بتـــــاريخ : 6/9/2008 3:38:41 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1144 0


    إستراتيجية اللطف لدعم العلاقة الزوجية

    الناقل : heba | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محمد عبدالله | المصدر : www.islamlight.net

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة

    إن اللطف في المعاملة هو أحد المكونات الرئيسية لنمو أي مشاعر دافئة بين شخصين فكيف بين الزوجين وفي الحقيقة فإن اللطف في المعاملة هو مركز العلاقة الزوجية.

    وللكرم في المعاملة فوائد كثيرة بداية من حرص الشريك على العلاقة الحميمة مع شريكه.

    وليس معنى أن تكون لطيفًا في معاملتك، أن تبتسم حين لا تشعر بالميل للابتسام أو أن تتصرف بتفاؤل في حين أنك تشعر باكتئاب، ولكن اللطف في المعاملة هو أن 'تعامل شريكك بما تحب أن يعاملك به'.

    وأفضل الطرق لتعليم الآخرين فن اللطف في المعاملة إنما يكون من خلال ابتدائهم باللطف أولاً فإن اللطف في المعاملة شأنه شأن العدوى ينتقل سريعًا بين الأشخاص.

    ونحن نعجب أشد العجب عندما نرى الزوجة تتلطف مع كل خلق الله وهي مع زوجها صلبة قاسية كالحجارة، تكون راقية مبدعة ولكن في التعامل مع الآخرين، ومع زوجها سليطة اللسان مثيرة للقلاقل مختلقة للنكد.

    وأيضًا نعجب من الزوج تراه ألطف ما يكون وألين ما يكون مع جميع الناس إلا أهله وزوجته يمتلئ وجهه عبوساً وروحه ضيقاً عندما يدخل المنزل، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال فقال: 'خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي' [صحيح الجامع].

    وكان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يداعب السيدة عائشة أم المؤمنين ويلاطفها بترخيم اسمها فيقول: 'يا عائش' كما جاء في رواية البخاري ومسلم.

    ووجه الخطاب للنساء فقال صلى الله عليه وسلم: 'لو كنت آمرًا عبدًا أن يسجد لعبد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها' [صحيح الجامع].

     

    إستراتيجية اللطف في المعاملة

    إن اللطف في المعاملة ليست قصراً على مكان معين أو أفراد معينين بل هي لجميع البشر على اختلاف أجناسهم ومللهم، لكن تطبيقها في المنزل من أهم الأولويات وعلينا أن نتبنى هذه الإستراتيجية السحرية في المعاملة مع شريك الحياة والأهل والأبناء، وليكن تطبيقها يوميًا في قمة أولوياتنا.

     

    ابدأ أولاً بالأشياء الصغيرة:

    إنه من الأهمية بمكان أن تعامل شريكك بنفس اللطف في المعاملة التي تعامل بها أعز أصدقائك وما عليك إلا أن تبدأ بالأشياء الصغيرة .. فكيف ذلك؟

    1.    حاول أن تستمع من القلب وأن تتسم بالاحترام والمراعاة لمشاعر الآخرين.

    2.    حاول أن تستأذن عندما يتطلب الأمر ذلك.

    3.    وأن تعتذر عندما تخطئ.

    4.    وأن تلتزم الأدب في التعامل لأن الأهل هم أولى الناس بحسن الأدب.

    5.    وأن تحاول معرفة شريكك ثم تسأل نفسك: ما الذي يمكن أن يدخل عليه السعادة الآن وأن تحاول إسعاده؟

    6.    حاول قبل أن تقوم بتعامل ما أن تسأل نفسك هل تحب أن يعاملك الآخرين بهذه الطريقة أو الأمر، فإن كانت الإجابة نعم فقم به، وإن كانت لا فابتعد عنه.

    وفي واقع الأمر فإن اللطف في المعاملة يرتبط في الأساس بالأشياء الصغيرة.

