بتـــــاريخ : 11/2/2008 8:43:31 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1538 0


    كيف تغير حياتك وتجمّلها ؟

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :
    كيف تغير حياتك وتجمّلها

    ليس التغيير بفكرة جديدة ولا فكرة تمر "كالموظة". إذا ما عدنا إلى الوراء نجد أن فكرة التغيير نشأت في القرن السادس ق.م. مع مدارس الفلسفة الإغريقية الثلاث: طاليس، هيراكليت، وبارمانيد.
    فقد قامت كل من هذه المدارس بعرض ومناقشة مسألة التغيير والإستقرار. وطرحت السؤال التالي: "ما هي المادة التي تستمر على حالها بعد كل تغيير؟". طرح هيراكليت جدلية التغيير والاستقرار.. لا داعي لأن نستطرد فلسفياً إذ يهمنا هنا الواقع والمحسوس أكثر من الأفكار الفلسفية. كان علينا انتظار مجيء هيجل بعد مرور 25 قرناً ليضع التركيبة بين هذين الوضعين (تغيير وثبات أو استقرار).
    في حياتنا نحس بالملل، لا يوجد ما يحفّزنا لإنجاز الأعمال، تنقصني المتعة عندما أقوم بأي عمل.. لا أريد أن أختلط بالناس.. أشعر بكسل شديد وعدم الرغبة في عمل أي شيء.. كما أنني أشعر بانعدام اللذة عند انجاز أي عمل.. أفتقد الشعور بالمتعة عند القيام بأي نشاط.. وغيرها من العبارات التي نسمعها تتردد.
    نتساءل أحياناً إلى متى سيستمر هذا الشعور؟ هل هو ضيق؟ هل هو ملل من الحياة أم هي حالة خمول؟ ضعف إرادة؟ هل هذه الحالة سوية أم مرضية؟ هل هي لفترة معينة ثم تزول لوحدها؟ أم عليّ أن أقوم بشيء من هذا القبيل: زيارة طبيب نفسي؟ أخذ قسط من الراحة؟.. لكن هذا الشعور ينتابني وينتاب الأصدقاء والزملاء والجيران أيضاً.. هو فيروس في الجو إسمه الملل والضيق؟ أم أنها حالة رتابة ناتجة عن الروتين اليومي الذي لا يطرأ عليه أي تغيير؟ هل السبب الإنسان نفسه أم البيئة المحيطة به؟
    مما لا شك فيه أن الإنسان يجد متعة كبيرة عندما يتفاعل مع كل ما يتغير من حوله: تغير في المواج أو الحالة أو المواقف أو الجو الذي يعيش فيه أو كل شيء يحيط به.. لذلك نجد حكمة الله في خلقه لهذا الكون المتغير الذي يلائم الطبيعة البشرية، فقد خلق الله: الليل والنهار ـ الصيف والشتاء ـ الفرح والحزن.. وإذا لم يكن هناك تغيير في حياتنا وفي كل ما يحيط بنا ـ وهي حالة الثبات ـ فإن ذلك سينتج عنه حكماً الشعور بالملل وعدم الرغبة في الحياة.
    أكثر العوامل المؤثرة في النفس هو التجديد والتطور والحركة. فمنذ بداية تكوين الانسان وهو في نمو مستمر وحركة دائمة: إن لناحية التطور البيولوجي للجسم، أو التطور الفكري والمعرفي، ودائماً بحثاً عن التجديد والتجدد للاستفادة منهما. فمثلاً ما أن يبدأ الطفل بالمشي حتى يصبح مكتشفاً جديداً لعالم مجهول وتبلغ سعادته أقصاها مع كل مرة يتعرف على شيء جديد. وهذه الصفة تلازم الفرد مدى حياته. فالجديد يثير في أنفسنا الرغبة في البحث، فيشحذ طاقاتنا للتحرك ويعطينا قدراً من المتعة واللذة النفسية والشعور بطعم الحياة اللذيذ.
    إنما كي يستطيع الانسان تحقيق التجديد بصورة دائمة بحثاً عن تخطي حالة الخمول والرتابة والروتين اليومي يجب أن يبحث في داخله عن:
    1- هواية يمارسها بشكل منتظم لأنها تساعده على التحرر من روتين الحياة اليومي وقد تكون بسيطة للغاية مثل حل الكلمات المتقاطعة أو ممارسة رياضة.. الخ.
    2- القيام بمحادثة شيّقة مع صديق، وسيكون لها أكبر الأثر عليه في إعادة ترتيب أفكاره إلى جانب اكتسابه معلومة جديدة مفيدة في مجال الأدب، الاقتصاد، السياسة، العلوم، الاختراعات.. الخ.
    3- متعة التنزه والترفيه أو القيام بإجازات كمحاولة للتغلب على الملل، شرط أن تكون إجازة مدروسة ومفيدة..
    4- حضور مباراة رياضية أو مسابقة تلفزيونية معينة ومحاولة المشاركة فيها عبر الهاتف..
    لكن في حال عدم وجود الدافع أو غياب القيم الكامنة وراء النشاط سيشعر الإنسان أن هذه الأنواع من الترفيه سطحية وتافهة.
    أما الحل الأفضل للخروج من هذه الدائرة المفرغة "اعتماد خطوة ايجابية" أو بشكل أدق "البدء بالتغيير"، مثلاً:
    - إبدأ نهارك بالقيام بنشاط رياضي لمدة نصف ساعة على الأقل.
    - تناول فنجان قهوة أو شاي مع أحد الأصدقاء تلقاه مرة في الأسبوع وتتحدثان عن الذكريات.
    - إستمتع بمشاهدة فيلم سينمائي جديد أو قديم حسب رغبتك.
    - شاهد مباراة لكرة القدم مع مجموعة من الأصدقاء.
    - إقرأ كتاباً يمدك بمعلومات جديدة تتمتع بها.
    - تحدث مع أصدقاء لك عبر الانترنيت.
    - إنضم إلى إحدى الجمعيات التي تهتم بهواياتك.
    - إبحث عن نشاط خيري لتساهم فيه.
    - حاول إدخال السعادة إلى قلوب الآخرين فهذا يسعدك أيضاً.
    هنا نقول: إن بداية كل جديد هو أصعب ما في الأمر. لذا عندما تبدأ بأي من هذه النصائح ستشعر في البداية بعدم الرغبة في الاستمرار، إنما مع المثابرة وماقومة الروح السلبية الكامنة فينا سيتمكن كل شخص أن يحقق تغييراً في حياته ويتغلب على الروتين وأسلوب الحياة الممل عن طريق القيام بما هو جديد ومختلف.. إن التجديد والتغيير هو أكثر الثوابت في حياتنا التي نحتاجها باستمرار كاحتياجنا للماء والهواء.. فلا تبخلوا على أنفسكم بالتجربة.. تجربة التغيير نفسه.

    كلمات مفتاحية  :
    كيف تغير حياتك وتجمّلها

    تعليقات الزوار ()