الحياة التي تعيشها كلها تجديد فلهذا حاول ان تستغل الفرصة وتتعلم منها فإذا كنت مؤلفا فيمكنك أن تراقب تأليفات الآخرين، وتتعلم منهم، وإذا كنت صاحب دار للنشر فيمكنك أن تتعلم من أفضل دور النشر، وإذا كنت صناعيا فكذلك..
كل المجالات هي مجال للتطوير، وكل ما حولنا يتطور، فلننخرط في قافلة الحياة، ولننطلق مع المجددين فيها..
فالعالم مليء بالأفكار المبدعة، ولكنها بحاجة إلى العقل المتفتح لكي يتعلم منها، ويضيف عليها، وهذا ما فعله "كارل" وإليك قصته: إنه يضع في كل ركن من أركان منزله لوحا أسودا يكتب عليه الأفكار التي تأتيه بغتة ويتركها عليه للتمحيص حتى تنضج ثم يعرضها على العلماء الذين يستخدمهم للمناقشة ومن ثم التنفيذ.
هذا الرجل زار يوما مصنعا للزجاج فلاحظ أن الزجاج غير الشفاف يلقى كنفايات ويستعمل فقط الزجاج الشفاف.. فكر باستغلال هذه النفايات حيث قام بخلطها بالإسفلت الذي يرصف به الشوارع فأصبحت هذه الشوارع أكثر إضاءة بالنهار مع أشعة الشمس وبالليل أيضا مع أضواء السيارات، وخلطه أيضا مع الطوب فكانت أقل كمية من الإضاءة تؤدي إلى ظهور ضوء شديد على الحائط المبني بها.
وذات اليوم غرقت سفينة في أحد الموانئ وتعذر إخراجها بسبب الحاجة إلى 20 سفينة رافعة، وكان لا يتسع لها الميناء الصغير، فكلف رجلا يدعى كروير بإخراجها.. فكر بالطريقة لإخراجها فأتته الفكرة وهو يقرأ مجلة للأطفال تتحدث عن قصة خيالية.. والفكرة تتلخص بملىء السفينة بالهواء فتطفو بذلك ولكن تعذرت الفكرة بسبب الشقوق الكثيرة.
فتداول مع علمائه وخرج بفكرة جديدة وهي ملء عنابر السفينة بالالاف الكرات البلاستيكية الخفيفة التي إذا حلت مكان الماء أدى ذلك إلى خفة وزن السفينة وبالتالي إخراجها. وبالفعل نفذت الفكرة ونجحت ولم تحتاج إلا إلى سفينة واحدة فقط وذلك لحفظ توازن السفينة الغارقة أثناء خروجها.
إن هذا الرجل يملك معملا للأبحاث، ويعمل لديه أربعون عالما ومهندسا ورساما هندسيا وهو لم يعلم إلا التعليم الثانوي... يعطي علماءه الفكرة ويناقشهم وهم ينفذونها له