تلك هي الحقيقة حتى لو كنا من هذا النوع فسيكون شريك الحياة ممن يرغبون بالتبضع عندها نقول : وداعاً ايتها الميزانية.
واذا كنت من هؤلاء لاتقلق لان هذه حالة الكثيرين. ان كنت ممن يحبون وضع الميزانية وتزوجت من يهوى الشراء فان المشكلات ستقع بينكما كثيرا بلا شك والسبب المال طبعا.
(هناك طريقة الى الاثراء .. خير من وضع الميزانية)
هناك سبب بسيط يفسر عدم نجاح وضع الميزانية في حياتنا وهو انه ليس فيها ما يمتع, وهذا بجوره يصعب مهمة الالتزام بها.
فكر في ذلك.. اتباع ميزانية ما يعني حرمانك مادياً من اجل مستقبل افضل والفكرة رشيدة في حد ذاتها لكنها – عزيزي القارئ – ضد الفطرة ويقابلها في الطرف الاخر – الالاف من رسائل التسويق التي تدفعك الى انفاق كل قرش تكسبه!
اسمع طوال الوقت هؤلاء الذين يسمونهم خبراء وهم يقولون ان عليك وضع ميزانية واقعية لكل شيء... الترفيه والاكل خارج المنزل... والسفر..و..و.. وهذا غاية في السخف تماما كما هي الحال عندما ينصحك المختصون بان تعد كل لقمة تتناولها وما تكتسبه من سعرات حرارية! كم من الذين تعرفهم التزموا بشكل مهووس بذلك عند انقاص اوزانهم... ثم تراهم الان وهم اكثر سمنة وترهلاً.
هذا النوع من الحميات في واقع الامر مصيدة الفشل! لماذا؟ لانهم يسأمون الحرمان ومراقبة سعراتهم الحرارية.
ولا يختلف الامر حين تكون الحمية مالية... انهم يراقبون كل قرش يصرفونه ثم لا يلبث الملل ان يتطرق اللاى ذواتهم فيضربون بتلك الرقابة المالية عرض الحائط و... يهرعون الى الشراء باسراف .
لا امل البتة... تقول التجربة ان اي نظام يسعى الى كبح نوازعك الانسانية مصيره الفشل ... لايرضى الانسان بما يسيطر على حياته... بل انه يسعى لان يكون كل شيء تحت سيطرته! والفرق الشاسع ما بين هذا وذاك... صدقني – قارئي الكريم – حين اقول ان عليك التحكم في الامر عندما يتعلق بالمال لا تدع المال يسيطر عليك ابداً. اجمع الان ميزانياتك التي طال صراعك معها وألق بها في سلة المهملات, ان اردت وضع موازنة لمصروفاتك فان الامر لك عائد على اني اظن ان ذلك مضيعى للوقت والجهد.
لو لم تفعل غير هذا فستصبح غنياً - بأذن الله –
الفكرة الاساسية هنا .. دون مبالغة او تضخيم للامر هو ان تعقد العزم – ان اردت ان تصبح ثرياً – على الاقدام على عمل احجم عنه الكثيرون والمتمثل في ان تدفع لنفسك اولاً! ان ما يبادر الكثيرون فعله عندما يتوفر لديهم المال هو المسارعة الى الدفع للجميع اولا... مالك النمزل... شركة البطاقات الائتمانية – شركة الهاتف وما الى ذلك... اما سبب اعتقادهم بوجوب وضع ميزانية لذلك فهو رغبتهم في معرفة ما يتعين دفعه للجميع كيما يتمكنوا في نهاية الامر من الاحتفاظ بما يتبقى لأنفسهم. وهذا – صديقي – تخلف مالي دون.