون ذلك على أنه علامة حب ودليل إهتمام واشارة تقدير , وإذا كان قد ران أو خطر على أذهانهم تصور سلبي عنك لسبب أو لآخر فإنه سيزول اذا ما واظبت على هذا الحب وذاك الإهتمام , نقول ذلك عن تجربة إجتماعية واسعة , لا شخصية محدودة .
    وبلغة الكسب : هنا ماذا تربح أنت ؟
    لقد ضمنت لنفسك تعاملا إيجابيا مع الآخر – كقاعدة لها إستثناءات – وبالمفاهيم الأمنية : أمنت جانب الآخر عشتما في رخاء وإخاء وسلام .
    هذا المردود الإيجابي من التعامل بالحسنى وعرفان الجميل , ورده والتنافس فيه , أكبر من كبير .
    ترويض الآخر , إستقطابه , إستمالته , إجتذابه , كسب وده , كل ذلك يمر عبر هذه القناة الخضراء.
    لا يشغلنك الذين يردون الإحسان بالإساءة , إنهم على كثرتهم قلة , وهم مرضى نفسانيون , أصحاب عقدة , أنت (الثابت) وهم (المتغير) أنت القاعدة وهم الشاذون إنسانيا .
    في خيارات الطرق , قد نختار الأقل مشاة , لكنه الكثر نجاة .
    أكثر المشاكل , أغلب الصعوبات , معظم الحساسيات , تنجم عن تجاهل أو تغافل هذه القاعدة الذهبية , أو السير خارج خط سيرها !

     

    كلمات مفتاحية  :
    معادلة التعامل الذهبية

    تعليقات الزوار ()