     

    كيف تكون لطيفًا وأنت مشغول؟

    ليست مهمة الزوج توفير الحياة المادية الكريمة للزوجة فحسب، وليس الزواج أداءً للحقوق بطريقة فجة جامدة، وإنما الزواج تآلف وتآزر، ومحبة وود ورحمة ومعاشرة بالمعروف وملاطفة وممازحة، فالمرأة كما تحتاج إلى الطعام والشراب والمسكن وغيرها من الأمور المادية تحتاج إلى الكلمة الحانية والنظرة الرقيقة والقبلة العطوف، والمداعبة والمؤانسة.

     

    ولنضرب مثالاً كيف يكون الرجل لطيفًا وهو مشغول:

    رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم كثرة أعبائه الدعوية وازدحام أمور الدولة عليه إلا أنه كان يعطي كل ذي حق حقه، وكان يلاطفه أهله.

    قال ابن كثير رحمه الله: 'وكان من خلق النبي صلى الله عليه وسلم أنه جميل المعشر دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوفهم نفقتهم ويضاحك نساءه، حتى أنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يتودد إليها بذلك.

    قالت رضي الله عنها: "سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعدما حملت اللحم فسبقني فقال: 'هذه بتلك'.

    وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:2].' انتهى كلامه رحمه الله.

    هكذا كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم رغم وقاره وهيبته وكثرة أعبائه إلا أنه كان صلى الله عليه وسلم رحيمًا بنسائه ضحوكًا معهن، متواضعًا أشد التواضع لطيف المعشر عطوفًا عليهن ممازحًا لهن.

    وقد كثرت الأخبار عن مداعبته لعائشة ـ رضي الله عنها ـ لأنها كانت صغيرة السن، وكان يقدر حاجتها للعب واللهو والمداعبة وحسن الملاطفة وهذا من فطنته صلى الله عليه وسلم.

    وفي ذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: 'كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق [أي اللحم المختلط بالعظم] وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في' [رواه مسلم].

    فلم يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم من هيبة النبوة ووقارها سداً منيعًا بينه وبين زوجاته رضي الله عنهن بل آنسهن بمرحه وملاطفته.

    فالزوج المثالي هو الذي يداعب زوجه ويلاطفها ويعطيها حقها في اللهو والمرح البريئين، وذلك بوسائل متعددة تتماشى مع استطاعته وإمكاناته إما بسمر أو برحلة أو بزيارة أو بحضور مناسبة تتفق والمنهج الإسلامي.

    وأعلم أيها الزوج الكريم أن من يزرع الود فسوف يجني الورود.

    والناس بمثابة المرآة لبعضهم البعض وغالبًا فإننا نحصد ما نزرعه، وعندما تجد من تحب ليس على ما يرام جرب القيام ببعض الأشياء المختلفة انظر إلى عينيه وابعث له ابتسامة تحمل رسالة مفادها 'لا عليك فأنا أحبك دائمًا حتى عندما تكون مكتئبًا'. وإذا فعلت هذا فغالبًا ما سيرد عليك شريكك بابتسامة أيضًا ونحن نعتقد أنك تتفق معنا أن اللطف في المعاملة حينما يكون سلوكًا يوميًا يكون عنصرًا أساسيًا لدعم علاقتك الزوجية على مدى الحياة.

     

    وإذا قالت المرأة لزوجها:

    يا مقيمًا في خاطري وجناني                 وبعيدًا عن ناظري وعياني

    أنت روحي إن كنت لست أراها               فهي أدنى إلي من كل داني

    فسيرد عليها الزوج بأحسن منها ويقول:

    خيالك في عيني وذكراك في فمي             وهواك في قلبي فأين تغيبي

     

    فلتتفنن المرأة وليتفنن الرجل في بث إستراتيجية اللطف في المعاملة. وعلي كل منهما أن يبدأ العمل بها وإن تأخرت نتائجها يوماً فلن تخيب في الذي يليه أو ما بعده.

     

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة رجل امراة

    تعليقات الزوار ()