على مدى سنوات طوال شهدت الكثير من أحبتي وقد تضاعف دخلهم وازداد أما حريتهم فلم تتضاعف.
لقد كد أحد أصدقائي وكدح حتى تمكن من رفع دخله السنوي الى مبلغ 500.000 دولار بعد ان كان 50.000 دولار فقط وبالرغم من ارتقاء نمط حياته تبعاً لذلك الا انه لم يدخر ما يذكر.
صديقي هذا أصبح يرتدي ملابس فاخرة ويركب سيارات فخمة...
أصبح يتناول طعامه في أرقى المطاعم وينتقي مشترياته من أرقى المتاجر.. وأصبح يسافر الى وجهات رائعة, وبالرغم من ذلك كله فانه لم يصبح أغنى مما كان عليه, بل انه الان قد اصبح – في واقع الامر – أكثر ضغوطاً وتوتراً عما كان عليه منذ عشر سنوات, لأن عليه أن يستمر في مواكبة مستوى المعيشة الراقي الذي يسير الان في ركابه: عضوية أندية – أجر المربية – مدارس الاولاد الخاصة ودفعات الرهن العقاري الكبيرة, وهو مع ذلك لا يتخيل العيش دون ذلك. لقد بلغ أعلى مستويات النجاح التي يحلم الجميع بالوصول اليها, على انه في الحقيقة كان عالقاً في نفس مأزق (سباق الجرذان) كشخص لا يملك سوى ذرة مما يحصل عليه من دخل.
ولكن ماذا عنك أنت – عزيزي القارئ – الاكثر احتمالاً هو أن دخلك اليوم قد زاد عما كان عليه منذ عشر سنوات, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا أأنت توفر أكثر, هل تسير الى الامام قدماً.. مادياً أم أنك تكافح وتناصل لموازاة نفقاتك؟
وهل يشكل دخلك مصدراً لمزيداً من الحرية لك أم العكس يا ترى؟