بتـــــاريخ : 11/2/2008 7:19:51 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1131 0

    موضوعات متعلقة

    مهارة الإنصات

    مهارة الارتجال.. تفكير ام مخاطرة؟

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د. مأمون طربية | المصدر : www.balagh.com

    كلمات مفتاحية  :

    هل انت مترو في تفكيرك الى حد تمحيص كل المعطيات ام مخاطر تتصرف بعد تفكير؟ هل ترتجل قراراتك قريباً من التفكير المتعقل ام بعيداً عنه؟ هل تندفع بشكل متهور دونما تفكير؟ بتعبير اخر هل انت حذر اكثر من اللازم نتيجة التفكير بالعواقب الوخيمة؟
    لنختبر اولاً موقفك الصحيح من بعض المسائل:
    - تدرس مقرراً تدريبياً في اختصاص ما ثم لا تقوم باستخدام في حياته.
    - يصعب عليك التوصل الى قرار نهائي ما لم تستشير صديقاً لتعرف رأيه.
    - تتجنب مواجهة المواقف الصعبة او تتجاهلها بشكل لا مبال.
    - تتذمر لانك تريد ان تقوم بشيء ما ولكن لا وقت لديك..
    - تفكر في تغيير نمط حياتك لكن الماضي يلح عليك بافكاره وذكرياته.
    ان كنت واحداً من ثلاثة على الاقل من هذه المسائل فأنت تقر بمشكلة تفكير لديك, ولكنك في نصف الطريق الى ان تدرك معنى التفكير الجدي في حياتك, ذلك لانك تشعر بأن لديك القدرة على ان تفعل اكثر مما تقوم به ولكنك لا تقدم, وترى انه بامكانك ان تذهب بعيداً, تكتشف, تتحرك, لكن احدهم يقول لك: انك لا تستطيع.
    اذاً انت ان تفعل ولكن؟ هذه "اللكن" هي ما توقفك منتصف الطريق منتظراً! منتظراً ماذا؟ لا جواب... اذن انت انسان حذر, متردد, غير مغامر, متوان عن الاقدام, تشبه اولئك الذين يلعبون بالنار ويعتقدون بأن التقاعس اكثر خطورة من الاقدام والمخاطرة.
    في الواقع لا يدرك بعضنا لماذا هو يترقب ولا يقدم.. ان كان هناك سبب يحول دون التفكير والاقدام فلنعمل عليه وتنتهي المسألة, ولكن ان لم يكن هناك من سبب فهذا بحد ذاته مشكلة.. لا لشيء الا لاننا نريد الابتعاد عن شيء اسمه "التفكير" فالتفكير عند بعضهم هو اصعب انواع الجهد ومثلما لا نريد ان نقوم احياناً باشياء تتعبنا كذلك يفعل بعضنا بالابتعاد عنه رغم ان التفكير هو جزء بديهي من حياتنا وفي حياتنا, اننا مدفوعون دوماً الى التفكير لدرجة ان لم يكن هناك ما نفكر به فعلينا التفكير بنشاط لتفادي التفكير. لقول "والاس واتلس": "تتكون الشخصية بالتفكير وليس بمجرد المعرفة او تحصيل المعلومات, التفكير هو النمو فلا يمكنك ان تنمو دون ان تفكر, ولا يمكنك ان تفكر دون ان تنمو".
    وان لم نفكر ونقدم ونعمل, ثمة مكاسب قد نخسرها, هي:
    1- الوقت: يمر ولا نفعل شيئاً, نحن جميعاً نعرف ما للوقت من قيمة, يجب ان نستغله قبل ان يمضي, فالزمن لا يسامح من يعمل بدونه, وهو لا يتوقف باذن من احد, او يتمهل حتى ننهي دراسة قرارنا.. انه يمضي.. فلنمضي معه.
    2- حب التغيير: هل تود ان تبقى اسير الماضي الى ما لا نهاية, هل دائماً ذكرياتك مرتعك الانيس بعيداً عن الواقع.. لا بأس بذلك بين الحين والاخر لا ان يكون بشكل دائم وهرباً من الواقع, فكر بأن ما ولى قد ولى وأن نا هو ات.. ات, انظر الى المستقبل.
    3- مسايرة الركب: دعني اخبرك بشيء: اعمارنا اشبه برحلة قطار, نحن فيه دائماً على حالة سفر من محطة لاخرى, محطات الحياة هي اهدافك/ ما تود ان تفعله؟ هل رسمت تلك الاهداف؟ هل فكرت ماذا تود ان تفعل؟ ان كان جواباً ايجابياً فاذن انت حجزت مقعدك والركب بانتظارك.
    4- فرصة الفوز: قرأت مرة حكمة تقول: سأل "الممكن" "المستحيل" يوماً: اين تقيم؟ فأجابه: في احلام العاجز. في هذا القول عبرة بأن نذهب حيث نتمنى, نحلم, نريد, نفكر.. ثمة فرصة لكل واحد منا تنتظره في مكان وزمان ما, فطريق مفتوحة امام من يريد ان يمشيها, لا تعتقد بأن الفوز هو فقط لاولئك الذين يملكون ارثاً علمياً عالياً, جميعنا نستطيع الامتياز, لا احد يولد ويبقى عاجزاً.. العجز يعني ان تبقى حيث انت..
    5- الخيارات الممكنة: في كتابها: "أرغب بأن افعل كل شيء" تقول "بربارا شير" الباحثة في مجال التعلم الذاتي, بأن معادلة: المخاطر – ضد – الامان ليست صحيحة برأيها, اذ عندما ندعي او نحسم بشكل قطعي بان كل خياراتنا هي اما محفوفة بمخاطر لذا لا اقوم بها واما ان تكون امينة مئة بالمئة حتى انفذها, مثل هذا التفكير بالمسائل هو ما يبقيك
    وكما تقول بربارا, حيث انت, لان ثمة مبادرة لا بد منها هنا.
    مهارة الارتجال لا تعني بان تغامر في رحلة سفر بالصحراء او مجاهل الطبيعة انما تعني توغل في اعماق الذات, بان تتساءل من انا؟ بأن تعرف مدى امكانياتها في التفكير والتخطيط والعمل وبأن لديها قدرات وطاقات لما تكتشف بعد.. ولن يظهر ذلك للعلن الا ببعض المغامرة المدروسة والاندفاع العاقل والتفكير المنظم. ويمكن الوصول الى ذلك عبر المنافذ التالية:
    - وسع نطاق تفكيرك ولا تحصر ذهنك بمسائل محددة من الموضوعات, فالتنوع يغني بالمعرفة والمعرفة بدورها غذاء الفكر.
    - لا تتوقف عند توافه الامور, ارق بمستواك الفكري.
    - تخلص من الافكار المنمطة, فهي تحجز العقل في معارف ثابتة قد لا تكون صحيحة.
    ... يقول فرويد العالم النفسي الشهير: "ليس هناك اكثر اهمية من ان يكون المرء على وفاق مع نفسه...", مثل هذا الاعتبار له من الاهمية لان يكون المرء منسجماً مع ذاته, مع افكاره, مع ارائه. انه "دليل عافية" بأن تكون انت افكارك, وافكارك انت.. لذا فكر ملياًقيم ما تنوي فعله, ولا تأسى ان اخطأت فمن جهلنا نخطئ ولكن من خطأنا نتعلم, وبذلك تكون سلامة التفكير, عندما تعرف الفارق القائم بين الجهل والمعرفة, انه ببساطة في ذلك "الميزان" الداخلي الذي توزن به على الدوام, فيما لو تنوي فعله

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()